عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-2012, 05:49 PM   #1
ضيف ملتقى
 
الملف الشخصي:




 

افتراضي الصبر في الأسرة المسلمة

      

بسم الله الرحمن الرحيم
الصبر
الصبر لغة هو الحبس والكف يقال فلاناً مات صبراً إذا مات في حبسه ويقال صبرت العقور أي حبست (كلب مسعور) وكفيت الناس آذاه
وأما الصبر شرعاً هو حبس الناس على الطاعة وكفها عن المعاصي ومنعها من الجزع والتشكيِّ لخلق الله من قدر الله
والصبر ثلاثة أنواع صبرعلى المأمور وصبر عن المحذور وصبر على المقدور ... صبر على المأمور أي صبر على ما أمر الله عز وجل وهو الطاعات وهذا هو أعلى مراتب الصبر بل هو أكثر ما أمر الله عز وجل نبيه .. فقال الله عز وجل آمراً نبيه
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } سورة الكهف
وكلمة صبر وردت في القرآن الكريم في 69 آية وأول آية ذكر فيها الصبر هي الآية الخامسة والأربعين من سورة البقرة وفيها يقول الله عز وجل {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} ووقفت متحيراً أمام هذا الترتيب العجيب فلقد قدم الله عز وجل الصبر على الصلاة وليست هذه هى الآية الوحيدة بل في نفس السورة سورة البقرة يقول الله عز وجل
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}
أي أن الله عز وجل قدم الصبر على الصلاة في هذه الآية أيضاً وإذا كان لكل عمل أجر وحساب فإن الصبر آجره غير محدود قال الله عز وجل
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } سورة الزمر
ولقد ربط الله عز وجل بين الصبر والصلاة في أكثر من خمسين موضع
في القرآن الكريم كما ذكر ذالك ابن تيمية رحمه الله ... والنوع الثاني من الصبر هو الصبر عن المحذور أي الصبر عمَّا حرم الله عز وجل أي الصبر عن المعاصي فمهما هيئت لك المعصية فاصبر فها هو نبي الله يوسف تهيئت له امرأة العزيز قأبى وقال
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَال مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }
وأخيراً فإن النوع الثالث من الصبر هو الصبر على المقدور أي على ما قدر الله عز وجل وفي هذا يقول الله عز وجل في سورة البقرة
{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} وفي هذا ورد الحديث الذي رواه الترمذي في جامعه
عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
{ إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي ! فيقولن نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده ! فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي ؟ فيقولن حمدك واسترجرع فيقول الله إبنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد }


فأين الصبر في بيوتات المسلمين أين الصبر علي ضيق المعايش وأين الصبر على عيوب خلقية قد تكون لدا الزوج أو عيوب خلقية في الزوجة
لماذ لا يصبر الزوج على زوجته ولا تصبر الزوجة على زوجها
ألم تكن الزوجة تعلم أخلاق الزوج أثناء فترة الخطوبة
إما أنها كانت تعلم وظنت أنها ستصلح من شأنه بعد الزواج وفشلت
وإما أنها علمت وغضت الطرف
وإما أنها إنبهرت بفرح الزواج وعميت عن باقي الحقائق
في جميع الأحوال الذنب ذنبها والعيب عيبها وعليها الآن أن تتحلى بالصبر وتسعى على معالجة هذه العيوب التى تراها الآن ....!!!
ونفس الأمر تماماً بالنسبة للزوج أقوله فتعالوا بنا نعالج مشاكل الأسرة المسلمة بالصبر وبالحكمة بدلاً من الخناق والطلاق

اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع

  رد مع اقتباس