المؤمنة بالله
09-16-2012, 02:21 PM
:1:
الدليل على صحة القرآن والسنة
الدليل على صحة القرآن، وكونه كلام رب العالمين، يتبين من وجوه متعددة منها:
أولاً: ما ذكره القرطبي في مقدمة تفسيره وهو يتحدث عن أنواع المعجزات، وإعجاز القرآن، فقد قال -رحمه الله-: لأن الأمة لم تزل تنقل القرآن خلفاً عن سلف، والسلف عن سلفه إلى أن يتصل ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم المعلوم وجوده بالضرورة، وصدقه بالأدلة والمعجزات، والرسول أخذه عن جبريل عليه السلام عن ربه عز وجل، فنقل القرآن في الأصل رسولان معصومان من الزيادة والنقصان، ونقله إلينا بعدهم أهل التواتر الذين لا يجوز عليهم الكذب فيما ينقلونه ويسمعونه لكثرة العدد.
ثانياً: وهو تأكيد لما سبق، فإن القرآن يحفظه في كل عصر الملايين من الناس، فيهم الصغير والكبير، والرجل والمرأة، والشاب والشيخ، ولا يزاد فيه ولا ينقص منه حرف، إذ أن الله تعالى قد تكفل بحفظه.
ثالثاً: وجوه الإعجاز الكثيرة للقرآن، وقد ذكر القرطبي عشرة منها:
1- النظم البديع والأسلوب المخالف لكل نظم معهود في لسان العرب وفي غيرها.
2- الجزالة: قال ابن الحصار : فمن علم أن الله سبحانه وتعالى هو الحق علم أن مثل هذه الجزالة لا تصح في خطاب غيره.
3- الإخبار عن الأمور التي تقدمت في أول الدنيا، وعن المغيبات في المستقبل التي لا يطلع عليها إلا بالوحي.
وأما الدليل على صحة السنة فمن وجوه كثيرة منها:
أولاً: التواتر: فقد أصبح من المعلوم بالضرورة، تحري الصحابة رضي الله عنهم لمعرفة ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، والتأسي به في ذلك.
ثانياً: الجهد الذي بذله علماء الأمة في مختلف العصور على نقل السنة النبوية، والتحري فيمن يأخذون عنه، حتى قال أحدهم وهو محمد بن سيرين -رحمه الله-: إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. فقعدوا القواعد التي يعرف بها ما يقبل من الحديث وما يرد منه، فيما يسمى بعلم مصطلح الحديث.
ثالثاً: الإخبار عن الأمور الغيبية التي قد وقعت في الماضي، والتي ستقع في المستقبل.
والصحيح من كلام أهل العلم أن الله تعالى تكفل بحفظ السنة كما تكفل بحفظ القرآن، وذلك لأحد وجهين:
الأول: دخول السنة في قوله تعالى:إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9].
والسنة من الذكر وهي وحي من الله، لقوله سبحانه:وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44].
أي أنزلنا إليك السنة لتشرح وتبين بها القرآن.
الثاني: وعلى فرض عدم دخول السنة في قوله:إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9].
فإن حفظها من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فإن حفظ القرآن بمعانيه وأحكامه لا يتم إلا بحفظ السنة الشارحة والمبينة له.
فالواجب في حق المسلم أن يكون أكثر اقتناعاً بأدلة الكتاب منه بأدلة العقل.
وإيماناً بتوافق النقل والعقل وتعاضدهما، وأنه لا يمكن أن يختلف عقل صريح مع نقل صحيح، فإننا نقول، وبالله التوفيق:
من المعلوم أن الأشياء إذا تكررت تقررت، وإذا انتشرت تأكدت، والتواتر اللفظي يفيد العلم القطعي، وبيان ذلك في القرآن أنه مما نقل تواتراً، يعلم ذلك الخاص والعام، وأن المسلمين توارثوا نقله جيلاً عن جيل، يتدارسونه في مجالسهم، ويتلونه في صلواتهم، ويعلمونه أولادهم - حتى لو قُدِّرَ أن الشيخ الوقور ذا الهيبة لو غلط في حرف منه لردّ عليه الصغار قبل الكبار- حتى أوصلوه إلينا نقياً عن الزيادة، مصونا عن النقصان، محفوظاً عن التحريف. وهذا لعمر الحق دليل من تأمله لم يسعه إلا أن يسلم له إسلام مذعن بالحق مقبل عليه، ومن أنكره، فإنما ينادي على نفسه بالجهالة والسخافة، ولو أمكن إنكار هذا الدليل لأفضى إلى إنكار حقائق ثابتة، كوجود النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، والمشهورين في التاريخ، وهو ما يرفضه العقلاء جميعاً.
ومما يدل أيضا على تنزه القرآن الكريم عن الزيادة والتحريف أن إعجاز القرآن ثابت قطعاً، وقد تحدى الله المشركين بآية فما فوق أن يأتوا بها، فما قدروا، فلو قُدِّرَ أن القرآن زيد فيه ما ليس منه، أو حُرِّفَ فيه لانتفت صفة الإعجاز، لأن محاكاة كلام البشر غير ممتنعة، فلما لم تحصل دلّ ذلك على حفظ الله لكتابه، وصونه له عن التحريف، والزيادة.
منقول للفائده
الدليل على صحة القرآن والسنة
الدليل على صحة القرآن، وكونه كلام رب العالمين، يتبين من وجوه متعددة منها:
أولاً: ما ذكره القرطبي في مقدمة تفسيره وهو يتحدث عن أنواع المعجزات، وإعجاز القرآن، فقد قال -رحمه الله-: لأن الأمة لم تزل تنقل القرآن خلفاً عن سلف، والسلف عن سلفه إلى أن يتصل ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم المعلوم وجوده بالضرورة، وصدقه بالأدلة والمعجزات، والرسول أخذه عن جبريل عليه السلام عن ربه عز وجل، فنقل القرآن في الأصل رسولان معصومان من الزيادة والنقصان، ونقله إلينا بعدهم أهل التواتر الذين لا يجوز عليهم الكذب فيما ينقلونه ويسمعونه لكثرة العدد.
ثانياً: وهو تأكيد لما سبق، فإن القرآن يحفظه في كل عصر الملايين من الناس، فيهم الصغير والكبير، والرجل والمرأة، والشاب والشيخ، ولا يزاد فيه ولا ينقص منه حرف، إذ أن الله تعالى قد تكفل بحفظه.
ثالثاً: وجوه الإعجاز الكثيرة للقرآن، وقد ذكر القرطبي عشرة منها:
1- النظم البديع والأسلوب المخالف لكل نظم معهود في لسان العرب وفي غيرها.
2- الجزالة: قال ابن الحصار : فمن علم أن الله سبحانه وتعالى هو الحق علم أن مثل هذه الجزالة لا تصح في خطاب غيره.
3- الإخبار عن الأمور التي تقدمت في أول الدنيا، وعن المغيبات في المستقبل التي لا يطلع عليها إلا بالوحي.
وأما الدليل على صحة السنة فمن وجوه كثيرة منها:
أولاً: التواتر: فقد أصبح من المعلوم بالضرورة، تحري الصحابة رضي الله عنهم لمعرفة ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، والتأسي به في ذلك.
ثانياً: الجهد الذي بذله علماء الأمة في مختلف العصور على نقل السنة النبوية، والتحري فيمن يأخذون عنه، حتى قال أحدهم وهو محمد بن سيرين -رحمه الله-: إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. فقعدوا القواعد التي يعرف بها ما يقبل من الحديث وما يرد منه، فيما يسمى بعلم مصطلح الحديث.
ثالثاً: الإخبار عن الأمور الغيبية التي قد وقعت في الماضي، والتي ستقع في المستقبل.
والصحيح من كلام أهل العلم أن الله تعالى تكفل بحفظ السنة كما تكفل بحفظ القرآن، وذلك لأحد وجهين:
الأول: دخول السنة في قوله تعالى:إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9].
والسنة من الذكر وهي وحي من الله، لقوله سبحانه:وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل:44].
أي أنزلنا إليك السنة لتشرح وتبين بها القرآن.
الثاني: وعلى فرض عدم دخول السنة في قوله:إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9].
فإن حفظها من باب ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فإن حفظ القرآن بمعانيه وأحكامه لا يتم إلا بحفظ السنة الشارحة والمبينة له.
فالواجب في حق المسلم أن يكون أكثر اقتناعاً بأدلة الكتاب منه بأدلة العقل.
وإيماناً بتوافق النقل والعقل وتعاضدهما، وأنه لا يمكن أن يختلف عقل صريح مع نقل صحيح، فإننا نقول، وبالله التوفيق:
من المعلوم أن الأشياء إذا تكررت تقررت، وإذا انتشرت تأكدت، والتواتر اللفظي يفيد العلم القطعي، وبيان ذلك في القرآن أنه مما نقل تواتراً، يعلم ذلك الخاص والعام، وأن المسلمين توارثوا نقله جيلاً عن جيل، يتدارسونه في مجالسهم، ويتلونه في صلواتهم، ويعلمونه أولادهم - حتى لو قُدِّرَ أن الشيخ الوقور ذا الهيبة لو غلط في حرف منه لردّ عليه الصغار قبل الكبار- حتى أوصلوه إلينا نقياً عن الزيادة، مصونا عن النقصان، محفوظاً عن التحريف. وهذا لعمر الحق دليل من تأمله لم يسعه إلا أن يسلم له إسلام مذعن بالحق مقبل عليه، ومن أنكره، فإنما ينادي على نفسه بالجهالة والسخافة، ولو أمكن إنكار هذا الدليل لأفضى إلى إنكار حقائق ثابتة، كوجود النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، والمشهورين في التاريخ، وهو ما يرفضه العقلاء جميعاً.
ومما يدل أيضا على تنزه القرآن الكريم عن الزيادة والتحريف أن إعجاز القرآن ثابت قطعاً، وقد تحدى الله المشركين بآية فما فوق أن يأتوا بها، فما قدروا، فلو قُدِّرَ أن القرآن زيد فيه ما ليس منه، أو حُرِّفَ فيه لانتفت صفة الإعجاز، لأن محاكاة كلام البشر غير ممتنعة، فلما لم تحصل دلّ ذلك على حفظ الله لكتابه، وصونه له عن التحريف، والزيادة.
منقول للفائده