المناسبات | |
|
|
10-14-2012, 05:04 PM | #1 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
الأدب مع الله عز وجل
الأدب مع الله عز وجل ذات يوم كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- معه بعض أصحابه يسيرون في الصحراء بالقرب من المدينة، فجلسوا يأكلون، فأقبل عليهم شاب صغير يرعى غنمًا، وسلَّم عليهم، فدعاه ابن عمر إلى الطعام، وقال له: هلمَّ يا راعي، هلمَّ فأصب من هذه السفرة. فقال الراعي: إني صائم. فتعجب ابن عمر، وقال له: أتصوم في مثل هذا اليوم الشديد حره، وأنت في هذه الجبال ترعى هذه الغنم؟! ثم أراد ابن عمر أن يختبر أمانته وتقواه، فقال له: فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه فنعطيك ثمنها، ونعطيك من لحمها فتفطر عليها؟ فقال الغلام: إنها ليست لي، إنها غنم سيدي. فقال ابن عمر: قل له: أكلها الذئب. فغضب الراعي، وابتعد عنه وهو يرفع إصبعه إلى السماء ويقول: فأين الله؟! فظل ابن عمر يردد مقولة الراعي: (فأين الله؟!) ويبكي، ولما قدم المدينة بعث إلى مولى الراعي فاشترى منه الغنم والراعي، ثم أعتق الراعي. وهكذا يكون المؤمن مراقبًا لله على الدوام، فلا يُقْدم على معصية، ولا يرتكب ذنبًا؛ لأنه يعلم أن الله معه يسمعه ويراه وهناك آداب يلتزم بها المسلم مع الله -سبحانه- ومنها: عدم الإشراك بالله: فالمسلم يعبد الله -سبحانه- ولا يشرك به أحدًا، فالله -سبحانه- هو الخالق المستحق للعبادة بلا شريك، يقول تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا} [النساء: 36]. إخلاص العبادة لله: فالإخلاص شرط أساسي لقبول الأعمال، والله -سبحانه- لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه، بعيدًا عن الرياء، يقول تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا} [الكهف: 110]. مراقبة الله: فالله -سبحانه- مُطَّلع على جميع خلقه، يرانا ويسمعنا ويعلم ما في أنفسنا، ولذا يحرص المسلم على طاعة ربه في السر والعلانية، ويبتعد عمَّا نهى عنه، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان، فقال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) _[متفق عليه]. الاستعانة بالله: المسلم يستعين بالله وحده، ويوقن بأن الله هو القادر على العطاء والمنع، فيسأله سبحانه ويتوجه إليه بطلب العون والنصرة، يقول تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنـزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } [آل عمران: 26] ويقول صلى الله عليه وسلم: (إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله) [الترمذي]. محبة الله: المسلم يحب ربه ولا يعصيه، يقول تعالى: {والذين آمنوا أشد حبًّا لله} [البقرة: 165]. تعظيم شعائره: المسلم يعظم أوامر الله، فيسارع إلى تنفيذها، وكذلك يعظم حرمات الله، فيجتنبها، ولا يتكاسل أو يتهاون في أداء العبادات، وإنما يعظم شعائر الله؛ لأنه يعلم أن ذلك يزيد من التقوى، قال تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} [الحج: 32]. الغضب إذا انتُُهكت حرمات الله: فالمسلم إذا رأى من يفعل ذنبًا أو يُصر على معصية، فإنه يغضب لله، ويُغيِّر ما رأى من منكر ومعصية، ومن أعظم الذنوب التي تهلك الإنسان، وتسبب غضب الله، هو سب دين الله، أو سب كتابه، أو رسوله صلى الله عليه وسلم، والمسلم يغضب لذلك، وينهى من يفعل ذلك ويحذِّره من عذاب الله -عز وجل-. التوكل على الله: المسلم يتوكل على الله في كل أموره، يقول الله -تعالى-: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} [الفرقان: 58] ويقول تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا} [الطلاق:3] ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم توكَّلون على الله حق توكَّله، لرُزِقْتُم كما يُرْزَق الطير تغدو خِمَاصًا (جائعة) وتعود بطانًا (شَبْعَي)) _[الترمذي]. الرضا بقضاء الله: المسلم يرضى بما قضاه الله؛ لأن ذلك من علامات إيمانه بالله وهو يصبر على ما أصابه ولا يقول كما يقول بعض الناس: لماذا تفعل بي ذلك يا رب؟ فهو لا يعترض على قَدَر الله، بل يقول ما يرضي ربه، يقول تعالى: {وليبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 155-157]. الحلف بالله: المسلم لا يحلف بغير الله، ولا يحلف بالله إلا صادقًا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت) [متفق عليه]. شكر الله: الله -سبحانه- أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى؛ فيجب على المؤمن أن يداوم على شكر الله بقلبه وجوارحه، يقول تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إني عذابي لشديد} [إبراهيم: 7]. التوبة إلى الله: قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار } [التحريم: 8]. ويقول تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:13]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يأيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة) [مسلم]. وهكذا يكون أدب المسلم مع ربه؛ فيشكره على نعمه، ويستحي منه سبحانه، ويصدق في التوبة إليه، ويحسن التوكل عليه، ويرجو رحمته، ويخاف عذابه، ويرضى بقضائه، ويصبر على بلائه، ولا يدعو سواه، ولا يقف لسانه عن ذكر الله، ولا يحلف إلا بالله، ولا يستعين إلا بالله، ودائمًا يراقب ربه، ويخلص له في السر والعلانية اثبت وجودك .. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
10-14-2012, 06:22 PM | #2 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم اخونا الفاضل ابو ريم ورحمة على الموضوع القيم والراائع جعله في ميزان حسناتكم الصدق مع الله في كل زمان ومكان رزقنا الله واياكم الجنة |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
10-14-2012, 08:54 PM | #3 | |
مشرفه ملتقى فيض القلم
|
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله فيكِ اختي العزيزه بحر الحنان على الموضوع القيم وجعله الله في ميزان حسناتك اللهم اجعلنا من الذين يعبدونك كأنهم يرونك وان نستعين بك ونسألك وحدك وجعلنا ياربنا من الذين يعظمون شعائرك المتوكلين عليك الراضين بقضائك الشاكرين الحامدين لك اللــــــــــــــــهم أمين واستغفر الله العظيم واتوب اليه |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
10-14-2012, 09:25 PM | #4 | |
|
جوزيت خيرا على هذا الموضوع الهام جدا حيث ان كثيرا من المسلمين اليوم لا يحسن هذا الأدب مع الخالق ، فالتأدب مع الله منهج واجب على كل مسلم أن يلتزم به ويطبقه ‘
فالله اغنى الأغنياء عن الشرك كقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري؛ تركته وشِركه». رواه مسلم وفي حديث أخر حديث عظيم ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جل ذكره أذن لي أن أحدث عن ديك قد فرقت رجلاه الأرض وعنقه مثني تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك ربنا فيرد عليه ما علم ذلك من حلف بي كاذبا |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
10-14-2012, 09:31 PM | #5 | |||
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بارك الله في صحتك وعمرك وعلمك اختي الغالية آمال |
|||
من مواضيعي في الملتقى
|
||||
10-14-2012, 09:33 PM | #6 | |||
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
اللهم اميييين يا رب العالمين اعطاك ربي سؤلك واسعدك غاليتي |
|||
من مواضيعي في الملتقى
|
||||
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فقط ضع الماوس على الآية | ابو عبد الرحمن | ملتقى القرآن الكريم وعلومه | 5 | 05-01-2019 03:41 PM |
سوء الأدب مع الله | صادق الصلوي | ملتقى الحوار الإسلامي العام | 4 | 03-06-2019 06:20 AM |
الدرس العملي لكيفية غسل الميت لفضيلة الشيخ احمد رزوق حفظه الله | almojahed | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 7 | 01-24-2019 06:54 AM |
فضل الأدب | AL FAJR | ملتقى الأسرة المسلمة | 12 | 02-13-2013 01:01 AM |
الأدب مع الوالدين | ام هُمام | ملتقى الآداب و الأحكام الفقهية | 8 | 11-27-2012 09:32 PM |
|