ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى عقيدة أهل السنة و الجماعة (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=83)
-   -   الصبر على جور الأئمة أصل من أصول أهل السنة والجماعة (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=3494)

ابو عبد الرحمن 05-01-2011 11:04 PM

الصبر على جور الأئمة أصل من أصول أهل السنة والجماعة
 
:1:

الصبر على جور الأئمة أصل من أصول أهل السنة والجماعة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وآله وأصحابه الغرّ الميامين.

* الصبر:

لغةً : الحبس و الكف.
اصطلاحاً : حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش.

* وهو ثلاثة أنواع :

1) صبر على طاعة الله.

2) وصبر عن معصية الله.

3) وصبر على أقدار الله.

فالأولان: صبر على ما يتعلق بالكسب، والثالث : صبر على ما لا كسب للعبد فيه.

* قال ابن القيم:

سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها: أكمل من صبره على إلقاء إخوته له في الجب وبيعه وتفريقهم بينه وبين أبيه فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره لا كسب له فيها ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر وأما صبره عن المعصية: فصبر اختيار ورضى ومحاربة للنفس، ولا سيما مع الأسباب التي تَقوى معها دواعي الموافقة: فإنه كان شاباً، وداعية الشباب إليها قوية، وعَزَباً ليس له ما يعوضه ويبرد شهوته، وغريباً والغريب لا يستحي في بلد غربته مما يستحي منه من بين أصحابه ومعارفه وأهله، ومملوكاً والمملوك أيضا ليس وازعه كوازع الحر، والمرأة جميلة، وذات منصب، وهي سيدته، وقد غاب الرقيب، وهي الداعية له إلى نفسها، والحريصة على ذلك أشد الحرص، ومع ذلك توعدته إن لم يفعل بالسجن والصَّغار، ومع هذه الدواعي كلها صَبَر اختياراً، وإيثاراً لما عند الله، وأين هذا من صبره في الجب على ما ليس من كسبه؟ "

وكان يقول: الصبر على أداء الطاعات: أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات وأفضل؛ فإن مصلحة فعل الطاعة: أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية، ومفسدة عدم الطاعة: أبغض إليه وأكره من مفسدة وجود المعصية. "مدارج السالكين"(2/129).

* روي عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: " ما أصابتني مصيبة إلا وجدت فيها ثلاث نِعَم:

الأولى أنها لم تكن في ديني،

والثانية: أنها لم تكن أعظم ممَّا كانت،

والثالثة: أن الله يجازي عليها الجزاء الكبير "،

ثمَّ تلا قوله تعالى: " وبَشِّرِ الصَّابرين * الَّذين إذا أصابتهُم مصيبةٌ قالوا إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون * أولئك عليهِمْ صلواتٌ من ربِّهِمْ ورحمةٌ وأولئك همُ المهتدون " .

* والصبر على جور الأئمة، وترك قتالهم، ولزوم جماعتهم أصل من أصول أهل السنة والجماعة ( 1) ، وهو من نوع الصبر الأول؛ لأن الله أمر به ونبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا تكاد تري مصنفاً، ولامُؤَلفاً في السنة يخلو من تقرير هذا الأصل وتقعيده، والحض عليه، وقد بلغت الأحاديث حد التواتر في ذلك ( 2) .

* أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما ( 3) عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجمعة شبراً فمات فميتة جاهلية".

* أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما ( 4) ـ أيضا ـ عن أسيد بن حضير أن رجلاً من الأنصار خلا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلاناً ؟ فقال : "إنكم ستلقون بعدي أثرةً فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".

* جاء في كتاب "الشريعة"( 5) للأجري : عن عمر بن يزيد، أنه قال:

"سمعت الحسن - أيام يزيد بن المهلب يقول - وأتاه رهط - فأمرهم أن يلزموا بيوتهم ويغلقوا عليهم أبوابهم، ثم قال :
والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم وذلك أنهم يفزعون إلي السيف فيوكلون إليه، والله ما جاؤوا بيوم خير قط، ثم تلا: "وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ" ( 6) .

* يقول حنبل ـ رحمه الله تعالي ـ:

"أجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلي أبي عبد الله ـ يعني الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله تعالى ـ وقالوا له: أن الأمر قد تفاقم وفشا ـ يعنون ـ إظهار القول بخلق القرآن، وغير ذلك ولا نرضي بإمارته ولا سلطانه !

فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر، ويستراح من فاجر، وقال ليس هذا ـ يعني نزع أيديهم من طاعته ـ صواباً، هذا خلاف الآثار" ( 7) ا.هـ

:2:

________________________________________
1 ) بنحوه قال شيخ الإسلام ابن تيمية "الفتاوى" ( 28/75 )، ( 28/102 ).
2 ) " رفع الأساطين في حكم الاتصال بالسلاطين " للشوكاني" ( ص 81-82 ).
3 ) البخاري ( 13/5 )، ومسلم ( 3/1477 ).
4 ) البخاري( 13/5 )، ومسلم : ( 3/1474 ).
5 ) (1/373ـ374 ).
6 ) سورة الأعراف، الآية : 137.
7 ) "الآداب الشرعية" لابن مفلح ( 1/76)، وأخرج القصة الخلال في " السنة "( ص 133 ) .


أبوالنور 05-01-2011 11:50 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم اعنا على الصبر عليهم
بارك الله بك وجزيت جزاء حسنا
ووفقك الله لما يحب ويرضى

almojahed 05-02-2011 02:46 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين المهيجون بعد هذا كله من شرع الله تبارك و تعالى " و قفوهم إنهم مسئولون " ... أنا و الله أستغرب لماذا تصم الأذان و تعمى العيون و القلوب عن هذه الأدلة و هذا الإجماع .. هل سنبتكر دينا جديدا .. لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .....
بارك الله في حسناتك يا ابا عبد الرحمن و جزيت خيرا

ابو عبد الرحمن 05-04-2011 10:53 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم اخواني ابو النور وأخي المجاهد وجزاكم الجنة ونسأل الله العلي العظيم ان يجعلنا من الشاكرين في السراء والصابرين في الضراء

ام هُمام 09-19-2018 04:00 PM

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيرا


الساعة الآن 02:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009