❐48وشاءت حكمة الله أن يخلق
مجتمعا قائما على أعلى مستويات
التعاون والتكامل، والاختصاص
والعمل الدؤوب المنتج،والتنظيم
المعجز،بأمر تكويني لا بأمر تكليفي
❐49 لذلك لا يمكن أن تجد في
هذا المجتمع خللا، ولا فسادا، إنه
كمال خلقي مطلق،
❐50- لأن أمره هنا تكويني،
لا تكليفي، هذا ما نجده في
مجتمع النحل.
❐51'إنه مجتمع موحد، متكامل،
على رأسه ملكة واحدة،لا تنازعها
أخرى، تشعر كل نحلة في الخلية
بوجود الملكة عن طريق مادة
تفرزها،وتنقلها العاملات إلى كل
أفراد الخلية،
❐52 فإذا ماتت الملكة اضطرب
النظام في الخلية،وعمت الفوضى،
وشلت الأعمال.
❐53- إن لإناث النحل أعمالا
متنوعة كثيرة توزع فيما بينها
بحسب أعمارها، واستعدادها
الجسماني،
❐54-وعند الضرورة، وعند
الخطر، وفي المواسم الصعبة
تعمل كل نحلة أي عمل يفرض
عليها.
❐55هناك وصيفات للملكة يقمن
على خدمتها،وجلب الطعام الملكي
لها،
❐56-وهناك حاضنات مربيات،
يقمن برعاية الصغار، وجلب الغذاء
المناسب،
❐57-وهناك عاملات يحضرن
الماء إلى الخلية،وأخريات يقمن
بتهوية الخلية صيف ،وتدفئتها
شتاء،وترطيبها في وقت الجفاف،
❐58-وغيرهن يقمن بتنظيف
الخلية، وجعل جدرانها ملساء،
ناعمة، لامعة عن طريق مواد
خاصة.
❐59-وهناك حارسات يقمن
بحراسة الخلية من الأعداء،
ولا يسمحن لنحلة أن تدخل
الخلية ما لم تذكر كلمة السر،
وإلا قتلت،وكلمة السر تبدل
عند الضرورة.
❐60 وهناك من يقمن بصنع
أقراص الشمع ذات الشكل
السداسي، الذي تنعدم فيه
الفراغات البينية،بأسلوب
يعجز عن تقليده كبار
المهندسين.
❐61وهناك رائدات يقمن بمهمة
استكشاف مواقع الأزهار، فإذا
عثرن عليها عدن إلى الخلية،
ورقصن رقصة خاصة تحدد
هذه الرقصة لبقية النحلات
العاملات الموقع، من حيث
المسافة، ومن حيث الاتجاه،
❐62ودرجة النشاط في الرقص
تدل على وفرة الغذاء،أو تناقصه.
❐63- والجمهرة الكبيرة من
العاملات تنطلق إلى مواقع الأزهار
لجني رحيقها، لأنه المادة الأولية
للعسل،
❐64وقد تبعد هذه المواقع عن
الخلية أكثر من عشرة كيلو مترات،
وتعود النحل إلى الخلية بعد أخذ
الرحيق بطريقة لا تزال مجهولة
حتى اليوم.
❐65-والنحل أكفأ الحشرات في
جمع،ونقل،وتخزين أكبر قدر من
رحيق الأزهار، في أقصر وقت،
وفي أقل مجهود، وهي أكفأ
الحشرات في تلقيح النباتات،
لتساعدها على إنتاج البذور،
والثمار.
❐66-ويخرج النحل إلى مكان
واحد،محدد مسبقا،لتجني رحيق
أزهار نوع واحد، محدد مسبقا،
❐67-واللافت للنظر أن أمراض
النحل كلها لا تنتقل إلى الإنسان
عن طريق العسل.
❐68-ويتمتع النحل بقدرة على
الإحساس بالزمن يصعب تقسيرها،
❐69فيعرف متى تفرز أزهار كل
نوع من النباتات رحيقها، ومتى
تنثر حبوب لقاحها،ثم يداوم على
زيارة كل منها في الموعد المناسب.
❐70-إن قيمة العسل العلاجية
أضعاف قيمته الغذائية، ففوائده
العلاجية في مختلف أجهزة
الجسم، وأعضائه، ونسجه ثابتة،
بل تفوق الحد المعقول؛ كيف لا،
❐71-وقد قال الله عز وجل:
{يخرج من بطونها شراب مختلف
ألوانه فيه شفآء للناس إن في ذلك
لآية لقوم يتفكرون} [النحل: ٦٩] .
❐72"فماذا عن إعجاز نظم هذه
الآية؟ فلندع الأمر لراويه وعالمه.
❐73-عمل أستاذ من الأساتذة
في الجامعة أربعين عاما يدرس
علم تربية النحل،
❐74-وحينما قرأ قوله سبحانه
وتعالى:{وأوحى ربك إلى النحل
أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن
الشجر ومما يعرشون} [النحل: ٦٨]
أخذته دهشة لا حدود لها؟
❐75لأن ترتيب هذه الآية ونظمها،
ومدلول كلماتها، وروعة إشاراتها
تتوافق مع أحدث نظريات النحل،
❐76بل إنه لم يكن للعسل وقت
نزول هذه الآية الدور الذي عرف
الآن،
❐77 لقد كان العسل وقتها غذاء،
فصار اليوم دواء، كان مادة حلوة
الطعم،فصار اليوم صيدلية بأكملها،
{وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي
من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما
يعرشون} .
#تتمة⤵️
|