ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم السيرة النبوية (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   سلسلة دروس فقه السيرة _أخلاق النبي (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=18209)

ام هُمام 07-29-2017 02:58 PM

سلسلة دروس فقه السيرة _أخلاق النبي
 
:1:
# نصوص الدكتور محمد راتب النابلسي
#سلسلة_دروس_فقه_السيرة
#أخلاق_النبي
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
كان صلى الله عليه وسلم وافر الأدب، جم التواضع، وعلامة إيمانك بالله التواضع، وعلامة تعظيمك لله التواضع، لأن الربَ ربٌ، والعبدُ عبدٌ، شأن العبد التواضع، وشأن الله سبحانه تعالى أنه عظيم، وأن كل شيء يصدر عنه عظيم، وأن الذي لا يرى عظمة الله يستحق خسارة أبدية لا توصف .
علامة إيمان المرء تواضعه
أيها الأخوة الكرام، تواضع النبي صلى الله عليه وسلم أحد أسباب شمائله وخلقه العظيم، كان إذا دخل عليه رجل وأصابته رعدة, يقول له:
" هون الله عليك، فلست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد "
(أخرجه الحاكم من حديث جرير في المستدرك)
وكان إذا سافر مع أصحابه، وقال أحدهم: علي ذبح الشاة، وقال الثاني: علي سلخها، وقال الثالث: وعلي طبخها، وقال عليه الصلاة والسلام: علي جمع الحطب، يقال له: يا رسول الله، نكفيك ذلك، يقول:
" قد علمت أنكم تكفوني، ولكن أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزا على أصحابه "
( ورد في الأثر )
كان صلى الله عليه وسلم يأكل مع الخادم، ويقضي حاجة الضعيف والبائس
جاءه ملك من ملوك الغساسنة، عدي بن حاتم، يظنه ملكاً أو يظنه نبياً، هو في حيرة، فلما لقيه سأله عن اسمه وتكريماً له دعاه إلى بيته، وفي الطريق استوقفته امرأة مسنة، فوقف معها طويلاً تكلمه في حاجتها
فقال في نفسه: والله ما هذا بأمر ملك، إنه نبي، فلما دخل إلى بيته أعطاه النبي وسادة من أدم محشوة ليفاً
قال: اجلس عليها، قلت: بل أنت، قال: بل أنت، فجلست عليها، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأرض, أرأيت إلى هذا التواضع, وإلى تكريم الضيف
دخل مرةً على عبد الملك بن مروان وفد تقدمهم غلام، فغضب أشد الغضب، وقال لحاجبه: ما شاء أحد أن يدخل عليه حتى دخل, حتى الصبيان, فابتسم هذا الصغير, وقال: أيها الأمير، إن دخولي عليك لم ينقص من قدرك، ولكنه شرفني
كان عليه الصلاة والسلام بشوشاً، ضاحكاً، يلقي أصحابه بالبشاشة، وقد قال:
" تبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ لكَ صدَقةٌ "
( أخرجه الترمذي عن أبي ذر في سننه)
لكنه كان على درجة عالية من الحكمة، ومن أخذ الحيطة .
فكان عليه الصلاة والسلام يحذر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوي بشره عن أحد
إذا تصدق وضع الصدقة بيده في يد المسكين، وهذا أيضاً نوع من الأدب، لا أن تلقي عليه مبلغاً من المال إلقاء، لا أن تكلف أحد أن يعطيه هذا المال
وإذا جلسَ جلس حيث ينتهي به المجلس، أناس كثيرون إذا دعوا إلى احتفال إن لم يكن لهم مكان في الصف الأول غضبوا أشد الغضب، لم يُرَ ماداً رجليه قط ولا بين أصحابه، وهذا أدب جم، هناك جلسة فيها أدب، هناك وقفة فيها أدب، هناك حركة فيها أدب، هناك نظرة فيها أدب
:2:

ام هُمام 07-29-2017 03:01 PM

سلسلة دروس فقه السيرة _أخلاق النبي ٢
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
كان عليه الصلاة والسلام يجيب دعوة الحر والعبد والمسكين، وكان يقول:
" من دعي ولم يلبي فقد عصا أبا القاسم "
( أخرجه أحمد في مسنده)
وكان يقول:
" لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت "
(أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة في الصحيح)
وقد دعي مرةً، وقدّم له خل, فقال:
" نعم الإدام الخل "
(أخرجه مسلم عن عائشة في الصحيح)
وأنت حينما تدعى إلى طعام، أو إلى احتفال، أو إلى عقد قران، يجب أن تعلم أن تلبيتك لهذه الدعوة نوع من العبادة،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب دعوة من دعاه ، لكن الناس أحياناً يجيبون دعوة الأقوياء والأغنياء، ولا يجيبون دعوة الفقراء، وهذا مأخذ كبير على الإنسان
كان عليه الصلاة والسلام يقبل عذر المعتذر، العظماء أيها الأخوة يغفرون الزلات، ويقبلون الأعذار
فهذا الذي ارتكب خيانة عظمى, قال له: يا حاطب، وقد أخبر قريش أن محمداً سيغزوهم، ما حملك على ما فعلت؟
قال: والله يا رسول الله ما كفرت، ولا ارتددت، ولكني لصيق في قريش أردت بهذا الكتاب أن أحمي أهلي ومالي، وأنا موقن أن الله سينصرك ، فاغفر لي ذلك يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: إني صدقته فصدقوه, ولا تقولوا فيه إلا خيراً, الإنسان اللئيم لا يسترضى، ولا يرضى، لكن الإنسان المؤمن يسترضى ويرضى, كان يقول:
" من أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك منه محقا أو مبطلا "
(أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة )
كان يقبل عذر المعتذر، كان يخصف نعله، ويخدم نفسه، ويعقل بعيره، ويكنس داره ، وكان في مهنة أهله، أي في خدمة أهله، أناس كثيرون يترفعون أن يقوموا بأعمال في المنزل، لكن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أنك إذا قمت في بعض الأعمال في المنزل تمتنت العلاقة بينك وبين زوجتك .

ام هُمام 07-30-2017 06:26 PM

سلسلة_دروس_فقه_السيرة
أخلاق_النبي ٣
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
كان عليه الصلاة والسلام, يقول:
" أفشوا السلام بينكم "
(أخرجه أحمد في مسنده عن الزبير بن العوام )
السلام من سمة المؤمنين، إلقاء السلام سنة مؤكدة
لكن رد السلام فريضة، وأنت حينما تقول لمن تلتقي به: السلام عليكم فقد جعلت العلاقة بينك وبينه علاقة سلام
كان يبدأ الناس بالسلام ، وينصرف بكله إلى محدثه، وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه، ولعله أدرى به
هناك من يتعلم فن الكلام
لكن النبي عليه الصلاة والسلام علمنا فن الكلام
وعلمنا فن الاستماع، ولا يتقن فن الاستماع إلا القلة، يتقن فن الكلام كثيرون من البشر
لكن الذين يتقنون فن الاستماع قليلون جداً، فكان يصغي إلى محدثه، ينصرف بكله إلى محدثه، وهذا تكريم له، وهذا أدب ما بعده أدب أن تستمع، أحياناً الإنسان لا يصغي إلى من يحدثه، ولو كان أقرب الناس إليه .
أما إذا صافحه أحد أصحابه فكان آخر من يسحب يده إذا صافح إلى أن يسحب الصحابي يده من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تسلم على الناس بحرارة، بمودة، بطلاقة وجه، أن تسألهم عن أحوالهم، وعن أولادهم، وعن صحتهم وعن معاشهم، وعن أعمالهم، هذا منتهى الأدب، ومنتهى الود
كان عليه الصلاة والسلام يصغي إلى زوجته، وأحياناً بعد مضي وقت من الزواج ترفع الكلفة بين الزوجين، فقلّمَا يصغي الزوج إلى زوجته لكنه عليه الصلاة والسلام أصغى إليها كثيراً، وقد حدثته عن قصص كثيرة، حدثته مرة عن أبي زرع حديثاً طويلاً، وتحدثت عن محبته لأم زرع، وعن وفائه لها، ثم أسفت أشد الأسف, حينما قالت: لكنه طلقها فقال عليه الصلاة والسلام: أنا لكِ كأبي زرع، لكني لا أطلقك .

ام هُمام 07-31-2017 06:56 PM

سلسلة_دروس_فقه_السيرة أخلاق_النبي ٤
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
كان عليه الصلاة والسلام, يقول:
" برئ من الكبر من حمل حاجته بيده، وبرئ من النفاق من أكثر من ذكر الله، وبرئ من الشح من أدى زكاة ماله "
(ورد في الأثر)
الذي يؤدي زكاة ماله لا يمكن أن يوصف بالشح، وإذا حملت حاجتك بيدك، ولتكن مرتبتك أية مرتبة، برئت من الكبر، وقد علمنا ألا نسأل الناس شيئاً .
كان الصحابي الجليل ينزل عن ناقته ليلتقط زمام ناقته، ولا يسأل أصحابه أن يعطوه الزمام، لم يكن يأنف من عمل لقضاء حاجته، أو حاجة صاحب أو جار، كان في خدمة أصحابه، لما كانت معركة بدر كان الصحابة ثلاثمئة رجل أو يزيدون قليلاً، وكانت الرواحل قليلة، فقال عليه الصلاة والسلام:
" وَأَنَا وَعَلِيٌّ وَأَبُو لُبَابَةَ عَلَى رَاحِلَةٍ، فَكَانَ أَبُو لُبَابَةَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللهِ ، فَكَانَتْ نَوْبَةُ رَسُولِ اللهِ ـ دورُه في السَّيْرِ ـ فقالا له : نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ ـ ليظلَّ راكباً ـ فقال : مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي عَلَى السَّيْرِ، وَلاَ أَنَا بِأَغْنَى مِنْكُمَا عَنِ الأَجْرِ "
( أخرجه النسائي في السنن الكبرى )
كان يذهب إلى السوق، ويحمل بضاعته, ويقول: أنا أولى بحملها، الله عز وجل وصف الأنبياء, فقال:
﴿إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ﴾
( سورة الفرقان الآية : 20 )
وفي هذه الآية ملمح دقيق، أن هذا الإنسان الذي يأكل الطعام ليس إلهاً، الإنسان الذي يفتقر في وجوده، وفي استمرار وجوده إلى الطعام، لا يمكن أن يكون إلهاً، بل إن الإنسان مفتقر مرتين، مفتقر إلى أن يأكل، ومفتقر إلى تحصيل ثمن الطعام، قال تعالى:
﴿ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ﴾
( سورة الفرقان الآية : 20 )

ام هُمام 08-01-2017 06:13 PM

سلسلة_دروس_فقه_السيرة أخلاق_النبي 5
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
كان صلى الله عليه وسلم يمشي هوناً، خافض الطرف
متواصل الأحزان لأنه يحمل هم البشرية ونحن إن حملنا همّ أسرتنا هذا عمل طيب
وإن حملنا هم الأسرة الكبيرة هذا عمل أطيب
أما حينما تحمل هم المسلمين فهذا عمل عظيم، كان يقول:
" لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا، ولضحكتم قليلا "
(أخرجه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي الدرداء)
كان يمشي هوناً، وهناك ملمح في معنى يمشي هوناً
أي أن الدنيا لا تشغله عن هدفه الكبير، وأن مشكلات الدنيا لا تصرفه عن معرفة ربه، ولا عن طلب مرضاته، أناس كثيرون أقل مشكلة تنهي تطلعهم إلى الآخرة، أقل قضية مزعجة تصرفهم عن طلب الحق، وقد وصف الله جل جلاله عباد الرحمن:
﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ﴾
( سورة الفرقان الآية : 63 )
يعني يفكرون في آخرتهم، هدفهم واضح، هدفهم كبير، مشكلات الدنيا لا يسمحون لها أن تشغلهم عن آخرتهم، ولا عن تحقيق أهدافهم، متواصل الأحزان، دائم الفكر، هذا الفكر يعد أعظم منحة منحنا الله إياها، هذا الفكر من أجل أن تعرف الله به، ومن أجل أن تبحث عن طرق رضوانه، لكن معظم الناس أعملوه لغير المهمة التي خلق لها
كان دمثا رقيق الحاشية، يألف ويؤلف, من رآه بديهة هابه, ومن عامله أحبه، كان دمثا ليس بالجاحد، ليس الذي ينكر المعروف، قبيل وفاته وقف صلى الله عليه وسلم خطيباً، وقال:
" من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه، ألا ومن كنت قد شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليستقد منه، ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليستقد منه، لا يقولن رجل : إني أخشى الشحناء من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وإن الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني "
( ورد في الأثر)
كان لا يهين أحداً، يترفق بأصحابه، جاء عكرمة ابن أبي جهل مسلماً, فقال: إياكم أن تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي، ولا يبلغ الميت .
( ورد في الأثر)

ام هُمام 08-02-2017 06:42 PM

سلسلة_دروس_فقه_السيرة أخلاق_النبي ٦
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
كان صلى الله عليه وسلم يعظم النعمة مهما دقت
أن تشرب كأس ماء هذه نعمة لا يعرفها إلا من أصيب بالفشل الكلوي
أن تنام مرتاحاً هذه نعمة لا يعرفها إلا من فقد نعمة النوم
أن تدخل إلى بيت يؤويك
كان عليه الصلاة والسلام, يقول:
" الحمد لله الذي آواني ، وكم من لا مأوى له "
( أخرجه الترمذي في سننه)
وإذا استيقظ من منامه, يقول:
" الحمد لله الذي رد إلي روحي، وعافاني في بدني وأذن لي بذكره "
( أخرجه الترمذي في سننه)
نحن غارقون في نعم لا تعد ولا تحصى، ومع ذلك نكثر الشكوى .
إنسان أخذ من ثوبه قشة فرفع يديه، وقال: جزاك الله خيراً، ما ذم طعاماً قط، وكم من إنسان يدعى إلى أفخر طعام, فيقول: هذا الطعام فيه مشكلة؟
ما ذم طعاماً قط، وهذا من أخلاقه العلية، ما ذم طعاماً قط ولا مدحه، ولم يذم مذاقاً ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا، ولا ما كان لها
بعضهم قال: لي صاحب كان من أعظم الناس في عيني، وكان رأس أعظم ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينيه
فكان لا يشتهي ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد، ولا تغضبه الدنيا، وما كان لها،
يعرف حجمها يعرض أنها عرض زائل، يعرف أنها تنتهي بالموت،
يعرف أن الدنيا جيفة طلابها كلابها
يعرف ويقول: إن هذه الدنيا دار التواء، لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، وجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، ولا يغضب لنفسه أبداً، لا يغضب إلا لله، يعني حظوظه وضعها تحت قدمه، ويرضى لله، يفرح لله، ويحزن لله، إذا غضب أعرض وأشاح، يعني علامة غضبه الإعراض فقط، هناك من يصخب، ومن يشتم، ومن يعلو صياحه, وكان إذا فرح غض بصره، وكان يؤلف ولا يفرق، يقول ليس منا من فرق، هناك من يفرق بين الزوج وزوجته، وهناك من يفرق بين الأخ وأخيه، والشريك وشريكه، والجار وجاره، كان يؤلف ولا يفرق، يقرب ولا ينفر، يكرم كريم كل قوم، كان يعرف أقدار الناس .


الساعة الآن 03:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009