عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2017, 10:20 PM   #2
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 539

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

واهتمام، لهذا فإن شخصيّة الأم تؤثر تأثيراً بالغاً في نفسية الطفل وسلوكه حاضراً ومستقبلاً.
كما ان علاقة الوالدين مع بعضهما، وكيفيّة تعامل أفراد الأسرة، من إخوة واخوات وأقارب فيما بينهم، توحي إلى الطفل بنوعيّة السلوك الذي يسلكه في الحاضر والمستقبل. فهو حينما يرى أن هذه العلاقة قائمة على الودّ والعطف والتقدير والاحترام والتعاون، فإنه يألف هذا السلوك ويتأثر به، فتكون علاقته بوالديه وإخوته وبقيّة أفراد أسرته والآخرين قائمة على هذا المنحى، وينعكس ذلك في تعامله مع المجتمع مستقبلا. أمّا إذا كان الطفل يعيش في وسط أسرة متفكّكة منهارة، تقوم علاقاتها على الشجار والخلاف وعدم الاحترام والتعاون، فإنّه يبني علاقته مع الآخرين على هذا الأساس.
وفي الوقت الحاضر لا تخلو مجتمعاتنا الاسلامية من النماذج المعقدة والمنحرفة والحقودة على الإنسانيّة، وهذا ما نلاحظه عند المسؤولين في الدولة، فنجد من يريد الانتقام من المجتمع بقراراته واسلوب عمله، وهذا بالتأكيد له تبعات خطيرة على الواقع الاجتماعي والسياسي في آن معاً، وهذا ما نجده في الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد العربية، فلو كانت التربية صحيحة، لما شهدنا المختلسين واللصوص والمجرمين يتسنّمون مناصب عليا في بلادنا الاسلامية.
🌸ب ـ المجتمع، هو المحيط الثاني الذي يتلّقى الطفل ويحتضنه بعد أبويه وأسرته ويغرس فيه ماهيّته، وينقل إليه عاداته ومفاهيمه وسلوكه. وفي المجتمع يجتمع كل ما يحمله وينتجه الأفراد المعاصرون من أفكار وعادات وتقاليد وأخلاق. كما أنّه يعد الوارث الطبيعيّ للأسلاف والأجيال الماضية، وهو الذي ينقل إلى الجيل الحاضر ما كان عليه آباؤه وأجداده من حالات وأوضاع. لذا فإن للبيئة الاجتماعيّة دوراً كبيراً في قولبة شخصيّة الطفل وسلوكه.
والفرد المسلم في المجتمع الإسلاميّ يبحث دائماً عن البيئة الصالحة والمناسبة لنموّه ونشأته واستقامة شخصيّته، ليوفر بذلك لنفسه وعائلته الأجواء والظروف اللازمة لنموّ شخصيته الإسلاميّة اجتماعيّاً نموّاً صالحاً سليماً.
فالصديق الذي يرافقه الطفل ويلعب معه يؤثر فيه، وينقل إليه الكثير من أنماط السلوك، كذلك الحال بالنسبة لمعاملة الضيوف والأقارب وغيرهم، وذلك من خلال الاختلاط بهم والذهاب إلى المراكز العامة كالاسواق والملاعب والنوادي والمتنزّهات وسائر الأماكن العامّة. كما ان للمظاهر العامّة كالأعياد والمناسبات المختلفة تأثيرها في سلوك الطفل. فكلّ ذلك يزرع في نفسه مفهوماً خاصّاً، ويوجّهه توجيهاً معيّناً، بل حتى القصص والحكايات الشعبية والأمثال والنكت هي أيضاً تترك آثارها على شخصّية الطفل وسلوكه وأخلاقه. والتربية الإسلاميّة تعتمد على المحيط الاجتماعي في التوجيه والإعداد، وتهتمّ بإصلاح الطفل وتوجيهه توجيهاً صحيحاً سليماً.
والجديد بالذكر أنّ الانسجام التامّ وعدم التناقض بين حياة البيت والمدرسة والمجتمع يعد أمراً مهمّا جدّاً في العمليّة التربويّة، لأن له أثره المهمّ والفعّال في سلامة الطفل من التجاذب والتمزق وانفصام الشخصيّة. والمجتمع الإسلاميّ الذي يؤمن بالإسلام فكراً وعملاً وسلوكاً، ينسجم تماماً مع الأسرة والمدرسة، ويلقى الطفل فيه الحياة المتّزنة المستقرّة المنسجمة الهادئة المريحة.
كما أنّ الطفل أينما يولّ وجهه في البيت أو المدرسة أو المجتمع، فإنّه يجد الأمّ والأصدقاء والمؤسّسة والمظهر الاجتماعيّ العامّ، ووسيلة الإعلام وحياة الناس العامّة وسياسة الدولة، كلّها تسير على قاعدة فكريّة وسلوكيّة واحدة، ساعية إلى الخير والإصلاح والعزة والكرامة، وتعمل بانسجام تام وتتعاون بشكل دقيق ومتقن ومنسّق، على أسس من نظام حياة واحدة متكاملة من أجل بناء الفرد الصالح والنافع للمجتمع.
🌸ج ـ المدرسة: والمدرسة هي الحاضنة الأخرى للطفل، ولها التأثير الكبير والمباشر في تكوين شخصيّته، وصياغة فكره وبلورة معالم سلوكه، وفي المدرسة تشترك عناصر أربعة أساس في التأثير على شخصيّة الطفل وسلوكه وهي : المعلم و المنهج الدراسي والمحيط الطلاّبي والنظام المدرسي ومظهره العام. ولكل واحدة من هذه العناصر تفرعاتها في التأثير على سلوك الطفل وشخصيته المستقبلية، إذ ان المدرسة تُعد الحاضنة الفكرية والثقافية الاساس للطفل، فهي تتكفل ببناء الجانب الذهني له، فيأمل الجميع بان يتخرج الطفل من المدرسة عالماً في الطب او الهندسة او الكيمياء او القانون وغيرها، وهذا لن يتحقق اذا اختل أحد هذه العناصر القريبة من بعضها الآخر. فربما تكون الزمالة حسنة واصدقاء المدرسة طيبين وصالحين، لكن المنهج الدراسي غير ذلك، او كان المنهج جيد، لكن الاصدقاء سيئون وهكذا...
🌸3 ـ الاجواء السياسية
بعد أن تطوّرت بنية الدولة ومهماتها، وتعقّدت الحياة البشريّة بمختلف مجالاتها، صارت علاقة الإنسان بالدولة علاقة حيويّة، فما من مرفق من مرافق الحياة إلاّ وللدولة أثر أو علاقة أو مشاركة فيه، مباشرة أو غير مباشرة.
ويظهر أثر الدولة بشكل أكثر وضوحاً في التربية والتعليم والثقافة العامّة فالدولة اليوم لها دور كبير في العملية التربوية ورسم الهوية الثقافية للمجتمع، ولو بنسبة معينة، وذلك من خلال المناهج الدراسيّة، ورسم السياسة التربويّة العامّة، وتوجيه الثقافة عن طريق الإذاعة والتلفزيون ووسائل النشر وأساليب الدعاية التي تؤثر بواسطتها في إعداد الإنسان فكريّاً ونفسيّاً وسلوكيّاً. كل ذلك يجعل الطفل متوازن الشخصية عرضةً للتأثير من جهات كبيرة، فاذا كان التوجيه ايجابياً واخلاقياً، فان الطفل سينمو خلوقاً.
🍃🍃🌸🍃🍃
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* قوت القلوب

ام هُمام غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة ام هُمام ; 01-27-2017 الساعة 10:22 PM.

رد مع اقتباس