عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2017, 05:01 PM   #2

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 58

أبو طلحة is a glorious beacon of lightأبو طلحة is a glorious beacon of lightأبو طلحة is a glorious beacon of lightأبو طلحة is a glorious beacon of lightأبو طلحة is a glorious beacon of lightأبو طلحة is a glorious beacon of light

افتراضي

      

والاحتفاء بأعياد الكفار يكون بأمور منها:
1- الفرح بها، واتخاذها مناسبة بحيث يهنئ المسلمون بعضهم بعضاً، ويفعلون من مظاهر الفرح ما جرت به العادة في الأعياد، وهذا أقبح ما يكون من التشبه بالكفار في أعيادهم.
2- تهنئة الكفار بأعيادهم، وحضور احتفالاتهم، ونحو ذلك مما يدل على الرضا.
3- ودون ذلك الاقتصار على تهنئتهم بذلك العيد، وهذا يتضمن إظهار الرضا به، أو إقرارهم عليه، وأنه مناسبة سعيدة، حق لهم أن يغتبطوا بها، وأن يفعلوا ما يفعلون فيها.
ولا ريب أن مولد المسيح عليه السلام، ومولد نبينا صلى الله عليه وسلم، من النِّعم العظيمة على البشريَّة، لمِا بعثهما الله به من الهدى الذي أخرج به من شاء من الظلمات إلى النور، وهذا يستوجب شكره تعالى على ذلك في كل حين، ولا يتقيد ذلك بنظير يوم المولد من كل عام، وفرق بين يوم مولده، ونظيره من كل عام، فالله لم يشرع لعباده أن يتخذوا ذينك اليومين عيداً كل عام، يخصان بعبادات وعادات من بين سائر الأيام، فاحتفال المسلمين بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بدعة في الدين، وتشبه بالنصارى في احتفائهم بمولد المسيح عليه السلام، وأقبح من ذلك احتفال المسلمين بمولد المسيح وغيره من أعيادهم الدينية والعادية، مجاراةً للنصارى، فإن موافقتهم في ذلك مناقضة لما أوجب الله من مخالفتهم، والبراءة منهم ومن دينهم، ولما نهى عنه من اتِّباع أهوائهم.


وتبين مما تقدم أن تهنئة الكفار بأعيادهم حرام كما أفتى بذلك العلماء قديماً وحديثاً، قال ابن القيم رحمه الله: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم"، ولا اعتداد برأي من شذ من المعاصرين فأباح التهنئة بأعياد الكافرين إما مصانعة وتقرباً إليهم، أو بشبهة تأليف قلوبهم أو دعوتهم، ولم يجعل الله شيئاً مما حرم على عباده طريقاً للدعوة إلى دينه، قال تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [الحجر: 94]، وقال: (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) [الروم: 60]، وليس هذا الرأي المُحْدَث، بغريب في عصر الدعوة إلى التقريب بين الأديان، وعقد الحوارات لذلك شريطةَ الاحترام المتبادل لكل الدِّيانات!
وأما التعلق بما جاء في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل من قوله: "سلام على من اتبع الهدى"، فهو تعلق واهٍ، فإنّه صلى الله عليه وسلم لم يسلِّم على هرقل، وإنما سلّم على من اتبع الهدى، فلو أسلم هرقل كان من أهل هذه التحية، هذا مع البون الشاسع بين التحية بتحية الإسلام والتهنئة، فقد أبيحت التحيَّة في الرَّدِ على أهل الكتاب دون الابتداء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم: "لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه"، وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه المتفق عليه: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم"، وأما التهنئة بأعيادهم فلم تبح في حال من الأحوال، ومما يوضح الفرق بين التحية والتهنئة بعيدهم أن المسلم الفاسق يُسَلَّم عليه، لكنه لا يهنأ بشيء مما أوجب فسقه، كشرب الخمر وفعلِ الفاحشة، فإذا كان هذا لا يجوز مع المسلم الفاسق فكيف بمن يحتفل بمولد المسيح الذي يعتقد فيه الإلهية، ويقيم هذا العيد عبادةً له، كما يقيم المسلمون أعيادهم عبادة لله تعالى؟! فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين، ونعوذ بالله من طريق المغضوب عليهم والضالين.
أبو طلحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس