💧 الْقَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ
🍒 (تَحَلَ بالفضائل وتَخَلَ عن الرذائل - 2)
♻ ومن قبيح الصفات التي تحول بين المرء وفهم كتاب الله، وتدبر آياته، السخرية والاستهزاء بعباد الله المؤمنين، والتندر على الصالحين؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾. سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ: الآية/ 108: 111
💢 والسخرية والاستهزاء بالمؤمنين من أخص صفات المنافقين، ومن علاماتهم التي يعرفون بها؛ كما قال الله تعالى: ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. سُورَةُ التوبة: الآية/ 61
🌙 ولما قالوا: (مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قُرَّائِنَا هَؤُلَاءِ أَرْغَبَ بُطُونًا وَلَا أَكْذَبَ أَلْسِنَةً وَلَا أَجْبَنَ عِنْدَ اللِّقَاءِ) ، قال الله تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾. سُورَةُ التوبة: الآية/ 65
💦 وهذا الصنف من الناس الذين دأبوا على السخرية والاستهزاء والتهكم من عباد الله لا يكادون يفقهون حديثًا، كما أخبر الله تعالى عنهم: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ﴾. سُورَةُ محمد: الْآيَة/ 16
⚡ قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ... ﴾ الْآيَةِ، قَالَ: "هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ.
🔺 وَهَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ لما قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا؟ ما كان مقصودهم التعلم والانتفاع، وإنما كان مقصودهم السخرية والاستهزاء.
|