سورة السجدة
بعد ذلك سورة السجدة وتسمى سورة السجدة لأن فيها سجدة وتسمى الم السجدة لتكون مخالفة لسورة فصلت التي تسمى حم السجدة، وتسمى الم تنزيل لأنه لا يوجد في القرآن (الم تنزيل) إلا هي وتسمى أيضًا سورة المضاجع لقول الله عز وجلّ (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿١٦﴾) وأيضًا يسميها بعض العلماء السورة المنجية لحديث ورد في كونها من أسباب نجاة الإنسان من عذاب الله عز وجلّ
وهذه السورة تتميز في أنها تُقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة يقرأها الإمام مع سورة الإنسان. والحكمة في قرآءتها يوم الجمعة أن فيها تذكير ببداية خلق الإنسان وببعثه، وكلامهما مما حدث في يوم الجمعة، آدم خلق يوم الجمعة نفخت فيه الروح يوم الجمعة والبعث أو يوم الساعة سيكون يوم الجمعة ولذلك تُقرأ هاتان السورتان لأن فيهما تذكير ببداية خلق الإنسان وبداية بعثه ففي سورة الإنسان (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴿١﴾ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ) هذه بداية خلق الإنسان (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴿٢﴾ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴿٣﴾ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ﴿٤﴾ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴿٥﴾) وهذه فيها ذكر الآخرة أو البعث بعد الموت.
|