- بناءً على ذاك:لا يجوز أن يطلق أحد لسانه بالنقد، ولم يبلغ رشد العلم، ولا تأهل لملكة الرد، فكان لزامًا في الناقد توافر أهلية القيام بالنقد؛ لبيان الحق، وإبرام أدلته، ونصبها دليلاً عليه، وإلا فقد ذمَّ اللَّـه -تعالى-من يحاج بلا علم، فقال-سبحانه -: ﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 66].
فينزل كل عالم منزلته، ويحسب بتأهله، وما يفتح اللَّـه به عليه:فمن العلماء من يكون تأهله للرد على الملاحدة ومَن في حكمهم، ومنهم من يكون للرد على أهل الملل والأديان الباطلة، ومنهم المتأهل للرد على أصحاب الصغار من المبتدعة المنتسبين إلى الإسلام، ومنهم المتمكن لتولي الرد على أرباب الشذوذات الفقهية، ومنهم مَن يجمع اللَّـه له كسر هذه الصنوف، ومحاجتهم بالحق، كما هيأ اللَّـه - سبحانه- ذلك في أفذاذ من العلماء.
ومنهم من يدري الحق غير أنه لا ملكة عنده في المناظرة، ولا الجدل، أو النقد، وهم بين ذلك درجات.
فمن كان محصلاً على شيء من العلم، فالأولى له التفرغ لتحصيل ما تبقَّى، وإدراك ما هو فرض عين في حقه، لا تتبُّع أزقة الطريق، والاشتغال بالترصد لأخطاء الآخرين عن تكملة علمه، مدعيًا أنه يقوم بواجب الدعوة بما تعلم طلبًا للحق ..
🖋 يَتبَع بِإذنِ اللَّـه ..
|