عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2012, 12:29 AM   #1
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية آمال
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 286

آمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond reputeآمال has a reputation beyond repute

ورد سِخرياً وسُخرياً!

      

بسم الله الرحمن الرحيم

*ما الفرق بين هذه الكلمات؟

سِخرياً وسُخرياً:سخرياً بكسر السين هي من الإستهزاء والسخرية أما سُخرياً بضم السين فهي من باب الإستغلال والتسخير.


لنضع آيات من كتاب رب البرية لتتضح الصورة أكثر ...


قال تعالى (( إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِىيَ قُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْن َا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِ ينَ * فَاتَّخَذْ تُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُ مْ ذِكْرِى وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُون َ *))



فجمعوا بين الإيمان المقتضي لأعماله الصالحة، والدعاء لربهم بالمغفرة والرحمة، والتوسل إليه بربوبيته، ومنته عليهم بالإيمان، والإخبار بسعة رحمته، وعموم إحسانه، وفي ضمنه، ما يدل على خضوعهم وخشوعهم، وانكسارهم لربهم، وخوفهم ورجائهم.

فهؤلاء سادات الناس وفضلائهم، { فَاتَّخَذْ تُمُوهُمْ } أيها الكفرة الأنذال ناقصو العقول والأحلام { سِخْرِيًّا } تهزءون بهم وتحتقرونهم ، حتى اشتغلتم بذلك السفه.

{ حَتَّى أَنْسَوْكُ مْ ذِكْرِى وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُون َ } وهذا الذي أوجب لهم نسيان الذكر، اشتغالهم بالاستهزاء بهم، كما أن نسيانهم للذكر، يحثهم على الاستهزاء، فكل من الأمرين يمد الآخر، فهل فوق هذه الجراءة جراءة؟!


وقال تعالى في سورة الزخرف((وَقَالُو ا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَت َيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُون َ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَه ُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَ ا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذ َ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون َ }


وَقَالُوا } مقترحين على اللّه بعقولهم الفاسدة: { لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَت َيْنِ عَظِيمٍ } أي: معظم عندهم، مبجل من أهل مكة، أو أهل الطائف، كالوليد بن المغيرة ونحوه، ممن هو عندهم عظيم.


قال اللّه ردا لاقتراحهم: { أَهُمْ يَقْسِمُون َ رَحْمَةَ رَبِّكَ }أي: أهم الخزان لرحمة اللّه، وبيدهم تدبيرها، فيعطون النبوة والرسالة من يشاءون، ويمنعونها ممن يشاءون؟


{ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَه ُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَ ا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ }أي: في الحياة الدنيا، والحال أن رَحْمَةَ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون َ من الدنيا.


فإذا كانت معايش العباد وأرزاقهم الدنيوية بيد اللّه تعالى، وهو الذي يقسمها بين عباده، فيبسط الرزق على من يشاء، ويضيقه على من يشاء، بحسب حكمته، فرحمته الدينية، التي أعلاها النبوة والرسالة، أولى وأحرى أن تكون بيد اللّه تعالى، فاللّه أعلم حيث يجعل رسالته.


فعلم أن اقتراحهم ساقط لاغ، وأن التدبير للأمور كلها، دينيها ودنيويها، بيد اللّه وحده. هذا إقناع لهم، من جهة غلطهم في الاقتراح، الذي ليس في أيديهم منه شيء، إن هو إلا ظلم منهم ورد للحق.



وقولهم:{ لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَت َيْنِ عَظِيمٍ } لو عرفوا حقائق الرجال، والصفات التي بها يعرف علو قدر الرجل، وعظم منزلته عند اللّه وعند خلقه، لعلموا أن محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب صلى اللّه عليه وسلم، هو أعظم الرجال قدرا، وأعلاهم فخرا، وأكملهم عقلا، وأغزرهم علما، وأجلهم رأيا وعزما وحزما، وأ كملهم خلقا، وأوسعهم رحمة، وأشدهم شفقة، وأهداهم وأتقاهم.


وهو قطب دائرة الكمال، وإليه المنتهى في أوصاف الرجال، ألا وهو رجل العالم على الإطلاق، يعرف ذلك أولياؤه وأعداؤه، فكيف يفضل عليه المشركون من لم يشم مثقال ذرة من كماله؟!، ومن جرمه ومنتهى حمقه أن جعل إلهه الذي يعبده ويدعوه ويتقرب إليه صنما، أو شجرا، أو حجرا، لا يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع، وهو كل على مولاه، يحتاج لمن يقوم بمصالحه، فهل هذا إلا من فعل السفهاء والمجانين؟


فكيف يجعل مثل هذا عظيما؟ أم كيف يفضل على خاتم الرسل وسيد ولد آدم صلى اللّه عليه وسلم؟ ولكن الذين كفروا لا يعقلون.


وفي هذه الآية تنبيه على حكمة اللّه تعالى في تفضيل اللّه بعض العباد على بعض في الدنيا { لِيَتَّخِذ َ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا }أي: ليسخر بعضهم بعضا، في الأعمال والحرف والصنائع.


فلو تساوى الناس في الغنى، ولم يحتج بعضهم إلى بعض، لتعطلت كثير من مصالحهم ومنافعهم.




فرق عظيم سبحان الله ما اعظمه وادق كتابه ...


المرجع / لمسات بيانيه الدكتور فاضل سامرائي
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اغفر لأختي الغالية آمال خطاياها وجهلها واسرافها في أمرها
وما أنتَ أعلمُ به منها وارحمها وادخلها جنتك برحمتك يا رحيم

من مواضيعي في الملتقى

* الامام البخاري
* فوائد الكستناء
* الحوار في القرآن..
* وليالٍ عشر!
* مُتَّخِذي أَخْدان!
* الناس في القرآن!
* الخمسة ابتلاءات!

آمال غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة آمال ; 06-16-2012 الساعة 10:33 PM.

رد مع اقتباس