sayedpen
02-22-2011, 12:27 AM
من صحاب القرار الشرعي...؟
يبحث الناس دائما في الحياة عن الحب وعن العدل والحرية والمساواة ولكنهم للأسف الشديد عبثا يحاولون لن يجدوها أبدا فيما يبحثون إلا في الوقوف على شرع الله وفى الصلح مع الله سبحانه وتعالى وإن لهذا الشرع القويم في الحياة علماؤه الربانيون الذين لهم الحق في استنباط أحكام الحلال والحرام وعليهم يقع اتخاذ القرار الشرعي الموافق للحق في هذه الحياة وهو ما يسميه علماء أصول الفقه مصطلح الحكم الشرعي وحقيقة هذا الحكم الشرعي أنه توقيع عن الله تبارك وتعالى لصالح الناس في الدنيا والآخرة سواء أكان ذلك الحكم المعلن مستخرَج من دليلٍ ظاهر من القرآن والسنة أو من دليلٍ قد يُـحتاج معه إلى استنباط خاص ولخطورة هذا الأمر في الحياة فقد حددت الشريعة الإسلامية أوصاف المؤهلين للفتوى ومن لهم الحق في اتخاذ الحكم الشرعي عن الله تبارك وتعالى وتقديمه للناس في يسر وسهولة وذلك في قول الله تعالى ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) وقوله ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) ولا شك أن قضية الفتوى للناس في الحياة وتوضيح الحلال من الحرام لهم لكي يكونوا على بينة من أمرهم في شئون حياتهم وفق مراد الله تعالى هو أمر عظيم وبالغ الخطورة في هذه الحياة وفى حاجة ماسة إلى إخلاص العبد لله وطلب العون والمدد منه حتى يسدد الله تعالى خطاه على طريق الحق ويوفقه دائما للصواب
ولا ينبغي لعاقل أبدا أن يجرى وراء الفتوى حبا فيها أو طلبا لها ومن المسلمات البديهية للفتوى التي لا تخفى على أحد من العلماء أن لكل مقام مقال ولكل حدث حديث وأن هذا الدين الإسلامي المتين الذي ارتضاه الله تعالى ليكون الدين الخاتم والمتمم لكل ما سبقه من الشرائع هو دين قوى ومتين ومنهج حياة للحياة وفي عمق وشمول وخصوبة الحياة ذاتها وكلما اقتربنا منه بحب وصدق كلما تعرفنا عليه أكثر وإننا بكل الحب والصدق لا نرى عيبا في هذا الدين المتين وإنما العيب دائما في فهمنا الضيق والمحدود لهذا الدين العظيم الذي قد ارتضاه الله تعالي ليكون الدين الخاتم للناس جميعا ولكن للأسف الشديد.. إنك لتجد من العلماء من يحكمون دائما علي هذا الدين العظيم بحكم السابقين وفهم السابقين ورؤية السابقين ولا دور لهم للأسف سوى النقل عن الآخرين وتجد آخرين من العلماء القلائل يحاولون إعادة النظر من جديد لبعض القضايا القديمة أو الحديثة للتواصل الحقيقي مع الحياة ومن هنا يأتي الخلاف الذي قد نراه بين العلماء في فهمهم المتغير لبعض الأشياء مع العلم أنه لا يوجد خلافا حقيقيا حول هذا الدين العالمي المتين ولكنك تندهش وتتعجب وأنت تقرأ أو تسمع عن أصحاب دين يرون أنفسهم ودينهم دينا عالميا صالحا لكل زمان ومكان وهو ذلك.. ولكنهم للأسف الشديد يتكلمون دائما عن الماضي وعن فهم السابقين وعن حكم السابقين وعن رؤية السابقين لهذا الدين كأن هذا الدين للأسف موقوفا علي هؤلاء ولا يخص الآخرين في شيء ولا يخص أصلا هذا الكون في شيء مع أن السابقين رجالا عاشوا زمانهم ونحن نعيش زمانا آخر والله يقول (وفوق كل ذي علم عليم ) والمفكر الإيجابي دائما لا يحكم على الأمور بسطحيتها بل يتعمق أولا بهدوء ثم يصدر القرار الموزون ولا يتقيد دائما بأحكام الآخرين ولا بما يقولوه فليس لديهم أو لدينا إفلاسا فكريا بل لدينا جميعا تجاوزات وأخطاء وموروثا ضخما جدا من العلم والمعرفة نخذ منه أو نرد عليه وتحديات سافرة لهذه الأمة يجب ألا نغفلها وإذا ظلت هذه الأخطاء تتكرر في حياتنا اليومية وهي ضياع الوقت والتكلم فيما لا يعني والاهتمام بتوافه الأمور فتوقع للأسف الشديد أن الطريق مازال أمامنا طويلا ومازال الخصم ماسكا بزمام الأمور ومن أهم ما يميز هذه الشريعة الإسلامية هي شمولها الرائع للحياة وصلاحها الفريد لكل زمان ومكان ولها بفضل الله تعالى علمائها الأجلاء الذين لهم دورهم الرائد في توعية المجتمع الإنساني بأحكام الحلال والحرام وعليهم تقع المسئولية أمام الله تعالى وخاصة علماء الصدر الأول الذين لهم مواقفهم الرائدة التي لا تنسى وآثارٌهم الخالدة التي سجلها لنا التاريخ من تهيُّبِـهم من الإقدام على الفتوى والرهبة منها ومن الإمارة ومن الفرار من تبعاتها خوفا وخشية من الافتراء على الله تبارك وتعالى وقد ثبت للناس جميعا في أرض الواقع قديما أو حديثا نجاحا لا نظير له عند من بُـلي من الناس بتولي إصدار الأحكام الشرعية وهو كاره لها وبين من يجرون ورائها حبا فيها أو طلبا لها وطمعا في الجاه والسلطان والمقام هنا أوسع من أن نحصره والناظر لهذا الأمر في واقع الحياة يلتمس أنماطاً متعددة من صناع القرار الشرعي في مجتمعنا الإسلامي نراه كالتالي نوع يلهث وراء الشهرة وتحصيلها بقوة وثبات وذلك في محبته المفرطة والدائمة لتصدر مجامع الناس دون أن يكون مؤهلا حقيقيا للأسف الشديد لمكونات طالب العلم الشرعي التي قد رسمها العلماء في المتصدي للإفتاء وذلك من خلال توزيع أرقام هاتفه أو موقعه في كل المناسبات العامة والخاصة والإجابة على جميع الأسئلة التي ترد إليه دائما دون أن يقول لا أدري أو أسألوا فلانا وجناية مثل هؤلاء الباحثين في قراراتهم الشرعية على الدين وعلى المجتمع خطيرة جدا ولا تخفى على أحد ونسأل الله تعالى السلامة ولقد جاء في الأثر أن رجلاً رأى أحد الصالحين يبكي فقال له ما يبكيك؟ فقال اُستفتي من لا علم له...ثم قال وإن لبعض مَن يفتون الناس بغير علم لأحق بالسجن من السارق نوع آخر من الناس طالبا حقيقيا للعلم الشرعي ومتسلحا فعلا بشهادة علمية عظيمة أو بتزكية قد أخذها من أحد المعاهد أو الجامعات الإسلامية غير أنه للأسف الشديد مذبذب بين المناصب الرفيعة تراه يتطلع لأي شيء للقضاء أو للإمامة والخطابة أو لطبع الكتب وتدوينها أو للإفتاء وتراه مشغولا هنا وهناك بمن يعتبرهم للأسف أعداءً له ولا يطمئن له بال إلا بالنصر عليهم ويمضى في الإطراء من ناحية أخرى لبعض الشخصيات الأخرى البارزة مستميتا في الدفاع عنهم وحديثه للأسف الشديد غالبا ما يكون إمعان في التافهات وتناولا لفرعيات من فروع الفقه الإسلامي ليمارس بها فن التغافل علينا وعلى نفسه وهو يعلم تماما أن انشغال العلماء على الساحة بالفروع والجزئيات الصغيرة والأمة تغرق وتُجتَثُّ من جذورها هي خيانةِ عظمى للأمة الإسلامية ولهذا الدين العظيم الذي قد تكلفوا بحَملِه وتبليغه إلى العالمين وهذا النوع من الناس للأسف الشديد كل ما يريده هو أن يكون دائما الغالب والأحق ولا يتورع كثيرا أن يجعل من فكره المذبذب أيضا معيارا للفتوى فإذا صادفت هواه قبلها وأخذ بها وصنع القرار الشرعي لنفسه وعلل رأيه بأمور مادية مغلفة بشعار المصلحة الشرعية وإن خالفت توجهاته قال هؤلاء رجال ونحن رجال فيضيق واسعا أو يوسع ضيقا ولله الأمر من قبل ومن بعد ونسأل الله السلامة والعافية نوع آخر من الناس عالم جليل ذو همة عظيمة وكفاءة عالية غير أنه يسمع ويرى ويعلم أن محيطه الاجتماعي في حاجٌة ماسة إليه لتغطية الساحة العامة في مجالات الدعوة والإفتاء والقضاء وغيرها ولكنه يصدر قراره الشرعي الخالي تماما من الإحسان والحكمة بالبعد والعزلة عن ذلك المحيط المحتاج إليه وعلته في جريمته هذه هو الزهد في المنصب والزهد في الدنيا كلها وهو لا يدرى أنه قد هيأ بذلك فرصة عظيمة ليأخذها غيره من أصحاب التوجهات والغايات المناقضة له فيا له من ورع بارد ومرفوض وأخيرا العلماء الأجلاء الربانيون الراسخون في العلم الذين نتطلع إليهم دائما ونطمئن لوجودهم ونثق في قدرتهم ولهم الحق في اتخاذ القرار الشرعي عن الله تعالى هؤلاء الذين نرى فيهم ثباتا على الحق والعدل والرحمة ولهم فقه واعي وعميق في العلم الشرعي والإفتاء للناس وهم قدوة في أقوالهم وأعمالهم وصدورهم الرحيمة لا تحمل غلا ولا حقدا لأحد وتراهم دائما بفضل الله تعالى متواضعين وردودهم دائما معتدلة وموزونة بكتاب الله وسنة رسول الله لا غلو فيها ولا تفريط ولا يخافون في الله لومه لائم هؤلاء هم وكلاء وأمناء الله تعالى على دينه ووحيه وفيهم يقول ابن القيم رحمه الله فقهاء الإسلام ومن دارت الفتوى على أقوالهم بين الأنام الذين خصهم الله باستنباط الأحكام وعنوا بضبط قواعد الحلال من الحرام هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء بهم يهتدي في الظلماء حاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنص كتاب الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) هؤلاء هم أصحاب الحكم والقرار الشرعي عن الله تعالى الدائر بين الأجر والأجرين جعلنا الله وإياكم ممن تبين لهم الحق واتبعوه وتحياتي لكم
يبحث الناس دائما في الحياة عن الحب وعن العدل والحرية والمساواة ولكنهم للأسف الشديد عبثا يحاولون لن يجدوها أبدا فيما يبحثون إلا في الوقوف على شرع الله وفى الصلح مع الله سبحانه وتعالى وإن لهذا الشرع القويم في الحياة علماؤه الربانيون الذين لهم الحق في استنباط أحكام الحلال والحرام وعليهم يقع اتخاذ القرار الشرعي الموافق للحق في هذه الحياة وهو ما يسميه علماء أصول الفقه مصطلح الحكم الشرعي وحقيقة هذا الحكم الشرعي أنه توقيع عن الله تبارك وتعالى لصالح الناس في الدنيا والآخرة سواء أكان ذلك الحكم المعلن مستخرَج من دليلٍ ظاهر من القرآن والسنة أو من دليلٍ قد يُـحتاج معه إلى استنباط خاص ولخطورة هذا الأمر في الحياة فقد حددت الشريعة الإسلامية أوصاف المؤهلين للفتوى ومن لهم الحق في اتخاذ الحكم الشرعي عن الله تبارك وتعالى وتقديمه للناس في يسر وسهولة وذلك في قول الله تعالى ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) وقوله ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) ولا شك أن قضية الفتوى للناس في الحياة وتوضيح الحلال من الحرام لهم لكي يكونوا على بينة من أمرهم في شئون حياتهم وفق مراد الله تعالى هو أمر عظيم وبالغ الخطورة في هذه الحياة وفى حاجة ماسة إلى إخلاص العبد لله وطلب العون والمدد منه حتى يسدد الله تعالى خطاه على طريق الحق ويوفقه دائما للصواب
ولا ينبغي لعاقل أبدا أن يجرى وراء الفتوى حبا فيها أو طلبا لها ومن المسلمات البديهية للفتوى التي لا تخفى على أحد من العلماء أن لكل مقام مقال ولكل حدث حديث وأن هذا الدين الإسلامي المتين الذي ارتضاه الله تعالى ليكون الدين الخاتم والمتمم لكل ما سبقه من الشرائع هو دين قوى ومتين ومنهج حياة للحياة وفي عمق وشمول وخصوبة الحياة ذاتها وكلما اقتربنا منه بحب وصدق كلما تعرفنا عليه أكثر وإننا بكل الحب والصدق لا نرى عيبا في هذا الدين المتين وإنما العيب دائما في فهمنا الضيق والمحدود لهذا الدين العظيم الذي قد ارتضاه الله تعالي ليكون الدين الخاتم للناس جميعا ولكن للأسف الشديد.. إنك لتجد من العلماء من يحكمون دائما علي هذا الدين العظيم بحكم السابقين وفهم السابقين ورؤية السابقين ولا دور لهم للأسف سوى النقل عن الآخرين وتجد آخرين من العلماء القلائل يحاولون إعادة النظر من جديد لبعض القضايا القديمة أو الحديثة للتواصل الحقيقي مع الحياة ومن هنا يأتي الخلاف الذي قد نراه بين العلماء في فهمهم المتغير لبعض الأشياء مع العلم أنه لا يوجد خلافا حقيقيا حول هذا الدين العالمي المتين ولكنك تندهش وتتعجب وأنت تقرأ أو تسمع عن أصحاب دين يرون أنفسهم ودينهم دينا عالميا صالحا لكل زمان ومكان وهو ذلك.. ولكنهم للأسف الشديد يتكلمون دائما عن الماضي وعن فهم السابقين وعن حكم السابقين وعن رؤية السابقين لهذا الدين كأن هذا الدين للأسف موقوفا علي هؤلاء ولا يخص الآخرين في شيء ولا يخص أصلا هذا الكون في شيء مع أن السابقين رجالا عاشوا زمانهم ونحن نعيش زمانا آخر والله يقول (وفوق كل ذي علم عليم ) والمفكر الإيجابي دائما لا يحكم على الأمور بسطحيتها بل يتعمق أولا بهدوء ثم يصدر القرار الموزون ولا يتقيد دائما بأحكام الآخرين ولا بما يقولوه فليس لديهم أو لدينا إفلاسا فكريا بل لدينا جميعا تجاوزات وأخطاء وموروثا ضخما جدا من العلم والمعرفة نخذ منه أو نرد عليه وتحديات سافرة لهذه الأمة يجب ألا نغفلها وإذا ظلت هذه الأخطاء تتكرر في حياتنا اليومية وهي ضياع الوقت والتكلم فيما لا يعني والاهتمام بتوافه الأمور فتوقع للأسف الشديد أن الطريق مازال أمامنا طويلا ومازال الخصم ماسكا بزمام الأمور ومن أهم ما يميز هذه الشريعة الإسلامية هي شمولها الرائع للحياة وصلاحها الفريد لكل زمان ومكان ولها بفضل الله تعالى علمائها الأجلاء الذين لهم دورهم الرائد في توعية المجتمع الإنساني بأحكام الحلال والحرام وعليهم تقع المسئولية أمام الله تعالى وخاصة علماء الصدر الأول الذين لهم مواقفهم الرائدة التي لا تنسى وآثارٌهم الخالدة التي سجلها لنا التاريخ من تهيُّبِـهم من الإقدام على الفتوى والرهبة منها ومن الإمارة ومن الفرار من تبعاتها خوفا وخشية من الافتراء على الله تبارك وتعالى وقد ثبت للناس جميعا في أرض الواقع قديما أو حديثا نجاحا لا نظير له عند من بُـلي من الناس بتولي إصدار الأحكام الشرعية وهو كاره لها وبين من يجرون ورائها حبا فيها أو طلبا لها وطمعا في الجاه والسلطان والمقام هنا أوسع من أن نحصره والناظر لهذا الأمر في واقع الحياة يلتمس أنماطاً متعددة من صناع القرار الشرعي في مجتمعنا الإسلامي نراه كالتالي نوع يلهث وراء الشهرة وتحصيلها بقوة وثبات وذلك في محبته المفرطة والدائمة لتصدر مجامع الناس دون أن يكون مؤهلا حقيقيا للأسف الشديد لمكونات طالب العلم الشرعي التي قد رسمها العلماء في المتصدي للإفتاء وذلك من خلال توزيع أرقام هاتفه أو موقعه في كل المناسبات العامة والخاصة والإجابة على جميع الأسئلة التي ترد إليه دائما دون أن يقول لا أدري أو أسألوا فلانا وجناية مثل هؤلاء الباحثين في قراراتهم الشرعية على الدين وعلى المجتمع خطيرة جدا ولا تخفى على أحد ونسأل الله تعالى السلامة ولقد جاء في الأثر أن رجلاً رأى أحد الصالحين يبكي فقال له ما يبكيك؟ فقال اُستفتي من لا علم له...ثم قال وإن لبعض مَن يفتون الناس بغير علم لأحق بالسجن من السارق نوع آخر من الناس طالبا حقيقيا للعلم الشرعي ومتسلحا فعلا بشهادة علمية عظيمة أو بتزكية قد أخذها من أحد المعاهد أو الجامعات الإسلامية غير أنه للأسف الشديد مذبذب بين المناصب الرفيعة تراه يتطلع لأي شيء للقضاء أو للإمامة والخطابة أو لطبع الكتب وتدوينها أو للإفتاء وتراه مشغولا هنا وهناك بمن يعتبرهم للأسف أعداءً له ولا يطمئن له بال إلا بالنصر عليهم ويمضى في الإطراء من ناحية أخرى لبعض الشخصيات الأخرى البارزة مستميتا في الدفاع عنهم وحديثه للأسف الشديد غالبا ما يكون إمعان في التافهات وتناولا لفرعيات من فروع الفقه الإسلامي ليمارس بها فن التغافل علينا وعلى نفسه وهو يعلم تماما أن انشغال العلماء على الساحة بالفروع والجزئيات الصغيرة والأمة تغرق وتُجتَثُّ من جذورها هي خيانةِ عظمى للأمة الإسلامية ولهذا الدين العظيم الذي قد تكلفوا بحَملِه وتبليغه إلى العالمين وهذا النوع من الناس للأسف الشديد كل ما يريده هو أن يكون دائما الغالب والأحق ولا يتورع كثيرا أن يجعل من فكره المذبذب أيضا معيارا للفتوى فإذا صادفت هواه قبلها وأخذ بها وصنع القرار الشرعي لنفسه وعلل رأيه بأمور مادية مغلفة بشعار المصلحة الشرعية وإن خالفت توجهاته قال هؤلاء رجال ونحن رجال فيضيق واسعا أو يوسع ضيقا ولله الأمر من قبل ومن بعد ونسأل الله السلامة والعافية نوع آخر من الناس عالم جليل ذو همة عظيمة وكفاءة عالية غير أنه يسمع ويرى ويعلم أن محيطه الاجتماعي في حاجٌة ماسة إليه لتغطية الساحة العامة في مجالات الدعوة والإفتاء والقضاء وغيرها ولكنه يصدر قراره الشرعي الخالي تماما من الإحسان والحكمة بالبعد والعزلة عن ذلك المحيط المحتاج إليه وعلته في جريمته هذه هو الزهد في المنصب والزهد في الدنيا كلها وهو لا يدرى أنه قد هيأ بذلك فرصة عظيمة ليأخذها غيره من أصحاب التوجهات والغايات المناقضة له فيا له من ورع بارد ومرفوض وأخيرا العلماء الأجلاء الربانيون الراسخون في العلم الذين نتطلع إليهم دائما ونطمئن لوجودهم ونثق في قدرتهم ولهم الحق في اتخاذ القرار الشرعي عن الله تعالى هؤلاء الذين نرى فيهم ثباتا على الحق والعدل والرحمة ولهم فقه واعي وعميق في العلم الشرعي والإفتاء للناس وهم قدوة في أقوالهم وأعمالهم وصدورهم الرحيمة لا تحمل غلا ولا حقدا لأحد وتراهم دائما بفضل الله تعالى متواضعين وردودهم دائما معتدلة وموزونة بكتاب الله وسنة رسول الله لا غلو فيها ولا تفريط ولا يخافون في الله لومه لائم هؤلاء هم وكلاء وأمناء الله تعالى على دينه ووحيه وفيهم يقول ابن القيم رحمه الله فقهاء الإسلام ومن دارت الفتوى على أقوالهم بين الأنام الذين خصهم الله باستنباط الأحكام وعنوا بضبط قواعد الحلال من الحرام هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء بهم يهتدي في الظلماء حاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنص كتاب الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) هؤلاء هم أصحاب الحكم والقرار الشرعي عن الله تعالى الدائر بين الأجر والأجرين جعلنا الله وإياكم ممن تبين لهم الحق واتبعوه وتحياتي لكم