عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2011, 01:27 AM   #1

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

عبد الكريم غير متواجد حاليا

فتوى ما هو حكم الجهاد في سبيل الله

      

فقه الجهاد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } { يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } . { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } . أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
*- في هذه الأيام نسمع كثيراً من الناس من يدندن حول كلمة عظيمة وعظيمة جداً هي كلمة الجهاد حتى أصبح قزامة من أحداث أسنان يتطاولون على عمالقة علماء هذه الأمة ويقذفونهم بالخور والجبن ، وما ذنبهم إلا لأنهم غير متهورين أمثالهم في القاء الناس في مستنقع الرمال المتحركة ، وإيرادهم موارد الهلاك والدمار والموت المحتم ، فهؤلاء الأحداث لم يتفقهوا ما هو الجهاد الذي يدندون حوله ، أنهم ليس عندهم من الثقافة والمعرفة بالسنة وما كان عليه السلف الصالح في فقه الجهاد وأهدافه والغاية منه - إلا أن مثلهم في ذلك مثل الفروج يسمع الديكة تصرخ فيصرخ معها – الجهاد – الجهاد – الجهاد .

*- فما هو الجهاد

*- الجهاد عبادة من العبادات يجري عليها ما يجري على العبادات
1- منها القدرة : حيث من المعلوم أن أعظم ركن في هذا الدين على الاطالق هو النطق بالشهادتين ، والتي من نواقضها سب الله أو سب النبي أو سب الدين ، فما بال هذا الكفر الأعظم يصبح رخصةً لمن أشتد عليه الأذى وأيقن بالقتل وما قصة عمار بن ياسر منكم ببعيد ،
جاء في تفسير البغوي قوله " أتى عمار رسول الله – صلى الله عليه وسلم - وهو يبكي فقال رسول الله – عليه الصلاة والسلام - : ما وراءك ؟ قال : شر يا رسول الله نلت منك وذكرت آلهتك قال : كيف وجدت قلبك قال مطمئنا بالإيمان فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح عينيه وقال : إن عادوا لك فعد لهم بما قلت ] فنزلت هذه الآية { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (النحل:106)
*- ثم يأتي أعظم ركن عملي وهو الصلاة لحديثه عليه الصلاة والسلام " الصلاة خير موضوع " صحيح الجامع . ولحديثه أيضاً لما سئل " أي الأعمال أفضل قال الصلاة في أول وقتها " صحيح أبي داود
ومن أركان الصلاة – ركن القيام - فمن صلى جالساً مع استطاعته القيام فصلاته باطلة ، ولكن في حال العذر وبما أنه لا تكليف إلا بقدر الاستطاعة
فمن تعذر عليه القيام سقط في حقه وانتقل إلى الركن الآخر ، بل ولو تشدد على نفسه لكان آثم قال عليه الصلاة والسلام " إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه صحيح الجامع . ‌ والنبي عليه الصلاة والسلام يقول " ألا هلك المتنطعون ألا هلك المتنطعون ألا هلك المتنطعون " صحيح أبي داود وقال أيضاً " لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم " السلسلة الصحيحة .
*- ومن المعلوم أنه من شروط هذا الركن العظيم والذي لأجله شرع الجهاد لقوله تعالى { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ }(التوبة: من الآية5 ) " الوضوء " وهو شرط أكبر لركن أعظم - فما بال هذا الشرط الأكبر يسقط عند التعذر القيام به ، والأعظم منه الغسل من الجنابة فمن تعذر عليه الغسل بالماء تيمم ، بل وقد يصل الحال إلى الوجوب أن يتمم ويحرم عليه استعمال الماء إذا كان سيؤدي إلى هلكته ، وهذا الذي حمل رسول الله أن يدعو على من تسببوا بقتل رجل جهلاً بتشددهم ، جاء عن جابر أنه قال " خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه فقال هل تجدون لي رخصة في التيمم فقالوا ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبي – عليه الصلاة والسلام أخبر بذلك فقال قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال إنما كان يكفيه أن يتيمم و يعصب على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده " صحيح أبي داود فهؤلاء ما أمروه بالاغتسال إلا حرصاً على إرضاء الله – فكيف بالذي يفتي ويعمل عملاً يكون من جرائه هلاك للأمة وما كان للأولاد الذين قتلوا بالمئات بل بالألوف – في فلسطين بما يسمى بانتفاضة الحجارة - اقتحام هذا الباب وتعريض أنفسهم للآليات المجنزرة إلا بهذه الافتاءات وذلك التحريض والله المستعان .
*- بل قد يسقط أيضاً التيمم لمن أصاب جسمه الحروق أو كان في الجبس أو محبوساً بالأغلال في غيابات السجون فهذا حكمه حكم فاقد الطهورين ، فهذا يصلي على حاله ولا إعادة عليه بعد ذلك ، لقوله تعالى { فاتقوا الله ما استطعتم }.
*- وهكذا ركن الزكاة والصيام والحج كلها تقاس على الصلاة
*- من جهة أخرى من المعلوم أن هناك عبادات لا تصح إلا جماعة منها : الجمعة – العيدين – الكسوف – الاستسقاء – الحج- وهكذا
*- وكذلك أيضاً المعاملات التجارية والعلاقات الاجتماعية – الزواج - وهكذا .
*- و الجهاد أيضاً يندرج تحت هذا الباب وهو القدرة
2- الجماعة وإذن ولي الأمر : الجهاد لا يصح إلا جماعة و بولي الأمر لقوله – ص- " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه " رواه البخاري ومسلم .
قال السيوطي في شرحه لسنن النسائي – المجلد السابع – ص- 155 " إنما الإمام جنة أي كالترس قال القرطبي أي يقتدى برأيه ونظره في الأمور العظام والوقائع الخطرة ولا يتقدم على رأيه ولا ينفرد دونه بأمر مهم يقاتل من ورائه
قال النووي " المجلد الرابع – ص – 454 " إنما الإمام جنة أي كالساتر لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين ويمنع الناس بعضهم من بعض ويحمي بيضة الإسلام ويتقيه الناس ويخافون سطوته يقالتل من ورائه أي يقاتل معه الكفار والبغاة والخوارج وسائر أهل الفساد ويتقى به أي شر العدو وأهل الفساد والظلم
وقال أيضاً " يُقاتَل معه الكفارولا يَنفَرِد – أي شخص - دونه بأمر يُقاتِل ولا يُترَك – أي هذا الفرد - يُباشِر القتال بنفسه لما فيه من تعرضه للهلاك وفيه هلاك الكل .
*- ولقوله – عليه الصلاة والسلام - وإذا استنفرتم فانفروا--- "
*- وعملياً لما مات النبي عليه الصلاة والسلام توقف جيش أسامة بن زيد والذي كان قد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على رأس سرية في غزوة من الغزوات عند ذي خشب حتى عُيِّن أبو بكر خليفة فأمر بأن يكمل مسيره --- "
*- ولأهمية ولي الأمر قياساً على الصلاة فإذا صلى الامام جالساً وجب على الجميع الصلاة خلفه جلوساً ، علماً أنه لو صلى لوحده جالساً دون عذر بطلت صلاته ، فلأهمية الامام كان الاتباع أعظم . قال –ص- إذا صلى الامام قاعدا فصلوا قعودا وإذا صلى قائما فصلوا قياما ولا تقوموا والأمام قاعد كما تفعل فارس بعظمائهم " ، وكذلك لو سهى الامام وقام للركعة الثالثة كان لزاماً عليك اتباعه وإلا بطلت صلاتك – من باب أولى أن يُتابع في أمر فيه هلكة للأمة وإراقة الدماء وهلك الحرث والنسل والديار
*- فولي الأمر هو أعلم بالمصلحة لشعبه من غيره .
- وما نراه اليوم ونشاهده سواء كان في فلسطين أو غيرها من اقدام الآحاد بالتحرش بالعدو الكافر دون إذن ولي الأمر مما يسبب جلب شر وويلات للمسلمين كانوا بغنى عنه لو أن هذا الآحاد استجاب لأمر نبيه واقتدى بهديه ولكن إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
*- فكيف سيكتب النصر لهؤلاء وهم خارجون عن امرة الحاكم بل لا يعترفون بولايته ويكفرونه ويسبونه ويشهرون به أمام العامة
بهذا هم خارجون عن أمر الله وأمر الرسول القائل: (( من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلوا به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه )) صحيح لغيره
قال عبادة بن الصامت (( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم . وفي رواية وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان )) رواه البخاري ومسلم .
– فلا يجوز الخروج عليه ، وإن أتى الكفر البواح ، وهل جنى من لم يراع ذلك على الأمة إلا الفتن والفساد في الأرض ؟! وما رجع أحد بعد ولوجه هذا الباب إلا بشر أعظم ، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله .

*- وجاء عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس . قال حذيفة قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )) رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام " من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله . ‌ من أجل سلطان الله أجله الله يوم القيامة " صحيح الجامع . ‌
*- جاء عن أنس بن مالك قال " نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تسبوا امراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب " .
*- جاء عن سويد بن غفلة قال : قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لعلك تخلف بعدي فأطع الإمام وإن كان عبداً حبشياً ، وإن ضربك فاصبر ، وإن حرمك فاصبر ، وإن دعاك إلى أمر منقصة من دنياك فقل سمعاً وطاعة ، دمي دون ديني " رواه الآجري في الشريعة (7. ،71 ) .
*- قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله " من خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه ، وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان : بالرضا أو بالغلبة ، فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين ، وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن مات الخارج عليه ، مات ميتة جاهلية ، ولا يحل قتال السلطان ، ولا الخروج عليه لأحد من الناس ، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق
***
إذن الجهاد عبادة كسائر العبادات بل هي عبادة لها مخاطر عظيمة إذا ما تمت لها الحسابات والدراسات أوردت لأهلها موارد الهلاك ولهذا نهى – عليه الصلاة والسلام - تمني لقاء العدو، حيث قال " أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله تعالى العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا " صحيح أبي داود
ولهذا وجب على القائد أن يحرص كل الحرص على جنده كي لا يوردهم موارد الهلاك ، حتى عليه أن يراعي أوقات القتال حتى لا يكون في شدة الحر ، ولا في شدة البرد إلا إذا فرض ذلك . – من باب أولى ألا يردهم موارد الهلاك والموت .
3- والجهاد لم يُشرع غاية لذاته ولا لكي تُقتَل وإنما شرع كي لا يكون فتنة ويكون الدين كله لله تعالى ، ولو كان الغاية والهدف كما نراه في فلسطين – والذي أصبح لسان حال الواحد منا " أنا خارج لكي أستشهد " – فإذا كان الغاية من الجهاد هو أن تقتل فلماذا لم يُقحم خالد بن الوليد الجيش إلى التهلكة والموت المحتم في غزوة مؤتة حيث ألهم الله خالد بن الوليد أن ينسحب من المعركة سالما وأيده النبي بذلك بل وجعله فتحاً قال عليه الصلاة والسلام " أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ثم أخذها خالد عن غير إمرة ففتح الله عليه " رواه البخاري.
– فمن كان الأحرص على نيل الشهادة نحن أم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهم السباقون لكل الخير ، فكيف إذا كان ذلك الخير هو الشهادة .
- ولا نريد أن نعلق على هذه الكلمة والتي فيها تألي على الله عز وجل " أنا ذاهب لأستشهد – فلان شهيد – فلان يزف إلى الحور العين – فهذا القول بعد انقطاع الوحي لا يخرج إلا بواحدة من اثنتين " إما أنه قد أتاه وحي من السماء فأعلمه أن فلان شهيد وفلان وفلان حتى أصبحنا نعطي الشهادة للنصارى وللرافضة الذين يسبون الصحابة ، ومن اعتقد ذلك فهو كافر خارج من الملة – أو كان ذلك تألي على الله وهذا هو الراجح ، وويل لمن يتألى على الله - فهذا رسول الله – ص- يقول" والله لوددت أني شجرة تعضد " صحيح الجامع
*- وبهذا لام عمر بن الخطاب أبا عبيدة لما كانت معركة الجسر حيث غامر مغامرة غير مضمونة العواقب وأدى إلى هلاك كثير من الجيش ، فقال عمر " لو أتوني كنت فئتهم " الارواء .
*- ولو كان الغاية هو القتل لماذا خفف الله عن المؤمنين حيث كان الرجل مقابل عشرة ثم خفف إلى رجل مقابل رجلين ، وإلا جاز لك أن تتحيز إلى فئتك كما فعل خالد .
*- إذن لا يجوز تمني لقاء العدو ، كما أنه لا يجوز تمني الضرر ، قياس على ذلك ، وكذلك لا يجوز تمني الفتن ، وكذلك لا يجوز تمني المرض إلى غير ذلك .
*- ولهذا ذم الله تعالى أولئك بقوله { ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم -- } فهؤلاء الذين كانوا قد عزموا على الجهاد وأحبوه لما إبتلوا به كرهوه وفروا منه - بل صاحوا أين العرب أين الحكام أين أين – أين الملايين .
*- إذا كان صحابة رسول الله – ص – لم يتمنوا ذات الشوكة وذلك عند خروجهم يوم بدر وهم ضعفاء ، علماً أنهم كانوا يمتلكون نفس الأسلحة السيف والسهم والرمح قال الله عنهم في غزوة بدر { وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ } نحن عكس ذلك كلما الخنازير اليهود هدؤوا قليلاً نثيرهم علينا ، وكأن الشعب الفلسطيني اعتاد على رؤية الدماء وإذا لم يجد من يهريق دمه أهرق هو بنفسه دمه بالاقتتال الداخلي .
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لآصحابه " دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم " صحيح أبي داود
*- جاء في فتح الباري- المجلد السادس ص- 609 - قول الحافظ في الفتح " وقد ظهر مصداق هذا الخبر وقد كان مشهورا في زمن الصحابة حديث اتركوا الترك ما تركوكم *- جاء عن معاوية بن خديج قال كنت عند معاوية فأتاه كتاب عامله أنه وقع بالترك وهزمهم فغضب معاوية من ذلك ثم كتب إليه لا تقاتلهم حتى يأتيك أمري فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الترك تجلي العرب حتى تلحقها بمنابت الشيخ قال فأنا أكره قتالهم لذلك .
*- إذن لا نتمنى لقاء العدو
*- نحن نتمنى ذلك بل بالعجب واتباع الهوى
*- عن صهيب قال [ كان رسول الله – ص- إذا صلى همس شيئا لا أفهمه ولا يخبرنا به قال أفطنتم لي قلنا نعم . قال إني ذكرت نبيا من الأنبياء أعطي جنودا من قومه ( وفي رواية أعجب بأمته ) فقال من يقوم لهؤلاء فأوحي إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث إما أن نسلط عليهم عدوا من غيرهم أو الجوع أو الموت فاستشار قومه في ذلك فقالوا أنت نبي الله فكل ذلك إليك خر لنا . فقام إلى الصلاة وكانوا إذا فَزِعوا فَزَعوا إلى الصلاة فصلى ما شاء الله قال ثم قال أي رب أما عدو من غيرهم فلا أو الجوع فلا ولكن الموت فسلط عليهم الموت فمات منهم ( في يوم ) سبعون ألفا فهمسي الذي ترون أني أقول اللهم بك أحول وبك أصول وبك أقاتل ] . الصحيحة
*- قال بعض الصحابة يوم حنين وكانوا اثني عشر ألفا لن نغلب اليوم من قلة – فبهذه الكلمة والتي هي من آحاد الصحابة كان الناتج جراؤها الهزيمة والتولي فَغُلِبوا من إعجاب منهم بأنفسهم قال تعالى {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) (التوبة:25) .
.4- ومن المعلوم أن الجهاد هو الوسيلة الأخيرة الذي يُلجَأ إليه بعد استنفاذ السبل وأدلة ذلك كثيرة منها لما أرسل –ص – معاذ إلى اليمن فقال له " إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم " متفق عليه .
*- وبهذا أرسل – ص- الرسل للملوك والرؤساء .
*- و كان من هديه – ص- إذا أراد أن يغزو قرية ينتظر موعد الأذان فإذا سمع النداء كف وإلا غزى .
*- وهكذا بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا وجعل خالد قتلا وأسرا فلما قدموا على النبي عليه الصلاة والسلام فذكر له صنع خالد فقال ورفع يديه اللهم أني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين " صحيح النسائي

*- إذن الجهاد هو عبادة حتمية كسائر العبادات يجري عليه ما يجري على سائرالعبادات ، ولا تشرع كأمر فردي بل لا بد بولي الأمر ، ولا يلجأ إليه إلا إذا استنفذت السبل ، و يقام به عند القدرة والاستطاعة وفي حالة العجز تسقط كما سقطت الهجرة عن ضعفاء مكة قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً } والشاهد { إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً } (النساء:98)
*- وكما سقطت عن الرجل الكبير والمرأة والرجل الضعيف الجبان .
قال عليه الصلاة والسلام " جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة " صحيح الترغيب
يتبع ان شاء الله

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع


أكتب تعليق على الموضوع مستخدماً حساب الفيس بوك

التوقيع:

من مواضيعي في الملتقى

* كيفية الإستفادة من الصور المتحركة وكيف نعدل عليها
* صور مناظر طبيعية 2009 - صور مناظر طبيعية 2010
* كيف يمكنك عمل صدقة جارية افكار رائعة للصدقات الجارية
* ما هو حكم الجهاد في سبيل الله
* مجموعة رائعة لدروس للفتو شب
* شجرة تنبت ثمارها من أسفل الورقة
* تحميل برنامج Adobe PhotoShop CS5

عبد الكريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس