الموضوع: فضائل الشهادة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-25-2016, 05:05 PM   #3
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة


الصورة الرمزية ام هُمام
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 542

ام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond reputeام هُمام has a reputation beyond repute

افتراضي

      

بابٌ اجتنابُ الراياتِ العُمِّيّةِ وخطرُ القتلِ غضباً للعصبة في غير الحق
الحديث الثالث : عَنْ أبِي هُريرةَ رضيَ الله عَنْهُ إنَّ النبيَّ صلىَ اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : ((مَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ: يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ)) رواه مسلم، وأحمد، والنسائي، وغيرهم.
بيان معاني بعض الكلمات :
الراية : العلَم، وليس المراد هنا هو حقيقة العلَم المرفوع على رؤوس الجند، وإنما ما عقُدت له تلك الراية، وما اجتمع لأجله القوم وتناصروا للقتال، ولهذا وصفَ الراية بأنها عُِمِّية، والعَلََم لا يُنعتُ بذلك، قال السندي –رحمه الله- : ((وقوله: "تحت راية عمية" كناية عن جماعة مجتمعين على أمر مجهول لا يعرف أنه حق أو باطل))اهـ.
عُِمِّية : فِعِّيلة قال النووي –رحمه الله- : ((هي بضم العين وكسرها لغتان مشهورتان والميم مكسورة مشددة والياء مشددة أيضا، قالوا: هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه كذا قاله أحمد بن حنبل والجمهور، قال إسحاق بن راهوية هذا كتقاتل القوم للعصبية))اهـ.
العصبة : قال الزمخشري : ((العصبة : بنو العم وكل من ليست له فريضة مسماة في الميراث إنما يأخذ ما يبقى بعد أرباب الفرائض فهو عصبة))اهـ. والمقصود هنا هم أقارب الرجل وقومه الذين يغضب لهم ويغضبون له ويحتمي بهم وينصرهم في الحق والباطل، وجاء في بعض روايات الحديث : (ينصر عصبيةً...إلخ)، قال أبو الفرج ابن الجوزي –رحمه الله- : ((والعصبية نصرة القوم على هواهم وإن خالف الشرع))اهـ.
بعض فوائد الحديث :
الأولى : وجوب أن يكون قتال المرء على بصيرةٍ وعلمٍ لا على عمىً وهوىً.
الثانية : الفرق بين القتال المشروع الذي لا ينصر إلا الحق، وبين غيره مما تُنصَر به الأهواء.
الثالثة : أصل العبرة في الراية فيما عُقدتْ له لا مجرد الهيئات والأشكال والنقوش.
الرابعة : حرمة الإقدام على قتالٍ لا يراد به نصرةُ الحقِّ.
الخامسة : أن الولاء معقودٌ على أخوة الإيمان لا على العصبياتِ.
السادسة : قد يتلبس المؤمن ببعض أعمال الجاهلية ويموت عليها ولا يخرجه ذلك عن الإيمان.
السابعة : كون القتال في أصله مشروعاً لا يلزم أن يكون المقتول فيه شهيداً، إذ قد يكون دافعه مجرَّدَ الغضب للقوم والعصبية لهم لا نصرةَ الحق.
الثامنة : الحذر من التعصُّب المطلق لغير الحقِّ سواء كان قبيلةً أو شعباً أو أميراً أو عالماً أو جماعةً أو اسماً أو مذهباً أو رأياً أو وطناً أو غير ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : ((فَمَنْ تَعَصَّبَ لِأَهْلِ بَلْدَتِهِ أَوْ مَذْهَبِهِ أَوْ طَرِيقَتِهِ أَوْ قَرَابَتِهِ أَوْ لِأَصْدِقَائِهِ دُونَ غَيْرِهِمْ كَانَتْ فِيهِ شُعْبَةٌ مِنْ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى يَكُونَ الْمُؤْمِنُونَ كَمَا أَمَرَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِهِ وَكِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلّى اللهُ عَليهِ وسلَّمَ))اهـ.
التاسعة : عظيم خطر أمر النية في القتال.
العاشرة : ضرورة التجرد للحق والتنزه عن الأهواء والمضلات.
الحادية عشرة : التمسك بالأمور الواضحات البيِّنات، وتجنُّب الملتبسات والمتشابهات والاستبراء للدين والعرض.
التوقيع:
بسم الله الرحمن الرحيم
  1. وَالْعَصْرِ
  2. إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
  3. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ )

من مواضيعي في الملتقى

* فضل صلاة التراويح
* هل ينكر على من رآه يأكل ناسيا في رمضان
* أعلام من السلف
* إبن القيم رحمه الله
* أبوالدرداء - أيّ حكيم كان
* سلمان الفارسي -الباحث عن الحقيقة
* فتاوى ورسائل يوم الجمعة

ام هُمام متواجد حالياً   رد مع اقتباس