المناسبات | |
|
|
03-26-2018, 07:21 PM | #85 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بعد ما انتهى من هذا انتقل إلى حضّ المؤمنين على الجهاد في سبيل الله في الآية 28 وأنهم إذا استُنفروا للقتال كما استنفروا في غزوة تبوك فإن عليهم أن ينفروا وهذه أول آية في هذه السورة تتحدث عن غزوة تبوك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ) لاحظوا (اثاقلتم) حتى طريقة اختيار الكلمة جاءت مناسبة جدًا لتصوير الحال الذي كان عليها المسلمون عندما أُمروا بالجهاد. أمروا بالجهاد في غزوة تبوك لغزو عدو قوي وهم الروم وهذا تخافه النفس مثل لو قيل لنا الآن ستقاتلون الصين أو أميركا لن يكون حالنا كما لو قيل ستقاتلون دولة من الدول الصغيرة سيصيبنا شيء من الخوف والرهبة. ثانيًا المكان بعيد، من المدينة إلى بلاد الشام قريب من ألف كيلومتر. ثالثًا: فرض على المسلمين في شدة الحر وطيب الثمار، الثمار بدأ يرطّب والحياة تتيسر والناس تريد الأظلة والسكون والدعم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول انفروا فهنا بدأ بعض الناس تراوده نفسه في عدم الطاعة والله عز وجلّ يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿٣٨﴾ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٣٩﴾ إِلَّا تَنْصُرُوهُ) إن لم تنصروا محمدًا فقد نصره الله، الله سينصره وأنتم لا دور لكم بالنصر لكن الله ابتلاكم بطاعته. ثم يحثهم على النفير دائمًا فيقول (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٤١﴾ لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ) لو كان شيئا يسيرًا ما عارضوا، لا، هنا جاء البلاغ لما كان شيئًا بعيدا، وشيئا قويًا وعزيزًا على أنفسكم قال الله عز وجلّ (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) جاء أناس استأذنوا من النبي صلى الله عليه وسلم فأذن لهم فعاتبه الله جاء العتاب بطريقة في غاية العجب، قدّم العفو على العتب تقول لأي إنسان تعاتبه: يا فلان فعلت كذا وكذا لكن الله يسامحك، وهنا لكرامة النبي على ربه وخشية الرب أن ينفلق صدر محمد صلى الله عليه وسلم من شدة الوحشة للعتاب قال له (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) فقدّم العفو على العتب (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) استعجل النبي صلى الله عليه وسلم من رحمته وشفقته وعذره للناس فعذر من اعتذر منهم ولكن الله قال له: لو صبرت لأخبرتك من هو الصادق من الكاذب ممن اعتذر منك يا محمد ولم يرحل معك إلى الجهاد ولم يستجب لاستنفارك.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-27-2018, 05:49 PM | #86 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم بيّن أن الناس صنفان في قبول دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للنفير إلى غزوة تبوك: أما المؤمنون فهم لا يستأذنون (لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴿٤٤﴾) من الذي يستأذن؟ (إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴿٤٥﴾) هؤلاء هم الذين يأتونك ويقولون يا محمد إئذن لنا لدينا أشغال وبيوتنا عورة ونخاف على أولادنا وأنا معي عارض بسيط ويبدأ يعتذر لأجل أن يتملص هؤلاء هم الذين يستأذنونك ويتخلفون عن الجهاد. ولما ذكر استئذانهم بدأ بفضيحتهم الفضيحة الكبرى، أكبر فضيحة في التاريخ للمنافقين جاءت من بداية هذه الآية (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ﴿٤٦﴾ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا) الله خّذلهم حتى لا يخرجوا فيكم فيثبطوكم (وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) كانوا يحتالون عليك ويمكرون بك (حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ) ثم قال (ومنهم) وبدأ يعدد: ومنهم، ومنهم، ومنهم.. قرابة ثمانية أوجه في هذه السورة كلها فضائح في هؤلاء المنافقين بما لم يجتمع مثله في القرآن كله (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي) كما روي عن أحدهم قال يا محمد إني أخشى أن أذهب معك لبلاد الروم فأفتتن ببناتهم، بنات بني الأصفر فاعذرني أنا أريد السلامة لديني. قال الله عز وجلّ (أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ). ثم قال الله عز وجلّ (قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٣﴾ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴿٥٤﴾ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿٥٥﴾) يقول فاضحًا إياهم (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ﴿٥٦﴾).
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-28-2018, 06:36 PM | #87 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم يبين أن منهم من يلمز النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الصددقات وقسمتها (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ﴿٥٨﴾) ثم يذكر صنفًا آخر (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ) يعني يسمع لكل من يكلمه ولا يسمع منا نحن أصحاب الرأي والجاه والمنزلة. ثم قال الله عز وجلّ (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٦٢﴾ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴿٦٣﴾) ثم يكشف عن خفايا نفوسهم (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ﴿٦٤﴾). ثم تسترسل الآيات إلى أن يأتي إلى قول الله عز وجلّ في الآية 73 (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ) بالسيف سواء منهم مشركي العرب أو أهل الكتاب (وَالْمُنَافِقِينَ) هؤلاء الذين أصفهم لك يجب أن تجاهدهم، كيف يكون جهاد المنافقين؟ إن كانوا مستقلين عن أهل الإسلام في دولة أو جماعة أو طائفة وجب قتالهم كسائر الكفار وأما إن كانوا داخل الصف الإسلامي فقتالهم يكون بفضحهم وكشف مخططاتهم وذكر خبايا نفوسهم وتلاوة الآيات التي تفضحهم وكشف ما ينوونه ويعزمون عليه وبيان صفاتهم المذكورة في القرآن فهذا أعظم جهاد في حقهم ومنه الرد على الليبراليين والعلمانيين فهذا من أعظم الجهاد لأنه لا ينبري له إلا العلماء والعالمين بحالهم. (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٧٥﴾) إلى آخر ما ذكر من صفاتهم.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-29-2018, 05:56 PM | #88 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بعد ذلك في الآية 90 بيّن الله من هو الذي يُعذر بترك الجهاد فقال سبحانه وتعالى (وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٩٠﴾ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٩١﴾ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴿٩٢﴾) فهؤلاء معذورون يا محمد. ثم يبين الله من هم الذين لا يُعذرون قال (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٩٣﴾ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ) مع الخوالف أي مع النساء، إذا رجعتم من الجهاد اعتذروا تمنينا نكون معكم لكنكم تعلمون ما لدينا من العذر! (قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) ويقول كاشفًا عما في نفوسهم (سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٩٥﴾ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٩٦﴾) ثم يبين أن أشد المنافقين نفاقًا هم الأعراب فيقول (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ) ولما ذكر منهم هؤلاء قد يُظنّ أن الأعراب كلهم على هذه الشاكلة، قال الله: لا، قال (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٩٩﴾) وأيضًا ممن يدخلهم الله في رحمته (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ) هؤلاء ممن سيدخلهم الله في رحمته (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) نسأل الله أن نكون منهم،
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-30-2018, 05:06 PM | #89 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
السابقون الأولون قد فاتوا لكن نحن لنا حظ إن اتبعناهم بإحسان (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). ثم يبين أن حول المدينة وحولكم أيها المؤمنون منافقون فقال (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾ وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) جاؤوا إليك يا محمد وقالوا نحن تخلفنا عن الجهاد وما كان لنا من عذر ونحن اليوم جئنا نعتذر ونعترف نسألك يا محمد أن تدعو الله أن يتوب علينا قال الله عز وجلّ في حقهم (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١٠٢﴾) وعسى من الله واجبة ولذلك قال الله في آخر الصفحة (وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿١٠٦﴾) وهم هؤلاء الذين اعتذروا وهم من أهل الإيمان. وذكر صنفًا من أهل النفاق عندهم مؤامرة خبيثة جدًا، يبنون مسجدًا ما يريدون به أن يكون معبدًا يُعبد به الله وإنما يريدون أن يكون مكانًا للمؤآمرات ضد المؤمنين فالله عز وجلّ حذّر النبي من أن يذهب إلى مسجدهم أو أن يصلي فيه أو يشهد ذلك المسجد (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٠٧﴾ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا) ولا تذهب إليه ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم من يذهب إلى مسجد ضرار فيحرّقه فحرق هذا المسجد لتذهب بذبك منشآت النفاق، المنشآت التي يضعها المنافقون لأنفسهم ليتآمروا على المسلمين داخل الصف المسلم في الدولة المسلمة.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
03-31-2018, 06:34 PM | #90 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم ذكر الله بعد ذلك عاقبة المجاهدين أن الله عز وجلّ يرغبهم بالجهاد ليحصولوا على الجنة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) أعظم صفقة وقعت في العالم المشتري هو الله والبائع هو المؤمن والسلعة نفس المؤمن والجزاء الجنة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ) من لم يحصل على هذه الشهادة، ما حاله؟ يُحرم؟ قال الله عز وجلّ هناك ضنف من المؤمنين لم يحصلوا على الشهادة ولكن حصلوا على شيء آخر (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١١٢﴾)
بعدما انتهى من هذا عاد مرة أخرى ليذكّر بأمر الولاء والبراء الذي ظهر كثيرا في هاتين السورتين الكريمتين سورة الأنفال وسورة براءة ويذكّر بأن الجهاد صورة من صور البرآءة من هؤلاء المشركين وأننا لا نتلاقى معهم في شيء لأننا نوحد الله وهم مشركون بالله ولذلك قال الله (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١١٣﴾) |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تابع حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 10 | 01-07-2019 06:58 AM |
حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 27 | 01-05-2019 01:07 PM |
مقاصد سورة البقرة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 2 | 12-23-2012 09:57 PM |
مقاصد سورة التوبة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-18-2012 08:39 PM |
مقاصد سورة الفاتحة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-11-2012 09:55 PM |
|