عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2012, 11:30 PM   #1
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية آمال
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 286

آمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond repute

ورد ولكن ليطمئن قلبي

      

بسم الله الرحمن الرحيم

ما اللمسة البيانية في كلمة (لكن ليطمئن قلبي) على لسان إبراهيم عليه السلام في آية 260 من سورة البقرة؟

الكلام على لسان إبراهيم عليه السلام
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (
260) البقرة)

ينبغي أن نتذكر أولاً أن إبراهيم عليه السلام في هذا الطلب كان يخاطب الله سبحانه وتعالى وكان الله تعالى يخاطبه وليس وراء مخاطبة الله عز وجل إيمان. يعني لما يكلّم الله عز وجل ويسمعه ويسمع كلام الله تعالى هل يحتاج إلى إيمان فوق هذا؟ هل يحتاج إلى دليل؟ هو يناجي ربه وربه يخاطبه إذن المسألة ليست مسألة إيمان أو ضعف إيمان أو قلة إيمان أو محاولة تثبيت إيمان لأن مخاطبة الله عز وجل هي أعلى ما يمكن أن يكون من أسباب الإيمان. وهو أي إبراهيم عليه السلام الأوّاه الحليم، كليم الله عز وجل . فالقضية ليست قضية إيمان بمعنى أنه كان يمكن في غير القرآن أن يقال (
أرني كيف تحيي الموتى ليطمئن قلبي) لماذا دخلت (أولم تؤمن قال بلى

الله سبحانه وتعالى يعلم أنه مؤمن لأنه يكلّمه فكيف لا يؤمن. والتساؤل هو لتقرير أمر كما قال الله عز وجل في سورة المنافقون
(إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ(1)

كان يمكن في غير القرآن أن يقول
(قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يشهد أن المنافقون لكاذبون)
وإنما وضع بين هذه وهذه (والله يعلم إنك لرسوله) لماذا؟ لدفع ما قد يتوهمه إنسان أن تكذيب الله عز وجل لهم في الرسالة لأنهم قالوا (نشهد إنك ارسول الله) ولما يقول (إنهم لكاذبون) يعني لست رسولاً يحتمل هذا المعنى يعني: إما يقول كاذبون في إيمانهم أو كاذبون في نسبة الرسالة إليه فلو قال في غير القرآن مباشرة (قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يشهد أن المنافقون لكاذبون) يقولون الله شهد بكذبنا ونحن كذبنا الرسول فأنت لست رسولاً. الآية (والله يعلم إنك لرسوله) جاءت في مكانها وهي جملة إيضاح وتثبيت معنى.

هنا قال (أولم تؤمن قال بلى) هذا للسامعين لأن السامع لما يسمع إبراهيم عليه السلام يقول: أرني كيف تحيي الموتى هو سيسأل أي السامع: ألم يكن إبراهيم كامل الإيمان؟ فحكى لنا قال (أولم تؤمن قال بلى) إذن أثبت الإيمان لإبراهيم عليه السلام حتى لا يخطر في قلوبنا أن إبراهيم عليه السلام طلب هذا الأمر ليثبت إيمانه وهو مؤمن. قد يسأل سائل ألم يكن الله تعالى يعلم أن إبراهيم مؤمن؟ هذا أصل من أصولنا ، من أصول كل المؤمنين بالله تعالى من اليهود والنصارى والمسلمين وكل المِلل يدركون أن الله تعالى يعلم السر وأخفى، كلهم يقولون ذلك ويدركون ذلك (وإلهنا وإلهكم واحد) ربنا وربكم واحد لليهود والنصارى فالرب الذي يؤمنون به ونحن نعلم أنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء فإذن هو عالم. هذا السؤال هو لتقرير أمر قد يخطر في ذهن المتلقي لما يسمع أن إبراهيم يقول (رب أرني كيف تحيي الموتى) يقول إذن إبراهيم كان في إيمانه شك فأثبت لنا هذه الجملة قال (أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئم قلبي)

إذن ما موضع الإطمئنان هنا؟ علماؤنا يقولون أن إبراهيم عليه السلام كليم الله عز وجل الأوّاه الحليم كان في قلبه شيء يريد أن يراه، أن يلمسه، أن يرى سر الصنعة الإلهية، أن يرى هذه الصناعة كيف تكون؟ ليس من قبيل تثبيت الإيمان وإنما من قبيل الإطلاع على سر الصنعة، هو يريد أن يطّلع وأن يرى. هذا ولله المثل الأعلى مثل شاب أبوه طبيب جرّاح يعمل عملية إستئصال زائدة لمريض فيقول يا أبي وهو رأى أن الشخص قد نجا: أنا أحب أن أرى كيف تعمل يمكن؟ فيقول نعم. هو يريد أن يرى سر الصنعة وليس إيماناً إنما إطمئنان القلب. إطمئنان القلب هو إستقراره. القلب نقول أنه غير مطمئن إذا كان يشغله شيء. هو كان يشغله أن يعرف الكيفية التي قلنا أن الله تعالى إختص بها نفسه لما تكلمنا عن الآيات المتشابهة. (أرني) هو يريد أن يرى سر صنعة الله ويشاهدها، وأرني تعني أريد أن أرى رؤية العين لأن إحياء الموتى لا يُرى فهو كان يتطلع إلى أن يرى هذا الشيء . والله تعالى لم يجبه لِماذا تريد أن ترى؟. هؤلاء الأنبياء مقرّبون إلى الله سبحانه وتعالى هو يختارهم فلا يفجأهم بردٍ يضربهم على أفواههم، لا. كما قلنا (أولم تؤمن) إعلام للآخرين حتى يثبت إيمان إبراهيم  وأنه لم يكن يريد رؤية هذا الإحياء ليتثبت إيمانه وإنما ليرى كيف تعمل يد القدر، ليرى سر الصنعة ويرى يد الله تعالى كيف تعمل في إحياء الموتى ولذلك قيل له: خذ أربعة من الطير. الأربعة يبدو أن الجبال التي حوله كانت أربعة والجبل هو كل مرتفع صخري عن الأرض وإن كان قليلاً والذي ذهب إلى المدينة المنورة يرى جبل الرماة مرتفعاً صخرياً واطياً ليس عالياً. (فصرهن إليك) أي إحملهن إليك حتى تتعرف إليهن وترى أشكالهن وهي أيضاً تشم رائحتك وتتعرف من أنت. ما قال القرآن قطّعهن لأن هذا معلوم من كلمة (واجعل على كل جبل منهن جزءاً). إذن أربعة طيور قسمهن أربعة أقسام ومن كل طير وضع قسماً على جبل فاجتمعت. هذا ليس مجرد إخراج ميت إلى الحياة وإنما بهذا التقسيم إبراهيم عليه السلام كان يريد أن يرى هذا الشيء ليس شكّاً.

أربعة فصرهن إليك أي ضمهنّ إليك أحياءً ثم ذبحهن وقطعهن كل طير إلى أربعة أقسام ووضع من الطير الأول والثاني والثالث والرابع على كل جبل ثم ادعهن اجتمعت جميعاً بمجرد أن ناداها وجاءت إليه مسرعات (يأتينك سعيا) فرأى يد الله عز وجل كيف تعمل شيء أحبّ أن يراه ولا علاقة له بقوة الإيمان أو بضعف الإيمان لأن إيمانه لا شك فيه وأثبته لنا القرآن الكريم بعبارة (أولم تؤمن قال بلى) كان يمكن في غير القرآن أن تحذف هذه العبارة.
في موقف شبيه قصة العزير
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259) البقرة) أراه مثالاً في نفسه هو. مسألة إحياء الموتى كانت تداعب أذهان وفكر الكثيرين من باب الإطلاع على الشيء ولمعرفته وليس للشك لأنه كان هناك يقين بأن الله تعالى يحيي الموتى وهذا هو الإيمان.

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اغفر لأختي الغالية آمال خطاياها وجهلها واسرافها في أمرها
وما أنتَ أعلمُ به منها وارحمها وادخلها جنتك برحمتك يا رحيم

من مواضيعي في الملتقى

* الامام البخاري
* فوائد الكستناء
* الحوار في القرآن..
* وليالٍ عشر!
* مُتَّخِذي أَخْدان!
* الناس في القرآن!
* الخمسة ابتلاءات!

آمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس