- فأسَّسوا لذلك علوم النقد، من فنون الجدل، وآداب البحث والمناظرة، والردود، وعلم الجرح والتعديل، ونقد الرجال، ووضَعوا لكل فن أصولاً؛
فللعقائد أصول الدين،
وللفقه أصول الفقه،
وللحديث علم المصطلح،
وللتفسير أصول التفسير،
وهَلُمَّ جرًّا باقي الفنون؛
من تاريخ، ولغة، وسياسة.
- أ- أصول النقد:
نعرض جملة من أصول النقد لدى أهل العلم، مع اختصارها في ما يخص العقائد، ومنها:
- 1- أهلية الناقد:من حسن إسلام المرء ترْكه ما لا يَعنيه، ومما لا يَعنيه ما لا يَعِيه، ومن فِطنة العاقل معرفة قدره، ووزن قدْر مَن ينتقد؛ إذ النقد وسيلة لغاية مقدرة بمقصد، وترجيح وقته ومشروعيته في المُعيَّن والزمان، مرتبط بمقتضى المصلحة الشرعية، وهي راجحة بين توارد الخير، وتدافع المفسدة، فكان ذا الباب عويصًا على المبتدي الشادي، مشكلاً على الطالب الحادي، يتريَّث فيه أولو العزم من أصحاب العوالي.
غير أن حماسة الأعصاب، وجرأة الإقدام، تدفع مَن لا باع له لتصدُّر المقام، وأوْلَى له ثم أولى ترْك الفرس لفارسها، والسهم لباريها، والتولي عن الزحف على مَن لا قِبَل له بهم.
🖋 يَتبَع بِإذنِ اللَّـه ..
|