المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين صفة المشيئة وصفة الإرادة


ابو العصماء
02-16-2011, 01:24 PM
بسم الله الرَّحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، وبعد:

فلعلَّ فيما أنقله للإخوة عن شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله كفاية وبيان وتجلية فيما دار هنا من حوار هادف بنَّاء بحول الله تعالى.

قال الإمام الهام ابن القيم في كتابه القيم (شفاء العليل) (ص 104/ ط دار التراث بمصر): "فصلٌ: وهاهنا أمرٌ يجبُ التَّنبيه عليه والتَّنبُّه له، وبمعرفته تزول إشكالاتٌ كثيرةٌ تعرضُ لمن لم يُحط به علماً، وهو:
أن الله سبحانه وتعالى له الخلق والأمر.
وأمره سبحانه نوعان:
أمرٌ كوني قدري.
وأمر ديني شرعي.
فمشيئتهُ سبحانه متعلِّقةٌ بخلقه وأمره الكوني، وكذلك تتعلَّق بما يُحبُّ وبما يكرهه.
كلُّه داخلٌ تحت مشيئته، كما خلق إبليس وهو يُبغضه وخلق الشياطين والكفار والأعيان والأفعال المسخوطة له؛ وهو يُبغضها.
فمشيته سبحانه شاملةٌ لذلك كلِّه.
وأما محبته ورضاه فمتعلِّقةٌ بأمر الديني وشرعه الذي شرعه على ألسنة رسله، فما وجدَ منه تعلَّقت به المحبة والمشيئة جميعاً؛ فهو محبوبٌ للرب واقعٌ بمشيئته، كطاعات الملائكة والأنبياء والمؤمنين.
وما لم يوجد منه تعلَّقت به محبته وأمر الديني ولم تتعلَّق به مشيئته.
وما وجدَ من الكفر والفسوق والمعاصي تعلَّقت به مشيئته ولم تتعلَّق به محبته ولا رضاه ولا أمره الدِّيني.
وما لم يوجد منها لم تتعلَّق به مشيئته ولا محبَّته..
فلفظُ (المشيئة) كوني، ولفظ (المحبة) ديني شرعي.
ولفظ (الإرادة) ينقسم إلى إرادة كونية؛ فتكون هي المشيئة.
و إرادة دينية فتكون هي المحبَّة..."

إلى آخر كلامه في هذا الفصل الهامِّ المهم الذي يجبُ أن يَتأمّله طالب العلم، والله أسأل أنْ يوفقنا لما يحبُ ويرضى.

وكتب
عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
4/ ذي الحجة/ 1429هـ
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــول

ابو عبد الرحمن
02-16-2011, 11:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعلم مما سبق أن الإرادة الشرعية هي كونه تعالى يريد الطاعات، يعني: شرعها وأرادها وأحبها. وقد ذكر الله هذه الإرادة في مواضع كقوله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]، فهذه إرادة شرعية، وكذلك قوله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ [النساء:26] وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا [النساء:27] يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ [النساء:28]، فهذه الإرادات شرعية. نقول: إن الله تعالى أراد الطاعات شرعاً، فأراد من الخلق كلهم الإيمان شرعاً، وأراد منهم الطاعات , أراد هذا منهم شرعاً، وأحب هذه الطاعات، وأراد منهم ترك المعاصي شرعاً، وكره منهم تلك المعاصي ...
أما الإرادة الكونية: فهي التي لا بد أن يقع مرادها، وقد ذكرت في آيات كثيرة كقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ [المائدة:1] وقوله: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ [الأنعام:125] وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ [الأنعام:125]، فهذه إرادة كونية، أي: مكتوبة في الكون وفي الأزل، وهي القدرية، وهي التي يقع المراد بها، وإن لم يكن محبوباً، فليس كل ما يريده الله من هذه الكائنات يكون محبوباً، فلذلك نقول: إنه أراد المعاصي كوناً ولكنه لا يحبها، وأراد الكفر كوناً ولكنه لا يحبه ولم يرده شرعاً، ومع ذلك لو لم يشأه لما حصل، فإنه لا يكون في الوجود إلا ما يريد ولمّا لم يحبه ولم يأمر به شرعاً بل كرهه، كان مترتباً عليه العقاب!
فالقدرية والجبرية لا يثبتون إلا الإرادة الكونية

بارك الله فيك اخي وجزاك عنا خير الجزاء على هذا التوضيح

almojahed
02-17-2011, 01:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك أخي الكريم على هذا النقل التوضيحي الهام
بارك الله فيك
.

ابن الواحة
02-18-2011, 12:34 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخي الفاضل على النقل الموفق ان شاء الله

نسأل الله أن يثبتنا على دينه الحق وان ينور قلوبنا ووجوهنا

تحياتي وتقديري

القادمون
02-27-2011, 11:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/monthly_02_2010/post-121126-1266946184.gif

ام هُمام
12-10-2018, 05:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا