الإعجاز.العلمي.في.القرآن.والسنة.cc
💎القسم 2الحمل الجنين الولادة
◽️خامسا:ثم جعلناه نطفة في
قرار مكين
❖62في القرنِ الثامِن عشرَ حينما
بدأَ العالَمُ الغربيُّ يتلمَّسُ طريقَ
الِعلْمِ،
❖63-وبعدَ أنْ اكْتُشِفَ المِجْهَرُ،
اسْتقرَّ في أذهانِ العلماءِ أنّ الإنسانَ
يُخْلَقُ من نطفةِ الرّجلِ فقط، ثمَّ
نُقِضَتْ هذه النَّظريّةُ،
❖64-واسْتَقرَّ في أذهانِهم شيءٌ
آخرُ؛وهو أنَّ الطّفلَ يُخْلقُ من نطفةِ
المرأةِ فقط،وما النّطفةُ التي يُلقيه
الذَّكَرُ إلا مُنَبِّهٌ لهذا،
❖65-وظلّ العلماءُ في القرْنَيْن
السابِعِ عشرَ و الثامِنِ عشرَ
يتخبَّطون في نظريّاتٍ،
❖66-لكنْ لمّا سُئِلَ النبيُّ عليه
الصلاةُ والسلامُ قبلَ أربعةَ عشرَ
قرْناً هذا السؤالَ:ممَّ يُخْلَقُ الإنسانُ؟
❖67أجاب إجابةً تُعَدُّ من دلائلِ
نبوَّتِه، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
❖68" مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللَّهَ
ﷺ يُحَدِِّثُ أَصْحَابَهُ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ:
يَا يَهُودِيُّ، إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ،
فَقَالَ: لأَسْأَلَنَّهُ عَنْ شَيْءٍ لا يَعْلَمُهُ
إِلا نَبِيٌّ،
❖69-قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ،ثُمَّ
قَالَ:يَا مُحَمَّدُ مِمَّ يُخْلَقُ الإِنْسَانُ❓
قَالَ: يَا يَهُودِيُّ مِنْ كُلٍّ يُخْلَقُ مِنْ
نُطْفَةِ الرَّجُلِ، وَمِنْ نُطْفَةَِ الْمَرْأَةِ،
❖70-فَأَمَّا نُطْفَةُ الرَّجُلِ فَنُطْفَة
غَلِيظَةٌ مِنْهَا الْعَظْمُ وَالْعَصَبُ،
وَأَمَّا نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ فَنُطْفَةٌ رَقِيقَةٌ
مِنْهَا اللَّحْمُ وَالدَّمُ،
❖71-فَقَامَ الْيَهُودِيُّ فَقَالَ: هَكَذَا
كَانَ يَقُولُ مَنْ قَبْلَكَ"، هكذا أجابَ
النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ.
❖72وممّا يُعلََمُ أنّ العلومَ الحديثةَ
أشارَتْ إلى أنْ الرَّجُلَ في اللّقاءِ
الواحِد يخرجُ منه ما يزيدُ على
ثلاثمئة مليون نطفةٍ، وأنَّ نطفةً
واحدةً فقط تُلقِّحُ البيضَةَ،
❖73-فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم: "لَيْسَ مِنْ كُلِّ الْمَاءِ يَكُونُ
الْوَلَدُ، إِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئاً
لَمْ يَمْنَعْهُ شَيْءٌ"،
❖74أليس محمدٌ صلى الله عليه
وسلم رسولَ اللهِ؟ هل معطَياتُ
العصْرِ يومئذٍ كانت كافيَةً لمعرفةِ
هذه الحقائقِ❓
❖75-شيءٌ آخرُ، قال تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سُلاَلَةٍ مِّن
طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ
مَّكِينٍ} [المؤمنون: ١٢-١٣] ،
❖76والقرارُ المكينُ هو الرَّحِمُ،
ويقعُ في الوسَطِ الهندسيِّ تماماً
من جِسمِ المرأةِ،
❖77فلو أُخِذَ خطٌّ منصِّفٌ طوليٌّ،
وخطٌّ منصّفٌ عَرْضِيٌّ لكان موقعُ
الرَّحِمِ في تقاطُعِ الخطَّيْنِ.
❖78المعنى الثاني:لِمَ سُمِّيَ الرَّحِمُ
قراراً❓ لأنَّه يفْرِزُ مادَّةً لاصقةً إذا
جاءتِ البَيْضةُ الملقِّحَةُ إلى الرَّحِم
الْتصَقَتْ في جِدارِه، فهو قرارٌ لها،
وليس ممرّاً،
❖79-ثمّ إنّ في الرّحِمِ عدداً من
الأوْعِيَةِ الدَّمَوِيّةِ يفوقُ حدَّ التصوُّرِ،
❖80كلُّهاتُمِدُّ هذه البيضة الملقّحةَ
بالدّمِ لِيَتَغَذَّى الجنينُ، ولِيَنْموَ في
سرعة تُعدُّ أسْرعَ ما في جسمِ
الإنسانِ مِن نَسيجٍ في تكاثُرِه
وانقسامِه.
❖81-شيءٌ آخرُ؛ هذا الجنينُ في
غشاءٍ رقيقٍ،وقد بدَا هذا في الصُّوَرِ
التي أُخِذَتْ من الجنينِ؛وهو مغلّفٌ
بِغِشاءٍ رقيقٍ،
❖82-وهذا الغِشاءُ الرقيقُ معلّقٌ
في أعلى الرّحِمِ، فهو لا يتأثَّرُ بجُدُرِ
الرَّحِمِ،
❖83وفوقَ هذا وذاك فقدْ أُحيطَ
هذا الجنينُ بسائلٍ يمْتصُّ كلَّ
الصَّدماتِ، والأغْرَبُ من هذا أنَّ
الرَّحِمَ كلَّه معلّقٌ في حَوْضِ المرأةِ
بأربِطَةِ إلى أقطارِ الحوضِ،
❖84-فالرّحِمُ سائبٌ، والجنينُ
سائبٌ،وبين الرِّحِمِ والجنينِ سائلٌ
يمْتصُّ كلَّ الصَّدماتِ،
❖85كلّ هذا الشَّرْحِ ينْطوي تحتَ
قولِه تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي
قَرَارٍ مَّكِينٍ} [المؤمنون: ١٣] .
❖86-يقول بعضُ علماءِ العِظامِ:
"إنّ عظامَ الحوْضِ في المرأةِ هي
أقسى عِظامٍ في النّوعِ البشرِيِّ،
وهذا مِن أجلِ ردِّ الصَّدَماتِ"،
❖87-قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا
فِي الآفاق وفي أَنفُسِهِمْ حتى يَتَبَيَّنَ
لَهُمْ أَنَّهُ الحق أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ
على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[فصلت: ٥٣] ،
❖88أيْ إنّ هذا القرآنَ كلامُ اللهِ،
وهو المعجِزَةُ الخالدةُ، وكلّما تقدَّمَ
العلمُ كَشَفَ عن جانبٍ من إعجازِه
العلميِّ.
📚موسوعة الإعجاز العلمي في
القرآن والسنه للشيخ النابلسي
حفظه الله
🍃🌸ـــــــــஜ۩ يتبع ۩ஜـــــــــ🍃🌸
🌹جَزَى اللّهُ خَيراً من قَرَأهَا و نَشْرِها
|