المناسبات | |
|
|
08-14-2018, 05:07 PM | #211 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
وهو أنه جاء من مكان بعيد إلى قومه لينذرهم، فالله عز وجل قدّم الصفة التي ينبغي أن تُراعى وهو كونه يأتي من مكان بعيد لينذر قومه، ثم وصفه الله بقوله (يَسْعَى) بمعنى يأتي بهمّ وقصدٍ وإقبال شديد. (قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)) ثم مات هذا الرجل، وقيل له بعد موته (ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) يتمنى أن قومه يرون ما هو الجزاء الذي حصل عليه بعد موته. قال الله عز وجل(وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ) أي أهلكهم الله عز وجل. ابن كثير رحمه الله يقول إن كانت أنطاكيا هذه هي التي نزل فيها العذاب فإننا لا نعلم أن فيها شيئًا من أثار العذاب أبدا، فإما أن يكون عذابا لا أثر له على الأرض وإما أن تكون أنطاكيا غير أنطاكيا التي نعرفها وهي التي تقع في شمال بلاد الشام.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
08-15-2018, 04:52 PM | #212 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم ذكر الله بعض الحجج لليوم الآخر قال (وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا) دلائل قدرة الله عز وجل إلى أن قال (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ). ثم يأتي إلى النقاش في اليوم الآخر (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) قال الله عز وجل (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) أي يختصمون حذفت التاء وهذه عملية معروفة عند أهل الصرف، (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ) أي القبور (إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) يأتون مسرعين (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) تذكرون ما جاءكم به المرسلون في أول السورة؟ (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ) في المرة الأولى (إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ) بسبب العذاب وهنا صيحة واحدة (فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ) قد جاؤوا ولكن الى ماذا جاءوا؟ إلى العذاب!!( فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
08-16-2018, 08:35 PM | #213 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم ذكر الصنفين (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) أهل الجنة في الجنة مشغولين، ولكن هل هم مشغولين بمكابدة العمل والبحث عن الرزق وإلا بماذا؟؟ مشغولين باللذائذ، الواحد ما عنده وقت من كثرة ما هو منهمك في اللذائذ، يعني هذا هو التعبير الذي يُراد أن نفهمه، من كثرة لذائذ الجنة هو مشغول بها، حور، وأبكار وأشجار وظلال وعيون وأزهار وورود وجلساء ونعيم لا يمكن أن يوصف ولا يقدر قدره ولا يعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالى، فاستعدوا ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة، هذه السلعة العظيمة التي أعدها الله وهذه الفرصة الثمينة لن تنالوها بالراحة وطول النوم وبالتنعم والتلذذ وبالشهوات والأهواء، ما فيها إلا تعب، فإما أن تقدّم والإ فلن تُقدَّم، إما أن تدفع المهر وإلا فلا تتقدم، ومن يطلب الحسناء لن يغله المهر، لا ينظر إلى كم سيدفع! (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ) ليسوا وحدهم (فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) الرب نفسه يسلم عليهم من كرامتهم على الله.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
08-17-2018, 02:36 PM | #214 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) تتحدث الآيات عن يوم القيامة وعن مشاهدها إلى أن تصل في آخرها إلى قوله (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) اسمعوا كيف يحتج الله على إحياء الموتى فيقول (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ) ما قال قل يحييها الله، لا، يأتي بدليل فيقول (الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ) هو القادر على أن يعيدها مرة أخرى، فإذا كنتم تثبتون له المرة الأولى فما الذي يمنعكم من أن تثبتوا له المرة الثانية؟! قال (وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) ألستم تعلمون أنه يعلم؟ وأنه يعلم كل شيء؟ سر الخلق والإيجاد هو العلم والقدرة، فإذا اجتمعتا كان الخلق، وإذا كان الرب عنده العلم وعنده القدرة ما الذي يمنع أن يخلقنا ثم يعيدنا ثم يبيدنا ثم يعيدنا ثم يبيدنا، ما الذي يمنع؟! لأن القدرة والعلم موجودان. قال (لَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا) يعني يخرج الشيء من ضده، ففي نوع من الشجر يسمى المرخ والعِفار كانت العرب تضرب إحداهما على الآخر فيخرج النار، الشجر أخضر يعني رطب بارد، تخرج منه نار حارة يابسة فأخرج الضدّ من ضده، كذلك أنتم تكونون موتى فيجعلكم أحياء ويخرج الحي من الميت والميت من الحي، ما الذي تستغربونه على الله؟! قال (فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) ثم يحتج بحجة رابعة وهي خلق السماوات والأرض يا أيها العرب يا أيها المشركون، من الذي خلق السماوات والأرض؟ إجابة واحدة ومتفق عليها هي الله، الآن ما أعجب عقولكم وما أشد سفاهتكم! تثبتون أن الله خلق السماوات والأرض وتجادلون رسول الله في خلقكم أنتم أو في إعادة خلقكم بعد موتكم؟! أين عقولكم؟!
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
08-18-2018, 05:02 PM | #215 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
قال (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ) قبل قليل جاء بالعلم والآن جاء بالقدرة، هما دليلا الخلق أوالإعادة، قال (بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) ثم قال (بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) يعني الذي يخلق بكثرة لا منتهى لها، أيعجزه أن يعيد خلقكم مرة أخرى؟! يعني ربنا في الثانية الواحدة يخلق ما لا يمكن أن يُقادر أو يعلم. قرأ الإمام أمس قول الله عز وجل (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ) انظروا لو تحولت كل أشجار الأرض أقلاما (وَالْبَحْرُ) هذا الذي عندنا الذي يساوي 75% من اليابسة (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) يعني مثله سبع مرات (مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ) ما هي كلمات الله؟ هي أوامره ونواهيه وقوله للأشياء كوني فتكون وخلقه وتدبيره لأمر العالم لأن الله يدبر كل هذا سبحانه وتعالى، فهو في كل ثانية يخلق ما لا يمكن أن يطيق العقل تصور الرقم فيه، يعني لو قلنا ما هو أعظم رقم موجود عندنا الآن؟ دعنا نقول تريليون تريليون، هذا شيء لا يكاد يُذكر مما يخلقه الله في الثانية الواحدة، لا يكاد يُذكر ولا شيء، قال (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) هذه سورة يس .
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
08-19-2018, 04:05 PM | #216 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
سورة الصافات :
وهي أيضا تركز على الإيمان باليوم الآخر وعلى قضايا العقيدة بشكل عام، لكن تبرز شيئا مهمًا وهو سبيل الخلاص من عذاب الله عز وجل، ولذلك يأتي في كل آية أو في كل مقطع من مقاطعها قوله سبحانه وتعالى (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ) هذا واضح جدًا في السورة، فالسورة افتتحت بقول الله تعالى (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا) هذا قسم بالملائكة وتسمى هذه السورة سورة الملائكة وهي الصافات، وأقسم الله بها وبيّن أنها من خلقه وأن نسبتها إليه -أي نسبة الولد إليه وأنهن بنات الله – أنها منكرة جدًا، ولذلك جاء التأكيد في آخر السورة على أن ما تدّعيه العرب من أنهن بنات الله، أنه منكر من القول وزور. استمرت السورة تتحدث عن قضايا العقيدة وقضية الإيمان باليوم الآخر بشكل ظاهر، ولولا ضيق الوقت لوقفنا عند كل مقطع من مقاطعها لكن ذكرت فيها قصة نوح وبيّن الله عز وجل فيها فقال (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ) كيف خلُص نوح من العذاب بأي شيء؟ ثم قال (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) حتى ذكر نجاته، كيف نجا؟ نجا بالتوحيد والإيمان بالله واليوم الآخر. ثم ذكر قصة إسماعيل الذبيح مع أبيه وبيّن كيف أن الله سبحانه وتعالى نجاه وفداه بذبح عظيم، قال (إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) هذا هو سبيل الخلاص أن تحسن في عبادتك لله عز وجل (إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ). |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تابع حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 10 | 01-07-2019 06:58 AM |
حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 27 | 01-05-2019 01:07 PM |
مقاصد سورة البقرة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 2 | 12-23-2012 09:57 PM |
مقاصد سورة التوبة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-18-2012 08:39 PM |
مقاصد سورة الفاتحة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-11-2012 09:55 PM |
|