المناسبات | |
|
|
02-18-2018, 08:17 PM | #49 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
سورة الأنعام
سورة الأنعام، هذه السورة الكريمة العظيمة سورة مكية بل ذكر المفسرون رحمة الله تعالى عليهم أنها نزلت في الليل جملة واحدة وهذا من الأمور الشائعة عند المفسرين رحمهم الله تعالى وفيه ملحظان عظيمان: الأول أن هذه السورة تتحدث في صلب العقيدة، تدعو إلى التوحيد وتجادل المشركين وتبين تصرفاتهم وأفعالهم وتناقشهم على كل المستويات وإذا كان الأمر كذلك فإن مثل هذا لا يمكن أن ينزل تدريجيًا بل ينزل جملة واحدة لأنه حقٌ واحد بخلاف قضية الأحكام التي هي انتقال بالناس وبالنفوس من مرحلة إلى مرحلة، ولذلك نجد سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة تنزل في فترات متعددة. سورة البقرة نزلت أوائلها في أول هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وآخر آية في القرآن نزلت فيها (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٢٨١﴾ البقرة) فامتد نزول هذه السورة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة إلى أن ودّع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحياة. أما هذه السورة سورة الأنعام فلأنها في صلب العقيدة ونقاش المشركين وفضحهم وبيان خلل عقولهم ومحاجتهم ومجادلتهم في كل الميادين التي جادلوا فيها والمقترحات التي اقترحوها وذكر مخازيهم وتصرفاتهم وأفعالهم فإنها جاءت جملة واحدة. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-19-2018, 07:35 PM | #50 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
وفي الليل ليكون أدعى للتفكر في معانيها وحججها وفي طريقة إقناعها لأن الحجاج الموجود في هذه السورة يحتاج إلى عمق في التفكير وعمق في النظر أكثر مما هو موجو في سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة التي امتلأت بذكر الأحكام والتكاليف وأيضًا حتى الأخبار التي يمكن للإنسان أن يفهمها من حين ما تصل إلى ذهنه وتطرق سمعه.
نتأمل في هذه السورة كيف أنها جاءت لتؤكد هذه المعاني العظيمة وتحقق هذه الغايات الشريفة والنبيلة والعالية والتي من أجلها بعث الأنبياء وأنزلت الكتب وقام سوق الجنة والنار وحصل الخلاف بين الموحدين والمشركين. يقول الله عز وجلّ مستفتحًا هذه السورة بقوله (الْحَمْدُ لِلَّهِ) والسور التي افتتحت بالحمد خمس: الفاتحة والأنعام والكهف وسبأ وفاطر وتجد أن هذه السورة التي افتتحت بالحمد فيها عناية بالتوحيد وفيها عناية بذكر صفات الرب سبحانه وتعالى ورد على المشركين، كل هذه السورة الخمس تجتمع في هذه الغاية. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-20-2018, 08:19 PM | #51 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
قال (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴿١﴾) أي يشركون (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ﴿٢﴾) أي ترتابون فيما جاءكم من الحق على لسان محمد صلى الله عليه وسلم (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ﴿٣﴾). ثم يبين كيف يراوغون في قبول الحق (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ﴿٤﴾) وكل السورة مضى على هذه القضية كيف أن الحق يأتيهم واضحًا وضوح الشمس في رابعة النهار ولكنهم يحيدون عنه فلا يقبلونه ويحاولون أن يقترحوا ويأتوا بما يدفعون هذا الحق عنهم (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ) لو نزل كتاب من السماء وهم يرون عند نزوله في قرطاس من السماء فلمسوه ورأوا أنه لا يشبه شيئا مما في الدنيا لكان أول شيء يقولونه لك يا محمد (لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) سحرنا محمد! هذه أول واحدة من طرائقهم في الانحراف عن الحق ففضحهم الله فيه وجاء بحجتهم أو بطريقتهم في رد الحق قبل أن يفعلوها. ثم قال (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ ﴿٨﴾) اقترحوا لِم يأتي رجل مثلنا لماذا لا يأتي ملك هو الذي يأتي بهذه الرسالة؟ لماذا ربنا يختار واحدًا منا ويصطفيه من بيننا؟ ألا يمكن أن يأتي بملك حتى يكون حجة الله على عباده؟ قال الله مبينًا أن الملائكة ما تنزل إلا بالعذاب (وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ) ثم قال لهم على سبيل الرد لشبهتهم (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ﴿٩﴾) لأنكم لا تطيقون التعامل مع الملك فسيكون الحال أننا سنجعل هذا الملك بصورة رجل وإذا جعلناه بصورة رجل قلتم ليس بملك فدرنا في دوامة من الرد والاعتراض عدم الإيمان. الحقيقة أن الحق واضح ولا يحتاج إلى هذه المماحكات وهذا الميل عن قبول الحق، إذا كان لكم اعتراض على الحق فقولوه، أنا جئتكم بأن أقول لكم هذا هو الله ربكم فاعبدوه وأنا أدعوكم إلى سبيل قاصد لا أدعوكم إلى نفسي ولا أطلب شيئا من الدنيا ولا أريد أن أحقق بما أدعوكم به شيئا من المآرب التي يدعو الناس إليها ويجتمعون عليها ولذلك قال الله عز وجلّ مهددًا إياهم (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿١٠﴾ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿١١﴾).
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-21-2018, 07:18 PM | #52 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم تأتي الآيات على مثل هذا المنوال في ذكر شبهات هؤلاء الكفار وردها، يقول الله عز وجلّ مبينا ماذا سيحصل لهم في الآخرة (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿٢١﴾ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٢٢﴾ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴿٢٣﴾) يقول الله عز وجلّ (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٢٤﴾) الذي كانوا يفترونه ويدعونه آلهة من دون الله ذهبت عنهم فلم تجدي عنهم يوم القيامة شيئا. يقول الله عز وجلّ عنهم (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٥﴾ وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ) ينهون عنه أتباعهم وأولادهم ومن وراءهم (وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ) هم يصدون أنفسهم عنه ويعرضون عن قبوله (وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ).
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-22-2018, 08:40 PM | #53 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم تستمر الآيات في ذكر الشبهات التي يطرحونها على النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يلقن الله عز وجلّ نبيه الردّ عليهم (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠﴾) هل عندكم أحد تدعونه غير الله في وقت الشدة والكرب؟! قال الله عز وجلّ (بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١﴾) ثم يهددهم الله عز وجلّ بأنواع من التهديدات ثم تعود الآيات مرة أخرى ليقول الله عز وجلّ لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿٥٦﴾) كل هذا الذي تفعلونه من عبادة غير الله هو اتباع للهوى (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ) الذي تطلبونه مني وتستعجلونه به من طلب العذاب ليس عندي هذا إلى الله عز وجلّ لا أملكه ولا أستطيع أن آتي به (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ).
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
02-23-2018, 07:05 PM | #54 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم يذكر في أثناء ذلك عظمة الرب سبحانه وتعالى وأنه هو المستحق بالعبادة دون سواه (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿٥٩﴾ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٦٠﴾ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴿٦١﴾ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴿٦٢﴾) ثم يستنطقهم ويأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴿٦٣﴾ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ﴿٦٤﴾ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴿٦٥﴾) أي ننوّعها لهم نأتي مرة بذكر القيامة مرة بذكر الكرب وما يأتيهم مرة بذكر حججهم ودمغها ومرة بذكر القصص والأمثال.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تابع حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 10 | 01-07-2019 06:58 AM |
حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 27 | 01-05-2019 01:07 PM |
مقاصد سورة البقرة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 2 | 12-23-2012 09:57 PM |
مقاصد سورة التوبة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-18-2012 08:39 PM |
مقاصد سورة الفاتحة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-11-2012 09:55 PM |
|