ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   قسم تفسير القرآن الكريم (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=78)
-   -   في صحبة سورة الحج (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=18227)

ام هُمام 08-05-2017 06:26 PM

في صحبة سورة الحج
 
:1:
في صحبة القرآن - سورة الحج
د. محمد علي يوسف سورة الحج سورة مدنية فيها بعض الآيات المكية. خصائص مميزة للسورة · هذه السورة هي السورة الوحيدة التي سميت باسم عبادة من العبادات · وهي السورة الوحيدة في القرآن التي تحتوي على سجدتين · وفيها أول آية شرعت بها فريضة أخرى وهي فريضة الجهاد في سبيل الله (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) عناصر السورة: هناك أربعة عناصر رئيسية تدور حولهم السورة 1. ذكر الدار الآخرة 2. القتال والجهاد بالسنان 3. الجدال ومقارعة أهل الباطل بالحجة والبيان جهاد اللسان 4. المقامات الإيمانية من خضوع والعبودية والاستسلام لله النابع عن تعظيمه والحديث عن عبادة من أعظم عبادات الاستسلام والتعظيم وهي عبادة الحج. والحج إما سبب ومعين لما سبق أو ما سبق معين موصل له كما سيأتي. مواضيع السورة ونبدأ في استعراض مواضيع السورة أولاً: ذكر الدار الآخرة سورة الحج من بدايتها وأول آياتها تعرض مشهداً من أهم وأقوى مشاهد يوم القيامة: مشهد الزلزلة الرهيبة وانخلاع قلوب وعقول الناس حتى تذهل المرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حلها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * َوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا). تخيل المرضعة ورحمتها وتعلق وليدها مشهد رحمة رهيب ومع ذلك لحظتها كأنها لا تراه. مشهد الترنّح كالسكارى (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) الصدمة الأولى، حديث "يا عائشة إن الأمر أشد من ذلك" وأيضاً مشاهد العقوبات يوم القيامة وفي النار (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ) (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ) (يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) (كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ) (وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وأيضاً تجد النعيم والثواب (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) ما علاقة الحج بتلك الأحداث الرهيبة؟؟ الحج صورة دنيوية مصغرة لأحداث القيامة. تأمل مثلاً مشهد البعث (وترى الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج) وقارنه بليلة مزدلفة وصبيحة النحر وملايين الجثث المكفنة المتربة المتعرقة نائمة ثم تتحرك حين أذان المشعر الحرام، وتأمل مشهد الغسل والتكفين وقارنه بإحرام الحج، وتأمل مشهد الحشر والزحام الرهيب والضيق والعرق ما أشبه ذلك بمشهد الطواف يوم النحر والسعي بين الصفا والمروة. رغم الاختلاط لا تجد شهوة او انشغال بالغير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة. وتأمل مشهد الموقف وزحامه وقارنه بموقف عرفات ملايين البشر يقفون في العشية المباركة شعثاً غبراً يدعون ربهم باختصار: الحج بروفة القيامة
:2:

ام هُمام 08-05-2017 06:28 PM

في صحبة القرآن - سورة الحج
ثانياً الجهاد في سبيل الله في سورة الحج تجد كل معاني الجهاد ومفاهيمه. وللجهاد في الشرع مفهوم شامل ومفهوم مخصص فتجد المفهوم الشامل في آخر آية (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ) قال ابن كثير أي بأموالكم وألسنتكم وأنفسكم. وجمهور المفسرين على أن هذه الآية يندرج تحتها كل أنواع الجهاد : من جهاد نفس وجهاد شهوات وجهاد الشبهات وأهلها وجهاد الشيطان وأوليائه وجهاد السيف لأعداء الله. ولقد تنوع ورود كلمة الجهاد في القرآن والسنة ففي الأحاديث: "أفضل الجهاد جهاد النفس في ذات الله"، وحديث "المجاهد من جاهد نفسه في الله" وجاء لفظ الجهاد مع الدعوة وجدال المنافقين في قوله (وجاهدهم به) أي بالقرآن (جهاًدا كبيراً) وجاءت مع المال (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم) وتجد أيضاً المفهوم الثاني للجهاد وهو جهاد السن واللسان والبيان (فلا تطع الكافرين وجاهدهم) فتذكر السورة المجادلين بالباطل وأصنافهم ما بين تابع ومتبوع (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ) (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) وهذا هو المجادل التابع الذي سمع كلمتين ودار بهما يفتن الناس. أما الأخطر فهو المتبوع الجلد (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ * ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) والسورة تعلمنا التعامل مع كل نوع منهما النوع الأول يفهم بالحجة ويحذر من عاقبة ذلك الاتباع (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) والحجة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أما النوع الثاني المتبوع فقوة وترهيب لا مثيل له كما في سورة إبراهيم (اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ) (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) وصيغة المبالغة (ليس بظلام) لما يرونه من فظاعة العذاب الذي يناله.

ام هُمام 08-06-2017 05:56 PM

في صحبة القرآن - سورة الحج
وتجد في السورة الرد على المشككين والقتانين (مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ) ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه بالثبات (فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ) (وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ) (اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) وتجد المفهوم المشهور للجهاد وهو القتال، وهو شرع بآية من هذه السورة (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) وقيل بهذه الآية كانت غزوة بدر. آيات مهمة (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)

ام هُمام 08-07-2017 06:25 PM

في صحبة القرآن - سورة الحج
ما العلاقة بين الجهاد والحج؟ الحقيقة أن الحج نوع من أنواع الجهاد ولقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم أن جهاد المرأة ولكن العلاقة الأعمق هي الترابط الرهيب بين الصفات التي يفترض أن يكتسبها المسلم من الحج وبين الجهاد، ويمكن أن نسميها صفات المجاهد أو أركان التربية الجهادية. فمن فهم سورة الحج و عبادة الحج خرج بخصائص الشخصية الجهادية. خصائص الشخصية الجهادية من سورة الحج تعظيم الله جل وعلا. أهم صفة وخاصية للداع أو المجاهد أن يكون معظماً للغاية التي يعمل من أجلها ذلك لأنه طريق تضحية والتضحية لا تكون إلا لشيء يعظّمه الإنسان. وفي سورة الحج يتكرر معنى التعظيم و الإجلال (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) السورة الوحيدة التي خُصّت بسجدتين والسجود تعظيم للأعلى: · سجدة منهم شاملة لكل المخلوقات إلا عصاة بني آدم (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء) · والسجدة الأخرى للمؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وهناك شوط آيات تتابع فيه صفات الله والكلام عنه الذي يرسخ تعظيمه في القلوب (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ) (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)

ام هُمام 08-08-2017 06:46 PM

في صحبة القرآن - سورة الحج
ما العلاقة بين الجهاد والحج؟ الحقيقة أن الحج نوع من أنواع الجهاد ولقد صرح النبي صلى الله عليه وسلم أن جهاد المرأة ولكن العلاقة الأعمق هي الترابط الرهيب بين الصفات التي يفترض أن يكتسبها المسلم من الحج وبين الجهاد، ويمكن أن نسميها صفات المجاهد أو أركان التربية الجهادية. فمن فهم سورة الحج و عبادة الحج خرج بخصائص الشخصية الجهادية. خصائص الشخصية الجهادية من سورة الحج تعظيم الله جل وعلا. أهم صفة وخاصية للداع أو المجاهد أن يكون معظماً للغاية التي يعمل من أجلها ذلك لأنه طريق تضحية والتضحية لا تكون إلا لشيء يعظّمه الإنسان. وفي سورة الحج يتكرر معنى التعظيم و الإجلال (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) السورة الوحيدة التي خُصّت بسجدتين والسجود تعظيم للأعلى: · سجدة منهم شاملة لكل المخلوقات إلا عصاة بني آدم (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء) · والسجدة الأخرى للمؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وهناك شوط آيات تتابع فيه صفات الله والكلام عنه الذي يرسخ تعظيمه في القلوب (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ) (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)

ام هُمام 08-09-2017 06:57 PM

في صحبة القرآن - سورة الحج
أما عن عبادة الحج فما أكثر التعظيم فيها؟ · الإحرام مراسم الدخول على الملك · التلبية · التكبير · عرفة والذكر · الذكر المستمر في كل المشاعر · وقضية النحر ليست فقط في النسك وإهراق الدم قرباناً لرب العالمين وهي كبيرة إلا على الطائعين المستسلمين ولنا في بني إسرائيل العبرة حين أمروا بذلك فماطلوا وجادلوا ثم ذبحوها وما كادوا يفعلون !! · إنما المعنى الأهم والقيمة الأخطر تقع في رمزية الفعل نفسه ولا تتبين إلا عند إرجاعه إلى أصله الذي بدأت به تلك السنة وشرعت به هذه الشعيرة، إنها التضحية . معنى التضحية: المعنى الذي لا يستقر إلا في قلب المعظِّم، ولذا أجدني أميل إلى أن هذا السبب أن اليوم هو الأعظم لأنه يوم التعظيم، يوم الإعلان الصدع بهذه القيمة. أنه لا شيء ولا شخص ولا محبوب ولا مرغوب ولا مرجوّ أعظم في قلبي من الله وأنني على استعداد لأن أضحي بكل شيء في سبيل رضاه. والتضحية في الحقيقة هي نتيجة وليست أصلاً، الأصل هو التعظيم. وحينما يأتي التعظيم تأتي التضحيات والمجاهدات وتظهر البطولات وتتحدد الاختيارات. فالتضحية قرينة التعظيم وما من مضحٍّ يُضحي إلا إن كان معظِّماً لما يضحي لأجله فتهون بالمقارنة قيمة أي شيء يضحّي به، حتى لو كان ولده !بل حتى لو كانت نفسه. ولذا كانت عبادات التضحية أعظم العبادات لأنها أوضح الأدلة على وجود هذا التعظيم. فالجهاد ذورة سنام الدين وهو جهد النفس والمال ولقيام الرجل في الصف في سبيل الله أعظم من قيام ستين سنة وما وجد النبي صلى الله عليه وسلم عملاً يعدل الجهاد في سبيل الله. فمن يحج ويقرأ سورة الحج تأتي في قلبه مشاعر التعظيم لـ: · حرمات الله فلا يطيق انتهاك حرمة · شعائر الله فيعظّم العبادات والمناسك · اسم الله وصفاته · لشرعه تخرج من السورة مسلماً معظِّماً لا تطيق كلمة أو انتهاك وهذه نفسية المجاهد.


الساعة الآن 04:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009