عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2012, 06:20 PM   #1

 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

طالب العلم غير متواجد حاليا

افتراضي هل يعذر الجاهل بجهله؟

      



إخنلف الحكم على الجاهل هل يعذر لجهله أو لايعذر فمنهم من حكم بعذر الجاهل في أمور الدين بحكم شروط معينة كمن يعيش في غير ديار المسلمين أو كحديث العهد بالاسلام فهذا يعذر بجهله,ومن بلغته الدعوة ووضح له الحق وأقيمت عليه الحجة فهذا لا يعذر بجهله، وكذا من يقيم في ديار المسلمين ويسمع الخطب، ويسمع كلام الله و رسوله صلى الله عليه وسلم فإنه قد بلغته دعوة الله وأقيمت عليه الحجة ولا يعذر بجهله.
و قد قرر هذا عدد من الأئمة الأعلام ، كالإمام الشافعي رحمه الله ، فقد أخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي عن يونس بن عبد الأعلى ، قال : سمعت الشافعي يقول: ( لله أسماء و صفات لا يسع أحدا ردها ، و من خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر ، و أما قبل قيام الحجة فإنه يعذر) .
وهكذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال : ( فإنه بعد معرفة ماجاء به الرسول نعلم بالضرورة أنه لم يشرع لأمته أن يدعو أحداً من الأموات و لاالصالحين و لاغيرهم لا بلفظ الاستغاثة و لا بغيرها و لا بلفظ الاستعاذة و لا بغيرها ، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت و لا إلى ميت و نحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور و أن ذلك من الشرك الذي حرمه الله و رسوله ، لكن لغلبة الجهل و قلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يتبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه جهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل و لا الرؤية و الفكر )
وقد ذهب جمهور العلماء في العذر بالجهل في أصول الدين أنَّ العذر لا يقبل ممن يعيش بين ظهراني المسلمين و فيهم العلماء و الدعاء ، و لكن الجاهل المعذور بجهله هو حديث العهد بدين الإسلام ، أو من يعيش في غير بلاد المسلمين ، ولا علم و لا علماء و لا من يعلمه ، أو يوقفه على ما يجب عليه اعتقاده من مسائل الأصول .
قال الإمام الشافعي رحمه الله : ( لو عُذِرَ الجاهل ؛ لأجل جهله لكان الجهل خيراً من العلم إذ كان يحط عن العبد أعباء التكليف و يريح قلبه من ضروب التعنيف ؛ فلا حجة للعبد في جهله بالحكم بعد التبليغ و التمكين ؛ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرُسل )
فمن عاش في ديار المسلمين فقد أقيمت عليه الحجة والله أعلم

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع

طالب العلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس