عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2017, 06:11 PM   #18
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

ثم تدبروا معي قال: ﴿ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِين﴾[الأنعام:23] ولكن الشرك والإيمان ليس مجرد ادعاء ولا كلمات باللسان: ﴿انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُون﴾[الأنعام:24] الإنسان يكذب على نفسه، يكذب على نفسه حين يتصور أنه مؤمن بمجرد قول كلمة، أو أنه غير مشرك، وهو في واقع حياته قد أشرك، كيف الإنسان يشرك وهو يقول: أنه غير مشرك؟! يتوجه بالولاء لغير الله سبحانه وتعالى، يظن ويتأكد ويقتنع ويتصور ويتوهم أن هناك من البشر من يملك له الضر أو النفع، وأن هناك من يستطيع أن يقدم له رزقاً من دون الله إذا رضي عنه، وإن سخط سيمنع عنه الرزق، مع البشر، هذه الأعمال القلبية أو الحسية، أعمال تناقض صفاوة التوحيد ونقاوته، لا يستقيم معها التوحيد، التوحيد الخالص الذي يخلص فيه القلب من النظر لأي أحدٍ إلا الله عز وجل نفعاً وضراً واستعانة وعطاءً واستغاثة وتوكلاً ورزقاً، هذه أعمال قلبية لا بد للإنسان أن يخلّصها من شوائب الشرك، والنظر إلى الخلق، الخلق لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، وربي عز وجل هو الذي يعطي ويمنع ويأخذ وما البشر إلا مجرد أسباب، والأسباب لا تعمل بذاتها، وإنما تعمل بأمر الله عز وجل، ولذلك قال: ﴿كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُون﴾[الأنعام:24] وأصعب شيء أن يكذب الإنسان على نفسه، أن يوهمها بشيء.

وتدبروا معي في بقية الآيات: ﴿وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ﴾ الآن بدأت السورة تفصل في الأمراض التي تحول بين الإنسان وبين نقاء التوحيد والوصول إليه. يستمع إليك فعلاً، إذاً ما الذي حدث؟ ﴿وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِين﴾[الأنعام:25]. لماذا؟ الكفر حاجز، حتى حين يستمع الإنسان إليك، يستمعون إليك في واقع الأمر هناك على القلوب أكنّة وأغطية تمنعه من الفهم تمنعه من الفقه المعرفة الدقيقة التي توصلهم إلى الإيمان، وفي الآذان التي فعلاً هم يستمعون الكلمات، ولكن هناك وقر، هذا الوقر الحاجز لا يجعل الأذن – وهي حاسة تلتقط الأصوات والكلمات تحولها إلى مفهومات – لا تحول إلى العقل، ليس هناك مفهومات.
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس