المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سورة الشرح


ام هُمام
01-13-2013, 10:12 PM
سورة الشرح
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ )

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *: يا محمد , قد شرحنا لك صدرك لقبول النبوة , ومن هنا قام بما قام به من الدعوة , وقدر على حمل أعباء النبوة وحفظ الوحي .

وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * : حططنا عنك الذي سلف منك في الجاهلية .

الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * : معناه : أنه لو كان حملاً يحمل لسُمع نقيض ظهره .

وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * : في الدنيا والآخرة بأمور, منها : تكليفه للمؤمنين إذا قالوا : أشهد أن لا إله إلا الله , أن يقولوا : أشهد أن محمداً رسول الله , ومنها :ذكره في الأذان , ومنها : أمرهم بالصلاة والسلام عليه .

فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * : أي : إن مع ذلك العسر , المذكور سابقاً ,يسراً آخر , وكلاهما من الله تعالى .

فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * : أي إذا فرغت من صلاتك , أو من التبلغ , أو من الغزو , فاجتهد في الدعاء واطلب من الله حاجتك , أو فانصب في العبادة .

وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ : أي تضرَّع إليه راهباً من النار , راغباً في الجنة .
:2:

خالددش
01-13-2013, 10:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.up99.com/upfiles/gif_files/IoP49023.gif

ابو أمير
01-13-2013, 11:43 PM
اختنا الغالية ام همام

بارك الله فيك على هذا المجهود الطيب
والتفسير الواضح والسلس في معانيه
كي يستطيع كل من قراءه ان يقف
على معانيه جزاك الله عنا خير الجزاء
ودمت بااااالف خيرررر

almojahed
01-14-2013, 02:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة و رفع الله قدرك بالقرآن تلاوة و تفسيرا

أبو ريم ورحمة
01-14-2013, 01:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرًا وبارك فيك .
سورة الشرح 94/114

سبب التسمية :

تُسَمَّى ‏أَيْضَاً ‏سُورَةُ ‏‏ ‏أَلَم ‏نـَشْرَحْ‎ ‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 8 .

4) ترتيبها بالمصحف الرابعة والتسعون .

5) نزلت بعد سورة الضحى .

6) بدأت السورة باسلوب استفهام " ألم نشرح لك صدرك " لم يذكر في السورة لفظ الجلالة ، تُسَمَّى أَيْضَاً سُورَةُ ( أَلَم نـَشْرَحْ ) .

7) ـ الجزء (30) ـ الحزب ( 60) ـ الربع ( 7) .

محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ مَكَانَةِ الرَّسُولِ الجَلِيلِ ، وَمَقَامِهِ الرَّفِيعِ عِنْدَ الَّلهِ تَعَالى ، وَقَدْ تَنَاوَلَتِ الحَدِيثَ عَنْ نِعَمِ الَّلهِ العَدِيدَةِ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ محَمَّدٍ وَذَلِكَ بشَرْحِ صَدْرِهِ بالإِيمَانِ ، وَتـَنْوِيرِ قَلْبـِهِ بالحِكْمَةِ وَالعِرْفَانِ ، وَتَطْهِيرِهِ مِنَ الذُّنـُوبِ وَالأَوْزَارِ وَكُلُّ ذَلِكَ بقَصْدِ التَّسْلِيَةِ لرَسُولِ الَّلهِ عَمَّا يَلْقَاهُ مِنْ أَذَى الفُجَّارِ ، وَتَطْيِيبِ خَاطِرِهِ الشَّرِيفِ بمَا مَنَحَهُ الَّلهُ مِنَ الأَنْوَارِ ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) .

سورة الشرح من تفسير الجلالين
1 - (ألم نشرح) استفهام تقرير أي شرحنا (لك) يا محمد (صدرك) بالنبوة وغيرها
2 - (ووضعنا) حططنا (عنك وزرك)
3 - (الذي أنقض) أثقل (ظهرك) وهكذا كقوله تعالى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك
4 - (ورفعنا لك ذكرك) بأن تذكر مع ذكري في الأذان والإقامة والتشهد والخطبة وغيرها
5 - (فإن مع العسر) الشدة (يسرا) سهولة
6 - (إن مع العسر يسرا) والنبي صلى الله عليه وسلم قاسى من الكفار شدة ثم حصل له اليسر بنصره عليهم
7 - (فإذا فرغت) من الصلاة (فانصب) اتعب في الدعاء
8 - (وإلى ربك فارغب) تضرع
الترجمة 1
1. Have WE not opened for thee thy bosom,
2. And removed from thee thy burden,
3. Which had well-nigh broken thy back ?
4. And WE have exalted thy name.
5. Surely, there is ease after hardship.
6. Aye, surely, there is ease after hardship.
7. So when thou art free from thy immediate task, strive hard,
8. And to thy Lord do thou turn with full attention.
الترجمة 2
1- Nous avons réjoui ton coeur en y déposant la bonne direction et la foi.
2- Nous t'avons soulagé des charges du Message qui te pesaient, en te soutenant et en te rendant aisées les affaires
3- qui te pesaient.
4- Nous avons attiré l'attention sur ton nom, en faisant en sorte qu'il soit mentionné par la bouche de tout croyant, conjointement à Notre nom.
5- Voilà certains de Nos bienfaits envers toi. Sois donc assuré des grâces du Très-Haut, car le soulagement accompagne la peine et ils arrivent conjointement.
6- Facilité et difficulté vont souvent de pair.
7- Une fois que tu t'es acquitté des obligations du Message et des nécessités de la lutte pour la cause d'Allah, applique-toi dans le culte et fais des efforts dans cette voie.
8- Tourne-toi uniquement vers ton Seigneur, en recherchant auprès de Lui ce dont tu as besoin.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ام هُمام
01-14-2013, 09:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.up99.com/upfiles/gif_files/iop49023.gif

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سلمك الله من شر واحسن اليك

ام هُمام
01-14-2013, 09:37 PM
اختنا الفاضلة ام هُمام

بارك الله فيك على هذا المجهود الطيب
والتفسير الواضح والسلس في معانيه
كي يستطيع كل من قراءه ان يقف
على معانيه جزاك الله عنا خير الجزاء
ودمت بااااالف خيرررر


وبارك الله في عمرك وعملك وصحتك اخانا الفاضل ابو امير

ام هُمام
01-14-2013, 09:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة و رفع الله قدرك بالقرآن تلاوة و تفسيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك ربي جنة الرحمن ورفع قدرك واعلى مرتبك في الدنيا والاخرة شيخنا الفاضل

ام هُمام
01-14-2013, 09:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرًا وبارك فيك .
سورة الشرح 94/114

سبب التسمية :

تُسَمَّى ‏أَيْضَاً ‏سُورَةُ ‏‏ ‏أَلَم ‏نـَشْرَحْ‎ ‎‏

التعريف بالسورة :

1) سورة مكية .

2) من المفصل .

3) آياتها 8 .

4) ترتيبها بالمصحف الرابعة والتسعون .

5) نزلت بعد سورة الضحى .

6) بدأت السورة باسلوب استفهام " ألم نشرح لك صدرك " لم يذكر في السورة لفظ الجلالة ، تُسَمَّى أَيْضَاً سُورَةُ ( أَلَم نـَشْرَحْ ) .

7) ـ الجزء (30) ـ الحزب ( 60) ـ الربع ( 7) .

محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ مَكَانَةِ الرَّسُولِ الجَلِيلِ ، وَمَقَامِهِ الرَّفِيعِ عِنْدَ الَّلهِ تَعَالى ، وَقَدْ تَنَاوَلَتِ الحَدِيثَ عَنْ نِعَمِ الَّلهِ العَدِيدَةِ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ محَمَّدٍ وَذَلِكَ بشَرْحِ صَدْرِهِ بالإِيمَانِ ، وَتـَنْوِيرِ قَلْبـِهِ بالحِكْمَةِ وَالعِرْفَانِ ، وَتَطْهِيرِهِ مِنَ الذُّنـُوبِ وَالأَوْزَارِ وَكُلُّ ذَلِكَ بقَصْدِ التَّسْلِيَةِ لرَسُولِ الَّلهِ عَمَّا يَلْقَاهُ مِنْ أَذَى الفُجَّارِ ، وَتَطْيِيبِ خَاطِرِهِ الشَّرِيفِ بمَا مَنَحَهُ الَّلهُ مِنَ الأَنْوَارِ ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) .

سورة الشرح من تفسير الجلالين
1 - (ألم نشرح) استفهام تقرير أي شرحنا (لك) يا محمد (صدرك) بالنبوة وغيرها
2 - (ووضعنا) حططنا (عنك وزرك)
3 - (الذي أنقض) أثقل (ظهرك) وهكذا كقوله تعالى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك
4 - (ورفعنا لك ذكرك) بأن تذكر مع ذكري في الأذان والإقامة والتشهد والخطبة وغيرها
5 - (فإن مع العسر) الشدة (يسرا) سهولة
6 - (إن مع العسر يسرا) والنبي صلى الله عليه وسلم قاسى من الكفار شدة ثم حصل له اليسر بنصره عليهم
7 - (فإذا فرغت) من الصلاة (فانصب) اتعب في الدعاء
8 - (وإلى ربك فارغب) تضرع
الترجمة 1
1. Have we not opened for thee thy bosom,
2. And removed from thee thy burden,
3. Which had well-nigh broken thy back ?
4. And we have exalted thy name.
5. Surely, there is ease after hardship.
6. Aye, surely, there is ease after hardship.
7. So when thou art free from thy immediate task, strive hard,
8. And to thy lord do thou turn with full attention.
الترجمة 2
1- nous avons réjoui ton coeur en y déposant la bonne direction et la foi.
2- nous t'avons soulagé des charges du message qui te pesaient, en te soutenant et en te rendant aisées les affaires
3- qui te pesaient.
4- nous avons attiré l'attention sur ton nom, en faisant en sorte qu'il soit mentionné par la bouche de tout croyant, conjointement à notre nom.
5- voilà certains de nos bienfaits envers toi. Sois donc assuré des grâces du très-haut, car le soulagement accompagne la peine et ils arrivent conjointement.
6- facilité et difficulté vont souvent de pair.
7- une fois que tu t'es acquitté des obligations du message et des nécessités de la lutte pour la cause d'allah, applique-toi dans le culte et fais des efforts dans cette voie.
8- tourne-toi uniquement vers ton seigneur, en recherchant auprès de lui ce dont tu as besoin.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك استاذنا الفاضل على هذه الاضافة القيمة وجعلها في ميزان حسناتك نفع الله بك

آمال
01-15-2013, 01:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اختي العزيزة ام همام على الموضوع القيم
ووقفة مع سورة قصيرة فيها ايات عظيمة وتحذير كبير للانسان سبحان الله
جزاك الله خيراا اختي الغالية ونسأل الله ان يجعلنا واياك من اهل الجنة

ام هُمام
01-15-2013, 09:24 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبارك الله في عمرك وصحتك ورزقك من حيث لا تحتسبين ورزقك الفردوس الاعلى

Abdulmohsin
01-17-2013, 05:13 PM
الله يعطيك العافية وجزاك الله خيرا وإسمحي لي بتعليق حول هذه العبارة (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * : حططنا عنك الذي سلف منك في الجاهلية .)

قوله تعالى: «و وضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك» الوزر الحمل الثقيل، و إنقاض الظهر كسره بحيث يسمع له صوت كما يسمع من السرير و نحوه عند استقرار شيء ثقيل عليه، و المراد به ظهور ثقل الوزر عليه ظهورا بالغا.
و وضع الوزر إذهاب ما يحس من ثقله و جملة: «و وضعنا عنك وزرك» معطوفة على قوله: «أ لم نشرح» إلخ لما أن معناه قد شرحنا لك صدرك.
و المراد بوضع وزره (صلى الله عليه وآله وسلم) على ما يفيده السياق - و قد أشرنا إليه - إنفاذ دعوته و إمضاء مجاهدته في الله بتوفيق الأسباب فإن الرسالة و الدعوة و ما يتفرع على ذلك هي الثقل الذي حمله إثر شرح صدره.
و قيل: وضع الوزر إشارة إلى ما وردت به الرواية أن ملكين نزلا عليه و فلقا صدره و أخرجا قلبه و طهراه ثم رداه إلى محله و ستوافيك روايته.
و قيل: المراد بالوزر ما صدر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل البعثة، و قيل: غفلته عن الشرائع و نحوها مما يتوقف على الوحي مع تطلبه، و قيل: حيرته في بعض الأمور كأداء حق الرسالة، و قيل: الوحي و ثقله عليه في بادىء أمره، و قيل: ما كان يرى من ضلال قومه و عنادهم مع عجزه عن إرشادهم، و قيل: ما كان يرى من تعديهم و مبالغتهم في إيذائه، و قيل: همه لوفاة عمه أبي طالب و زوجه خديجة، و قيل: الوزر المعصية و رفع الوزر عصمته، و قيل: الوزر ذنب أمته و وضعه غفرانه.
و هذه الوجوه بعضها سخيف و بعضها ضعيف لا يلائم السياق، و هي بين ما قيل به و بين ما احتمل احتمالا.

ام هُمام
01-17-2013, 10:30 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيكم على الاضافة والتعلق واحسن الله اليكم

ابو عبد الرحمن
01-19-2013, 01:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

جزاكِ الله خيرا اختنا الفاضلة ام همام وبارك فيكِ
اما جاء به الأخ عبد المحسن من تفسير لهذه الآيات فلا باس اخي بأن تذكر المصدر الذي استندت عليه ,,

أما قوله : ووضعنا عنك وزرك [ 24 \ 2 ] ، والوضع يكون للحط والتخفيف ، ويكون للحمل والتثقيل ، فإن عدي بعن كان للحط ، وإن عدي بعلى كان للحمل ، في قولهم : وضعت عنك ، ووضعت عليك ، والوزر لغة الثقل .

ومنه : حتى تضع الحرب أوزارها ، أي : ثقلها من سلاح ونحوه .

ومنه : الوزير المتحمل ثقل أميره وشغله ، وشرعا الذنب كما في الحديث : " ومن سن سنة سيئة ، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " ، وقد يتعاوران في التعبير كقوله تعالى : ليحملوا أوزارهم كاملة [ 16 \ 25 ] ، وقوله مرة أخرى : وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم [ 29 \ 13 ] .

وقد أفرد لفظ الوزر هنا وأطلق ، ولم يبين ما هو وما نوعه ، فاختلف فيه اختلافا كثيرا .

فقيل : ما كان فيه من أمر الجاهلية ، وحفظه من مشاركته معهم ، فلم يلحقه شيء منه .

وقيل : ثقل تألمه مما كان عليه قومه ، ولم يستطع تغييره ، وشفقته - صلى الله عليه وسلم - بهم ، أي : كقوله تعالى : فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا [ 18 \ 6 ] ، أي : أسفا عليهم .

وقال أبو حيان : هو كناية عن عصمته - صلى الله عليه وسلم - من الذنوب ، وتطهيره من الأرجاس .

وقال ابن جرير : وغفرنا لك ما سلف من ذنوبك ، وحططنا عنك ثقل أيام الجاهلية التي كنت فيها .

وقال ابن كثير : هو بمعنى : ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر .

فكلام أبي حيان : يدل على العصمة ، وكلام ابن جرير يدل على شيء في الجاهلية ، وكلام ابن كثير مجمل .

[ ص: 576 ] وفي هذا المجال مبحث عصمة الأنبياء عموما ، وهو مبحث أصولي يحققه كتب الأصول لسلامة الدعوة ، وقد تقدم للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - بحثه في سورة " طه " عند الكلام على قوله تعالى : وعصى آدم ربه فغوى [ 20 \ 121 ] ، وأورد كلام المعتزلة والشيعة والحشوية ، ومقياس ذلك ، عقلا وشرعا ، وفي سورة " ص " عند قوله تعالى : وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه [ 38 \ 24 ] ، ونبه عندها على أن كل ما يقال في داود - عليه السلام - حول هذا المعنى ، كله إسرائيليات لا تليق بمقام النبوة . اهـ .

أما في خصوصه - صلى الله عليه وسلم - فإنا نورد الآتي : إنه مهما يكن من شيء ، فإن عصمته - صلى الله عليه وسلم - من الكبائر والصغائر بعد البعثة يجب القطع بها ; لنص القرآن الكريم في قوله تعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة [ 33 \ 21 ] ; لوجوب التأسي به ، وامتناع أن يكون فيه شيء من ذلك قطعا .

أما قبل البعثة ، فالعصمة من الكبائر أيضا ، يجب الجزم بها ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان في مقام التهيؤ للنبوة من صغره ، وقد شق صدره في سن الرضاع ، وأخرج منه حظ الشيطان ، ثم إنه لو كان قد وقع منه شيء لأخذوه عليه حين عارضوه في دعوته ، ولم يذكر من ذلك ولا شيء فلم يبق إلا القول في الصغائر ، فهي دائرة بين الجواز والمنع ، فإن كانت جائزة ووقعت ، فلا تمس مقامه - صلى الله عليه وسلم - لوقوعها قبل البعثة والتكليف ، وأنها قد غفرت وحط عنه ثقلها ، فإن لم تقع ولم تكن جائزة في حقه ، فهذا المطلوب .

وقد ساق الألوسي - رحمه الله - في تفسيره : أن عمه أبا طالب ، قال لأخيه العباس يوما : " لقد ضممته إلي وما فارقته ليلا ولا نهارا ولا ائتمنت عليه أحدا " ، وذكر قصة بنيه ومنامه في وسط أولاده أول الليل ، ثم نقله إياه محل أحد أبنائه حفاظا عليه ، ثم قال : " ولم أر منه كذبة ، ولا ضحكا ، ولا جاهلية ، ولا وقف مع الصبيان وهم يلعبون " .

وذكرت كتب التفسير : أنه - صلى الله عليه وسلم - أراد مرة في صغره أن يذهب لمحل عرس ليرى ما فيه ، فلما دنا منه أخذه النوم ولم يصح إلا على حر الشمس ، فصانه الله من رؤيه أو سماع شيء من ذلك .

ومنه قصة مشاركته في بناء الكعبة حين تعرى ومنع منه حالا ، وعلى المنع من وقوع شيء منه - صلى الله عليه وسلم - بقي الجواب على معنى الآية ، فيقال - والله تعالى أعلم - : إنه تكريم له - صلى الله عليه وسلم - كما [ ص: 577 ] جاء في أهل بدر قوله - صلى الله عليه وسلم - : " لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال : افعلوا ما شئتم ; فقد غفرت لكم " مع أنهم لن يفعلوا محرما بذلك ، ولكنه تكريم لهم ورفع لمنزلتهم .

وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يتوب ، ويستغفر ، ويقوم الليل حتى تورمت قدماه ، وقال : " أفلا أكون عبدا شكورا " .

فكان كل ذلك منه شكرا لله تعالى ، ورفعا لدرجاته - صلى الله عليه وسلم - .

وقد جاء : " نعم العبد صهيب ، لو لم يخف الله لم يعصه " ، وهو حسنة من حسناته - صلى الله عليه وسلم - .

أو أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعتد على نفسه بالتقصير ، ويعتبر ذنبا يستثقله ويستغفر منه ، كما كان إذا خرج من الخلاء قال : " غفرانك " .

ومعلوم أنه ليس من موجب للاستغفار ، إلا ما قيل شعوره بترك الذكر في تلك الحالة ، استوجب منه ذلك .

وقد استحسن العلماء قول الجنيد : حسنات الأبرار سيئات المقربين ، أو أن المراد مثل ما جاء في القرآن من بعض اجتهاداته - صلى الله عليه وسلم - وفي سبيل الدعوة ، فيرد اجتهاده فيعظم عليه : كقصة ابن أم مكتوم ، وعوتب فيه : عبس وتولى أن جاءه الأعمى الآية [ 80 \ 1 - 2 ] ، ونظيرها ولو كان بعد نزول هذه السورة ، إلا أنه من باب واحد كقوله : عفا الله عنك لم أذنت لهم [ 9 \ 43 ] ، وقصة أسارى بدر ، وقوله : ليس لك من الأمر شيء [ 3 \ 128 ] ، واجتهاده في إيمان عمه ، حتى قيل له : إنك لا تهدي من أحببت [ 28 \ 56 ] ونحو ذلك . فتحمل الآية عليه ، أو أن الوزر بمعناه اللغوي ، وهو ما كان يثقله من أعباء الدعوة ، وتبليغ الرسالة ، كما ذكر ابن كثير في سورة " الإسراء " عن الإمام أحمد من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لما كان ليلة أسري بي فأصبحت بمكة فظعت ، وعرفت أن الناس مكذبي ، فقعدت معتزلا حزينا ، فمر بي أبو جهل ، فجاء حتى جلس إليه ، فقال له كالمستهزئ : هل كان من شيء ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نعم " ، وقص عليه الإسراء " .

ففيه التصريح بأنه - صلى الله عليه وسلم - فظع ، والفظاعة : ثقل وحزن ، والحزن : ثقل . وتوقع تكذيبهم إياه أثقل على النفس من كل شيء . والله تعالى أعلم .

[ ص: 578 ] وقوله تعالى : الذي أنقض ظهرك ، أي : ثقله ، مشعر بأن للذنب ثقلا على المؤمن ينوء به ، ولا يخففه إلا التوبة وحطه عنده .

ام هُمام
01-19-2013, 10:35 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله الف خير على هذه التوضيح