استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى عقيدة أهل السنة و الجماعة > قسم الفرق والنحل
قسم الفرق والنحل القضايا الفكرية والعقائدية في الاسلام والرد على الشبهات.
 

   
الملاحظات
 

موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-16-2013, 10:52 AM   #31

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

Abdulmohsin غير متواجد حاليا

افتراضي

      

أخي الفاضل المجاهد:السلام عليكم
أولا : أشكرك على كلماتك الجميلة التي تنم عن سعة صدرك وحسن أخلاقك
ثانيا : كل مداخلاتي ومداخلاتك ومداخلات الأخ أبو عبدالرحمن والآخرين إتًّسمت بالأخوة ولم تخرج عن إطار الحوار الملتزم بالأخلاق الأسلامية وهي التي جعلتني أن أعتبر أن هذا الملتقى هو لي ومن خلاله ألتقي بالخيّرين ( ربًّ أخ لم تلده أمك )
ثالثا : أنك أشرت في كلماتك أن البعض كانوا من الغلاة في التشيع وأن التشيع قديما يختلف عنه في الوقت الحاضر .. فإسمح لي أخي الفاضل أن أوضح بل وأصحح
هذا الألتباس الذي يقع فيه الكثير من المسلمين في عصرنا الحالي , لذا سوف لن أختار إلاّ من أقوال علماء الشيعة المعاصرين , وقد أخترت كتابا مبسّطا لكنًّه
يفي بالغرض وهو بعنوان ( هوية التشيع ) للدكتور المرحوم الشيخ أحمد الوائلي - المتوفى قبل بضعة سنين :
- هوية التشيع - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي ص 11
تمهيد
التشيع لغة : هو المشايعة أي المتابعة والمناصرة والموالاة ( 1 ) .
فالشيعة بالمعنى اللغوي هم الأتباع والأنصار وقد غلب هذا الإسم على أتباع علي عليه السلام حتى اختص بهم وأصبح إذا أطلق ينصرف إليهم .
وبهذا المعنى اللغوي استعمل القرآن الكريم لفظة الشيعة كما في قوله تعالى : * ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ) * 83 الصافات وكقوله تعالى : * ( هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ ) * 15 القصص .
التشيع إصطلاحا : هو : الإعتقاد بآراء وأفكار معينة وقد اختلف الباحثون في هذه الأفكار والآراء كثرة وقلة وسيمر علينا ذلك مفصلا فالتشيع بالمعنى الثاني أعم منه بالمعنى الأول : وبينهما من النسب عموم وخصوص مطلقا والعموم في جانب التشيع بالمعنى الثاني لشموله لكل منهما .
وانطلاقا من كون التشيع اعتقادا بآراء معينة ذهب العلماء والباحثون تبعا لذلك إلى تعريفه على اختلاف بينهم في سعة مدى هذه التعاريف وضيقه وإليك نماذج من تعريفاتهم :

( 1 ) صحاح الجوهري ج3 ص 156 ، وتاج العروس ولسان العرب مادة شيع . ( * )
- ص 12 -
1 - الشهيد الثاني في كتابه شرح اللمعة قال : " والشيعة من شايع عليا - أي اتبعه وقدمه على غيره في الإمامة وإن لم يوافق على إمامة باقي الأئمة ، فيدخل فيهم الإمامية والجارودية من الزيدية والإسماعيلية غير الملاحدة منهم والواقفية والفطحية " ( 1 ) .
2 - الشيخ المفيد في كتاب الموسوعة كما نقله عنه المؤلف قال : " الشيعة هم من شايع عليا وقدمه على أصحاب رسول الله صلوات الله عليه وآله واعتقد أنه الإمام بوصية من رسول الله أو بإرادة من الله تعالى نصا كما يرى الإمامية أو وصفا كما يرى الجارودية " . وقد نقل هذا المضمون نفسه كامل مصطفى الشيبي في كتابه الصلة ( 2 ) .
3 - الشهرستاني في الملل والنحل قال : " الشيعة هم الذين شايعوا عليا وقالوا بإمامته وخلافته نصا ووصاية أما جليا وأما خفيا واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقية من عنده " ( 3 ) .
4 - النوبختي في كتابه الفرق قال : " الشيعة هم فرقة علي بن أبي طالب المسمون بشيعة علي في زمن النبي ومن وافق مودته مودة علي " ( 4 ) .
5 - محمد فريد وجدي في كتابه دائرة معارف القرن العشرين قال : " والشيعة هم الذين شايعوا عليا في إمامته واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج عن أولاده ويقولون بعصمة الأئمة من الكبائر والصغائر والقول بالتولي والتبري
( 1 ) شرح اللمعة ج2 ص 228 .
( 2 ) موسوعة العتبات المقدسة المدخل ص 91 .
( 3 ) الملل والنحل ص 107 .
( 4 ) فرق الشيعة . ( * )
- ص 13 -
قولا وفعلا إلا في حال التقية إذا خافوا بطش ظالم " ( 1 ) .
هذه النماذج من التعريفات إنما قدمتها لنعرف ما هي مقومات التشيع في نظر الباحثين ، وقد تبين من بعضها : الإقتصار على وصف الشيعة بأنهم يقدمون عليا على غيره لوجود نصوص في ذلك أو وجود صفات اختص بها ولم تتوفر لغيره والواضح من ذلك أن جوهر التشيع هو الالتزام بإمامة علي وولده وتقديمه على غيره لوجود نصوص عندهم في ذلك وينتج من ذلك الالتزام بأمرين :
الأول : بما أن الإمامة وليدة النصوص فهي امتداد للنبوة يترتب عليها ما يترتب على النبوة من لوازم عدى الوحي فإن نزوله مختص بالأنبياء .
والثاني : أن الإمامة لا تتم بالانتخاب والاختيار وإنما بالتعيين من الله تعالى فهو الذي ينص على الإمام عن طريق النبي ، وإنما يختاره لتوفر مؤهلات عنده لا توجد عند غيره .
أما الزيادة على ما ذكرناه والتي وردت في التعريفات التي نقلناها والتي قد توجد في كتب الشيعة الأخرى فهي مستفادة من أخبار وهي أعم من كونها من أصول المذهب أو من أصول الإسلام كما سنرى ذلك فيما يأتي أن الغرض من هذه الإشارة هو إلقاء الضوء على نقطة يؤكد عليها الباحثون عند استعراضهم لذكر الشيعة وعقائدهم : ألا وهي التأكيد على إدخال آراء أريد لها أن تكون خيوطا تصل بين التشيع واليهودية ، أو النصرانية ، أو الزندقة ، ومحاولة إيصال التشيع لعرقيات معينة ، وهي محاولة لا تخفى على أعين النقاد بأنها غير موضوعية ، إن هذه المحاولة تريد تصوير التشيع بأنه تطور لا كما تتطور العقائد والمذاهب الأخرى ، وفي التوسع وقبول الإضافات السليمة نتيجة تبرعم بعض الآراء وإنما هو تطور غير سليم وغير نظيف أفسد مضمون التشيع .
( 1 ) دائرة المعارف ج 5 ص 424 . ( * )
- ص 14 -
وسأستعرض بعض هذه الأقوال لتكون مجرد مؤشر على هذا الإتجاه وسأعقب عليها بما أراه :
تطور التشيع
1 - رسم الدكتور عبد العزيز الدوري هذا التطور عن طريق تقسيمه للتشيع إلى روحي بدأ أيام النبي عليه الصلاة والسلام وسياسي حدث بعد مقتل الإمام علي ، وقد استدل لذلك بأن التشيع بمعناه البسيط دون باقي خواصه الاصطلاحية قد استعمل في صحيفة التحكيم التي نصت على شيعة لعلي وشيعة لمعاوية مما يعطي معنى المشايعة والمناصرة فقط دون باقي الصفات والأبعاد السياسية التي حدثت بعد ذلك ( 1 ) .
2 - محمد فريد وجدي في دائرة المعارف قال : " الشيعة هم الذين شايعوا عليا في إمامته واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج عن أولاده ويقولون بعصمة الأئمة من الصغائر والكبائر والقول بالتولي والتبري قولا وفعلا إلا في حال التقية إذا خافوا بطش ظالم وهم خمس فرق : " كيسانية وزيدية وإمامية وغلاة وإسماعيلية " وبعضهم يميل في الأصول إلى الاعتزال وبعضهم إلى السنة وبعضهم إلى التشبيه " ( 2 ) .
إن هذه المقتطفة من فريد وجدي سبق أن ذكرت قسما منها في التعريف بالتشيع ، وذكرت هنا المقتطفة بكاملها ليتضح منها أن مضمونها يغطي التشيع منذ أيامه الأولى حتى الآن لأن من الواضح أن هذه المضامين لم تولد دفعة واحدة وإنما دخلت لمضمون التشيع تدريجا ، وقد خلط فريد وجدي فيها بين السمات والمقومات وجعل من ليس من الشيعة منهم ونسب لهم ما هم منه براء ولا أريد أن أتعجل الرد عليه فستمر علينا أمثال هذه النسب والرد عليها في مكانها من الكتاب .
( 1 ) مقدمة في تاريخ صدر الإسلام ص 72 .
( 2 ) دائرة معارف فريد وجدي ج 5 ص 424 . ( * )
- ص 15 -
3 - الدكتور كامل مصطفى في كتابه الصلة قال : " ويتضح بعد ذلك أن التشيع قد عاصر بدء الإسلام باعتباره جوهرا له ، وأنه ظهر كحركة سياسية بعد أن نازع معاوية عليا على الإمارة وتدبير شؤون المسلمين ويتبين بعد ذلك أن تبلور الحركة السياسية تحت اسم الشيعة كان بعد قتل الحسين عليه السلام مباشرة وإن كانت الحركة سبقت الاصطلاح وبذلك يمكننا أن نلخص هذا الفصل في كلمة بيانها أن التشيع كان تكتلا إسلاميا ظهرت نزعته أيام النبي وتبلور اتجاهه السياسي بعد قتل عثمان واستقل الاصطلاح الدال عليه بعد قتل الحسين ( 1 ) .
وواضح من هذا النص أن التشيع مر بأدوار تطور فيها كما يقول كامل :
4 - الدكتور أحمد أمين قال : " إن التشيع بدأ بمعنى ساذج وهو أن عليا أولى من غيره من وجهتين : كفايته الشخصية وقرابته للنبي ، ولكن هذا التشيع أخذ صيغة جديدة بدخول العناصر الأخرى في الإسلام من يهودية ونصرانية ومجوسية ، وحيث أن أكبر عنصر دخل في الإسلام الفرس فلهم أكبر الأثر بالتشيع " ( 2 ) ، وواضح هنا مما ذكره أحمد أمين أن التشيع تطور لا بشئ من داخله وإنما بإضافات واسباغ من عناصر أخرى دخلت الإسلام واختارت التشيع فنقلت ما عندها من أفكار وعقائد إليه حتى أصبحت جزءا منه وإن الفرس بالذات تركوا بصماتهم على المذهب أكثر من غيرهم كما يريد أحمد أمين أن يصوره ، وهو زعم أخذه أحمد أمين من غيره وغيره أخذه من غيره وهكذا حتى أوشك أن يصبح من الأمور المتسالم عليها عند الباحثين وقريبا سأوقفك على زيف هذه الدعوى والهدف من الإصرار على ربط التشيع بالفارسية شكلا ومضمونا .
5 - الدكتور أحمد محمود صبحي قال :
( 1 ) الصلة بين التصوف والتشيع ص 23 .
( 2 ) فجر الإسلام ص 276 . ( * )
- ص 16 -
" - بعد ذكر الرواد من الشيعة - والتشيع بالنسبة للشيعة المتأخرين مثل الزهد في عصر الرسول والخلفاء الراشدين والفرق بينه وبين التصوف الذي شابته عناصر غنوصية وتأثر بتيارات فكرية متباينة كما عرف لدى محيي الدين ابن عربي والسهروردي مثلا " ( 1 ) .
وبعد أن استعرضنا هذه الأمثلة من أقوال الكتاب التي فرقوا بها بين التشيع في الصدر الأول وما تلا ذلك من عصور أود أن أعقب على ذلك بما يلي :
1 - أن كمية الأفكار والمعتقدات في المضمون الشيعي تتسع في الأزمنة المتأخرة عما كانت عليه في الصدر الأول دون شك في ذلك ولكن هذه الزيادة ليست أكثر من المضمون الأصلي للتشيع وإنما هي تفصيل وبيان لمجمله ، إنها ليست بإضافة أجزاء وإنما هي ظهور جزئيات انطبق عليها المفهوم الكلي للتشيع وقد ظهرت هذه الجزئيات بفعل تطور الزمن ، وكمثال لذلك : موضوع النصوص التي وردت على لسان النبي عليه الصلاة والسلام هل هي مجرد إشارة لفضل الإمام علي أم أنها على شكل يلزم المسلمين بالقول بإمامته وعلى نحو الوصية له بالخلافة وتبعا لذلك هل أن هذه الإمامة تقف عند حد المؤهلات أم أن الإمام يجب أن يكون النموذج المثالي فيكون أشجع الناس وأعلم الناس وأعدل الناس وهكذا تبرعم موضوع العصمة وغيره ، وكل هذه الأمور داخلة في صلب موضوع الإمامة وليست هي بأمور زائدة على الموضوع بل اشتقاقات أولدها التطور الفكري وزيادة أعداد وأنواع معتنقي المذهب .
2 - إن مثل هذا التطور كمثل كل تطور حدث ، ومن ذلك تطور الإسلام بصفته مقسما للمذاهب ، فالمسلمون منذ وجدوا كان من عقيدتهم الاعتراف بالله عز وجل ووجوده وحدانيته واتصافه بصفات الكمال وتنزهه عن صفات النقص وكل ذلك على نحو الإجمال ، وعندما اتسعت مجالات التفكير وانفتح العالم الإسلامي على أمم وثقافات متنوعة ، تبرعمت أسئلة وجدت أفكار فرجع
( 1 ) نظرية الإمامة ص 35 . ( * )
- ص 17 -
المسلمون إلى ما آمنوا به إجمالا يبينون مجمله ويفصلون مختصره ، فنشأ من إيمانهم بأن الله خالق كل شئ : النزاع بإعطاء السبب الطبيعي صفة الخلق وذلك يؤدي إلى تعدد الخالق كما تصوروا ، أم أن ذلك لا يقدح بانفراد الله تعالى بصفة الخالق : إذ أن لله تعالى جهة تأثير ليست من مقدورات المخلوقين وكل ما للمخلوقين إنما هو من جهة أخرى ولا يقدح ذلك في كون الله تعالى أحسن الخالقين ، وتبرعمت عن هذه المسألة مسألة خلق أفعال العباد وربط ذلك كله بالجبر والاختيار وهكذا .
ومثال آخر هو إيمان المسلمين منذ وجدوا بحجية ظواهر القرآن الكريم فنشأ من ذلك النزاع حول حجية ظواهر بعض الآيات لأن لازم ذلك نسبة من لا يصح إلى الله تعالى وذلك مثل قوله تعالى : " وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) * 22 / سورة القيامة ، حيث ذهب أهل السنة إلى جواز رؤية الله تعالى يوم القيامة استنادا إلى ظاهر الآية ، بينما ذهب الإمامية إلى استحالة رؤيته تعالى لاستلزام الرؤية الجسمية وبالتالي التركيب فالحاجة فالحدوث وانتهاء كل ذلك إلى نفي الألوهية وقد أولوا النظر هنا بأنه انتظار الرحمة كما يقول شخص لآخر ينتظر منه الرحمة أنا أنظر إليك وإلى عطفك وذلك شائع في لغة العرب وحضارتهم والقرآن نزل بلغة العرب وسلك منهجهم في المحاورات ، هذا بالإضافة إلى أن الله تعالى نسب هنا النظر إلى الوجوه وهي ليست من أعضاء النظر من قبيل قوله تعالى : * ( مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ) * 49 / يس .
ومثال آخر أذكره للتدليل على اتساع المضمون الإسلامي عما كان عليه في الصدر الأول فقد آمن المسلمون منذ وجدوا بأن الله تعالى لا يفعل العبث وجاءت ظواهر الآيات تؤيد ذلك فقد جاء في قوله تعالى : * ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ ) * 2 / سورة الملك ، وجاء بقوله : * ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ) * 38 / الدخان ، فتنازع المسلمون بعد ذلك في أن أفعال الله تعالى هل هي معللة ولازم ذلك نسبة النقص إلى الله لأن كل فاعل للعلة إنما يحتاج لتلك العلة ، أم أن أفعاله تعالى غير معللة ولازم ذلك أن فعله
- ص 18 -
عبث تعالى الله عن ذلك ، فذهب أهل السنة إلى أن أفعاله غير معللة ، وذهب الإمامية إلى أنها معللة بدون حاجة منه تعالى للعلة وإنما يعود نفع العلة للعباد أنفسهم وبذلك يجمع بين الأمرين من كونه تعالى لا يفعل العبث ومن كونه غنيا عن الحاجة .
ومع جميع ما ذكرناه لا يقال إن المسلمين تطورت عقائدهم وزاد مضمون الإسلام عما كان عليه في الصدر الأول وإنما الذي حدث أن المسلمين توسعوا في شرح الأمور المجملة عندما اضطروا لذلك نتيجة تفاعلهم مع ثقافات مختلفة وأفكار متنوعة فالمسلم في صدر الإسلام والمسلم في أيامنا مصدر تشريعه الكتاب والسنة ولكنه فيما مضى أخذهما مجملين والآن احتاج إلى التفصيل لوجود دواعي وجدت ولم تكن موجودة في الصدر الأول فإذا كان التطور المنسوب إلى التشيع على هذا النحو الذي حدث في الإسلام نفسه فهو واقع بهذا المعنى لا نزاع في ذلك ، أما إذا كان استحداث آراء جديدة وبعيدة عن روح الإسلام فلا لأن كل ما يأباه الإسلام يأباه التشيع بالضرورة إن التطور الذي حدث في الإسلام على الشكل الذي ذكرناه لم يشكل قدحا في عقائد فرق المسلمين ، وإذا كان ما حدث في التشيع من تطور مثل ما حدث في الإسلام ككل فما له هنا يشكل قدحا في العقيدة ويثير شكوكا لا مبرر لها ؟
3 - ومع التنزل وافتراض دخول عضو إضافي على جسم التشيع كما يريد أن يثبته البعض اعتباطا وهو منفي فإن مثل هذا الفرض يأباه الفكر الشيعي إذا كان مما لا يلتقي مع كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله والخطوط الإسلامية العامة ، إن مثل هذا الفرض هو رأي يرد إلى نحر قائله فكل ما هو ليس من الإسلام فهو ليس من التشيع في شئ بداهة أن التشيع من عطاء فكر أهل البيت وهم عدل الكتاب وهم مثل سفينة نوح فعلى هذا يكون ما ينسب إلى التشيع من هذا القبيل إنما هو خلط بين التشيع والشيعة وكثير ممن ينعت بأنه من الشيعة يرفضه الهيكل الشيعي فيما له من حدود وهوما سنمر عليه ونذكر أدلته ، والشأن في ذلك شأن التفكير السني الذي ينفي عنه بعض المنتسبين إليه ممن ثبت انحرافهم عن خطوط الإسلام ولا يقدح وجود أمثالهم عند أهل السنة ، ولا ينتزع من وجود
- ص 19 -
أمثال هؤلاء حكم عام يعمم على أهل السنة .
وعلى أسوأ الفروض لو وجدت أفكار إضافية طارئة على جسم أي مذهب من المذاهب وزائدة على محتواه الأصلي كما هو الفرض ولكنها لا تشكل إنكار ضرورية من ضروريات الدين ولا ردة ولا انحرافا فإن أمثالها لا يبرر رمي من وجدت عنده بالمروق عن الدين والخروج عن الإسلام وربطهم باليهودية والنصرانية وأمثال ذلك من النسب التي لا يتفوه بها مسلم على أخيه وله ضمير وخلق مسلم يصدر في سلوكه عن تعاليم الإسلام .
فمتى كان القول بالوصاية مثلا وأن لكل نبي وصيا وأن الأوصياء يجب كونهم معصومين حتى يتحقق الغرض من نصبهم قادة للأمة والاعتقاد بأن المهدي حي وأمثال ذلك من العقائد موجبا للخروج من الدين ومدعاة لشن حملات شعواء كانت وما تزال يجترها الخلف عن السلف دون أن يتبين ما هي مصادرها ودون أن يحللها ويناقشها ، إن صرف هذه الطاقات في ميادين التهريج أقل ما يوصف به أنه عمل غير مسؤول بالإضافة إلى إمكان توجيه هذه الطاقات إلى ميادين إيجابية في الخلق والإبداع وفي جمع الشمل ولم الشعث وتنظيف الأجواء الإسلامية من الحقد والكراهية التي لا يفيد منها إلا أعداء الإسلام ، إن الذين يقفون وراء نعرات التشويش والفرقة قوم بعيدون عن روح الإسلام وجوهره وليسوا ببعيدين عن الشبهات خصوصا وأن أمثال هذه المواضيع يجب أن تبقى محصورة في نطاق العلماء فقط وأن لا تنزل إلى مستوى الأوساط من الناس فضلا عن العامة وذلك لأن للعلماء مناعة تبعدهم عن النظرة المرتجلة والنعرة الجاهلية كما هو المفروض إن المفاعلات الطائفية في تصوري أخطر على الإنسانية من المفاعلات النووية ، وحسب تاريخ المسلمين خلافات كانت وما تزال غصة في فم كل مؤمن بالله تعالى وبدينه وكل داع لرسالات السماء التي من أول أهدافها تأصيل الروح الإنسانية في كل أنماط السلوك عند البشر .

أخي الفاضل .. كما يوجد في الكتاب فصول قيّمة ومفيدة لم أذكرها خوفا من الأطالة بالأضافة الى أنه يمكنك الأطلاع عليها من خلال الأنترنيت بسهولة .. وشكرا لك مرة أخرى.
Abdulmohsin غير متواجد حالياً  
قديم 01-17-2013, 12:20 AM   #32
أبو جبريل نوفل

الصورة الرمزية almojahed
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 3

almojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond repute

افتراضي

      

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي عبد المحسن و جعلنا الله و إياكم من المهتدين المنيبين إلى الله تبارك و تعالى و أشكرك على هذا الجهد الذي بذلته في هذا النقل و أود أن أعبر لك عن عجبي من تبسيط المسائل و الذي جعلني أقول ذلك التالي :
لاشك أن كلمة تشيع معروفة معلومة لفظا و لا خلاف على ذلك و لكن إصطلاحا فالأمر يختلف و ليس بهذه البساطة فأنا أقولها لك بالفم الملآن كل من عادى عليا رضي الله عنه و عادى آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم نحن برءاء منه في الدنيا و الآخرة فمحبتهم و موالاتهم دين ندين لله به و لكننا أخي الكريم لا نغالي فيهم و لا نقول بعصمتهم و لا نقول بولايتهم الكونية و لا نقول بإمامتهم كما عند الشيعة الروافض الإثنى عشرية بل و نقول بشكل واضح لا لبس فيه ان التشيع دين آخر بني على كراهية الصحابة و لعنهم الذين نقلوا لنا هذا الدين مما حذا بهم إلى التشكيك في القرآن الكريم و الطعن في السنة النبوية المشرفة و الطعن في عرض النبي صلى الله عليه و سلم من خلال الطعن في زوجاته و اتهامه صلى الله عليه و سلم بالفشل في أداء رسالته و التقصير فيها و قد سمعنا هذا الكلام صراحة من بعض المعممين بل و اتهامه بأنه فشل في اختيار أصحابه الذين ارتدوا إلا ثلاثة او أكثر قليلا و قد ذكرت لك هذا سابقا و لكنك يبدو لم تنتبه له لذا أعيده عليك مرة أخرى.
ثانيا أخي أنت تعرف كما قال المراجع عند الشيعة أن كل من كفر بالإمامة فهو كافر خارج عن ملة الإسلام كذلك يقولون عمن قال بأن الأئمة الإثنا عشر من ولد الحسين رضي الله عنه و أرضاه ليس منصوصا عليهم و أن كل ما نسب إليهم هو من افتراء و كذب من الشيعة و أن أكثر من كذب عليه الإمام جعفر الصادق رحمه الله رحمة واسعة و هو عالم من علماء التابعين عندنا نجله و نحترمه بهذه الصفة و لا نقول أنه أفضل من الأنبياء و المرسلين لا هو و لا حتى جده رضي الله عنه و أرضاه و جمعنا به مع سائر الصحابة في زمرة النبي صلى الله عليه و سلم الذي تشرئب أعناقنا بالانتساب إليه و ليس لأحد غيره فهو أفضل خلق الله و أحسن خلق الله و هو فرطنا على الحوض و قائدنا إلى جنات النعيم بإذن الله رب العالمين .
لذا أخي الحبيب إن من صنع هذه الفرقة و هذا العداء هم من غالو و مرقوا على هذا الدين و طعنوا في نقلته رضي الله عنهم ثم بدأوا في كتابة دين آخر من عنديات انفسهم ألفوا فيه و وضعوا فيه ما يخدم فكرتهم و أنا أقتبس من كلام الوائلي شيئا عجيبا جدا يقول " وكمثال لذلك : موضوع النصوص التي وردت على لسان النبي عليه الصلاة والسلام هل هي مجرد إشارة لفضل الإمام علي أم أنها على شكل يلزم المسلمين بالقول بإمامته وعلى نحو الوصية له بالخلافة وتبعا لذلك هل أن هذه الإمامة تقف عند حد المؤهلات أم أن الإمام يجب أن يكون النموذج المثالي فيكون أشجع الناس وأعلم الناس وأعدل الناس وهكذا تبرعم موضوع العصمة وغيره ، وكل هذه الأمور داخلة في صلب موضوع الإمامة وليست هي بأمور زائدة على الموضوع بل اشتقاقات أولدها التطور الفكري وزيادة أعداد وأنواع معتنقي المذهب ."
فهذا و الله من العجب العجاب أيكون أصلا في الدين يكفر من لا يعتقده و يكون اشتقاقات أولدها التطور الفكري و تبرعم كما يصف الوائلي و انا عندما أقرأ هذا الكلام أتسائل ما دور النبي صلى الله عليه و سلم إذن عند الشيعة هل أتى فقط ليسلم الراية لعلي رضي الله عنه و أرضاه و سبطيه و أولادهما هل تنازل عن دوره لهما لينجحان فيما فشل فيه هو ؟ سبحانك ربي هذا بهتان عظيم كيف يمكن لمسلم أن يعتقد مثل هذا الإعتقاد الكفري ؟؟!!
أخي الكريم لم نكن بحاجة إلى تعريفنا بالشيعة فنحن من فضل الله على بصيرة بهم و بمنهجهم و نقوم بتعليم الناس ذلك و لكن كما أخبرتك مرارا و تكرار إن شئت أن نبحث موضوع بعينه فلنتفق على ذلك و نجعل لكل موضوع مساحة خاصة به لكي نستفيد لعل الله أن يهدينا أو يهديكم إلى ما يحبه و يرضاه اما أن نبقى في موضوع واحد نكتب فيه كل شيء فهذا خطأ لن يستفيد منه أحد حتى أنت لو أردت عرض حجتك و منهجك فلن تستفيد بهذه الطريقة أليس كذلك؟!!
جزاك الله خيرا و استميح أخي ابو عبد الرحمن عذرا أن سمحنا لأنفسنا التداخل و التطفل على موضوعه بغير إذنه و لكنه كريم و سيسامحنا إن شاء الله
التوقيع:

من مواضيعي في الملتقى

* العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
* حقوق المرأة في الإسلام
* ما معنى ‏{‏وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏‏؟‏
* تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل
* تلاوة القرآن بالمقامات الموسيقية
* من فضائل الأعمال
* النصيحة و الموعظة اليوم لمعشر الشباب

almojahed غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة almojahed ; 01-17-2013 الساعة 12:38 AM.

قديم 01-17-2013, 11:45 AM   #33

 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 0

Abdulmohsin غير متواجد حاليا

ورد

      

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم عبد المحسن أرجو أن تسامحني و ان تفتح موضوع بالعنوان الذي تريده و سأرد عليك هناك لكن دعنا نتجنب مقتطف من هنا و مقتطف من هناك و إن شئت ان نتواصل لكي نتفق على أسلوب الحوار و طريقته و منهجيته فأرجو التواصل معي على بريدي الذي تراه على يمين الصفحة بارك الله فيك .
أخوك المجاهد
Abdulmohsin غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة almojahed ; 01-17-2013 الساعة 05:51 PM.

قديم 01-17-2013, 09:46 PM   #34

الصورة الرمزية ابو عبد الرحمن
 
الملف الشخصي:





 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 190

ابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond reputeابو عبد الرحمن has a reputation beyond repute

افتراضي

      

جزاك الله خيرا اخي ابو جبريل وبارك الله فيك على هذا الطرح القيم والشكر موصول للأخ عبد المحسن
وكما تفضل أخي المجاهد ولمزيد الفائدة المرجوة ان كان هناك مواضيع وشبهات يريد الأخ الفاضل عبد المحسن مناقشتها وطرحها فيتم تحديد كل موضوع على حده لعل الله يهدينا الى الصواب والحق ..
وعليه يتم غلق المووضوع على هذا وبارك الله فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء
التوقيع:



ما دعوة أنفع يا صاحبي *** من دعوة الغائب للغائب
ناشدتك الرحمن يا قارئاً *** أن تسأل الغفران للكاتب

من مواضيعي في الملتقى

* مشاهد من يوم القيامة يوم الحسرة والندامة
* التحذير من التكفير واقوال العلماء
* من اعلام السلف الإمام الأعمش رحمه الله
* أروع إستغفار قرأته
* أحاديث لاتصح مشتهرة على ألسنة الناس
* احكام وفتاوى متفرقة عامة في نفخ الروح " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والأفتاء "
* ماهي انواع واقسام التوحيد مع تعريف كل منها " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والأفتاء "

ابو عبد الرحمن غير متواجد حالياً  
قديم 03-05-2015, 07:10 AM   #35
أبو جبريل نوفل

الصورة الرمزية almojahed
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 3

almojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond reputealmojahed has a reputation beyond repute

افتراضي

      

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع مهم لذا أود أن يرفع من حين لآخر لتعم به الفائدة إن شاء الله
التوقيع:

من مواضيعي في الملتقى

* العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
* حقوق المرأة في الإسلام
* ما معنى ‏{‏وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏‏؟‏
* تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل
* تلاوة القرآن بالمقامات الموسيقية
* من فضائل الأعمال
* النصيحة و الموعظة اليوم لمعشر الشباب

almojahed غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق
   
الكلمات الدلالية (Tags)
الشيعة, بهم, والتعريف, وبمعتقدهم
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشيعة ونكاح أهل السنة أبو ريم ورحمة قسم الفرق والنحل 6 10-23-2018 01:37 AM
علماء الشيعة OBAID ALLAH BRAHIMI قسم الفرق والنحل 7 08-02-2016 06:24 PM
علماْء الشيعة OBAID ALLAH BRAHIMI قسم الفرق والنحل 6 12-14-2012 09:00 PM
الشيعة الإمامية أبو ريم ورحمة قسم الفرق والنحل 5 12-12-2012 08:43 AM
سورة الشيعة المفتراة أبو ريم ورحمة ملتقى الكتب الإسلامية 4 05-23-2012 02:19 PM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009