ألم يقل في أول السورة (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) عاد إليها مرة أخرى فقال (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٦٣﴾ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٦٤﴾) كافيك الله فهو الذي يتولى نصرك وهو الذي بيده كفايتك وإعانتك فلا تعتمد قوتك ولا على أصحابك فالكفاية كلها والمدد والعون من عند الله عز وجلّ وأنت مهمتك أيها النبي أن تحرض المؤمنين على القتال (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ) ثم ذكر في حقهم شيئًا فقال إن الواجب على المؤمنين أن يثبتوا لعشرة أمثالهم (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٦٥﴾) وهذا في أول الإسلام ثم لما علم الله عز وجلّ أن في المؤمنين ضعفًا أراد أن يخفف عنهم فقال (الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ) معناه إذا كان عدد العدو ضعفكم وجب عليكم أن تثبتوا فإذا زادوا عن الضعف لم يجب عليكم أن تقاتلوهم وجاز لكم أن تنسحبوا من المعركة. في المرة الأولى قال وجب عليكم أن تثبتوا لعشروة أمثالكم،
|