والصنف الثالث (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا) وهم كل من جاء بعد الأنصار والمهاجرين. قال الإمام مالك هذه الآية تدل على أن الرافضة لا حق لهم في بيت المال لماذا؟ لأن في الآية قال (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا) وهؤلاء قد امتلأت قلوبهم بالغلّ على الأوّلين ولا يدعون لهم بل يلعنونهم والعياذ بالله! ابتلاهم الله بهذا وأي شيء أشد من هذا ثم ذكر الله عز وجل العلاقة بين المنافقين وبين اليهود وهذه علاقة مستمرة مطردة إلى اليوم، دائمًا المنافقون تجدهم مع اليهود لا ينفك أحدهم عن الآخر ولذلك قال الله (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ) لمن؟ ( لِإِخْوَانِهِمُ) سماهم إخوانًا لهم (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ). وختمت السورة بمثل ما ابتدأت به، ابتدئت بتسبيح الله واختتمت بالثناء على الله عز وجل (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد.
|