💎 الْقَاعِدَةُ التَّاسِعَةُ - 1
🌱 (لَيسَ فِي الْقُرْآنِ شَيءٌ زَائِدٌ) 🌱
⚡️ من الخطأ الكبير اعتقاد أن في القرآن شيءٌ زائد، أو أن فيه الفاظًا يمكن الاستغناء عنها، ولا يشفع أبدًا لمن قال ذلك أنه يقصد أنها زائدة من حيث الإعراب، بل كل كلمة في مكانها تمامًا، ولا يغني عنها غيرها، ولَيسَ فِي الْقُرْآنِ شَيءٌ زَائِدٌ، ولَيسَ فِيهِ شَيءٌ ناقصٌ، وسنعرف الآن كم بين التعبيرين من تفوات، وكم بينهما من البون الشاسع، التعبير القرآني، وما يقوله بعض المفسرين والنحاة من أنه أصل الكلام بعد الاستغناء عن حرف أو لفظ، وسأذكر خمسَ آياتٍ نتناولها بالدراسة لبيان فسادِ القولِ بأن الْقُرْآنَ فِيهِ شَيءٌ زَائِدٌ.
🍀 الْآيَةُ الْأُولَى:
ومن تلك الآيات التي قال عنها بعضهم أن فيها لفظًا زائدًا قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. سورة البقرة: الآية/ 246
في هذه الآية لفظ: {أَلَّا}، وهي مكونة من (أنْ) و (لَا) وادغمت النون في لا فصارت {أَلَّا}، وقد زعم بعضهم أنَّ لفظة: (أنْ) زَائِدَةٌ.
🍄 قَالَ الْأَخْفَشُ: (فـ {أَنْ} هَاهُنَا زَائِدَةٌ كما زيدت بَعْدَ «فَلَمَّا» وَ«لَمَّا» وَ«لَوْ»، فَهِيَ تُزَادُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرًا، وَمَعْنَاهُ: (وَمَا لَنَا لَا نُقَاتِلُ) فَأَعْمَلَ «أَنْ» وَهِيَ زَائِدَةٌ، كما قال: "ما أَتاني منْ أحَدٍ" فأعمل "مِنْ" وهي زائدة وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:
لَوْ لَمْ تَكُنْ غَطَفَانُ لَا ذُنُوبَ لَهَا
* إِذَنْ لَلَامَ ذَوُو أَحْسَابِهَا عُمَرَا
وَالْمَعْنَى: لَوْ لَمْ تَكُنْ غَطَفَانُ لَهَا ذُنُوبٌ. «وَلَا» زَائِدَةٌ وَأَعْمَلَهَا). معانى القرآن للأخفش (1/ 194)
🍄 قَالَ الرازي: (وَهَذَا ضَعِيفٌ، لِأَنَّ الْقَوْلَ بِثُبُوتِ الزِّيَادَةِ فِي كَلَامِ اللَّهِ خِلَافُ الْأَصْلِ). تفسير الرازي (6/ 503)
|