المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى


حب وحرمان
10-26-2012, 10:37 PM
عزيزى القارئ

لقد زادت الحملات التى يمكن القول بأنها مسعورة ضد عبد الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم رغم أن العالم خلال التاريخ الإنسانى قد شهد ديانات وأنبياء ورسل كثيرين قبل النبى محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى الجانب الأخر فقد قامت أيديولوجيات مختلفة لفلسفات إنسانية نشأت عنها مذاهب تمثل لمناصريها الديانة ومن لا يعترف بها أو يناصرها فهو عدو. لقد شهد القرن العشرون صراعاً كبيراً بين الشيوعية الماركسية والرأسمالية وأنتهى هذا الصراع بإنهيار الإتحاد السوفيتي وإنحلال حلف وارسو. ومع ذلك لم نجد عداءاً ولا سباً لأى نبى من أنبياء الله عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه مثلما تعرض له النبى محمد صلى الله عليه وسلم. أيضا لم يتعرض صاحب فلسفةٍ ما أو صاحب مذهبٍ ما أو نظريةٍ لهجومٍ شرسٍ مثلما تعرض له النبى محمد صلى الله عليه وسلم. وهنا يطفو فوق السطح سؤالاً ملحاً رغم مرور أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان وإنتقال النبى صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فلما كل هذا الكره ولماذا كل هذا الحقد مع أن محمداً صلى الله عليه وسلم مات هل لأن المسلمين موجودون فاليهود موجودون والنصارى موجودون والبوذيون موجودون وكذلك الشيوعيون وأصحاب مذاهب عديدة مات أصحابها ولها أنصارها ومعتنقيها ولكن لم يتعرض أحد من كل هؤلاء لمثل هذا الهجوم بل أحياناً كثيرة يذكرون بالتقدير والإحترام.
إن الحقد الدفين والأذلى لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم والذى لن ينتهى إلى يوم الدين، إلا بقوة المؤمنين، هو نتاجٌ طبيعىٌ لصراعٍ أبديٍ مابين الإيمان بالله وعبادته وإقامة العدل على الأرض مهد خلافة الإنسان وبين الكفر بالله وشهوات الدنيا وحبها.

لقد بدأت القضية قبل خلقة آدم عليه السلام مابين حزب الملائكة المجبولة على طاعة الله سبحانه وتعالى وبين إبليس الذى هو من الجنِّ كما ورد بسورة الكهف " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)" والجن مكلفة بعبادة الله تماماً مثل الإنسان كما ذكر ربنا سبحانه وتعالى فى القرآن العظيم " وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون " الآية 56 من سورة الطور من جانب وبين مولانا العظيم وسوف نناقش فى الكتاب هذا الموضوع باستفاضة.
إن المسلمين الأوائل كانوا يعرفون قدر محمد صلى الله عليه وسلم وكانوا نعم النصير له لمعرفتهم التامة بحقيقة الأمر وقد كان الوصل بين الأرض والسماء موجوداً فقد شهدوا نزول القرآن و رأوا جبريل عليه السلام وكان بينهم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ولشدة إيمانهم فقد إستماتوا من أجل نصرة الله عز و جل ونبيه صلى الله عليه وسلم. لقد مدحهم الله من فوق سبع سماوات كما ورد فى سورة الأحزاب " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " الآية 23. لقد كان التواصل بين الأرض والسماء فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم فى أوجه وكأن آدم لم يسكن الأرض وإنما هو بالسماء أو كأن السماء نزلت إلى الأرض. والأدلة كثيرة ألم تقاتل الملائكة يوم بدر إلى جوار المؤمنين كما ورد فى سورة آل عمران

وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) " ، ألم يقود الله عز وجل المعركة وأعطى آوامره للملائكة كما ورد فى سورة الأنفال " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) " ، ألم يأتى القرآن مطابقاً لقول الصحابة كما حدث مع عمر بن الخطاب فى كثيرٍ من المواقف؟، ألم يرد الله على تساؤلات المؤمنين كما حدث مع أبى بكر؟، حتى فى أحزان المؤمنين كان التواصل متواجداً، ألم يعزى الله رسوله فى وفاة الصحابى سعد بن معاذ؟
الى اللقاء فى الجزء التالى

حب وحرمان
10-26-2012, 10:39 PM
محمد النبى العربى
وقبل أن نعود بالأحداث إلى بدايتها فى السماء لابد من إلقاء الضوء على عمود نسب النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم فقد ذكر ابن إسحاق ومن بعده ابن هشام أن النبى المعصوم صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النظر ابن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تارخ بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام ابن تارخ ( و هو آزر ) بن تاخور ابن شارخ (شاروخ) بن أرغو ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام بن لامك ابن متوشلخ بن اخنوخ و هو إدريس عليه السلام ابن يرد بن مهلائيل بن قنين (قينان) بن يافت بن شيث بن آدم عليه السلام.
ويجب الإشارة إلى أنه أختلفت الآراء فى نسب النبى بعد عدنان ولقد إمتنع البعض من رفع نسب النبى صلى الله عليه وسلم على عدنان
بل قد منع بعضهم الرفع في النسب على عدنان تمسكاً بأنه ليس في ما وراء عدنان إلى آدم طريق صحيح كما صرح به النووي . قال القضاعي في عيون المعارف في أخبار الخلائف وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجاوزوا معد بن عدنان كذب النسابون ثم قرأ :
{ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً }
ولو شاء أن يعلمه علمه ، وذكر التوزي في شرح الشقراطيسة : أنه صلى الله عليه وسلم كرر : كذب النسابون مرتين أو ثلاثاً ، قال : والصحيح أنه قول ابن مسعود . ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : إنما ننسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا ندري ما هو ، وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه أنه قال : ما وجدنا أحداً يعرف ما فوق عدنان وإسماعيل إلا تخرصا ، ويحكى عن مالك بن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن الرجل برفع نسبه إلى آدم عليه السلام فكره ذلك . فقيل له فإلى إسماعيل : فأنكر ذلك . وقال : ومن يخبر به؟! والذي عليه البخاري وغيره من العلماء ، موافقه ابن إسحاق على رفع النسب .

أهم قرار فى تاريخ الكون
ما قبل القرار:
إن مبلغ علمنا عن خلق الله هو ما ورد فى كتاب الله و سنة رسوله ومن بعدهما جاء العلم والتكنولوجيا ليوضحا لنا ما جاء مجملاً فى قول الله ورسوله. لقد ترك الله لنا معرفة تفاصيل الأشياء بمعرفتنا حتى نستغلها بما يتمشى مع منطقنا وقدراتنا وهذا فى جوهره أساس الاستخلاف ورفع الله عنا الحرج بقوله عز و جل " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ " سورة البقرة الآية 286. وقد قسم العلماء المخلوقات إلى ثلاثة أقسام رئيسية هى الحيوان والنبات والجماد، وتفاوت حجم هذه المخلوقات مابين الكبير جداً الذى لانستطيع بإمكانياتنا تحديد حجمه كالكون مثلاً و الصغير جداً كالفيروسات وما هو أصغر من الفيروسات. فعلى سبيل المثال إن نيتروناً واحداً إذا إخترق ذرة فوسفور وزنها الذرى 30 فيحولها الى الفوسفور 31 المشع والإشعاع طاقة تنتج عن إصابة ذرة مستقرة بنيترون ( هو بمثابة فيروس) فتمرض الذرة وترتفع حرارتها فتخرج فى صورة إشعاعات. وفى الحقيقة هناك تفصيلات أكثر تعقيداً من ذلك ولكن لا مجال للخوض فيها هنا.
أما عالم الملائكة والجنّ وكذلك الروح فمبلغ علم الإنسان أن الملائكة مخلوقات نورانية وأن الجنّ خلق من النار ومصدر معلومات البشر عن خلقتهم هو الله ورسله وذلك لأختلاف طبيعة الإنسان عن طبيعة الملائكة وعن طبيعة الجنّ. فالإنسان غير مهيأ ليرى الملائكة أو الجنّ وذلك لثبات خلقته فلا يستطيع أن يتغير أو يتشكل، ولكن الملائكة و الجنّ يمكنهم التشكل فى الصورة التى توافق طبيعة الإنسان وبالتالى يستطيع أن يراهما. ولكن لا تستطيع الملائكة أن تبقى مطمئنة على الأرض إلا إذا إكتسبت طبيعة البشر ولبسوا لبسهم حتى تتمشى طبيعتهم مع الوسط الذى سيعيشون فيه وهو الأرض والذى توافق طبيعة الإنسان. وقد جاء ذكر ذلك فى القرآن فى الآيتين الثامنة والتاسعة من صورة الأنعام " وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9) "
أما الجان فقد سبقت الإنسان فى الخلقة وقد خلقت من النار كما جاء ذكرها فى سورة الحجر " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) " .
وتختلف علاقة الملائكة بالإنسان وذلك لعدم إطمئنان الملائكة للعيش على الأرض إن أرادت ذلك وتقتصر علاقة الملائكة بالإنسان فى الغالب على تلبيغ الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كما ورد فى سورة فاطر " الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)" وقد بينت الآية الكريمة أن الملائكة لها أجنحة. و تقوم الملائكة بحفظ الإنسان وكتابة عمله كما ورد فى مسند أحمد عن عبد الله حدثني أبي حدثنا وكيع وإسحق يعني الأزرق قالا حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن القاسم بن مخيمرة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الحفظة الذين يحفظونه اكتبوا لعبدي مثل ما كان يعمل وهو صحيح ما دام محبوسا في وثاقي قال عبد الله قال أبي وقال إسحق اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة. وقد نزلت وقاتلت إلى جانب المؤمنين كما ورد بسورة الأنفال " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)"ولا تستطيع الملائكة أن تعمل من نفسها ولكن يفعلون ما يؤمرون كما ذكر الله عز وجل فى سورة النحل" وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) ". وهناك أعمال كثيرة أوكلها الله للملائكة ويقومون بها ولايفرطون.
أما الجآنّ فكما نعلم فقد خُلقوا قبل الإنسان من النار كما جاء ذكر ذلك فى القرآن العظيم فى سورة الحجر " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) "وقد استعمروا الأرض ويتشاركون مع البشر فى التكليف لقول الله عزّ وجل " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) " ورغم إختلاف الجنِّ عن الإنس فى أصل الخلقة فهناك تشبهات كثيرة فى السلوك فالجنّ يعمل بالصناعة لقول الله عز وجل فى سورة سبأ " يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) " وتتزاوج الجن ولهم مساكن ويحاسبون مثل الإنس ويدخلون الجنة والنار. والكافر من الجن يسمى شيطان ويستطيع أن يأمر ويوسوس وينزغ ويمس ويفتن الناس إلا من عصم ربى وقد جاء ذكر ذلك فى مواطن كثيرة من القرآن العظيم. ولكن لم يأتى ذكر أن الجنّ قد بعث فيها رسولا يوحى إليه ولكن جاء قول ربنا فى سورة الأنعام " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) " وقد جمع الله الجنّ والإنس فى الخطاب بقوله ألم يأتكم رسل منكم حتى يُغْنِى رسل الإنس، لأنهم خلفاء الله فى الأرض، عن رسل الجنّ.
وبعد إلقاء الضوء على خلق الله قبل الإنسان ومعرفتنا بأن كل خلق الله بإستثناء الجن قد جبلت أن تعبد الله طواعية وتنفذ أوامره عز وجل دون إعتراض كما ورد فى سورة فصلت ننتقل إلى خلقة الإنسان كما وردت فى القرآن الكريم

والى اللقاء فى الجزء القادم مع رجاء النشر والدعاء

حب وحرمان
10-26-2012, 10:41 PM
لقد جاءت يهود إلى مكة والمدينة المنورة لعلمهم بقدر محمد صلى الله عليه وسلم وأن فى هذه الأماكن سيبعث فأرادوه منهم فلم كان من العرب أنكروه وكفروا. فكيف يذعن اليهود الذين يزعمون أنهم شعب الله المختار لرجل عربى يرعى الغنم ليجب كل تاريخهم فإتخذوا نفس الموقف الشيطانى الذى تم قبل خلقة آدم عليه السلام. لقد دأب اليهود على إستعداء كل أجناس البشر ضد النبى صلى الله عليه وسلم. لقد كان ذلك لعلمهم بقدره صلى الله عليه وسلم وأنه المرجح لكفة العرب على سائر الناس، بل حتى لغتهم ستندثر لأن القرآن نزل بلسان عربى فكيف يقبلون بنبىٍ هو أكرم وأعظم خلق الله وليس منهم بل وسيلغى تاريخهم؟ وكيف يدّعون أنهم شعب الله المختار وأنهم خلفاء الله؟
إن معسكرات الكفر لسانها واحد ومنطقها واحد ولا فرق بين اليهود وبين أئمة الكفر فى مكة فكلهم استكثروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء فى سورة الزخرف " وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) " فقادهم كبرهم إلى الهلاك. إذا ما الفرق بين موقف هؤلاء وموقف إبليس اللعين فى الملأ الأعلى إنه نفس الموقف، إنه الكبر والله لا يحب المتكبرين.
إن المسئولون عن محمد صلى الله عليه وسلم هم أتباعه منذ بعثته إلى يوم الدين وذلك لأنهم ورثته فى الرسالة فقال الله عز وجل مادحاً إمة النبى صلى الله عليه وسلم " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) " وفى الآية يتضح إمتناع أكثر أهل الكتاب عن التصديق والإيمان لكبرهم. إذا نبينا هو خير خلق الله ونحن خير أمة أخرجت للناس، ولما كانت السيادة للعرب بإنتمائهم للإسلام فهم فوق سائر الأجناس وهذا لن يتقبله المتكبرين من جنود إبليس من شياطين الجنّ والإنس. وقد أوجز الله القول فى أهل الكتاب فى سورة البقرة " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)" فهم لا يستطيعون أن يسيطروا على شرف أعطاه الله الكريم لنا فلا سبيل أمامهم إلا أن يجعلونا مثلهم فيسقط هذا الشرف عنا فإما أن نتبعهم أو نقتل حتى ينسوا تلك القضية برمتها. وإذا كان هذا هو موقف أهل الكتاب فما بال الكافرين بالله مطلقاً. من الجانب الأخر هناك واجب على أمة النبى صلى الله عليه وسلم وهو إكمال الرسالة بالدعوة لدين الله وكيف يمكن أن يتم ذلك فى العصر الحالى الذى تكالبت فيه علينا الأمم؟ ونحن لجهلنا أو نسياننا لقدْرنا والشرف الذى أعطاه الله لنا وحبنا المتزايد للدنيا تخلينا عن هذا الدور العظيم. المشكلة لازالت قائمة ولو تخلينا عن واجبنا فنحن لازلنا نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، إذا نحن مسلمون ونحن الأحق بالإستخلاف على الأرض. وحتى يضيع هذا الشرف منا لابد أن ننسى لا إله إلا الله محمد رسول الله.
من هنا بدأت الحرب المعلنة والخفية فالمعارك الحربية والإقتصادية منذ بعثة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ومن حصار مكة إلى حصار غزة ولن تنتهى. ولقد بدأت الحروب الإعلامية بالفضائيات والإنترنت وبدأت حروب خبيثة تحت مسميات كثيرة حتى بدأت بإدخال مصطلحات فى الدين بصورة خبيثة وأخيراً ما يسمونه بالقرآن الفرقان بغية إبدال قرآن ربنا به. لقد لعب أعداء الله دوراً أعتقد نجحوا فيه إلى حد بعيد. فقد أدخلوا أمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى خندق الدفاع عن النفس ليتخلوا عن الدعوة فخرج لنا مصطلح الإرهاب، وللعلم هذا المصطلح هو الاسم البديل للإسلام فى الغرب، فذهب المسلمون للدفاع عن أنفسهم فبدلا من المواجهة دخلوا خنادق الدفاع عن أنفسهم. واصبحوا للأسف أضحوكة فيضربون فى السر لأن ليس لهم إعلام ناضج يفضح المعتدين وإذا ما ردوا جُنِدَ إعلام كل الأرض لتصويرهم هم المعتدين ووصفهم بالإرهابيين. أصبح شغل المسلمين الشاغل هو إسقاط تهمة الإرهاب عنهم بينما تمارس عليهم كل أنواع الإرهاب.


الى اللقاء فى الجزء القادم

رجاء نشر الموضوع فى كل المواقع والدهوة لقراءته

حب وحرمان
10-26-2012, 10:45 PM
خلقة الإنسان:
لقد جاء ذكر خلقة الإنسان فى كتاب الله العزيز محدداً أصل ومراحل تكوين آدم عليه السلام فقال ربنا أصل خلقة الإنسان من تراب كما ورد فى سورة آل عمران " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) " وكذلك جاء ذكر أن الأنسان خلق من تراب أيضاً فى سورة الحج " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) " ولكن جاءت آيات القرآن العظيم توضح المراحل التى مرّ بها الإنسان قبل نفخة الروح فيه فجاءت الأية الحادية عشرة من سورة الصافات " فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ " لتوضح أن التراب قد إختلط بماء كثير ليتحول إلى طين لازب أى رهوٌ فى قوامه ثم مع الوقت تماسك قوامه ليصبح طيناً كما ورد فى سورة ص " إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) " ومع الوقت تخمر الطين نتيجة البلل و التحلل إلى حمأٍ مسنون كما ورد فى سورة الحجر " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) " ثم تحول أخيراً نتيجةً لتبخر الماء من الطين بعد تحلل الطين إلى متجانس قوام لدن وهو الصلصال الذى يسهل تشكيله دون تميعه والذى لا يحتوى غالباً على أجزاء غير متجانسة فى قوامها ولا تركيبها ولا يكون بها حبيبات صلبة تختلف عن بقية الصلصال فى خصائصها الطبيعية والكيميائية. ونظراً لأن ربنا لم يذكر فى كتابه تركيب أخر لمادة خلق الإنسان وبما أن الصلصال هو أخر مراحل تحولات التراب المبلل بعد الطين اللازب والطين فالأرحج أن الإنسان تشكل على هيئته من هذا الصلصال. والمادة التى بلل بها التراب هى الماء الذى هو أصل كل شئ حى لقول الله عز وجل فى سورة الأنبياء " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) ". وبعدما وضح لنا ربنا الحكيم أصل خلقة آدم أبو البشر ومراحل تشكله وبعد نفخة الروح فيه من قبل مولنا العظيم حيث شابه تناسل الإنسان سائر الكائنات الحية الأخرى يحث تتحد مشيجتان واحدة مذكرة وأخرى مؤنثة لتكونان خلية مخصبة (علقة) ثم مضغة (زيجوت) كما ورد فى الأية الخامسة من سورة الحج ثم خلق ربنا من المضغة عظاماً ثم كسى العظام لحماً كما جاء فى سورة المؤمنون " ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) " ويجب هنا التنبه إلى الفرق مابين الفعلين خَلَقَ وخَلَّقَ فكلمة خلق تعنى محصلة التخليق وتصف تمام الخلقة أم التخليق فهو خلق الشئ من عناصره الأولية فقال ربنا عز وجل فى سورة الحج " خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ " وهنا وصف لكل مرحلة إجمالاً وقد سردنا مراحل تخليق الإنسان من تراب فيما سبق ولكن فى نفس الآية من سورة الحج قال ربنا عن المضغة " مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ " وهنا مصدر مخلّقة هو خلّق أى تكون من عناصره الأولية وهى الأمشاج المذكرة والمؤنثة ومن ثم يمكن القول أن المضغة المخلقة هى الناتجة من تلقيح مشيجة مذكرة (حيوان منوى) لمشيجة مؤنثة (بويضة). أما المضغة الغير مخلقة فليست كما قيل أنها السقط ( الجنين الذى ينزل قبل تشكله) لأنه وإن كان الجنين سقطاً فإنه أيضاً مخلق من المشيجتين المذكرة والمؤنثة. وبتتبع مراحل نمو الجنين البشرى فهناك عدة إحتمالات أشهرها أن تضع الأنثى وليداً واحداَ نتيجة تخصيب حيوان منوى لبويضة واحدة وقد يحدث أن تبوض الأنثى أكثر من بويضة ويخصب كل بويضة حيوان منوى فتلد المرأة عدة أولاد قد يكونون إناثاً أو ذكوراً أو خليطاً من الذكران والإناث ويسمى توأم وكل هؤلاء أصلهم مضغة مخلقة. هناك حالة يتم تخصيب البويضة الواحدة بحيوان منوى واحد فتتكون العلقة ثم تنقسم العلقة لتعطى مضغتين تكون واحدة منهما فقط مخلقة من مشيجة مذكرة ومشيجة مؤنثة وأما الثانية فهى ناتجة عن إنقسام حدث بعد عملية التخليق فتكون مضغة غير مخلقة وهو ما يسمى بالتوأم السيامى حيث تضع الأنثى فردين من نفس الجنس ولهما نفس الشبه حتى إن الإنسان الذى يراهما لأول مرة لا يستطيع أن يفرق بينهما وهذا من الإعجاز العلمى فى القرآن العظيم وصدق ربنا العظيم حين قال فى سورة فصلت " سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) ".
الى لقاء قادم باذنن الله وكيف يكلم الله خلقه

ام هُمام
10-26-2012, 11:16 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله كل خير
لي ملاحظة :كأن في الصورة الشخصية لكم , تحتوي على فتاة لا تلبس الحجاب هل يمكن تغير الصورة وبارك الله فيكم

حب وحرمان
10-26-2012, 11:38 PM
انا ولد ممكن لو سمحتي توضحي اكتر علشان مش فاهم انا حطط صورتي عادي بس ممكن تفهميني اكتر

آمال
10-27-2012, 01:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
مشكور اخونا الفاضل حب وحرمان
واعتذر عن مخاطبتك بالانثى في مشاركات سابقة
بخصوص الصورة الرمزية الخاصة بكم حبذا لو تغيرها الى ما هو خير وافضل , مثلا صورة او ذكر يزيد من حسناتكم
موضوع قيم بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم
رزقنا الله ورزقكم الجنة
وكل عام وانتم بخير
ننتظر المزيد من المواضيع القيمة

ابونواف
10-27-2012, 01:59 PM
رائع وجميل
جدا
جداجدا
جداجداجدا
جداجداجداجدا
جداجداجداجداجدا
جداجداجداجداجداجدا
جداجداجداجداجداجداجدا
جداجداجداجداجداجداجداجدا
جداجداجداجداجداجداجداجداجدا
جداجداجداجداجداجداجداجداجداجد

http://up99.com/upfiles/gif_files/t0E43406.gif (http://up99.com/)

mohamed-kamel
11-06-2012, 02:03 AM
بارك الله في من نشر ومن قرأ وأتمنى ممن يستطيع حبا في النبى محمد صلى الله عليه وسلم نشر الجزء الذى وفقنى لله لكتابته حتى الان لانى كتبه حبا في الله ورسوله ولقد كان منتدى اسمه اسلامى هو نقطة البداية للانطلاق عبر الانترنت ولكن اعتقد تم اغلاقه على ما اعتقد واعدكم أن تكون التكملة نقطة انظلاقها من هنا بإذن الله ولا أطلب إلا أن تكون من نصيبى دعوة بظهر الغيب أن يغنينى الله من فضله ويقينى المرض ويرضى عنى ويكون خير يوم يوم لقائه والا يفتنى ولا أولادى ولكم مثلى
د محمد كامل

رجاء تثبت الموضوع
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حافظة القرآن
11-09-2012, 04:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمت اناملك التي توضح التاريخ الاسلامي بارك الله بك اخي