14- الجواهرجي
ذاعت القصة التالية أثناء زيارة مدام شان كاي شيك لأمريكا في عام 1943 .
تقول القصة أن رجلاً دخل محلاً لبيع المجوهرات في مدينة بالتيمور و طلب شراء ساعة ثمنها 500 دولار و لم يكن الجواهرجي يبيع سلعاً بمثل هذا الثمن المرتفع , ولكنه إستطاع لأن يجمع لع عددأ من الساعات يبلغ ثمنها 7000 دولار , وعندما سأله الجواهرجي عن الطريقة التي يسدد بها الثمن قل المشتري أنه سكرتير مدام شان وطلب منه أن يضيف الثمن خصماً على معونة الاعارة و التأجير !!
هذه القصة مثال رائع للدعاية غير المباشرة و قد ذاعت لأنها تتضمن خبراً طريفاً , وهدف القصة أن يتضح للشعب الأمريكي ما تصرفه حكومته في المعونات المختلفة و أوجه الصرف التي تذهب اليه هذه المعونات .
هذه القصة مثال رائع على الدعاية غير المباشرة و قد ذاعت لأنها تتضمن مدام شان كاي شيك .. كما أن القصة تتضمن أن الجواهرجي في مدينة بالتيمور لم يكن معتاداً غلى بيع السلع بمثل هذا الثمن المرتفع .
وكأن هذه القصة تقول للأمريكيين أن نقودكم تُعطى لغيركم لتصرف في أوجه لا ترضون أنتم صرفها فيها , و بعنى آخر أن الأموال التي يحرمون أنفسهم منها تُعطى لغيرهم دون حساب.
وفي هذه القصة دعاية ضد الصينيين الذين يستبيحون لأنفسهم صرف أموال المعونات الأمريكية على ملاذِّهِم و تَرَفهم و كأنهم غير محتاجين لهذه المعونه .
فالدعاية إذن في هذه القصة دعاية مزدوجة و لها وجهان دعاية مضاة لنظام المعونات الأمريكية وفيها نقد لتصرف الحكومة في ذلك , و دعاية موجهة ضد الصينيين .
و مما يزيد من أثر الدعاية ما احتوت عليه الإشاعة من تضخيم و تهويل ، فقد إختار سكرتير مدام شان كاي شيك ساعات ثمنها 7000 دولار و أن الجواهرجي اضطر أن يجمع للمشتري ساعات من أماكن كثيرة و ذلك لبيان مدى البذخ و الإسراف بصورة فيها تضخيم و تهويل حتى يزيد ذلك من روعة القصة و طرافتها فتصبح قابلة للترديد و الإنتشار.
وكان إنتهاز فرصة زيارة مدام شان كاي شيك لأمريكا أنسب الأوقات لتوجيه هذه الدعاية, فانتشرة الإشاعة قائمة على عنصرين أساسيين وهما الطرافة و الإعتماد على جزء من الحقيقة , و زاد من أثرها توجيهها في الوقت المناسب