وردت إشارة يسيرة لها في سورة طه وهنا جاءت التفاصيل ومن عجائب هذه التفاصيل أن الله قال (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي) لا تتخوفي من أمر المستقبل ولا تحزني على أمر فائت، لا تقلقي فإنه في معية الله (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) سنرده إليك ونجعله رسولا (فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴿٨﴾) وليسوا مخطيئن لأن المخطئ من يفعل الذنب عن غير قصد. (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ) فارغا أي قد خلا من كل شيء إلا من ذكر موسى ما تفكر في شيء في هذه الدنيا كلها إلا في موسى: ماذا حصل له؟ اين هو؟ ماذا صنع الله به؟ قال الله عز وجلّ (إن كادت) من شدة تعلقها وتفكيرها به (لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ) قالت لأخته تتبعي أثره (فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ) أي عن بعد (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) هم لا يرون أنها تبحث عنه. ومن عجيب صنع الله أنه حرّم عليه المراضع جاؤوا له بالمراضع وهو يبكي يريد الحليب قالوا اعرضوه على الناس ذهبوا به إلى السوق من عنده مرضع فليأت بها جاء الناس يريدون القرب من فرعون وخدمته، عشرين من المراضع أغلق الله فمه عنهن جميعا (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ) فجاءت أخت موسى فقالت (فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) قالوا ما يدريك عن هذا؟ قالت إنهم يرغبون في خدمة الملك، فتخلصت منهم بحيلة فقالوا هات هذه المرضع فنادت أمها فجاءت فلما لقمته ثديها أخذ يرضع فقالوا انتقلي معنا إلى قصر فرعون فقالت عندي صبيان وزوج لا أستطيع أن أترك بيتي فلو أنكم جعلتم الصبي عندي لرعيته لكم وقمت بحقه وهذا من حق الملك علينا فقالوا يبقى عندك ويجري الأجر لك وأنت في بيتك. قبل ساعات كانت في أشد الخوف وما تدري ماذا سيكون مصير ابنها وفي هذه اللحظة أمان،
|