ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم المناسبات الدينية (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=69)
-   -   شهرَ شعبانَ بين رجبَ ورمضانَ (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=6764)

ابو عبد الرحمن 06-19-2012 09:52 AM

شهرَ شعبانَ بين رجبَ ورمضانَ
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


إنّ المؤمنَ ليتقلبُ في هذا الزمان، ويَمُدُ اللهُ له في الأجل، وكلُّ يوم يعيشُه في هذه الدنيا هو غنيمةٌ له ليتزودَ منه لآخرته، ويبذرَ فيه من الأعمال ما استطاعتُه نفسُه وتحملتُه. فحَريٌّ بالمؤمن الذي يرجو نجاة نفسه مما ستلقاه من المخاوف ألاَّ يَدَعَ فرصةً للطاعة وموسماً مِن مواسم الأعمال الصالحة إلا واغتنمه ليجد ذلك مكتوبا في صحيفة أعماله يوم القيامة ... ثم أنّ شهرَ شعبانَ شهرٌ عظيم وموسم من مواسم الأعمال الصالحة التي يغفلُ الناس عنه بين رجبَ ورمضانَ ولا يعمل فيه إلا من وفقه الله تعالى، فعن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ: ((ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)) [رواه النسائي].

والشاهد من هذا الحديث أنّ هذا الشهرَ شهرَ شعبانَ فيه تُرفعُ الأعمالُ الصالحةُ إلى الله عز وجل وإنّ من الأعمال الصالحة التي ترفع إلى رب العالمين: الصومُ فيُستحبُ الصومُ من هذا الشهر، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومُ أكثر هذا الشهر لمِا رَوَت عائشة رضي الله عنها أنها قالت : (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ )) ، وقالت أيضاً رضي الله عنها : ( لم يَكُن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهراً أكثر من شعبان ) رواهما البخاري في صحيحه ( 4/213 ) ففي هذه الأحاديثِ استحبابُ صومِ أيامٍ من هذا الشهر شهر شعبان اقتداءً بنبينا صلى الله عليه وسلم ورجاءَ أن تُرفع أعمالُنا فيه إلى الله عز وجل فتدركُنا رحمتُه ومغفرتُه سبحانه وتعالى .

والناس في صيام هذا الشهر على أقسام :

1- فمِنهم مَن لم تَكُن له عَادة في الصيام قَبلهُ ودخل عليه شعبان وهو مستمر في عدم الصيام فهذا ترك فضلاً عظيماً وأمراً مستحباً مرغَّب فيه فلا يحرم نفسه هذا الفضل .
2- ومنهم من كانت له عادةٌ في الصيام قبل شعبان مثل أن يكون قد اعتاد صيام ثلاثة أيام من كل شهر أو يكون قد اعتاد صيام يومي الإثنين والخميس أو يكون قد اعتاد صوم يوم وإفطار يوم ودخل عليه شعبان فليستمر في صيامه وليواظب على عادته التي كان قد اعتادها .
3- ومن الناس من لم تكن له عادة في الصيام قبل هذا الشهر لكن لما انتصف شعبان بدأ في الصوم فهذا ارتكب أمراً منهياً عنه فقد جاء في الحديث الصحيح الوارد في ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا بقي نصفٌ من شعبان فلا تصوموا ) ( المشكاة /1974) .
4- ومنهم من لم تكن له عادة في الصوم ولكن لما بقي على نهاية شهر شعبان يوم أو يومان صام هذين اليومين أو هذا اليوم من أجل أن يحتاط لرمضان فهذا الأمر الذي فعله عَدَّه العلماء بدعة في دين الله عز وجل لأنه قد أتى بمحدثة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه رضوان الله عليهم وهو قد وقع في الأمر الذي حذَّّر منه النبي صلى الله عليه وسلم حيث جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يومٍ أو يومين إلا أنْ يكونَ رجل كان يصوم صوماً فليصم ذلك اليوم ) متفق عليه ، فهذا نهي صريح من النبي صلى الله عليه وسلم عن التَّقَدُم على شهر رمضان بيومٍ أو يومين إلا من كان له اعتياد قبل ذلك.

أما عن فضل ليلة النصف من شعبان وماجاء فيها فلم يصح منها الا ما روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن » رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1144

وهنا اود التذكير على بعض البدع المشتهرة في شعبان :

1- صلاة البراءة : وهي تخصيص قيام ليلة النصف من شعبان وهي مائه ركعة .
2- صلاة ست ركعات : بنية دفع البلاء وطول العمر والاستغناء عن الناس .
3- قراءة سورة يس والدعاء في هذه الليلة بدعاء مخصوص بقولهم «اللهم يا ذا المن ، ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام ..».
4- اعتقادهم أن ليلة النصف من شعبان هي ليلة القدر .. قال الشقيري : وهو باطل باتفاق المحققين من المحدثين . أهـ (السنن والمبدعات 146) وذلك لقوله تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } البقرة 185، وقال تعالى { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } القدر1، وليلة القدر في رمضان وليس في شعبان .

قال الحافظ ابن دحية: قال أهل التعديل والتجريح : ليس في حديث النصف من شعبان حديثٌ يصح وقد سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن ليلة النصف من شعبان ؟ وهل لها صلاة خاصة ؟
فأجاب : ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح .. كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها وهي ليلة ليس لها خصوصية ، لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة .. وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تخص بشيء .. هذا هو الصواب وبالله التوفيق. أهـ
فعلينا ايها الاخوة اغتنام هذا الشهر ففيه ترفع الأعمال إلى رب الأعمال فنكون ممن يُرفع لهم عمل صالح في هذا الشهر، قال بعض العلماء: (إن أعمال الأسبوع تعرض على الله تعالى كل اثنين وخميس ، وأعمال السنة كلها تعرض في شعبان) شرح النسائي ..

إن إحياء أزمنة الغفلة فيه أجرٌ كبير إذا ورد فيها الأثر عن نبينا صلى الله عليه وسلم، ومثل ذلك ما ورد في صحيح مسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ " والهرج: هو زمن الفِتَن وكثرة اختلاط أمور الناس ففيها يغفل الناس عن عِبادة الله تعالى، ومثله قوله عليه الصلاة والسلام: ( مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ ) 1684(حسن لغيره)- الترغيب ، فالسوق مَوْطِنٌ من مَوَاطنِ الغفلة حيث البيع والشراء وغفلة الناس عن ذِكر الله تعالى، والغفلة عن الله وعن مراقبته تُورِثُ الوقوع في المعاصي واقترافها، فصار الذَّاكِرُ فيها لله بلسانه أو بعبادته عظيم الأجر مضاعف الثواب، وهذا لا يحصل إلا لمن كان دائم الحَذَر مما هو مُقْدِمٌ عليه من الأهوال العظيمة في قبره ويوم يقوم العباد لربهم خائفين وَجِلِينَ يطلبون السلامة مما أمامهم مترقبين منازلهم التي سينزلون فيها، ففريق في الجنة وفريق في السعير.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم وابارك على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

ايمن البسيوني 06-19-2012 12:38 PM

http://www.up99.com/upfiles/gif_files/I2Z49424.gif[/QUOTE]
جعل موضوعك يا شيخنا في ميزان حسناتك يوم القيامة يارب ..


هديتي اليكم اليوم ...
الرجاء الضغط علي الرابط .. ولاتنسونا من صالح دعائكم ..

http://www.7alm-3shg.com/M7AL/7c7/Index.htm


اخوكم المحب لكم :أيمن البسيوني ..

almojahed 06-19-2012 06:22 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا و بورك فيكم أخي الكبير أبو عبد الرحمن

ابو عبد الرحمن 06-19-2012 08:21 PM

جزاكم الله خيرا اخواني
المجاهد
ايمن البسيوني
وبارك الله فيكم على مروركم الكريم

آمال 06-20-2012 12:00 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم اخ ابو عبد الرحمن على الموضوع القيم
والذي يوضح الكثير من الاخطاء التي نقع بها معتمدين على اراء "الناس" واغلبها بدع منتشرة !
بل ويحرمون ويحللون دون الاعتماد على المصادر الشرعية!
جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم
وتقبل منا ومنكم صالح الاعمال..

ابو عبد الرحمن 06-20-2012 05:42 PM

جزاكِ الله خيرا اختي الكريمة امال وبارك فيكِ على المرور والمداخلة الطيبة


الساعة الآن 06:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009