ملتقى أحبة القرآن

ملتقى أحبة القرآن (http://www.a-quran.com/index.php)
-   ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية (http://www.a-quran.com/forumdisplay.php?f=34)
-   -   فضائل الشهادة (http://www.a-quran.com/showthread.php?t=17238)

ام هُمام 10-25-2016 04:59 PM

فضائل الشهادة
 
:1:
فضائل الشهادة
بابٌ لزومُ إخلاصِ النِّيةِ في الأعمالِ كلِّها
الحديث الأول : عن أمير المؤمنين عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قاَلَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إنَّمَا الأعمَالُ بالنِّيَّاتِ وإِنَّما لِكُلِّ امرئٍ ما نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُوْلِهِ ومَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُها أو امرأةٍ يَنْكِحُهَا فهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليهِ)) رواه البخاري ومسلم.
بعض فوائد الحديث :
الأولى : أن أعمال القلوب –ومنها الإخلاص- هي الأصل وأعمال الظاهر تابعة لها.
الثانية : يجب أن تكون عناية المسلم بإصلاح باطنه أشد من عنايته بمجرد ظاهره.
وقد جمع العلامة ابن الحاج المالكي هذين المعنيين بقوله : ((فالأصل الذي تتفرع عنه العبادات على أنواعها هو الإخلاص، وذلك لا يكون إلا بالقلب، فعلى هذا الجوارحُ الظاهرة تبع للباطنة، فإن استقام الباطن استقام الظاهر جبرا، وإذا دخل الخلل في الباطن دخل في الظاهر من باب أولى، فعلى هذا ينبغي للمؤمن أن تكون همته وكليته في تخليص باطنه واستقامته؛ إذ إن أصل الاستقامة منه تتفرع وهو معدنها))[ المدخل:1 / 7].
الثالثة : قدر الثواب على الأعمال يكون بحسب نية العاملِ وقصده قوةً وضعفاً وجوداً وعدماً.
الرابعة : العمل الشرعي الذي ينتفع به صاحبه هو ما جمع بين صلاح الباطن بخلوص النية واستقامة الظاهر بسداد الأعمال.
الخامسة : تضاعف أجر العمل الواحد بتعدد نيات عامله، فالمقاتل في سبيل الله تعالى يمكن أن يجمع نياتٍ كثيرةً عند جهاده، كالانقياد لأمر الله، وإعلاء كلمته، ونصرة المستضعفين، وفكاك المأسورين، وحفظ حوزة المسلمين، وإغاظة الكافرين إلى غير ذلك من
المقاصد التي تندرج تحت هذه العبادة فاستحضار النية لكل ذلك يزيد في الثواب.
السادسة : ضرورة إخلاص النية في سائر الأعمال.
وبالجملة فقدر هذا الحديث معلومٌ، ولا يكاد ينفك عنه بابٌ من أبواب العلم، وقد أطال العلماء في شرحه وبيانه، والله تعالى أعلم.

:2:

ام هُمام 10-25-2016 05:02 PM

فضائل الشهادة
بابٌ وجوب أن يكون قتال المؤمن لإعلاء كلمة الله

الحديث الثاني : عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: ((مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)) متفق عليه.

بعض فوائد الحديث :

الأولى : سؤال أهل العلم فيما يُشكل من مسائل الدين.

الثانية : تحرِّي الصحابة معرفةَ الحقِّ والتبيُّنَ في الأمور وطلبَ الإقدام فيها على بصيرة.

الثالثة : خطرُ الانقياد للنفسِ، والحذرُ من الاستجابةِ لداعيها إذ ربما جرَّت صاحبَها إلى الهلكة طلباً لذكر الناس وثنائهم، فيكون حظُّه من عمله : فقد قيل!

الرابعة : أن سبيل الحقِّ واحدٌ وسبُل الباطل عديدة متفرِّقة.

الخامسة : لزوم تجرُّد المجاهد من حظِّ نفسه فلا يكون له مقصدٌ إلا علوَّ الحقِّ ونصرته.

السادسة : تطابق صور العمل الظاهرة لا تستلزم توافق النوايا الباطنة، وهذا المعنى يدل عليه أيضاً الحديث السابق إذ صورة الهجرة والقتال واحدة ظاهراً ومتباينة قصداً، كما قال العلامة ابن الحاج المالكي : ((فالهجرة على حد واحد في الفعل وإنما كانت هذه لله وهذه لغير الله تعالى على ما انطوت عليه الجوارح الباطنة وهي النية، وقد قال الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس -رحمه الله تعالى-: ألا ترى أن الساجد لله تعالى والساجد للصنم في صورة واحدة، وإنما كانت هذه عبادة وهذه كفرا بالنية))[ المدخل:1 /7].

السابعة : الحذر الشديد من قصد الدنيا بعمل الآخرة.

الثامنة : شرف الجهاد وذلك لشرف مقصوده وهو إعلاء كلمة الله.

التاسعة : في أنَّ القتالَ طريقٌ لإعلاء كلمة الله والتمكين لشرعه، إذ به تكون هي العليا.

العاشرة : ميل النفس إلى تحصيل مكاسبها المعنوية –كالشهرة وطلب المدح- لا يقل عن حرصها على مكاسبها المادية، وكلٌّ موبقٌ لها.

الحادية عشرة : ضرورة تعهد المجاهد نيته لتكون فقط لإعلاء كلمة الله، قال الإمام الطحاوي –رحمه الله- : ((فيه أن المقاتل لا يستحق الشهادة بقتاله حتى يكون معه من نيته أن تكون كلمة الله تعالى أعلى))اهـ.

الثانية عشرة : الجهاد عبادةٌ فهو مفتقرٌ إلى الإخلاص وصلاح النية.

الثالثة عشرة : قصرُ معنى (في سبيل الله) هنا على مَن قصد بقتاله إعلاء كلمة الله.

الرابعة عشرة : صحة اعتبار مفهوم المخالفة –بشروطه- في إثبات الأحكام الشرعية، فما سأل عنه الرجل تصريحاً نفاه النبي صلى الله عليه وسلم في إجابته مفهوماً، إذ لم يقل : من قاتل للمغنم فليس في سبيل الله، ومن قاتل للذكر فليس في سبيل الله، ومن قاتل ليرى مكانه فليس في سبيل الله، مع أن الجواب قُصد به هذا.

ام هُمام 10-25-2016 05:05 PM

بابٌ اجتنابُ الراياتِ العُمِّيّةِ وخطرُ القتلِ غضباً للعصبة في غير الحق
الحديث الثالث : عَنْ أبِي هُريرةَ رضيَ الله عَنْهُ إنَّ النبيَّ صلىَ اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : ((مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ: يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ)) رواه مسلم، وأحمد، والنسائي، وغيرهم.
بيان معاني بعض الكلمات :
الراية : العلَم، وليس المراد هنا هو حقيقة العلَم المرفوع على رؤوس الجند، وإنما ما عقُدت له تلك الراية، وما اجتمع لأجله القوم وتناصروا للقتال، ولهذا وصفَ الراية بأنها عُِمِّية، والعَلََم لا يُنعتُ بذلك، قال السندي –رحمه الله- : ((وقوله: "تحت راية عمية" كناية عن جماعة مجتمعين على أمر مجهول لا يعرف أنه حق أو باطل))اهـ.
عُِمِّية : فِعِّيلة قال النووي –رحمه الله- : ((هي بضم العين وكسرها لغتان مشهورتان والميم مكسورة مشددة والياء مشددة أيضا، قالوا: هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه كذا قاله أحمد بن حنبل والجمهور، قال إسحاق بن راهوية هذا كتقاتل القوم للعصبية))اهـ.
العصبة : قال الزمخشري : ((العصبة : بنو العم وكل من ليست له فريضة مسماة في الميراث إنما يأخذ ما يبقى بعد أرباب الفرائض فهو عصبة))اهـ. والمقصود هنا هم أقارب الرجل وقومه الذين يغضب لهم ويغضبون له ويحتمي بهم وينصرهم في الحق والباطل، وجاء في بعض روايات الحديث : (ينصر عصبيةً...إلخ)، قال أبو الفرج ابن الجوزي –رحمه الله- : ((والعصبية نصرة القوم على هواهم وإن خالف الشرع))اهـ.
بعض فوائد الحديث :
الأولى : وجوب أن يكون قتال المرء على بصيرةٍ وعلمٍ لا على عمىً وهوىً.
الثانية : الفرق بين القتال المشروع الذي لا ينصر إلا الحق، وبين غيره مما تُنصَر به الأهواء.
الثالثة : أصل العبرة في الراية فيما عُقدتْ له لا مجرد الهيئات والأشكال والنقوش.
الرابعة : حرمة الإقدام على قتالٍ لا يراد به نصرةُ الحقِّ.
الخامسة : أن الولاء معقودٌ على أخوة الإيمان لا على العصبياتِ.
السادسة : قد يتلبس المؤمن ببعض أعمال الجاهلية ويموت عليها ولا يخرجه ذلك عن الإيمان.
السابعة : كون القتال في أصله مشروعاً لا يلزم أن يكون المقتول فيه شهيداً، إذ قد يكون دافعه مجرَّدَ الغضب للقوم والعصبية لهم لا نصرةَ الحق.
الثامنة : الحذر من التعصُّب المطلق لغير الحقِّ سواء كان قبيلةً أو شعباً أو أميراً أو عالماً أو جماعةً أو اسماً أو مذهباً أو رأياً أو وطناً أو غير ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : ((فَمَنْ تَعَصَّبَ لِأَهْلِ بَلْدَتِهِ أَوْ مَذْهَبِهِ أَوْ طَرِيقَتِهِ أَوْ قَرَابَتِهِ أَوْ لِأَصْدِقَائِهِ دُونَ غَيْرِهِمْ كَانَتْ فِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى يَكُونَ الْمُؤْمِنُونَ كَمَا أَمَرَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِهِ وَكِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ))اهـ.
التاسعة : عظيم خطر أمر النية في القتال.
العاشرة : ضرورة التجرد للحق والتنزه عن الأهواء والمضلات.
الحادية عشرة : التمسك بالأمور الواضحات البيِّنات، وتجنُّب الملتبسات والمتشابهات والاستبراء للدين والعرض.

ام هُمام 10-25-2016 05:09 PM

بابٌ ليس من العصبية قتالُ المسلم دون نفسه أو عرضه أو حرمه أو ماله

الحديث الرابع : عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ)) رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي وقال : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، والنسائي، وأوّلهُ مرويٌّ في الصحيحين.

ومعنى الحديث واضحٌ وتفاصيل أحكامه تراجع فيها الشروح.

ام هُمام 10-25-2016 05:12 PM

بابٌ الجنَّةُ تحت ظلال السيوفِ وهي مفاتيحها
الحديث الخامس : عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ، فَقَامَ رَجُلٌ رَثُّ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى أنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ السَّلَامَ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ فَأَلْقَاهُ ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ إِلَى الْعَدُوِّ فَضَرَبَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ)) رواه أحمد، ومسلم، والترمذي، وابن حبان.
بعض فوائد الحديث :
الأولى : فضل الجهاد في سبيل الله وأنه طريقٌ إلى الجنة ، قال النووي : ((قال العلماء: معناه أن الجهاد وحضور معركة القتال طريق إلى الجنة وسبب لدخولها))اهـ.
الثانية : حضّ المؤمن على أن يكون صاحبَ همةٍ مجاهداً لا قاعداً مع الخالفين خائراً.
الثالثة : كلما اقترب المجاهد من عدوِّه ولاصقه عند منازلته كان أقربَ للجنة ففيه فضيلة الانغماس وطلب الشهادة بذلك.
الرابعة : الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في التحريض على الجهاد.
الخامسة : نشر العلم حتى عند مصافّة العدو، وتبليغ الناس بما يناسب حالهم فيه.
السادسة : حضور العلماء للقتال ومشاركتهم فيه بأنفسهم وتحريضهم عليه بألسنتهم.
السابعة : كون أبواب الجنة تحت ظلال السيوف، وفيه إشارة –والله أعلم- إلى أن الشهيد ينال الجنة بمجرد مقتله، قال العلامة ابن الحاج : ((ويظهر -والله أعلم- أن مكان المعركة وجلاد الكفار منه تنقل روح الشهيد حين الشهادة وتدخل الجنة، كما جاء في القرآن وصحيح الأخبار))اهـ.
الثامنة : مشاركة أهل البذاذة والرثاثة في الجهاد.
التاسعة : حرص المجاهد على دخول الجنة بلزوم الجهاد والثبات عليه.
العاشرة : ضرورة صبر العالم وعدم تضجُره وإن روجع للاستيثاق والتأكد والتيقُّن مما قال.
الحادية عشرة : لا حرج في عزم المجاهد أن يقاتلَ حتى يقتلَ طلباًً للجنَّةِ بل ذلك من مناقبه.
الثانية عشرة : قال الإمام ابن الجوزي –رحمه الله- : ((وإنما كسر الغمد على عزم ألا يغمد السيف، وهذا الرجل كان صاحب همةٍ عالية فلما صحت عنده الفضيلة جد نحوها))اهـ.
الثالثة عشرة : جواز توديع الرجل أصحابه قبل انغماسه في العدو.

ام هُمام 10-25-2016 05:19 PM

بابٌ عظمُ فضلِ الثباتِ عند اللقاء وعلو مقام المقتولين في الصفِّ الأول
الحديث السادس : عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ : أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ((الَّذِينَ يَلْقُونَ الْقَوْمَ فِي الصَّفِّ فَلاَ يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقَتَلُوا، أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ فِي الْغُرَفِ الْعُلا مِنَ الْجَنَّةِ، يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ، وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ فَلاَ حِسَابَ عَلَيْهِ)) رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني في الأوسط ومسند الشاميين، وابن أبي عاصم، وصححه الشيخ الألباني.
بعض معاني الكلمات :
يتلبَّطون : يتمرّغون.
بعض فوائد الحديث :
الأولى : إثبات صفة الضحك لله عز وجل على ما يليق بجلاله.
الثانية : تفاضل الشهداء فيما بينهم وأنهم ليسوا على مرتبةٍ واحدة.
الثالثة : فضل الثبات في نحر العدوِّ ومقاربتهم عند النزال ففيه فضيلة الانغماس أيضاً.
الرابعة : تضاعف الثواب بصحة القصد وصدقِ عزيمة القلب.
الحديث السابع : عَنِ عبد الله بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النبي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((عَجِبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَانْهَزَمَ -يَعْنِي أَصْحَابَهُ- فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ فَرَجَعَ حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ)) رواه أحمد، وأبو داود –واللفظ له-، وابن حبان، والحاكم وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والبيهقي، وغيرهم وحسنه الشيخ الألباني.
بعض فوائد الحديث :
الأولى : إثبات صفة العَجَب لله عز وجل على ما يليق بجلاله.
الثانية : ذكرُ الله لعبده وثناؤه عليه في الملأ الأعلى.
الثالثة : فضيلة الجمع بين الرغبة والرهبة في الأعمال.
الرابعة : أن العلمَ النافع هو الذي يورث عملاً بمقتضاه، لقوله : "فعلم ما عليه ...إلخ"
الخامسة : في ثبات الغازي مع انهزام صحبه معنى قوله تعالى : ﴿فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك﴾.
الخامسة : فضل ثبات الرجل الواحدِ أمام الجمع الغفير إعذاراً لنفسه، ففيه مشروعية الانغماس بل فضيلته.
السادسة : حرص المرء على إراقة دمه في الجهاد وتقحّمه لمظانِّ ذلك رغبةً فيما عند الله وشفقة مما عنده ليس من إلقاء الأيدي إلى التهلكة بل صاحبه ممدوحٌ أعظم المدح.
السابعة : قوة اليقين بالآخرة تورث قوةَ العملِ في الدنيا والصبر على مشاقِّه، والعكس بالعكس.
الثامنة : حرمة الفرار من الزحف، وأن صاحبه معرَّضٌ للعقوبة لقوله : "فعلم ما عليه من الفرار" في بعض ألفاظ الحديث.
التاسعة : فضل القيام بالحق عند تفريط الناس فيه وتضييعهم له.
العاشرة : اجتماع الناس وتواطؤهم على المعصيةِ لا يُسوِّغُ مشاركتهم فيها، بل الثناء على مُخالِفهم المتميِّز عنهم.
الحادية عشرة : انتفاع المرء بعمله بحسب نيته وقصده.
الثانية عشرة : ثبوت الجنَّةِ لمن استشهد في سبيل الله.
الثالثة عشرة : فيه مشروعية الصمود للعدو استقتالاً وطلباً للشهادة في مثل هذه الصورة.
الرابعة عشرة : قد يكون الحقُّ في غير جانب الكثرة الكاثرة فيصيبه المرء الواحد ويخطئه الجمُّ الغفير.


الساعة الآن 08:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009