عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2011, 11:04 PM   #1

الصورة الرمزية ابو عبد الرحمن
 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 190

ابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond repute

إضاءة الصبر على جور الأئمة أصل من أصول أهل السنة والجماعة

      



الصبر على جور الأئمة أصل من أصول أهل السنة والجماعة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وآله وأصحابه الغرّ الميامين.

* الصبر:

لغةً : الحبس و الكف.
اصطلاحاً : حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش.

* وهو ثلاثة أنواع :

1) صبر على طاعة الله.

2) وصبر عن معصية الله.

3) وصبر على أقدار الله.

فالأولان: صبر على ما يتعلق بالكسب، والثالث : صبر على ما لا كسب للعبد فيه.

* قال ابن القيم:

سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها: أكمل من صبره على إلقاء إخوته له في الجب وبيعه وتفريقهم بينه وبين أبيه فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره لا كسب له فيها ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر وأما صبره عن المعصية: فصبر اختيار ورضى ومحاربة للنفس، ولا سيما مع الأسباب التي تَقوى معها دواعي الموافقة: فإنه كان شاباً، وداعية الشباب إليها قوية، وعَزَباً ليس له ما يعوضه ويبرد شهوته، وغريباً والغريب لا يستحي في بلد غربته مما يستحي منه من بين أصحابه ومعارفه وأهله، ومملوكاً والمملوك أيضا ليس وازعه كوازع الحر، والمرأة جميلة، وذات منصب، وهي سيدته، وقد غاب الرقيب، وهي الداعية له إلى نفسها، والحريصة على ذلك أشد الحرص، ومع ذلك توعدته إن لم يفعل بالسجن والصَّغار، ومع هذه الدواعي كلها صَبَر اختياراً، وإيثاراً لما عند الله، وأين هذا من صبره في الجب على ما ليس من كسبه؟ "

وكان يقول: الصبر على أداء الطاعات: أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات وأفضل؛ فإن مصلحة فعل الطاعة: أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية، ومفسدة عدم الطاعة: أبغض إليه وأكره من مفسدة وجود المعصية. "مدارج السالكين"(2/129).

* روي عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: " ما أصابتني مصيبة إلا وجدت فيها ثلاث نِعَم:

الأولى أنها لم تكن في ديني،

والثانية: أنها لم تكن أعظم ممَّا كانت،

والثالثة: أن الله يجازي عليها الجزاء الكبير "،

ثمَّ تلا قوله تعالى: " وبَشِّرِ الصَّابرين * الَّذين إذا أصابتهُم مصيبةٌ قالوا إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون * أولئك عليهِمْ صلواتٌ من ربِّهِمْ ورحمةٌ وأولئك همُ المهتدون " .

* والصبر على جور الأئمة، وترك قتالهم، ولزوم جماعتهم أصل من أصول أهل السنة والجماعة ( 1) ، وهو من نوع الصبر الأول؛ لأن الله أمر به ونبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا تكاد تري مصنفاً، ولامُؤَلفاً في السنة يخلو من تقرير هذا الأصل وتقعيده، والحض عليه، وقد بلغت الأحاديث حد التواتر في ذلك ( 2) .

* أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما ( 3) عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجمعة شبراً فمات فميتة جاهلية".

* أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما ( 4) ـ أيضا ـ عن أسيد بن حضير أن رجلاً من الأنصار خلا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ألا تستعملني كما استعملت فلاناً ؟ فقال : "إنكم ستلقون بعدي أثرةً فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".

* جاء في كتاب "الشريعة"( 5) للأجري : عن عمر بن يزيد، أنه قال:

"سمعت الحسن - أيام يزيد بن المهلب يقول - وأتاه رهط - فأمرهم أن يلزموا بيوتهم ويغلقوا عليهم أبوابهم، ثم قال :
والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم وذلك أنهم يفزعون إلي السيف فيوكلون إليه، والله ما جاؤوا بيوم خير قط، ثم تلا: "وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ" ( 6) .

* يقول حنبل ـ رحمه الله تعالي ـ:

"أجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلي أبي عبد الله ـ يعني الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله تعالى ـ وقالوا له: أن الأمر قد تفاقم وفشا ـ يعنون ـ إظهار القول بخلق القرآن، وغير ذلك ولا نرضي بإمارته ولا سلطانه !

فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم، ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر، ويستراح من فاجر، وقال ليس هذا ـ يعني نزع أيديهم من طاعته ـ صواباً، هذا خلاف الآثار" ( 7) ا.هـ



________________________________________
1 ) بنحوه قال شيخ الإسلام ابن تيمية "الفتاوى" ( 28/75 )، ( 28/102 ).
2 ) " رفع الأساطين في حكم الاتصال بالسلاطين " للشوكاني" ( ص 81-82 ).
3 ) البخاري ( 13/5 )، ومسلم ( 3/1477 ).
4 ) البخاري( 13/5 )، ومسلم : ( 3/1474 ).
5 ) (1/373ـ374 ).
6 ) سورة الأعراف، الآية : 137.
7 ) "الآداب الشرعية" لابن مفلح ( 1/76)، وأخرج القصة الخلال في " السنة "( ص 133 ) .

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:



ما دعوة أنفع يا صاحبي *** من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً *** أن تسأل الغفران للكاتب

من مواضيعي في الملتقى

* مشاهد من يوم القيامة يوم الحسرة والندامة
* التحذير من التكفير واقوال العلماء
* من اعلام السلف الإمام الأعمش رحمه الله
* أروع إستغفار قرأته
* أحاديث لاتصح مشتهرة على ألسنة الناس
* احكام وفتاوى متفرقة عامة في نفخ الروح " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والأفتاء "
* ماهي انواع واقسام التوحيد مع تعريف كل منها " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والأفتاء "

ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة ابو عبد الرحمن ; 05-01-2011 الساعة 11:19 PM.

رد مع اقتباس