استخدم محرك جوجل للبحث في الملتقى

 

الرئيسية التسجيل البحث الرسائل طلب كود التفعيل تفعيل العضوية استعادة كلمة المرور
facebook facebook twetter twetter twetter twetter

المناسبات


   
العودة   ملتقى أحبة القرآن > ۩ ملتقى العلـــم الشرعـــي ۩ > ملتقى القرآن الكريم وعلومه > قسم تفسير القرآن الكريم
قسم تفسير القرآن الكريم يهتم بكل ما يخص تفسير القرآن الكريم من محاضرات وكتب وغيرذلك
 

   
الملاحظات
 

إضافة رد
   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-11-2018, 08:35 AM   #37
مشرف الحوار الاسلامي والسيرة


الصورة الرمزية الزرنخي
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 83

الزرنخي غير متواجد حاليا

افتراضي

      

سورة الغاشية ( الجزء الأول من سورة الغاشية )
{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } * { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } * { تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً } * { تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } * { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } * { لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ } * { لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } * { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } * { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً } * { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } * { فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ } * { وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ } * { وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } * { وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ }
شرح الكلمات:

{ هل أتاك } : أي قد جاءك.

{ الغاشية } : أي القيامة وسميت الغاشية لأنها تغشى الناس بأهوالها.

{ وجوه يومئذ } : أي يوم إذ تقوم الساعة.

{ خاشعة } : أي ذليلة أطلق الوجوه وأراد اصحابها.

{ عاملة ناصبة } : أي ذات نصب وتعب بالسلاسل والأغلال وتكليف شاق الأعمال.

{ تصلى نارا حامية } : ترد هذه الوجوه ناراً حامية قد اشتدت حرارتها.

{ تسقى من عين آنية } : أي بلغت أناها من الحرارة يقال أني الحميم إذا بلغ منتهاه.

{ إلا من ضريع } : أي أخبث طعام وأنتنه، وضريع الدنيا نبت يقال له الشبرق لا ترعاه الدواب لخبثه.

{ وجوه يومئذ ناعمة } : أي حسنة نضرة.

{ لسعيها راضية } : أي لعملها الصالحات في الدنيا راضية في الآخرة لما رأت من ثوابها.

{ لاغية } : أي كلمة لاغية من اللغو والباطل.
{ وأكواب } : أقداح لا عُرا لها موضوعة على حافة العين للشرب.

{ ونمارق مصفوفة } : أي ومساند جمع نمرقة مصفوفة الواحدة إلى جنب الأخرى للاستناد إليها.

{ وزرابي مبثوثة } : أي بسط وطنافس لها خمل ومالا خمل لها يسمى سجاده ومعنى مبثوثة مفروشة هنا وهناك مبسوطة.

معنى الآيات:

قوله تعالى { هل أتاك حديث الغاشية } هذا خطاب من الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم يقول له فيه هل أتاك نبأ الغاشية وخبرها العظيم وحديثها المهيل المخيف إن لم يكن أتاك فقد أتاك الآن إنه حديث القيامة التي تغشى الناس بأهوالها وصعوبة مواقفها واشتداد أحوالها وإليك عرضاً سريعاً لبعض ما يجري فيها: { وجوه يومئذ } تغشاهم الغاشية { خاشعة } ذليلة { ناصبة } أي ذات نصب وتعب من جرّ السلاسل والأغلال، وتكليف أشق الأعمال { تصلى نارا حامية } أي ترد ناراً { تسقى } اي فيها { من عين آنية } قد بلغت أناها وانتهت إلى غايتها في حرارتها هذا هو الشراب أما الطعام فإِنه ليس لهم طعام إلا من ضريع قبيح اللون خبيث الطعم منتن الريح، { لا يسمن } آكله ولا يغنيه من جوع. هذه حال من كفر وفجر كفر بالله وبآياته ولقائه ورسوله، أو فجر عن طاعة الله ورسوله فترك الفرائض وغشي المحارم هذه وجوه ووجوه يومئذ ناعمة أي نضرة حسنة فإِنها لسعيها راضية اي لسعيها في الدنيا وهو إيمانها وصبرها إيمانها وجهادها إيمانها وتقواها إيمانها وعملها الصالح أصحاب هذه الوجوه راضون بأعمالهم لما رأوا من ثوابها والجزاء عليها.

إنهم أدخلوا في جنة عالية لا يقادر علاها، لا تسمع فيها لاغية أي كلمة باطلة تنغص سعادتهم ولا كلمة نابية تقلق راحتهم. فيها عين جارية من غير أخدود حفر لها، فيها سرر مرفوعة قدراً وحالاً ومكاناً، وأكواب أقداح لا عرا
لها من ذهب وفضة موضوعة لشربهم إن شاءوا شربوا بأيديهم أو ناولتهم غلمانهم، ذاك لون من الشراب أما الفراش فإِنها سرر مرفوعة، ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة، وسائد قد صفت للراحة والاتكاء الواحدة إلى جنب الأخرى طنافس ذات خمائل مبثوثة مفروشة هنا وهناك مبسوطة. هذه لمحة خاطفة عن الدار الآخرة تعتبر ذكرى للذاكرين وعظة للمتقين.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر عرض سريع لها.

2- من أسماء القيامة الغاشية لأنها تغشى الناس بأهوالها.

3- بيان أن في النار نصباً وتعباً. على عكس الجنة فإِنها لا نصب فيها ولا تعب.

4- من مؤلمات النفس البشرية لغو الكلام وكذبه باطله وهو ما ينزه عنه المؤمنون أنفسهم.
نواصل في سورة الغاشية

التوقيع:

مشرف القسم الاسلامي والسنة النبوية

من مواضيعي في الملتقى

* بعض ماجاء في فضل الصحابه المهاجرين والانصار في القران الكريم
* أسطوانة قصص الانبياء من انتاج شركة سوفت
* مقالات في السيرة النبوية الشريفة
* " ما هي صلاة الإشراق " ؟
* موقع للقران الكريم رائع اجعله ضمن متصفحك
* معاني كلمات القران الكريم من المصحف الاكتروني..... سورة هود
* مواقع لمعرفة صحة الأحاديث النبوية الشريفة

الزرنخي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2018, 08:40 AM   #38
مشرف الحوار الاسلامي والسيرة


الصورة الرمزية الزرنخي
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 83

الزرنخي غير متواجد حاليا

افتراضي

      

سورة الغاشية ( الجزء الثاني من سورة الغاشية )
{ أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } * { وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ } * { وَإِلَىٰ ٱلْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ } * { وَإِلَى ٱلأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } * { فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ } * { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ } * { إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ } * { فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلْعَذَابَ ٱلأَكْبَرَ } * { إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ } * { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ }
شرح الكلمات:

{ أفلا ينظرون } : أي أينكرون البعث فلا ينظرون نظر اعتبار.

{ إلا الإبل كيف خلقت } : أي خلقا بديعا معدولا به عن سنن سائر المخلوقات.

{ وإلى السماء كيف رفعت } : أي فوق الأرض بلا عمد ولا مستند.

{ وإلى الجبال كيف نصبت } : أي على وجه الأرض نصباً ثابتا لا يتزلزل.

{ وإلى الأرض كيف سطحت } : أي بسطت.

{ فذكر } : أي ذكرهم بنعم الله ودلائل توحيده.

{ بمسيطر } : أي بمسلط.

معنى الآيات:

قوله تعالى { أفلا ينظرون } أي أينكرون البعث والجزاء وما أعد الله لأوليائه من النعيم المقيم وما أعد لأعدائه من عذاب الجحيم. أفلا ينظرون نظرة اعتبار إلى الإِبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فهل خلق الإِبل على تلك الصورة العجيبة وذاك التسخير لها وما فيها من منافع إذ يشرب لبنها ويركب ظهرها ويؤكل لحمها لا يدل على قدرة الخالق على إحياء الموتى وهل خلق السماء بكواكبها وشمسها وقمرها ثم رفعها بغير عمد يدعمها ولا سند يسندها لا يدل على قدرة الله على بعث الموتى أحياء ليحاسبهم ويجزيهم، وهل نصب الجبال بعد خلق ترابها وإيجاد صخورها لا يدل على قدرة الله خالقها على بعث الرمم وإحياء الأجساد البالية كيف شاء ومتى شاء وهل خلق الأرض بكل ما فيها ثم بسطها وتسطيحها للحياة عليها والسير فوقها وتعميرها بأنواع العمران لا يدل على قدرة الله على البعث والجزاء. فما للقوم لا ينظرون ولا يفكرون وقوله تعالى { فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر } بعد لفت أنظار المشركين إلى ما لو نظروا إليه وتفكروا فيه لاهتدوا إلى الحق وعرفوا أن الخالق لكل شيء لا يعجزه بعث عباده ولا جزاؤهم. أمر رسوله أن يقوم بالمهمة التي أنيطت به وهي التذكير دون الهداية التي هي لله وحده دون سواه فقال له { فذكر إنما أنت مذكر } اي ذكر بمظاهر قدرتنا وآياتنا في الافاق وآلائنا على العباد إنما أنت مذكر ليس غير. وقوله { لست عليهم بمسيطر } اي بمتسلط تجبرهم على الإِيمان والاستقامة وقوله { إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر } أي لكن من تولى عن الإِيمان فكفر بآياتنا ورسولنا ولقائنا فيعذبه الله العذاب الأكبر وهو عذاب الآخرة. وقوله تعالى { إن إلينا إيابهم } اي رجوعهم إلينا لا إلى غيرنا. { ثم إن علينا } لا على غيرنا { حسابهم } ومن ثم سوف نجزيهم الجزاء اللائق بهم، ولذا فلا يضرك يا رسولنا إعراضهم ولا توليهم. وحسبك تذكيرهم فمن اهتدى نجا ونجاته لنفسه، ومن ضل فإِنما يضل عليها إذ عاقبة ضلاله وهي الخسران التام عائدة عليه.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- تقرير البعث والجزاء بالدعوى إلى النظر إلى الأدلة الموجبة للإِيمان به.

2- بيان أن الداعي إلى الله تعالى مهمته الدعوة دون هداية القلوب فإِنها إلى الله تعالى وحده.
- بيان أن مصير البشرية إلى الله تعالى وهي حال تقتضي الإِيمان به تعالى وطاعته طلبا للنجاة من عذابه والفوز برحمته. وهو مطلب كل عاقل لو أن الناس يفكرون.
يتبع
التوقيع:

مشرف القسم الاسلامي والسنة النبوية

من مواضيعي في الملتقى

* بعض ماجاء في فضل الصحابه المهاجرين والانصار في القران الكريم
* أسطوانة قصص الانبياء من انتاج شركة سوفت
* مقالات في السيرة النبوية الشريفة
* " ما هي صلاة الإشراق " ؟
* موقع للقران الكريم رائع اجعله ضمن متصفحك
* معاني كلمات القران الكريم من المصحف الاكتروني..... سورة هود
* مواقع لمعرفة صحة الأحاديث النبوية الشريفة

الزرنخي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2018, 09:06 AM   #39
مشرف الحوار الاسلامي والسيرة


الصورة الرمزية الزرنخي
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 83

الزرنخي غير متواجد حاليا

افتراضي

      

سورة الأعلى ( الجزء الاول من سورة الأعلي )
{ سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } * { ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ } * { وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ } * { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ } * { فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ } * { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } * { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } * { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } * { فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } * { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ } * { وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى } * { ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا }
شرح الكلمات: : أي نزه اسم ربك أن يُسمى به غيره وأن يذكر بسخرية أو لعب أي لا يذكر إلا باجلال واكبار ونزه ربك عما لا يليق به من الشرك والصاحبة والولد والشبيه والنظير.

{ الأعلى } : أي فوق كل شيء والقاهر لكل شيء.

{ الذي خلق فسوى } : أي الإِنسان فوسى أعضاءه بأن جعلها متناسبة غير متفاوتة.

{ والذي قدر فهدى } : أي قدر ما شاء لمن شاء وهداه إلى إتيان ما قدره له وعليه.

{ والذي أخرج المرعى }: أي أنبت العشب والكلأ.

{ فجعله غثاء أحوى } : أي بعد الخضرة والنضرة هشيما يابسا أسود.

{ سنقرئك فلا تنسى } : أي القرآن فلا تنساه بإِذننا.

{ إلا ما شاء الله } : أي إلا ما شئنا أن ننسيكه فإِنك تنساه وذلك إذا أراد الله تعالى نسخ شيء من القرآن بلفظه فإِنه يُنسي فيه رسوله صلى الله عليه وسلم.

{ ونيسرك لليسرى } : أي للشريعة السهلة وهي الإِسلام.

{ فذكر إن نفعت الذكرى }: أي من تذكر أو لم تنفع ومعنى ذكر عظ بالقرآن.

{ ويتجنبها } : أي الذكرى أي يتركها جانبا فلا يلتفت إليها.

{ الأشقى } : أي الكافر الذي كتبت شقاوته أزلا.

{ يصلى النار الكبرى } : أي نار الدار الآخرة.

{ لا يموت فيها ولا يحيا }: أي لا يموت فيستريح، ولا يحيا فيهنأ.

معنى الآيات:

قوله تعالى { سبح اسم ربك الأعلى } هذا أمر من الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأمته تابعة له بأن ينزه اسم ربّه عن أن يسمى به غيره، أو أن يذكر في مكان قذر، أو أن يذكر بعدم اجلال واحترام، والأعلى صفة للربّ تبارك وتعالى دالى على علوه على خلقه فالخلق كله تحته وهو قاهر له وحاكم فيه. الذي خلق فسوى اي أوجد من العدم المخلوقات وسوى خلقها كل مخلوق بحسب ذاته فعدل أجزاءه وسوى بينها فلا تفاوت فيها { والذي قدر فهدى } أي قدر الأشياء في كتاب المقادير من خير وغيره وهدى كل مخلوق إلى ما قدره له أو عليه فهو طالب له حتى يدركه في زمانه ومكانه وعلى الصورة التي قدر عليها { والذي أخرج المرعى } اي ما ترعاه البهائم من الحشيش والعشب والكلأ. { فجعله غثاء أحوى } اي فجعله بعد الخضرة والنضرة هشيما متفرقا يابسا بين سواد وبياض وهي الحوّة هذه خمس ىيات الآية الأولى تضمنت الأمر بتنزيه اسم الله والأربع بعدها في التعريف به سبحانه وتعالى حتى يعظم اسمه وتعظم ذاته وتنه عن الشريك والصاحبة والولد وقوله تعالى { سنقرئك فلا تنسى } هذه عِدَةٌ من الله تعالى لرسوله. لعل سببها أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا جاءه جبريل بالآيات يخاف نسيانها فيستعجل قراءتها قبل فراغ جبريل عليه السلام من إملائها عليه فيحصل له بذلك شدة فطمأنه ربّه أنه لا ينسى ما يقرئه جبريل { إلا ما شاء الله } أن ينسيه إياه لحكمة اقتضت ذلك فإِنه ينساه فقد كان صلى الله عليه وسلم ينسى وذلك لما أراد الله أن ينسخه من كلامه.

وقوله تعالى { إنه يعلم الجهر وما يخفى } هذه الجملة تعليلية لقدرة الله تعالى على أن يحفظ على رسوله القرآن فلا ينساه ومعنى يعلم الجهر وما يخفى أي أن الله تعالى يعلم ما يجهر به المرء من قراءة أو حديث وما يخفيه الكل يعلمه الله بخلاف عباده فإِنهم لا يعلمون ما يخفى عليهم ويُسرُّ به وقوله تعالى و { نيسرك لليسر } اي للطريقة السهلة الخالية من الحرج وهي الشريعة الإِسلامية التي بنيت على أساس أن لا حرج في الدين (وما جعل عليكم في الدين من حرج وقوله تعالى { فذكر إن نفعت الذكرى } من آيسناك من غيمانهم أو لم تنفع. لأنه صلى الله عليه وسلم مأمور بالبلاغ فيبلغ الكافر والمؤمن ويذكر الكافر والمؤمن. والأمر بعد لله. وقوله تعالى { سيذكر من يخشى } أي سيذكر ويتعظ من يخشى عقاب الله إِيمانه به ومعرفته له { ويتجنبها } أي الذكرى { الأشقى } أي أشقى الفريقين فريق من يتذكر وفريق من لا يتذكر { الذي يصلى النار الكبرى } اي يدخل النار الكبرى نار يوم القيامة { ثم لا يموت فيها } من جراء عذابها فيستريح { ولا يحيا } فيهنأ ويسعد إذ الشقاء لازمه. وهذه حال أهل النار ونعوذ بالله من حال أهل النار.

هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1- وجوب تسبيح اسم الله وتنزيهه عما لا يليق به كوجوب تنزيه ذات الله تعالى عن كل مالا يليق بجلاله وكماله.

2- مشروعية قول سبحان ربّي الأعلى عند قراءة هذه الآية سبح اسم ربك الأعلى.

3- وجوب التسبيح بها في السجود في كل سجدة من الصلاة سبحان ربي الأعلى ثلاثا فأكثر.

4- مشروعية قراءة هذه السورة في الوتر فيقرأ في الركعة الأولى بالفاتحة والأعلى وفي الثانية بالفاتحة والكافرون، وفي ركعة الوتر بالفاتحة والصمد أو الصمد والمعوذتين.

5- أحب الرسول صلى الله عليه وسلم سورة الأعلى لأنها سورة ربّه وأن ربّه بشره فيها بشارتين عظيمتين الأولى أنه يُيسره لليسرى، ومن ثم ما خُير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين شيئين إلا اختار أيسرهما والثانية أنه حفظه من النسيان بأن جعله لا ينسى. ولذا كان يُصلي بهذه السورة الجمع والأعياد والوتر في كل ليلة فصلى الله عليه وسلم.
نواصل في سورة الأعلي
التوقيع:

مشرف القسم الاسلامي والسنة النبوية

من مواضيعي في الملتقى

* بعض ماجاء في فضل الصحابه المهاجرين والانصار في القران الكريم
* أسطوانة قصص الانبياء من انتاج شركة سوفت
* مقالات في السيرة النبوية الشريفة
* " ما هي صلاة الإشراق " ؟
* موقع للقران الكريم رائع اجعله ضمن متصفحك
* معاني كلمات القران الكريم من المصحف الاكتروني..... سورة هود
* مواقع لمعرفة صحة الأحاديث النبوية الشريفة

الزرنخي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2018, 09:10 AM   #40
مشرف الحوار الاسلامي والسيرة


الصورة الرمزية الزرنخي
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 83

الزرنخي غير متواجد حاليا

افتراضي

      

سورة الأعلي ( الجزء الثاني من سورة الأعلي )
{ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } * { وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } * { بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } * { صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ }
شرح الكلمات

{ أفلح } : أي فاز بأن نجا من النار، ودخل الجنة.

{ من تزكى } : أي تطهر بالإِيمان وصالح الأعمال بعد التخلي عن الشرك والمعاصي.

{ وذكر اسم ربه } : أي في كل أحايينه عند الأكل وعند الشرب وعند النوم وعند الهبوب منه وفي الصلاة وخارج الصلاة من تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير.

{ فصلى } : أي الصلوات الخمس والنوافل من رواتب وغيرها.

{ تؤثرون } : أي تقدمون وتفضلون الدنيا على الآخرة.

{ إن هذا لفي الصحف الأولى } : أي إن هذا وهو قوله قد أفلح إلى قوله وأبقى.

{ صحف إبراهيم } : إذ كانت عشر صحف.

{ وموسى } : أي توراته.

معنى الآيات:

قوله تعالى قد افلح من تزكى وذكر اسم ربّه فصلى يخبر تعالى بفلاح عبد مؤمن زكى نفسه اي طهرها بالإِيمان وصالح الأعمال، وذكر اسم ربّه على كل حالاته عند القيام من النوم عند الوضوء بعد الوضوء في الصلاة وبعد الصلاة وعند الأكل والشرب وعند اللباس فلا يخلو من ذكر الله ساعة فصّلى الصلوات الخمس وصلى النوافل. ومعنى الفلاح الفوز والفوز هو النجاة من المرهوب والظفر بالمرغوب المحبوب. والمراد منه في الآية النجاة من النار ودخول الجنة الآية آل عمران
{ فمن زحزح عن النار وأدخل لجنة فقد فاز }
وقوله تعالى { بل تؤثرون الحياة الدنيا } أيها الناس اي تفضلونها على الآخرة فتعملون لها وتنسون الآخرة فلا تقدمون لها شيئا.

هذا هو طبعكم أيها الناس إلا من ذكر الله فصلى بعد أن آمن واهتدى في حين أن الآخرة خير من الدنيا وأبقى خير نوعاً وابقى مدة حتى قال الحكماء لو كانت الدنيا من ذهب والآخرة من خزف.. طين لاختار العاقل ما يبقى على ما يفنى، لأن الدنيا فانية والآخرة باقية وقوله تعالى { إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى } أي إن قوله تعالى قد افلح من تزكى إلى قوله خير وأبقى مذكور في كل من صحف ابراهيم وكانت له عشر صحف ولموسى، التوراة.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- الترغيب في الزكاة والذكر والصلاة، وبحصل هذا للمسلم كل عيد فطر غذ يخرج زكاة الفطر أولا ثم يأتي المسجد يكبر، ثم يصلي حتى أن بعضهم يرى أن هذه الآية نزلت في ذلك.
- التزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة لفناء الدنيا وبقاء الآخرة.

3- توافق الكتب السماوية دليل أنها وحي الله وكتبه أنزلها على رسله عليهم السلام.
يتبع
التوقيع:

مشرف القسم الاسلامي والسنة النبوية

من مواضيعي في الملتقى

* بعض ماجاء في فضل الصحابه المهاجرين والانصار في القران الكريم
* أسطوانة قصص الانبياء من انتاج شركة سوفت
* مقالات في السيرة النبوية الشريفة
* " ما هي صلاة الإشراق " ؟
* موقع للقران الكريم رائع اجعله ضمن متصفحك
* معاني كلمات القران الكريم من المصحف الاكتروني..... سورة هود
* مواقع لمعرفة صحة الأحاديث النبوية الشريفة

الزرنخي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2018, 09:35 AM   #41
مشرف الحوار الاسلامي والسيرة


الصورة الرمزية الزرنخي
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 83

الزرنخي غير متواجد حاليا

افتراضي

      

سورة الطارق
{ وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ } * { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } * { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ } * { خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } * { يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ } * { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } * { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } * { فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ } * { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ } * { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } * { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } * { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } * { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } * { وَأَكِيدُ كَيْداً } * { فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً }
شرح الكلمات:

{ والطارق } : أي كل ما يطرق ويأتي ليلا وسمي النجم طارقا لطلوعه ليلا.

{ النجم الثاقب } : أي الثريّا والثاقب المضيء الذي يثقب الظلام بنوره.

{ لما عليها حافظ } : أي إلاّ عليها حافظ من الملائكة يحفظ عملها.

{ خلق من ماء دافق } : أي ماء ذي اندفاق وهو بمعنى مدفوق اي مصبوب في الرحم.

{ من بين الصلب والترائب } : الصلب: عظم الظهر من الرجل، والترائب عظام الصدر والواحدة تريبة.

{ يوم تُبلى السرائر } : أي تختبر ضمائر القلوب في العقائد والنيات. والسرائر جمع سريرة كالسّرّ.

{ ذات الرجع } : أي ذات المطر لرجوعه كل حين والرجع من اسماء المطر.

{ ذات الصدع } : أي التصدع والتشقق بالنبات.

{ لقول فصل } : أي يفصل بين الباطل وفي الخصومات يقطعها بالحكم الجازم.

{ وما هو بالهزل } : أي باللعب والباطل بل هو الجد كل الجد.

{ يكيدون كيداً } : أي يعملون المكائد للنبي صلى الله عليه وسلم.

{ وأكيد كيدا } : أي أستدرجهم من حيث لا يعلمون لأوقعهم في المكروه.

{ أمهلهم رويدا } : أي زمنا قليلا وقد أخذهم في بدر.

معنى الآيات:

قوله تعالى { والسماء والطارق } هذا قسم إلهي حيث أقسم تعالى بالسماء والطارق ولما كان لفظ الطارق يشمل كل طارق آت بليل، واراد طارقاً معينا فخم منشأته بالاستفهام عنه الدال على تهويله فقال { وما أدراك ما الطارق } ثم بيّنه بقوله { النجم الثاقب } وكل نجم هو ثاقب للظلام بضوئه. والمراد به هنا الثريّا لتعارف العرب على إطلاق النجم على الثريا. هذا هو القسم والمقسم عليه هو قوله تعالى { إن كل نفس لما عليها حافظ }. وهنا قراءتان سبعيتان الأولى تخفيف ميم لما وحينئذ تصبح زائدة لتقوية الكلام لا غير واللام للفرق بين إن النافية والمؤكدة الاخلة على الاسم وهو هنا ضمير شأن محذوف والتقدير أنه اي الحال والشأن كل نفس عليها حافظ. والثانية بتشديد لمّا وحينئذ تكون إن نافية بمعنى ما ولما بمعنى إلاّ ويصير الكلام هكذا.

ما كل نفس إلاّ عليها حافظ من ربها يحفظ عملها ويُحصي عليها ما تكسب من خير وشر. وقوله تعالى { فلينظر الإِنسان } اي الكافر المكذب بالبعث والجزاء { مم خُلق } أي من اي شيء خلق. وبين تعالى مما خلقه بقوله { خُلق من ماء دافق } اي ذي اندفاق وهو المنيّ يصب في الرحم يخرج من بين الصلب والترائب اي يخرج الماء من صلب الرجل وهو عظام ظهره وترائب المرأة وهي محل القلادة من صدرها، وقد اختلف في تقدير فهم هذا الخبر عن الله تعالى وجاء العلم الحديث فشرح الموضوع واثبت أن ماء الرجل يخرج حقا مما ذكر الله تعالى في هذه الآية وأن ماء المرأة كذلك يخرج مما وصف عز وجل وصدق الله العظيم. وقوله تعالى { إنه على رجعه لقادر } أي الذي خلقه مما ذكر من ماء دافق فجعله بشراً سوياً ثم أماته بعد أن كان حياً قادر على إرجاعه حياً كما كان وأعظم مما كان.

وذلك يوم تبلى السرائر أي تختبر الضمائر وتكشف الأسرار وتعرف العقائد والنيات الصالحة من الفاسدة والسليمة من المعيبة ويومها { فما له من قوة ولا ناصر } ليس لهذا الكافر والمكذب بالبعث واليحاة الثانية ماله قوة يدفع بها عن نفسه عذاب ربّه ولا ناصر ينصره فيخلصه من العذاب. وقوله تعالى { والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع } أقسم تعالى بالسماء ذات السحب والغيوم والأمطار، والأرض ذات التشقق عن النباتات والزروع المختلفة على أن القرآن الكريم قول فصل وحكم عدل في كل مختلف فيه من الحق والباطل فما أخبر به وحكم فيه من أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها هو الحق الذي لا مرية فيه والصدق الذي لا كذب معه وقوله تعالى وما هو بالهزل أي وليس القرآن باللعب الباطل بل هو الحق من الله الذي لا باطل معه. وقوله تعالى { إنهم يكيدون كيدا } أي إن كفار قريش يمكرون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وبدعوته مكرا ويكيدون لهما كيدا.

وقوله { وأكيد كيدا } أي وأنا أمكر بهم وأكيد لهم كيدا فمن يغلب مكره وكيده الخالق المالك أم المخلوق المملوك؟ فمهل الكافرين يا رسولنا أمهلهم قليلا، فقد كتبنا في كتاب عندنا { لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز } وقد أنجز الله وعده لرسوله والمؤمنين فلم يمض إلاّ سنيات قلائل، ولم يبق في مكة من سلطان إلا الله، ولا من معبود يعبد إلا الله.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

1- تقرير المعاد والبعث والجزاء.

2- تقرير أن أعمال العباد محصية محفوظة وأن الحساب يجري بحسبها.

3- بيان مادة تكوين الإِنسان ومصدر تكوين تلك المادة.

4- التحذير من إسرار الشر وإخفاء الباطل، وإظهار خلاف ما في الضمائر، فإِن الله تعالى عليم بذلك، وسيختبر عباده في كل ما يسرون ويخفون.

5- إثبات أن القرآن قول فصل ليس فيه من الباطل شيء وقد تأكد هذا بمرور الزمان فقد صدقت أنباؤه ونجحت في تحقيق الأمن والاستقرار أحكامه.
يتبع
التوقيع:

مشرف القسم الاسلامي والسنة النبوية

من مواضيعي في الملتقى

* بعض ماجاء في فضل الصحابه المهاجرين والانصار في القران الكريم
* أسطوانة قصص الانبياء من انتاج شركة سوفت
* مقالات في السيرة النبوية الشريفة
* " ما هي صلاة الإشراق " ؟
* موقع للقران الكريم رائع اجعله ضمن متصفحك
* معاني كلمات القران الكريم من المصحف الاكتروني..... سورة هود
* مواقع لمعرفة صحة الأحاديث النبوية الشريفة

الزرنخي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2018, 09:56 AM   #42
مشرف الحوار الاسلامي والسيرة


الصورة الرمزية الزرنخي
 
الملف الشخصي:






 


تقييم العضو:
معدل تقييم المستوى: 83

الزرنخي غير متواجد حاليا

افتراضي

      

سورة البروج ( الجزء الأول من سورة البروج )
{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } * { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } * { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } * { قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ } * { ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ } * { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ } * { وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } * { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } * { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ }
شرح الكلمات:

{ ذات البروج } : أي منازل الشمس والقمر الاثنى عشر برجا.

{ واليوم الموعود } : أي يوم القيامة إذ وعدت لله تعالى عباده أن يجمعهم فيه لفصل القضاء. { وشاهد } : أي يوم الجمعة.

{ ومشهود } : أي يوم عرفة.

{ قُتل أصحاب الأخدود } : أي لُعن أصحاب الأخدود.

{ الأخدود } : أي الحفر تحفر في الأرض وهو مفرد وجمعه أخاديد.

{ إذ هم عليها قعود } : أي على حافتها وشفيرها.

{ وما نقموا منهم } : أي ما عابوا اي شيء سوى إيمانهم بالله تعالى.

معنى الآيات:

قوله تعالى { والسماء ذات البروج } هذا قسم من أعظم القسام إذ أقسم تعالى فيه بالسماء ذات البروج وهي منازل الشمس والقمر الاثنا عشر برجا، وباليوم الموعود وهو يوم القيامة إذ وعد الربّ تعالى عباده أن يجمعهم فيه ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون وبالشاهد وهو يم الجمعة وبالمشهود وهو يوم عرفة وجواب القسم أو المقسم عليه محذوف قد يكون تقديره لتبعثن ثم لتنبؤن لأن السورة مكية والسور المكية تعالج العقيدة بأنواعها الثلاثة التوحيد والنبوّة والبعث والجزاء، وجائز أن يكون الجواب قتل بتقدير اللام وقد نحو لقد قتل اي لعن اصحاب الأخدود وهي حفر حفرها الكفار وأججوا فيها ناراً وأتوا بالمؤمنين المخالفين لدينهم وعرضوا عليهم الكفر أو الإِلقاء في النار فاختاروا الإِلقاء في النار مع بقاء إيمانهم حتى إن امرأة كانت ترضع صبياً فأحجمت عن إلقاء نفسها مع طفلها في النار فأنطق الله الصبي فقال لها: أماه امضي فإِنك على الحق فاقتحمت النار. وقوله { إذ هم عليها قعود } بيان للحال التي كانوا يفتنون فيها المؤمنين والمؤمنات إذ كانوا على شفير النار وحافتها قاعدين، وقوله تعالى { وهم على ما يفعلون بالمؤمنين } من الإِلقاء في النار والارتداد عن الإِسلام { شهود } أي حضور، ولم يغيروا منكراً ولم يأمروا بمعروف. وقوله تعالى { وما نقموا منهم } أي وما عابوا عنهم شيئا سوى إيمانهم بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض، فحسب العبد من الله هذه الصفات فإِنها توجب الإِيمان بالله وطاعته ومحبته وخشيته وهي كونه سبحانه وتعالى عزيزاً في انتقامه لأوليائه حميداً يحمده لآلائه ونعمه سائر خلقه مالكاً لكل ما في السموات والأرض ليس لغيره ملك في شيء معه وعلمه الذي أحاط بكل شيء دل عليه قوله وهو على كل شيء شهيد. فكيف ينكر على المؤمن إيمانه بربّه ذي الصفات العلا. والجلال والجمال والكمال. سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك. وقوله تعالى { إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات } أي فتونهم عن دينهم فأحرقوهم بالنار { ثم لم يتوبوا } بعد فتنتهم للمؤمنين والمؤمنات { فلهم عذاب جهنم } جزاء لهم. { ولهم عذاب الحريق } عذاب جهنم في الدار الآخرة وعذاب الحريق في الدنيا. فقد روي أنهم لما فرغوا من إلقاء المؤمنين في النار والمؤمنون كانت تفيض أرواحهم قبل وصولهم إلى النار فلم يحسوا بعذاب النار والكافرون خرجت لهم النار من الأخاديد وأحرقتهم فذاقوا عذاب الحريق في الدنيا، وسيذوقون عذاب جهنم في الآخرة هذا بالنسبة على أبدانهم أما أرواحهم فإِنها بمجرد مفارقة الجسد تلقى في سجين مع أرواح الشياطين والكافرين وقوله تعالى { إن الذين آمنوا } بالله وعملوا الصالحات أي آمنوا بالله ربّاً وإلهاً وعبدوه ب>اء فرائضه وترك محارمه { لهم جنات } أي بساتين { تجري من تحتها الأنهار } أي من تحت أشجارها وقصورها.

وقوله تعالى { ذلك الفوز الكبير } حقا هو فوز كبير، لأنه نجاة من النار أولاً ودخول الجنة ثانياً. كما قال تعالى
{ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
- تقرير عقيدة البعث والجزاء.

2- فضل يومي الجمعة وعرفة.

3- بيان ما يُبتلى به المؤمنون في هذه الحياة ويصبرون فيكون جزاؤهم الجنة.

4- الترهيب والترغيب في ذكر جزاء الكافرين والمؤمنين الصالحين.
نواصل في سورة البروج

التوقيع:

مشرف القسم الاسلامي والسنة النبوية

من مواضيعي في الملتقى

* بعض ماجاء في فضل الصحابه المهاجرين والانصار في القران الكريم
* أسطوانة قصص الانبياء من انتاج شركة سوفت
* مقالات في السيرة النبوية الشريفة
* " ما هي صلاة الإشراق " ؟
* موقع للقران الكريم رائع اجعله ضمن متصفحك
* معاني كلمات القران الكريم من المصحف الاكتروني..... سورة هود
* مواقع لمعرفة صحة الأحاديث النبوية الشريفة

الزرنخي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد
   
الكلمات الدلالية (Tags)
للشيخ, أيسر, لكلام, التفاسير, الجزائري, العلي, الكثير, ابو, بكر
 

   
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مصحف بدر العلي _ جزء عم الحج الحج ملتقى القرآن الكريم وعلومه 1 10-08-2017 11:20 AM
مصحف عبد العلى أنقولى 76 سورة الحج الحج ملتقى القرآن الكريم وعلومه 1 09-18-2017 06:02 PM
عبد العلي أنقولي 51 سورة الحج الحج ملتقى القرآن الكريم وعلومه 1 08-24-2017 11:04 AM
برواية ورش مصحف عبد العلي الفيلالي 12 سورة الحج الحج ملتقى القرآن الكريم وعلومه 1 06-20-2017 06:20 PM
اسطوانة مكتبة التفاسير محمود ابو صطيف قسم الاسطوانات التجميعية 7 04-26-2017 01:13 PM


   
 

vBulletin® v3.8.7, Copyright ©, TranZ by Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لموقع العودة الإسلامي
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009