المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تدبر سورة الذاريات


ام هُمام
01-02-2017, 08:56 PM
:1:

*تدبر سورة الذاريات*

*هدايات المقطع الأول (١ : ١٤ ):*

●تفتتح سورة الذاريات بقسم عظيم يستغرق الآيات الأربع الأولى (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴿١﴾
فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ﴿٢﴾ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ﴿٣﴾ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ﴿٤﴾) ثم يتبعه قسم آخر
(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ﴿٧﴾) والعظيم سبحانه يقسم بما شاء من مخلوقاته، والقسم من
العظيم عظيم سبحانه وتعالى.

●وعلى الرغم من عظمة المقسم عليه في هذه الآيات إلا أنه ينبغي أن ينصرف الفكر و
القلب إلى خالقها سبحانه وتعالى فكلها تدل على عجيب صنعه وعظيم قدرته وسعة
إحاطته بالخلق ودقة حكمته لكل مخلوق من مخلوقاته وأنه ما خُلق عبثًا وإنما خلقه
الله عز وجل لحكمة بالغة ولوظيفة دقيقة تخدم مصالح الإنسان الذي جعله الله سبحانه
وتعالى خليفة في الأرض.

●فالقسم بالمخلوقات العظيمة يلفتنا إلى توجيه قلوبنا للتعرف على أسرارها المكنونة
ويعلّقها بمبدع هذه الخلائق فتنصرف القلوب له بالطاعةوتفر إلى رضوانه بالعبادة الخالصة.

● افتتاحية للسورة تربط القلب البشري بالله سبحانه و تعالى ليخافه ثم يتجه إليه بكلّيته
فالقسم بمخلوقات الله العظيمة الرياح والسحب والسفن والملائكة على وقوع اليوم الآخر و
هذا يثمر الاستعداد للوقوف بين يديه جلّ وعلا والتجرّد له. وكما أن خلق هذه المخلوقات كان
بكلمة كُن فكذلك البعث يكون بكلمة.

●وتكرار القسم بالسماء ذات الحبك والتحذير من مسالك أهل الكذب والانحراف كل ذلك يدفع
إلى التوجه إليه تعالى والانخلاع من كل الجواذب التي تحول دون الخلوص له عز وجل.

●ومناسبة المقسم به والمقسم عليه (فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ﴿٤﴾ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ﴿٥﴾ وَإِنَّ الدِّينَ
لَوَاقِعٌ ﴿٦﴾) فإن أحوال الرياح المذكورة هنا مبدؤها نفخٌ فتكوين فإحياء وكذلك البعث مبدؤه
نفخ في الصور فالتئام أجساد الناس التي كانت معدومة ومتفرقة فبثّ الأرواح فيها فإذا هم
قيام ينظرون (موسوعة التفسير الموضوعي)

:2:

ام هُمام
01-02-2017, 09:01 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات




📚🍃 *هدف وموضوعات سورة الذاريات*
سورة الذاريات من ضمن سور الجزء السابع والعشرون وهدف الجزء العام هو:

*الهدف العام للجزء السابع والعشرين : قضية الإختيار*

🌱هذا الجزء يشتمل على ثماني سور يجمعهم محور واحد وتتفرد كل منهم
بهدف من أهداف المحور الرئيسي للجزء كلّه. بعد أن عرضت الأجزاء السابقة
في القرآن الكريم للمنهج يأتي هذا الجزء والذي يخيّرنا الله تعالى بين أمور
عدة علينا أن نحسن الإختيار حتى نفوز في النهاية.

🌱وقد عرضت السور والآيات عدة طرق للإختيار منها: طريق إرضاء الله و
طريق إغضابه،وطريق الجنة وطريق النار، وطرق النعم وطريق النقم،وطريق
الرزق وغيرها والمطلوب منك أيها المسلم المؤمن أن تحسم أمرك وتختار بعد
أن عرفت عن كل هذه الإختيارات ما يعينك على حسن الإختيار.

🌱 وهذا الجزء كله يركّز على التذكرة بالآخرة وفيه اسلوب ترقيق القلوب الذي
هو من أنجح الأساليب في الدعوة وتطهير القلوب والنفس البشرية. والسور كلها
مكّية ما عدا سورة الحديد فهي مدنية.
وأربع منها ابتدأت بالقسم (ق، الطور، النجم، الذاريات).

📚 *هدف سورة الذاريات*

●تتحدث الآيات كلها عن رزق الله ولهذا جاءت فيها الآية المحورية (وَفِي السَّمَاء
رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) آية 22.

●حتى ورود قصة سيدنا ابراهيم في السورة جاء ليخدم الهدف وهو الرزق فركّزت
على رزق الله تعالى له بالغلام بعد سنين طويلة لأن الأولاد هم من رزق الله وعطائه
سبحانه،

●ثم إكرام ابراهيم لضيفه (فراغ إلى أهله) دليل الكرم ، ثم جاء لهم بعجل سمين
وهذا من باب الكرم والرزق والعطاء

●وتختم الآيات بأنه إذا كان العطاء والمنع من الله تعالى ففروا أيها الناس إليه
(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) آية 50، وتأتي الآية محورية في السورة
(مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)
آية 57 و 58 فالرزق من عند الله وعلينا الإختيار بين من يعطي الرزق ومن لا
يملك الرزق.

ام هُمام
01-02-2017, 09:06 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات


تدبر_سورة_الذاريات

📚🍃 *محور السورة :*

🌱سورة الذاريات هي سورة اليقين .. اليقين في إقامة البرهان , واليقين
في عرض حقائق الإيمان و منها:الإيمان بالله واليوم الآخر,إنها ترفع المؤمن
إلى مقام اليقين منذ المدرج الأول،وتصرع الكافر بقوة اليقين منذ الجولة الأولى ..

🌱إن الخطاب في هذه السورة يتركز حول حقيقة البعث والجزاء، وحتمية
وقوع الدين, تماما كما هو في سورة "ق" وغيرها من السور.

🌱 لكن سورة الذاريات تتميز عن غيرها، بتدفق آياتها على قلب المؤمن من
على شرفات اليقين الأعلى كما تتميز بعرض حقائقها اليقينية،عرضا يتوجه
من رب العزة -بكاف الخطاب- إلى الكفار مباشرة.

🌱إن سورة الذاريات هي سورة الوعد الصادق، والخبر الواقع، والحق المبين
اليقين، ولذلك ترادفت فيها التعابير القوية المتينة، والكلمات الشديدة المكينة،
والجمل الاسمية القصيرة، والتوكيدات المتعددة المتتابعة، والفواصل الكثيرة،
آيات محكمات مبينة، منزلة من الرحمن.

🌱وعلى هذا السياق ، ومن أجل الهدف ، عرضت السورة لآيات الله في الآفاق،
ولآياته في الأرض، وفي الأنفس، ثم لسننه الجارية في التاريخ البشري والرسالي،
إلى أن تدرجت خواتيمها نحو باب النجاة، فرارا إلى الله، ودخولا تحت أمان عبادته،
على مقام اليقين.

(د. فريد الأنصاري )

ام هُمام
01-03-2017, 08:39 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات




📚🍃 *هدايات المقطع الثاني الآيات( 15-19)*

*موضوع المقطع: عاقبة المتقين وصفاتهم*

🌱(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿١٥﴾ آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ
مُحْسِنِينَ﴿١٦﴾كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴿١٧﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴿١٨﴾
وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴿١٩﴾)

🌱تبين آيات المقطع الثاني عاقبة المتقين بأن لهم جنات وعيون ولم تفصل الآيات
في وصف هذه الجنات كما ورد في سور أخرى وذلك أن سياق السورة ليس في تفصيل
الجزاء والعاقبة وإنما في بيان نموذج من الخلق الذين تلقوا ما جاءهم من ربهم الخالق
العظيم الذي بيده كل شيء وهو يصرّف الخلق كما يشاء،الخالق الإله الذي خلق الرياح
وأجرى السحاب وسيّر الفلك وقسّم الأرزاق وأحكم بناء السماء.

🌱هؤلاء المتقون آمنوا بهذا الخالق بعدما رأوا من دلائل عظمته وقدرته فيما حولهم و
في أنفسهم فكان أثر ذلك في سلوكهم وأخلاقهم وعباداتهم يقينًا خالصًا بالله تعالى
وإيمانًا مطلقًا به سبحانه وتعالى واستحضارًا.

🌱فإن تساءلت أيها الإنسان ما هي الأعمال التي عملها هؤلاء المتقون ليستحقوا هذا
الجزاء وهذا التكريم من الله العلي القدير جاءتك صفاتهم واحدة تلو الأخرى تبين
استحقاقهم لهذا الجزاء العظيم وهذا التكريم الإلهي.

👈🏻وهذه صفات ليست مستحيلة وإنما هي يسيرة لمن يسّرها الله تعالى له ولمن تضرع
إلى ربه يسأله العون في تحقيقها. هذه الصفات هي:

●(آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ﴿١٦﴾) تعامل هؤلاء المتقون مع كل
ما جاءهم من ربهم سبحانه وتعالى "سمعنا وأطعنا" لا مجادلة ولا مماحكة ولا نقاش ولا
طلب إثباتات ودلائل عقلية على أي أمر إلهي، تأتيهم الأوامر الربانية فيتلقونها بتمام السمع
وغاية الرضى والقبول واليقين ويترجمونها تطبيقًا في كل شأن من شؤونهم.

ام هُمام
01-04-2017, 06:45 PM
في رحـــــاب سورة الذاريات


📚🍃 *هدايات المقطع الثاني الآيات( 15-19)*

*موضوع المقطع: عاقبة المتقين وصفاتهم*


🌱أما حالهم في الليل فهم(كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴿١٧﴾ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
﴿١٨﴾)يهجرهم النوم لأنه استشعر فيهم رغبة في القيام بين يدي ربهم يناجونه ويتضرعون
إليه ويستعينون به على أمور دينهم ودنياهم ويرجون معيّته فيرتقوا بها إلى منازل عليا لا
يصلها إلا المتقون.

🌱هؤلاء يقضون أكثر ليلهم – لا أقلّه كما هو حال كثير منا إلا من رحم ربي - يقضونه في
عبادة لله تعالى والتوجه إليه بالأسحار خاضعين طائعين راجين ثوابه.

🌱وهم مع حرصهم على القيام بين يدي خالقهم إلا أنهم يستشعرون تقصيرهم في حقه
سبحانه وتعالى فيقضون أسحارهم مستغفرين ممنا قصروا فيه أو وقع منهم من خلل في
عبادتهم (وَالَّذِينَ يُؤْتُون مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ (60) المؤمنون)


🌱( وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴿١٩﴾ ) وهؤلاء المتقون يسعون ليكونوا مصلحين
فقيامهم على النحو الذي ذكرته الآيات الكريمة كان من أثره أنهم يبذلون المال الذي وضعه
الله تعالى أمانة بين أيديهم للسائل والمحروم يبذلون طوعًا ومحبة ورغبة بالمزيد من التقرب
إلى ربهم عز وجل فتزيد بهذا البذل منزلتهم في المتقين.

🌱وفي وصف المتقين بصفة البذل والعطاء حثٌ للمؤمنين على الإنفاق في سبيل الله بيقين تام
أن الله تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين. ووصق المتقين وقيامهم في الليل بين يدي ربهم حثٌ
وترغيب للمؤمنين بالفرار إلى الله جلّ وعلا والتزود بالتقوى لأنها خير زاد للفارّين إليه جلّ شأنه.

ام هُمام
01-05-2017, 05:09 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات




📚🍃 *هدايات المقطع الثالث :*

وفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّماءِرِزْقُكُمْ وَما
تُوعَدُونَ(22)فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ(23)

🌱تريد مزيد يقين وثبات ، ورصيدا من الحكمة والعبرة والبصيرة ، التفت حولك لما
تلقيه الحياة في طريقك ،وتمعن في أسرار الكون

● تأمل في القطر كيف يحيي الأراضي الموات ومعها قلوبنا ..
●وفي الشجر السامق كيف صمد في وجه الرياح وعبث العابثين و ظل معطاء رغم الصواعق..
●انظر إلى الشمس حين تشرق وحين تغيب وحين تنثر نورها على الكون في صمت من غير
تعب ولا إياس ..و إلى الترع حين جفافها ، وإلى الينبوع وقد تفجر منة وعطاء..
●واستمع لتسبيحة الطيور فوق الشجر ، وللضفادع في الغدير ،وللحمائم حين تذكر ربها الكريم..
●أنصت لنبض الجنين في بطن أمه و لأزيز النحل يتحين إنجاب العسل ..

🌱أصخ إلى ذلك النبض الذي ما زال يضج بين جدران صدرك يسألك في
إلحاح وتكرار : " من أنت" ..
●يسألك أن ترتب الفوضى العارمة في أعماقك ..
●أن تنظر لعيوبك وتتفحص مواطن زللك وأن تكيل لنفسك الاتهامات ..
●يدعوك لأن تقترب أكثر منها .. ويذكرك أنك إن خادعتها ،خدعتك
●وإن زكيتها ..جعلت جزاءك من جنس تعاملك معها ،فزكتك وبشرتك -
●وإن صدَقتها ..صدقتك و أدت إليك حق صحبتها نهيا وزجرا وتقريعا ..
●وإن حاسبتها .. أذعنت إليك وجعلتك أكثر عمقا و شفافية وجادت
عليك بالنصح والإرشاد ،

🌱 أيها المتعثر في أخاديد الأرض، العالق في شباك الوسائل و الأسباب ، تذكر بأن الذي سخر
الأسباب هو الذي يقطعها سبحانه ؛لحكمته و إحاطة علمه.. والذي يعطي بالأسباب ،قد يعطي
دونما سبب أو يهيئ لك غير تلك التي سعيت لها ..و قد يعطي بما تراه أنتخلاف الغاية ..وقد
يمنع لحكمة لا يعلمها إلا هو

ام هُمام
01-06-2017, 06:16 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات



📚🍃 *هدايات المقطع الثالث (21-23) :*

(وفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ(20)وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21)
وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُون َ(22) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ
لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23))


🌱 لأهل الإحسان في عبادتهم وأموالهم معراج لطيف يسلكون به
خفية إلى الله جل ثناؤه ألا وهو معراج التفكر وهو مسلم يوصلهم
إلى أعلى درجات اليقين كالإحسان في العبادات المحضة تمامًا.

🌱واليقين هو غاية العبادة بشتى أصنافها وهو منتهاها وهو محور
السورة ولذلك لم تزل الآيات تهدم طرق الشكّ والخرص وتبني طريق
اليقين فكان التفكر في ملكوت الله العلوي والسفلي هو تتمة العروج
إلى مقام اليقين.


🌱فأما الموقنون فهم يبصرون آيات الله مسطورة في كتاب الأرض
الكبير ويقرأون أحرفها وكلماتها في طبيعتها وحركتها وتنوع تضاريسها
وأحوال فصولها وثرواتها وخيراتها وبركاتها مما بثّه الله سبحانه وتعالى
فيها ويتفكرون في عجائبها وأسرارها وفيما يحيط بها من موازين سواء
في فلكها أو حركتها أو جاذبيتها أو موقعها من الشمسومن القمر مما قدر
الله تعالى لها من موقع دقيق ومسافات محددة وحركة ثابتة لو زادت
عليه أو نقصت لاستحالت الحياة على وجهها!!

🌱ولكن التفكر في معارض الأرض البارزة مما هو متاح للعين المجردة
كاف في تمكين صاحبه من قرآءة آيات الله فيها وتلقي مدد اليقين بإذن
الله.

🌱وذلك المنهج قرأها الصحابة والتابعون ومَنْ بعدهم من الموقنين قرونًا
قبل ظهور علوم العصر الحديث.فالمشاهد الطبيعية الظاهرة البسيطة وما
هي ببسيطة فيها من الآيات ما لو ظل الإنسان عمره كله وهو يتدبره لما أتى
على نهايته وخاتمته!

ام هُمام
01-07-2017, 06:28 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات

📚🍃 *تابع هدايات المقطع الثالث (21-23) :*

(وفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ(20)وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21)
وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُون َ(22) فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ
لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23))


🌱وبعد التفكر في كتاب الأرض الكبير ينبه الرحمن عباده إلى كتاب آخر من كتب
التفكر أعجب وأغرب ألا وهو كتاب النفس الإنسانية (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)
وماذا أغرب ومأعجب من النفس الإنسانية؟ وماذا أعمق وأغور من أدغالها ومكانزها؟


👈🏻يكفي أن يعتمد المتفكر في النفس على معارض الجسم البشري المنصوبة لكل
الناس بلا بحث ولا تشريح ليصل إلى اكتشاف منابع اليقين في عالم الروح لأن الله
سبحانه وتعالى خاطب بهذا القرآن جميع الناس بكل مستوياتهم وكلٌ منهم يجد فيه
يقينه على قدر علمه وصفاء قلبه وهذا من أعظم أسرار الإعجاز في هذا الكتاب.


🌱ثم عرض الرحمن كتابًا ثالثًا من كتب اليقين وهو كتاب السماء وما يتضمنه من
مقادير الأرزاق والأقدار قال تعالى ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) وقد سبقت
الإشارة إلى السماء بما فيها من حبك وجمال لكن الجديد هنا هو التنبيه إلى كتاب
القدر المكنون في السماء القدر بما خُطّ فيه من مقادير الأرزاق والخير والشر على
الإطلاق وخاصة من ذلك ما جاء به الوعد والوعيد في الكتاب والسنة من عقيدة
البعث والنشور والثواب والعقاب والجنة والنار.

🌱 وهذا كتاب لا يحسن قرآءته حق قرآءته إلا من عمر قلبه بالإيمان باتداء وحينئذ
لا يرى شيئًا مما يطعمه أو يلبسه أو يقتنيه إلا قسمة أزلية من الله وقدرا مكتوبًا
عنده تعالى في السماء باللوح المحفوظ.


🌱ولذلك عقّب على هذا التنبيه بقسم عظيم ( فَوَرَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْل
َ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) إنه قسم الرب جلّ وعلا بذاته العظيمة العلية على أن وعد الله حقّ.
وهذه الآية تخدم هدف السورة من ترسيخ الإيمان بيوم القيامة على مقام اليقين.

ام هُمام
01-08-2017, 05:15 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات

📚🍃 *هدايات المقطع الرابع(24 :: 37)*

💭🍃 *موضوع المقطع الرابع: قصة ضيف إبراهيم عليه السلام*

🌱• بدأ الحديث في هذا المقطع بصيغة السؤال لرسول الله صلى الله عليه
وسلم ( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ) وفي هذا تنويهًا له وتهيئة
للأذهان حتى يستجمع المتلقي كافة قواه النفسية و العقلية لتتبع القصة و
استيعاب الحدث من بدايته إلى نهايته ليحصل له الفهم الأكمل والتدبر الأعمق.

🌱•وفيه أيضًا تنويه بإكرام إبراهيم عليه السلام لضيفه وما أعظم هذا التنويه
أن يأتي من رب العالمين الذي يشهد لخليله إبراهيم بصفة عظيمة هي صفة الكرم
مشتقة من صفته سبحانه وتعالى الكريم فليس بعد هذا التنويه تنويه وليس بعد
هذه الشهادة شهادة.

🌱• مظاهر الإكرام للضيف التي ذكرتها الآيات وإن كانت خاصة بإبراهيم عليه
السلام إلا أن المقصود منها عموم اللفظ لا خصوص السبب فنتعلم منها أصول
الضيافة من أبي الأنبياء إبراهيم لا نحتاج لدورات تدريبية يقيمها البشر في
قواعد الضيافة وأصولها وفنونها.

👈🏻 فمن إكرام الضيف أن ترد عليه التحية بأحسن منها وهذا أدب قرآني عظيم،
ومن تمام إكرام الضيف مفاجأة الضيف بالطعام والإسراع في تقديمه له دون
لفت نظره لذلك، والطعام المقدّم يكون كافيًا للضيف وزيادة. ودعوته للطعام
بلطف لا بالإكراه (قال ألا تأكلون).
●ومن إكرام الضيف عدم إظهار التوجس منه إن لم يكن معروفًا لديك حتى
يفصح الضيف عن سبب زيارته.

🌱• التعبير بالوجس بدل الخوف (فأوجس منهم خيفة) لأن خوف إبراهيم عليه
السلام بقي في نفسه ولم يظهر على وجهه ولا تعامله مع ضيفه ولم يصرّح به
إكرامًا لضيفه ولأنه من تمام أدب الأنبياء عليهم السلام. (والوجس هو الصوت
الخفيّ وهو فزعة القلب).

للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله تعالى

ام هُمام
01-09-2017, 05:24 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات


📚🍃 *هدايات المقطع الرابع(24 :: 37)*

💭🍃 *موضوع المقطع الرابع: قصة ضيف إبراهيم عليه السلام*


🌱• إسراع الملائكة بطرد خاطر الخوف من قلب إبراهيم عليه السلام بأن
صرّحت بالأمر الذي أرسلها الله تعالى به، وينبغي أن نتعلم من هذه النقطة
أن نسارع بتوضيح المطلوب أو المراد من الآخرين قبل أن يذهب بهم
الخوف والأفكار والظنون كل مذهب.


🌱• بشرى الملائكة إبراهيم عليه السلام وزوجه دليل من دلائل قدرة الله
عز وجل في إعطاء الولد لهما دون توفر الأسباب لأن أمر الله تعالى إنما هو
كُن فيكون. وفي هذه اللمحة من القصة تناسب مع سياق مظاهر القدرة التي
وردت في بدايات السورة.


🌱• من أدب الخليل إبراهيم عليه السلام وتواضعه فمع أنه خليل الرحمن
وأبو الأنبياء شعر أن الملائكة لا يمكن أن تكون قد أرسلت من الله تعالى فقط
لتبشيره بالولد وإنما لا بد أن يكون هناك أمر جلل آخر نزلت به ولذلك سألهم
عن خطبهم.


🌱• عدم ذكر اسم نبي الله تعالى لوط عليه السلام في سياق القصة هنا و
إنما اكتفي بذكر (قالوا إنا أُرسلنا إلى قوم مجرمين) لعل في هذا والله أعلم
إشارة إلى تكريم الله تعالى لخليله إبراهيم عليه بعدم ذكر لوط وهو قريبه
حتى لا يحزنه ذلك ولا يفسد عليه بشارته بالولد الذي طال انتظاره.


للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله تعالى

ام هُمام
01-10-2017, 05:38 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات


📚🍃 *هدايات المقطع الرابع( 24 :: 37 ):*

*قصة ضيف سيدنا إبراهيم عليه السلام*

🌱-إنكارك للناس وعدم معرفتك لهم لا يمنع من الإحسان إليهم بالقول والفعل.

🌱-الخير والإحسان يُهرع إليه ولا يذهب إليه بتقاعس وتوان(فراغ إلى أهله...)

🌱- إذا أردت أن تحسن إلى من حولك فتقرب إليهم بأفضل ما عندك ،فتمام
الإحسان الجود بالأسمى والأحسن و الأفضل (بعجل سمين...)

🌱- الخير يُقرّب للناس ويُحمل إليهم ، لا تنتظر أن يسألوك الإحسان حتى تفعل ،
إنما كمال الجود والبر :المبادرة و أن تبحث عمن تحسن إليه لا أن تنتظر سنوح
الفرصة وتيسير الأسباب(فقربه إليهم...)

🌱- تقرب بالخير لمن تعرف ولمن لا تعرف ولمن يستحق ولمن لا يستحق ولمن هو
في غنى عن برك و إحسانك ، لأنك تنتظر الأجر من البصير الخبير ،المطلع على النوايا
والسرائر ..

🌱- إذا توجست من أمر فأسرَّه في نفسك إلى أن تتبين لك حقيقته بعد بحثك عنها،
فقد تظهر المخبوءات وتتفاجأ أن الأمر خلاف ما ظننت وانك بجزعك وتسرعك دونما
تثبت قد أسأت الظن ولربما قد تصرفت تصرفا خاطئا قد تندم عليه بعد ذلك.

🌱-وأشد البشريات وقوعا على النفس وأكثرها تعريضا للذهول،تلك التي تنعدم أسبابها
ويكون صاحبها في إياس من تحققها لطول ما انتظرها ولم تصل.. هو كرم الله وجوده
ومنته وخزائن فضله العظيم .. لا نعطل الأسباب ، وفي نفس الوقت لا نلتفت لغيابها ..
ففعله -جل جلاله- ليس رهينًا بما يراه العقل موجبا وشرطا .. والذي سخر الأسباب هو
الذي يقطعها سبحانه لحكمته وإحاطة علمه.. والذي يعطي بالأسباب، قد يمنع لحكمة
لا يعلمها إلا هو ، وقد يمنح دونما سبب وفي وقت يكون فيه تحقق ذلك أشبه بالمعجزة..
(وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ)

ام هُمام
01-11-2017, 05:24 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات


📚🍃 *تابع هدايات المقطع الرابع( 24:: 37 )*

🌱- من فضل الله على عباده المخلَصين أن يؤمِّن روعاتهم و أن يستبدل بالبشرى
خوفهم وتوجسهم (قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ

🌱-لامجال للعجب فالأمر أمر حكيم يدبر ما يريد ،عليم بأحوالنا وسرائرنا وحاجاتنا
وما يصلحنا وما يكون لنا منه الإفساد..( قالُوا كَذلِكَ قالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ

🌱- المؤمن الحقيقي لا يرى في أمر خصوصياته وشأنه شيئا ، ولا يعتبر تغيرات
أحواله الشخصية ذات بال ، بل ما يهمه على الحقيقة أمر الدعوة ودين الله .. رغم
أن الملائكة قد بشروا إبراهيم عليه السلام بالولد بعد طول عمر وعقم ، إلا أن ذلك
لم يثنه عن سؤالهم عن السبب الحقيقي لمجيئهم ، ولم يعتبر أن شأنه ذا قيمة بل
استكثر على نفسه أن يرسل إليه ربه ثلاثا من الملائكة فقط من أجل تبشيره بالولد ،
وتنبأ بأن الخطب أجل من ذلك بكثير

🌱- إذا سألك من يريد الوصول إلى الحقيقة ، فأكرمه بإجابة وافية مستوفية تشبع
نهمه و تساعده على فك شيفرات ما استشكل عليه ولا تقطر عليه الجواب تقطيرا..
(إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين ...الآيات)

🌱- تشابه المنطلقات يؤدي إلى تشابه المآلات : الإسراف والإفراط في المعاصي قد
تشابهت صورها وسماتها، فلنخش أن تتشابه عقوباتها(مسومة عند ربك للمسرفين...)

🌱- لا حصانة ولا محاباة لأحد في دين الله ، ولا أحد أكرم على الله ويستحق حفظه
ونجاته استحقاقا..النجاة إنما تكون لمن انتسب للإسلام لا لمن انتسب إلى الرسل والأنبياء
أوالصالحين (فأخرجنا من كان فيها من المسلمين. )وغيرهم ممن تلبسوا بالكفر والفاحشة
فشأنهم شأن كل مسرف عتو ظالم جهول

ام هُمام
01-12-2017, 06:48 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات


📚🍃 *هدايات المقطع الخامس (الآيات 38-46) :*

*موضوع المقطع: قصص بعض الأنبياء*

🌱• خلاصة القول في القصص الست التي سيقت في هذه السورة إنما سيقت
لبيان صدق وعد الله سبحانه وتعالى باليوم الآخر يقينًا وقدرته سبحانه على خرق
عوائد الطبيعة بشتى أشكالها فهو سبحانه خالقها وهو يفعل بها ما يريد متى يريد
وكيف يريد.

▣فالرياح التي تذرو في بداية السورة هي التي حملت العذاب والبحار التي تجري
فيها السفن بهدوء هي نفسها التي أغرقت فرعون وقومه وقوم نوح الكافرين.


🌱• وجود المؤمنين ولو قلّ عددهم في بيئة ما يرفع عنها عقاب الله بإذن الله ما
داموا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وتضافرت الآيات في أنه ما من عقاب
ينزل بالطغاة إلا ويكون أهل الإيمان الخُلّص بمنجاة منه رحمة من الله وفضلًا.

🌱• إن خلو مدينة أو دولة من الدعاة إلى الخير مهما قلّوا الآمرين بالمعروف و
الناهين عن المنكر حقيقة على مقتضى مقام الإخلاص والتجرد الكامل لله و على
ميزان قواعد الشرع وحكمه يعني أنها مدينة معرّضة لعذاب الله وانتقامه الشديد
نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة والعفو والعافية.

🌱• ما نراه اليوم مما يسميه الناس بالكوارث الطبيعية إنما هو استمرار لسنّة الله
عز وجل الجارية في الانتقام من أهل الفسق والفجور والظلم والطغيان المتمردين
على شرع الله! وأنه لا قوة مدمرة من ذلك سواء كانت إعصارًا أو خسفًا أو زلزالًا أو
بركانًا ثائرًا أو بحرًا غاضبًا أو فيضانًا أو عاصفة مدمرة أو صاعقة أو حرائق عظيمة
إلا ووراءها ملائكة من ملائكة الرحمن موكلون بها يسلطونها على من شاء الله تعالى
من أعدائه.

🌱•ولنكن موقنين بأن سنّة الله عز وجل بإنزال العقاب في الدنيا على من شاء من
أعدائه سنة ماضية منذ قوم نوح وستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لن
تتوقف ولن تنتهي.الأدب عند مشاهدة شيء من الكوارث والنوائب ولو كان يسيرًا أن
يجأر المؤمن إلى ربه بالدعاء والاستغفار.

للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله تعالى

ام هُمام
01-13-2017, 04:13 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات


📚🍃 *هدايات المقطع الخامس (الآيات 38-46) :*

*موضوع المقطع: قصص بعض الأنبياء*

📝 *أما في مسلك التخلّق فإن في هذه القصص وقفات:*

● الخُلُق الرئيس الذي وردت به هذه الآيات هو خلق الخوف ! الخوف بمعناه
التعبدي القائم على معرفة مقام الرب العظيم الخوف النازل على القلب من
شرفات اليقين ففي التعقيب على مهلك قوم لوط قال الله تعالى (وَتَرَكْنَا فِيهَا
آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴿٣٧﴾) فإن فائدة قصص المهلَكين الترهيب
والتخويف من عذاب الله تعالى ومن مغبة عصيانه والتمرد على شرعه ودينه.

● ومن ثمّ كان الخوف مقامًا إيمانيًا من أجلّ منازل الإيمان لا يوصف به إلا أهل
اليقين من الأبرار الربانيين ( إنا نخاف من ربنا يومًا عبوسًأ قمطريرا ) ( وأما من
خاف مقام ربه) (وخافون إن كنتم مؤمنين)(ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد).
فالخائف من الله آمن في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.

●والخوف من الله سبب السكينة والسلام وأما الخوف من غيره فهو سبب الشقاء
والتعاسة ومن خاف الله وحده كفاه شر كل خوف.


*والمسلك الأساسى للتخلق بهذا الخلق العظيم، خلق الخوف من الله جلّ وعلا*
*يتحقق بما يلي:*

🌱تدبر قصص الهالكين في كتاب الله تعالى مستحضرا أنها حقائق منزلة
من عند الله.

🌱الإستيقان من ثبات سنة العقاب إلى يوم القيامة فلا شيء يتحرك في
الكون بمفرده لا قوى الطبيعة ولا الرياح ولا البحار ولا شيء يحدث بغير
علم الله سبحانه وتعالى وإذنه.

🌱 السير في الأرض ما أمكن لمشاهدة آثار الأمم البائدة بقصد الاعتبار و
التفكر والتدبر واستحضار مشاعر الخوف والحزن والبكاء لا بقصد السياحة
والترفيه والاستجمام!

🌱هذه الأمة معرّضة في بعض أجزائها لما أصاب الأمم البائدة من الخسف
والقذف والمسخ نسأل الله تعالى النجاة والعافية برحمته.

💭اللهم ارزقنا قلبًا خائفًا لا يأمن إلا في جوارك ولا يطمئن إلا بذكرك واجعلنا
من المعتبرين بمن سبق من الأمم البائدة ومن المتعظين واجعلنا من الناجين
المرحومين بإذنك لا إله إلا أنت.

ام هُمام
01-14-2017, 04:54 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات


📚🍃 *تابع هدايات المقطع الخامس (الآيات 38-46) :*


1🌱 وفي صفحات التاريخ عبرة وعظة للمكذبين والظالمين والمجرمين في
كل مكان وزمان .. فالله عزوجل مطلع عليهم وإمهاله لهم لا يعني الإهمال و
لكنها السنن الربانية في الإمهال والإستدراج .. فهل يتعظ طغاة العصر الحديث ؟

2🌱 (وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ..)..
هكذا الطغاة في كل وقت وحين يقابلون الحجج الباهرة والآيات البينة بالتكذيب
والتسفيه والإعراض والعناد رغم سطوعها ووضوحها .. ولكنها النفس البشرية
حين تتكبر وتغتر بما في يديها من كنوز وسلطان وحشود فتصبح مطية للشيطان
يحركها نحو أودية الضلال ومستنقعات الضلال .

3🌱 (وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُون)..
لا يملك أهل الباطل حين تقهرهم قوة الحق إلا كيل الإتهامات والإفتراءت وبث
الأكاذيب والأباطيل من أجل خداع العوام وصرفهم عن دعوة الحق.

4🌱(وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ..) .. ما أضل
المرء الذي يتخذ نعم الله عزوجل سلاحا لمحاربته والتمرد على حكمه ومنهجه
ومحاداة رسله .. ماذا يضير الإنسان لو استخدم هذه النعم في طاعة الله عزوجل
والإستقامة على منهجه ليضمن بذلك السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة ؟

5🌱 وتتضافر آيات الله الكونية(الماء - الريح - الأرض)معا من أجل تحقيق سنن
الله تعالى فى هلاك أهل الباطل وتدميرهم .. فهولاء الطغاة بتمردهم وجحودهم
يشكلون نغمة نشاز في هذا الكون الخاشع المستسلم لله عزوجل .. ألم يقل الله
عزوجل (فمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) (الدخان 9)

دكتور هاني درغام

ام هُمام
01-15-2017, 03:17 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات

📚🍃 *هدايات المقطع السادس الآيات 47 – 51*

💭 *موضوع المقطع السادس: قدرة الله تعالى في الكون*

🌱هذا المقطع مع المقطع الأخير هو محور السورة وجوهرها فبعد أن قررت الآيات
في المقاطع السابقة أن شأن الآخرة صدق وأن الحساب واقع وأنا الغافلين المستبعدين
لليوم الآخر لهم العذاب الأليم.

🌱وأن المتقين لهم الخير الجزيل عرضت آيات هذا المقطع دلائل الوحدانية وعظيم
القدرة الإلهية ومظاهر الإبداع الرباني في السموات والأرض وليس هذا العرض مجرد
سرد لحقائق عن عظيم قدرة الله تعالى و إنما الغرض الأساسي منه والهدف و النتيجة
التي ينبغي لكل من بلغته هذه الحقائق وتلمسها في خلق الله تعالى من حوله، النتيجة
هي الدعوة إلى الفرار إلى الله تعالى وإخلاص العبادة له وحده سبحانه وتعالى.

● إياك أيها الإنسان أن تمر دون إمعان فكرك على هذه الأدلة العظيمة الباهرة لقدرة الله
تعالى في خلقه في السموات التي بنيت بناء محكمًا قويًا ليس مجرّد بناء واهِ قد يتزعزع
في أية لحظة، قد بنيت بقدرة الله تعالى بأيْد وهو سبحانه موسعها حقًا ويقينًا
(وإنا لموسعون) ليس خيالاً علميًا ولا تهيؤات إنما صدقًا.

●وإياك أن تتأمل في الأرض التي تحيا عليها والتي خلقها الله عز وجل لك قبل أن يوجدك
عليها، خلقها وهيأها لك لتتمكن من الحياة عليها بيسر وسهولة!

● وإياك أن تتأمل في نفسك وفي زوجك بل وفي الزوجية في كل مخلوقاته فلا تقف عند
هدف هذا الخلق وعظمته! الهدف من كل تأملاتك في خلق الله عز وجل العظيم المحكم
البناء إنما هو للذكرى (لعلكم تذكرون) فالذكرى إنما تنفع المؤمنين.

🌱 وعندما تحصل لك الذكرى فتنتفع بها ستعلم يقينًا أنه لا فرار لك إلا إلى خالق هذا الكون
وصانعه ومسخّره لك، تفرّ إليه سبحانه في كل أمرك لأنك موقن أنه لا خالق إلا هو ولا موجد
للكون إلا هو سبحانه ولا مسخّر للكائنات إلا هو جلّ وعلا ولا رازق إلا هو ولا واهب إلا هو ولا
معطي إلا هو ولا معبود بحق إلا هو.

🌱(ففروا إلى الله) (ولا تجعلوا مع الله إلهًا آخر) أمر ونهي مبالغة في التأكيد أنه لا إله بحق
إلا هو سبحانه ولا معبود بحق إلا هو ولا ملجأ إلا إليه سبحانه فهل سنأتمر وننتهي؟!!

ام هُمام
01-16-2017, 05:30 PM
في رحـــــاب ســــــورة
الـذاريـــــات


📚🍃 *تابع هدايات المقطع السادس (الآيات 47-51) :*


★ وكم في السماء والأرض من آيات متنوعة مبهرة تشير إلى عظمة الله
عزوجل وقدرت وقيوميته على كل شى آيات تحتاج إلى طول نظر وتفكر
لنصل عبرها إلى الإيمان واليقين ..
ومجىء هذه الآيات بعد عرض مصارع الظالمين والمجرمين يشير إلى قوة
الله عزوجل فهو المهيمن على الكون بأسره يحيى ويميت ، ويغنى ويقنى ،
يرفع ويضع, يعز ويذل .. فهل للمجرمين والطغاة من مهرب أو مفر ؟!


★ وكم في السماوات والأرض من آيات بينة ونعم متعددة تحتاج منا إلى
النظر والتأمل والتفكر ومن ثم تحقيق الشكر العملي .. ولكن طول الإلفة و
الغفلة يمنعان المرء من استشعار هذه النعم ..
فمتى ننظر إلى هذه النعم نظرة متجددة تقوي صلتنا بالملك عزوجل وتوقظ
فينا دافع الحمد والشكر ؟


★ (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)وكم في حياتنا من قيود وسلاسل
وأثقال تعوق القلب عن سيره إلى الله .... قيود المعاصي , وسلاسل الشهوات ,
وأثقال الغفلة,وأوهاق الحرص والطمع .فمتى يحطم المرء هذه القيود حتى لا
يقع فريسة سهلة بيد الشيطان يفترسه وينهش إيمانه ؟!


★(وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)..ولن ينجح الفرار إلى
الله مالم يتخلص القلب من الشرك والرياء بكافه صوره وأشكاله .. فالتوحيد
الخالص هو طوق النجاة في الدنيا والآخرة .. فلا قيمة لأي عمل صالح مالم
يرتكز على بنيان قوي سليم أساسه التوحيد .


دكتور هاني درغام