💎 الْقَاعِدَةُ التَّاسِعَةُ - 2
🌱 (لَيسَ فِي الْقُرْآنِ شَيءٌ زَائِدٌ) 🌱
مازلنا نتكلم عن قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. سورة البقرة: الآية/ 246
وقلنا في هذه الآية لفظة: {أَلَّا}، وهي مكونة من (أنْ) و (لَا) وادغمت النون في لا فصارت {أَلَّا}، وقد زعم الْأَخْفَشُ وغيره أنَّ لفظة: (أنْ) زَائِدَةٌ.
🍄 قال الإمام الطبري رحمه الله: (وَأَنْكَرَ مَا قَالَ هَذَا الْقَائِلُ مِنْ قَوْلِهِ الَّذِي حَكَيْنَا عَنْهُ آخَرُونَ، وَقَالُوا: غَيْرُ جَائِزٍ أَنْ تَجْعَلَ «أَنْ» زَائِدَةٌ فِي الْكَلَامِ وَهُوَ صَحِيحٌ فِي الْمَعْنَى وَبِالْكَلَامِ إِلَيْهِ الْحَاجَةٌ، قَالُوا: وَالْمَعْنَى: مَا يَمْنَعُنَا أَلَّا نُقَاتِلَ؟ فَلَا وَجْهَ لِدَعْوَى مُدَّعٍ أَنُ «أَنْ» زَائِدَةٌ، وَلَهُ مَعْنًى مَفْهُومٌ صَحِيحٌ.
قَالُوا: وَأَمَّا قَوْلُهُ: «لَوْ لَمْ تَكُنْ غَطَفَانُ لَا ذُنُوبَ لَهَا» فَإِنَّ «لَا» غَيْرُ زَائِدَةٍ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، لِأَنَّهُ جَحْدٌ، وَالْجَحْدُ إذَا جُحِدَ صَارَ إِثْبَاتًا. قَالُوا: فَقَوْلُهُ: «لَوْ لَمْ تَكُنْ غَطَفَانُ لَا ذُنُوبَ لَهَا» إِثْبَاتُ الذُّنُوبِ لَهَا، كَمَا يُقَالُ: مَا أَخُوكَ لَيْسَ يَقُومُ، بِمَعْنَى: هُوَ يَقُومُ). تفسير الطبري (4/ 445)
وقال صاحب الدر المصون: (وهذا المذهبُ ضعيفٌ لأنَّ الأصلَ عدمُ الزيادة، فلا يُصارُ إليها دون ضرورةٍ). الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (2/ 518)
💦 ومعنى الآية: وما يمنعنا أَنْ لَا نُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا؟ أو يكون المعني وأيُ فائدةٍ وأيُ غرضٍ لنا في تركِ القتالِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا؟
وهذا المعنى - وهو المنع على التقدير الأول، والفائدة والغرض على التقدير الثاني - لا يتحقق مع الزعم بأن "أنْ" زائدة.
🍄 قال النيسابوري: (وعن الفراء أن الكلام محمول على المعنى لأن قولك «ما لك لا تقاتل» معناه ما منعك أن تقاتل، فلما ذهب إلى معنى المنع حسن إدخال «أن» فيه.
🍄 وعن الكسائي: واستحسنه الفارسي أن التقدير أيّ شيء لنا وأيّ داع أو غرض في ترك القتال). غرائب القرآن ورغائب الفرقان (1/ 665)
|