ثم يذكر الله الفرق بين المؤمنين والكافرين وأن الفرق يظهر في تصرفاتهم وأفعالهم وهذا حق لأن الإنسان إذا آمن بالله وخاف من لقائه وخاف سوء الحساب فإن تصرفاته لا يمكن أن تكون كحال أولئك الذين لا يؤمنون بالله ولا يخافون لقاءه ولا يرجون لقاءه (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٩﴾) من هم أولو الألباب يا ربنا؟ وصفهم الله بثماني صفات:
الذين يوفون بعهد الله، الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل، يخشون ربهم، يخافون سوء الحساب، صبروا ابتغاء وجه ربهم، أقاموا الصلاة، أنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية، يدرأون بالسيئة الحسنة. (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ ﴿٢٠﴾ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴿٢١﴾ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٢﴾)
ثم يذكر من يقابلهم وهم (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴿٢٥﴾)
ثم تعود الآيات مرة أخرى إلى النقاش في قضية الاعتقاد لكن فيما مضى كانت في قضية التوحيد والإيمان باليوم الآخر واقتراح المشركين للآيات والآن في ذكر القرآن وهو من أسس الاعتقاد قال الله عز وجلّ مبينا عظمة هذا القرآن (وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا) لكان هذا القرآن لعظمته وبالغ تأثيره.
|