المناسبات | |
|
|
08-20-2018, 08:29 PM | #217 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم ذكر قصة إسحاق ثم قصة موسى وهارون ثم من بعد ذلك قصة إلياس عليه السلام وعلى نبينا ثم قصة لوط كيف أن الله سبحانه وتعالى نجاه من هؤلاء القوم ثم قصة يونس وهي قصة عجيبة في الخلاص أيضًا كيف أن الله نجّا الأمة كلها لما عادت إلى الله، قال (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) هذا هو سر الخلاص من العقوبة التي حلت بيونس (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) هذا بالنسبة له هو، بالنسبة إلى أمته التي نجت من العذاب قال (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) هذا سر الخلاص من عذاب الله في الدنيا.
ثم ذكر الله عز وجل ما ختمت به السورة من التأكيد على ما نزلت فيه السورة، لكن أحب أن أنبه إلى آية وهي قول الله عز وجل (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (154) أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (155) أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (157) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا) والجنّة هل هم الجنّ؟ هل هناك أحد من العرب جعل بين الله عز وجل وبين الجن نسبا؟ إذا فالجِّنة هنا هي الملائكة، السورة أصلا هنا في الملائكة وتسمى سورة الملائكة (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) وهنا قال (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ) لماذا سميت جنة لأنها مُجتنة أي خفية مثل الجن، هي خفية لا ترى، قال (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ) أي الملائكة (إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (160) فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163) وَمَا مِنَّا) لا زالوا يتحدثون! (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ)أي مشركو مكة (لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (168) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ) فالسورة كلها تتحدث عن سبيل الخلاص من عذاب الله في الدنيا وفي الآخرة. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
08-21-2018, 06:49 PM | #218 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
سورة ص
نختم بسورة ص وقد افتتحت بالحروف المقطعة وعُظِّم فيها أمر القرآن بقوله (وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ) هذه السورة العظيمة أنا أسميها سورة الخصومات لأن الله ذكر فيها أربع خصومات: الخصومة الأولى خصومة المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله (كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا) يعني انظروا كيف يكذب محمد عليكم، يقول أن الآلهة التي تعبد هي آله واحد فقط، والثلاثمائة وستون؟؟؟ ماذا نفعل بهم؟ هؤلاء كلهم آلهة! (أجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا) إن هذا الذي يقوله محمد (لَشَيْءٌ عُجَابٌ) (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ) ما سمعنا أحد قال الكلام الذي قاله محمد صلى الله عليه وسلم (إنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ) هذه الخصومة الأولى. والخصومة الثانية هي خصومة الخصمين اللذين دخلا على داود عليه الصلاة والسلام وهو يتعبد في محرابه (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ) تسوروا عليه المحراب يستفتونه، (إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ) ما هي الفتنة التي حصلت لداود؟ حَكَم لأحد الخصمين قبل أن يسمع من الآخر وهذه فتنة، لأنه لا يجوز للقاضي أن يحكم لأحد الطرفين حتى يسمع من الطرف الآخر. (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ) يعني هذه التي حصلت له فتنة من الله، ماذا فعل؟ ما قال واحدة وتكّفر بعمرة أو غيرها، لا، استغفر به في نفس اللحظة التي اكتشف فيها أنه خالف أمر الله (وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ) ثم أعطاه الله توجيهًا فقال (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ). |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
08-22-2018, 08:38 PM | #219 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم ذكر الله الخصومة الثالثة بين المشركين في قوله (هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآَبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56) هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58) هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ) هذه الآن خصومة بين أهل النار (قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60) قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61) وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ) أي في الدنيا (أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا) أي سخرنا بهم (أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ) أي القرآن (نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ).
ثم ذكر الله الخصومة الرابعة وهي خصومة الملأ الأعلى، أشار إليها إشارة فسّرتها السُنّة (مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ). ثم ذكر الله الخصومة الخامسة بين إبليس وبين الله عز وجل عندما قال الله له (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ) ما الذي منعه؟ الكِبْر (اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) قال الله له (يا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) الله خلقه بيده تكريمًا (أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) أنا خير منه أنا أسجد لواحد أقل مني؟! لا يمكن! (خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) كذب عدو الله! هذا الدليل ليس دالّا على أنه خير منه (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) المُخلصين عاد إلى سورة الصافات، سبحان الله! السور فيها حلقات تربط بينها ربطًا شديدًا بطريقة غاية في العجب، لاحظوا مثلا في سورة فاطر ذكرت قضية الشيطان، في سورة يس ذكرت قضية الشيطان، وقضية الإيمان باليوم الآخر وهكذا في هذه السور. قال (قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ ) نعوذ بالله من هذه الحال(مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ) أي القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ). |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
08-23-2018, 09:28 PM | #220 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
سورة الزمر
هي سورة التوحيد والإخلاص من أولها إلى آخرها جاءت داعبة إلى التوحيد، آمرة بإخلاص الدين لله عز وجل، وهذه السورة افتتحت بمدح الكتاب وكأنها تتمة لسورة ص، لأنه في آخر سورة ص قال الله تعالى (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)- ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) فكأنها تتمة لها، والعلاقة بينهما أنه في سورة ص كان هناك حوار مع الكفار في اتخاذهم أربابًا وآلهة من دون الله عز وجل، وكان هناك نوع من إبطال هذه العبادة لهذه الآلهة، وفي هذه السورة بيان للمعبود الحق وهو الله سبحانه وتعالى. وقد افتتحت بقوله (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ) بالحق الثابت الذي لا مرية فيه ولا شك، وختمت بخاتمة تدل على إرادة هذا الحق وأن من اتبع الحق في الدنيا كان من أهل الحق في الآخرة، قال الله عز وجل (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) أي قضي بينهم بالعدل والقسط الذي لا ظلم فيه ولا حيف. ثم قال الله عز وجل (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) الخالص من الشرك، والخالص من اتخاذ الآلهة والأرباب (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) أي يقولون عن آلهتهم أننا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، والعجيب أن هذه العبارة التي حكاها الله عن أهل الشرك قد وجدها بعض المشايخ مكتوبة عند أحد القبور التي يطاف بها، مكتوب (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) هذه كلمة أهل الشرك في آلهتهم التي اتخذوها من دون الله عز وجل تأتي لتكتبها على قبر؟! فالمشركون ما عبدوا آلهتهم إلا بهذه الحجة وهم يريدون من آلهتهم أن تقربهم إلى الله زلفى، وهؤلاء الذين يعبدون هؤلاء المقبورين هذه حجتهم فاتفقوا وان اختلفت أسماؤهم. ثم الله سبحانه وتعالى يبين أنه منزّه عن الصاحبة والولد وعن الأنداد والنظراء والشركاء (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) ثم يذكر الأدلة على وحدانيته بأنه هو الذي سخّر الشمس والقمر ويكّور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وهو الذي خلقنا من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
08-24-2018, 03:08 PM | #221 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ثم تستمر الآيات في هذا الميدان وهذا المضمار وهي تدعو إلى التوحيد وتبين فضائله إلى أن يأتي في قول الله عز وجل في الآية الحادية عشر (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) وهذا يؤكد ما ورد في أول السورة (ألا لله الدين الخالص) يعني أن هذه السورة جاءت لتأكيد التوحيد ولتعظيم أمر إخلاص العبادة لله جل وعلا (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) الموحدين (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) ثم يذكر جزاءهم ويذكر جزاء من يقابلهم ممن أفردوا الله بالعبادة (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا) أي لم يعبدوا مع الله أحدا سواه لا نبيًا مرسلًا ولا ملكًا مقرّبًا ولا قبرَ ولي ولا شيئًأ مما يعظَّم مما هو يتخذ طاغوتًا يُعبد من دون الله عز وجل (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ) من هم عبادك يا رب؟ (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) ثم تستمر الآيات في هذا الميدان تناقش هؤلاء المشركين وتضرب لهم الأمثال إلى أن يأتي في مقطعها الأخير قوله سبحانه وتعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) دعوة رفيقة حانية من ربنا سبحانه وتعالى بأن لا يقنط أحدٌ من أي عمل عمله سواء كان الشرك أو ما دونه، لا تقنط، إذا أقبلت على الله أقبل الله عليك بتوبته ورحمته وبدّل سيئاتك حسنات ومحا ذنوبك وبدأت صفحة جديدة مع الله عز وجل، حتى إن الرجل الذي يُسلم قبل يوم واحد من وفاته قد يكون خيرًا ممن أسلم قبله بسنين لما يعطيه الله من الكرامة والفضل! فالله يدعونا هذه الدعوة الرفيقة الحانية (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
08-25-2018, 05:06 PM | #222 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) ثم تستمر الآيات إلى أن يأتي في قضية التوحيد والشرك تطبيقها على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول الله له (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ ) حاشاه من ذلك عليه الصلاة والسلام ولكن هذا على سبيل الفرض والتنزّل (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ). ثم ذكر الله أنه سيُنفخ في الصور نفختان، النفخة الأولى نفخة الصعق والنفخة الثانية نفخة القيام من القبور وبعد ذلك توفّى كل نفس ما عملت، ثم يساق الذين كفروا إلى جهنم زمرًا ويساق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرًا، نسأل الله أن يجعلنا جميعًا من أهل الجنة .
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تابع حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 10 | 01-07-2019 06:58 AM |
حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 27 | 01-05-2019 01:07 PM |
مقاصد سورة البقرة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 2 | 12-23-2012 09:57 PM |
مقاصد سورة التوبة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-18-2012 08:39 PM |
مقاصد سورة الفاتحة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-11-2012 09:55 PM |
|