المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك


ابن الواحة
02-01-2011, 05:43 PM
:1:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


الإحسان لغة: فعل ما هو حسن ، مع الإجادة في الصنع ..
وشرعا: أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك. فهو فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير فضلا ومحبة،
والأفضل أن يكون ذاتيا دائما دون نقص أو انقطاع ، لأنه عمل بالفضائل ، ولأنه قربة إلى الله تعالى.

وجاءت مادة "حسن" في القرآن الكريم بجميع صيغها ما يقرب من مائة وخمس وتسعين مرة منها اثنتا عشرة مرة بلفظ "إحسان"
وهذا دليل على أهمية هذا المقام في الإسلام ، حيث أمر به الله عز وجل في مثل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}النحل:90.

ويقوم الإسلام على ثلاثة أمور: الإسلام والإيمان والإحسان. فالإحسان: جزء من عقيدة المسلم، كما دل عليه حديث جبريل وهو متفق عليه ،
فقد سأل جبريل عليه السلام عن هذه الثلاثة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :هذا جبريل أتاكم ليعلمكم أمر دينكم" فسمى الثلاثة دينًا ،
وفى الإجابة عن الإحسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" رواه البخاري.

وأوضحت السنة النبوية أن الإحسان كالروح يجب أن يسرى في كل أمور المسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء.." رواه مسلم.
فتقوم حياة المسلم كلها على الإحسان في كافة أمور حياته .. في سلوكياته وعبادته وأموره المختلفة ..ونذكر من جوانب الإحسان على سبيل المثال:

1. الإحسان في العبادات: يكون باستكمال شروطها وأركانها، واستيفاء سننها وآدابها ، مع استغراق المؤمن في شعور قوى بأن الله عز وجل مراقبه
حتى لكاًنه يراه تعالى ، ويشعر باًن الله تعالى مطلع عليه ، كما جاء في حديث جبريل.

2. الإحسان في المعاملات: يكون بحسن معاملة الآخرين, وبناء التعاملات على حسن النية وصدق الضمير، وحسن الخلق الذي وصفه سيدنا عبد الله بن عمرو
في رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : "لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحِّشا، وكان يقول: إنَّ خياركم أحاسنكم أخلاقا"رواه البخاري.
وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "تبسُّمك في وجه أخيك صدقةٌ ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجلَ في أرض الضلالة لك صدقة،
وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة"رواه الترمذي، وابن حبَّان في صحيحه،
وكذلك التعبد بعمل الخير لعموم الناس من أجل الله تعالى، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجد غصن شوكٍ فأخذه، فشكر الله له، فغفر له"
رواه البخاري ومسلم ، وكذلك السماحة في التعاملات لقوله صلى الله عليه وسلم : "رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى" رواه البخاري ومسلم.


3. والإحسان فى العلاقات الاجتماعية: فقد أمر به الإسلام بالنسبة للزوجة فى حسن معاملتها وإيفائها كافة حقوقها وحسن عشرتها، والاحتكام إلى أهلهما إن اختلفا،
وعدم الإضرار بها بوجه من الوجوه كما ورد فما غير آية من القرآن وفى قوله صلى الله عليه وسلم:"استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عندكم عوان".
وقوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" أخرجه الترمذي.

ويكون الإحسان كذلك ببر الوالدين ، من حيث طاعتهما ، وإيصال الخير إليهما ، وكف الأذى عنهما ، والدعاء والاستغفار لهما ، وإكرام صديقهما ،
وإنفاذ عهدهما. قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا}(النساء :36) ثم ذكرت الآية ثمانية أصناف أخرى يجب لها الإحسان وهى
{وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم}(النساء:36).

وقد ورد توجيه نبوى فى الإحسان إلى الخادم ، وذلك بإعطائه أجره قبل آن يجف عرقه ، وبعدم تكليفه ما لا يطيق.
فإن كان مقيمًا بالبيت فليأخذ حقه من الطعام والكساء، كما فى حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا أتى أحدكم خادمه بطعام ، فإن لم يجلسه معه ، فليناوله لقمة أو لقمتين ، أو أكلة أو أكلتين ، فإنه وَلِى علاجه"رواه البخاري.

وهكذا يتنوع الإحسان تبعا لأحوال الآخرين: فهو للأقرب ببرهم والرحمة بهم والعطف عليهم مع الأقوال والأفعال الطيبة.
ولليتامى بصيانة حقوقهم ، وتأديبهم ، وتربيتهم ، وعدم قهرهم. وللمساكين بسد جوعتهم ، وستر عورتهم ، والحث على إطعامهم ،
وإبعاد الأذى والسوء عنهم. ولأبناء السبيل بقضاء حاجتهم ، وصيانة كرامتهم وبإرشادهم وهدايتهم.

ولعامة الناس بالتلطف فى القول ، والمجاملة فى المعاملة ، مع الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ورد حقوقهم ، وكف الأذى عنهم.
والإحسان للحيوان بإطعامه إذا جاع ،ومداواته إذا مرض ، والرفق به فى العمل ،وإراحته من التعب.

4. والإحسان فى العمل : إنما يكون بإجادته ، وإتقان صنعته ، مع البعد عن التزوير والغش ، روى فى الحديث النبوي:
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" والإتقان إحسان الصنع.

هكذا تكون حياة المسلم سلسلة من الإتقان والتميز والبر في كافة أمور حياته بما يعود عليه وعلى مجتمعه وأمته بالنفع ..
رزقنا الله الإحسان والإخلاص فى القول والعمل .

منقول

----------------------------
احبتي في الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله واتقان العمل والاخلاص فيه لله
لانه جل في علاه لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه، وإخلاص العمل لا يكون إلا بإتقانه.

رزقنا الله واياكم الإحسان والإخلاص فى القول والعمل


:2:

أبو خطاب
02-01-2011, 07:08 PM
الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك

مشكووووور ابن الواحة على الموضوع

ابن الواحة
02-01-2011, 09:10 PM
بارك الله فيك على المرور اخي الكريم

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

ابو عبد الرحمن
02-01-2011, 09:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



والأحسان هو المرتبة الثالثة من مراتب الدين المفصلة في حديث جبريل وهي أعلى مراتب الدين وأعظمها خطرا وأهلها هم المستكملون لها السابقون بالخيرات المقربون في علو الدرجات .


بارك الله فيك اخي ابن الواحة وجزاك الله خيرا على هذا النقل القيم جعله الله في ميزان حسناتك ....

almojahed
02-01-2011, 09:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رزقنا الله واياكم الإحسان والإخلاص فى القول والعمل
و جعلنا الله من المحسنين و حشرنا مع سيد الدعاة و إمام المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
بورك فيك اخي على هذا الموضوع الرائع

ابن الواحة
02-01-2011, 09:31 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله اخي ابو عبد الرحمن

جعلنا الله واياكم من السابقون بالخيرات والمقربون في علو الدرجات

ابن الواحة
02-01-2011, 09:38 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي ابو جبريل على المرور الكريم
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

ام هُمام
12-01-2018, 05:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم