المناسبات | |
|
|
01-12-2018, 07:01 PM | #13 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
بيّن لك في هذه السورة كل شيء وما الواجب عليك فاسمع وأطع وسلّم أمرك لله وإياك أن تتخلف عما أوجب الله عليك أو تحاول أن تتملص من أحكام الله عز وجلّ فإنك إن تملصت صار مصيرك مصير أبيك آدم أو مصيركم بني إسرئيل الذين فضلهم الله على العالمين فتملصوا فسلبهم الله ذلك التفضيل وضرب عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب الله. إن استجبتم وأطعتم صار مصيركم مصير إبراهيم إمام الحنفاء وأبو الأنبياء وخليل الرحمن وأحد أولي العزم من الرسل والذي يؤكد هذا أن آخر السورة قال الله عز وجلّ مبينًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد استجابوا وآمنوا وأطاعوا وامتثلوا أمر الله (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) لكن يا رب أحيانًا تزلّ بنا القدم (غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) قال الله من رحمته بنا (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) لا يكلفك الله شيئا لا تطيقه ما لا تطيقه من أوامر الله فإنه الله عز وجلّ يسقطه عنك (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٢٨٦﴾).
تقرأ سورة البقرة فتظن أنك في كل لحظة تأتي إلى قضية لا تتصل بالقضية الأخرى ولكن عندما تنظر إليها هذه النظرة الكلية العامة ستجد أنها سورة قد رُتبت ترتيبًا بديعًا ونظمت نظمًا عجيبًا وأحكمت آياتها إحكامًا في غاية الإتقان وهذا شيء يسير من فيوضها وأنوارها وإلا فالمجال يطول لو أردنا أن نسبح فيما احتوته هذه السورة من البدائع والعجائب والعبر العظات والدروس والحِكَم. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
01-13-2018, 05:39 PM | #14 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
سورة آل عمران
حديثنا حول سورة آل عمران هذه السورة العظيمة الكريمة التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم مع سورة البقرة بالزهراوين قال :اقرأوا الزهراوين فإنهما يأتيا يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صوافّ تحاجان عن صاحبهما والأحاديث الواردة في فضلها صحيحة وكثيرة ومرغّبة للإنسان في أن يستمسك بها ويعتني بها ويحرص على تلاوتها وحفظها. هذه السورة الكريمة فيها قضايا كثيرة جدًا لكن أبرز هذه القضايا هي قضية التوحيد والذي يدلل على ذلك أنها افتتحت بالتوحيد قال الله عز وجلّ (الم ﴿١﴾ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴿٢﴾) فافتتحها الله عز وجلّ بكلمة التوحيد وهي قوله (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) وهذه الكلمة لم ترد في سورة مثلما وردت في سورة آل عمران فقد جاءت في خمس مواطن بينما في سورة النساء جاءت في موطن واحد (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴿٨٧﴾). في سورة آل عمران جاءت في خمس مواضع: (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) وفي نفس السياق في الصفحة الأولى يقول الله عز وجلّ (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦﴾) ثم جاءت في آية أخرى مرتين (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٨﴾) وجاءت مرة خامسة في قوله جلّ وعلا (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦٢﴾) هذه الآيات كلها في التوحيد الخالص، هذا واحد من الشواهد على أن هذه السورة سورة التوحيد. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
01-14-2018, 05:07 PM | #15 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
أما الشاهد الثاني فهو ورود كلمة الاسلام، لم ترد في القرآن في سورة بمثل العدد الذي وردت فيه في هذه السورة الكريمة (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿١٩﴾ فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿٢٠﴾) وقال سبحانه وتعالى (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾) (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾) وغيرها من المواطن التي وردت في هذه السورة ويراد بالاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك. ومما يدلل على أن هذه السورة سورة التوحيد وأنها اعتنت بهذا الأمر عناية بالغة أنها سميت سورة آل عمران فما دلالة آل عمران على التوحيد؟ نقول هذه السورة في أكثر من مائة آية جاءت في حوار النصارى ومناقشتهم في القضية الكبرى التي أخلّوا فيها بإسلامهم وهي قضية تأليه عيسى أو ادعاء أنه ابن لله عز وجلّ فالله عز وجلّ لما أنزل هذه السورة نص فيها على هذه الأسرة الكريمة وهي أسرة آل عمران ليقول لك إن عيسى ينتمي إلى سلالة بشرية معروفة كما تعرف سائر السلالات البشرية والأُسر الإنسانية المبثوثة في هذه الأرض فهناك أسرة يقال لها آل عمران منهم عيسى هذا الذي أنتم ادعيتم أنه ابن الله فهو من سلالة بشرية معروفة. فهو يرمز باسم السورة فلم يسمّها سورة الحيّ أو أُحد أو أيّ اسم آخر وسماها آل عمران للرد على النصارى بأن عيسى الذي تدعونه إلها أو ابنا لإله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا هو بشر كسائر البشر (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾) فإن كنتم تستغربون من عيسى وترون أنه ظاهرة مختلفة عن سائر البشر فأبونا آدم أشد غرابة لأن آدم لم يكن له أبوان وعيسى كان له أم من دون أب.
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
01-15-2018, 05:04 PM | #16 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
ومما يؤكد أن هذه السورة سورة التوحيد معنى بلاغي في غاية الدقة وهو ما يسمى في البلاغة عند علماء البلاغة والبيان رد العجز على الصدر بمعنى أن المتحدث يبدأ بكلام يشير فيه إلى ما يريد أن يتحدث عنه ثم يختم كلامه بالعَوْد على الموضوع الأساس الذي بدأ به حديثه فيسمون هذا رد عجز الكلام على صدره أي أوله والقرآن كله بُني على هذه القاعدة البلاغية. فإذا نظرت إلى السبع الطوال أو السبع سور الأولى التي افتتح بها القرآن والسبع القصار التي ختم بها القرآن تجدها هكذا مثال: سورة الفاتحة (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾) فجاء اسم الله والرب ومالك وآخر سورة في القرآن (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿١﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿٢﴾
إِلَهِ النَّاسِ ﴿٣﴾) الأسماء الثلاثة الموجودة في سورة الفاتحة أعيدت في سورة الناس. سورة البقرة ذكر فيها قضية السحر والحسد بشكل واضح ولذلك من أعظم ما يُرقى به المسحور والمحسود سورة البقرة يقابلها سورة الفلق (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿١﴾مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ﴿٢﴾ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿٣﴾ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴿٤﴾ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿٥﴾). إذا نظرت إلى سورة آل عمران (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴿٢﴾) يقابلها في آخر القرآن (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾) |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
01-16-2018, 05:14 PM | #17 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
مواضيع السورة
هذه السورة فيها موضوعان أساسيان: الموضوع الأول هو قضية الحوار مع النصارى وقد نزلت آياتها الأولى في مناظرة النصارى ومجادلتهم ومحاجتهم عندما جاء وفد نصارى نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه السورة ليقيم الحجة عليهم في أعظم أمر أخلّوا فيه وهو قضية تأليه عيسى عليه الصلاة والسلام وادّعاء أنه إله أو ابن إله تعالى الله عما يشركون فجاءت هذه السورة لتفن هذا تمام عيسى من البشر وتحكي قصته من البداية (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٣٣﴾ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾) ثم تأتي بالقصة وكيف جاءت مريم وكيف تفرّغت مريم للعبادة ثم إن الله عز وجلّ كفلها زكريا ثم إن الله عز وجلّ جعل لها هذه الآية العجيبة وهي أن يخلق عيسى في جوفها من غير أب. ثم يقوم عيسى بدوره الذي أناطه الله به وهو القيام بالتوحيد وأنه عبد لله عز وجلّ كما في قوله جلّ وعلا لما قال لبني إسرائيل مبينا حقيقته (وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴿٥١﴾) ثم بدأت الآيات تناقشهم وتحاورهم إلى أن وصل الحوار إلى مرحلة المباهلة وهي أن تدعو خصمك الذي لم يقبل بحجتك وتقول أنا متأكد أن حجتي بالغة وأنها قد مامت عليك وأن الذي يمنعك من قبولها هو الكبر وعدم الرضوخ للحق وإلا فبأيّ حق تدّعي لبشر أنه إله تعالَ تدعو عليّ وأدعو عليك، قال الله عز وجلّ (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾) أدعو أنا على نفسي بأني إن كنت كاذبًا في ما ادّعيته في حق عيسى أن يجعل الله عليّ لعنته وأنتم تقولون ذلك ثم نفذ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بنفسه فدعا فاطمة وعليا والحسن والحسين وقال للنصارى الذين جاؤوه من نجران: اخرجوا نبتهل فاجتمعوا وقالوا والله إنا نخشى أن تصيبنا هذه المباهلة بباقعة فلا تبقى منا نفس منفوسة بل ارضوا بمصالحة محمد وادفعوا له الجزية وهذا يدل على أنهم كانوا يعلمون أن الحق كان معه وأن الآيات التي أنزلها الله من سورة آل عمران قد أبلغت في الحجة وقطعت دابر أي شبهة لديهم ولذلك قال الله لهم (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾) تجلّت هذه القضية بهذا الوضوح وهو قضية التوحيد في أكثر من مائة آية. |
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
01-17-2018, 05:15 PM | #18 | |
مشرفة ملتقى الأسرة المسلمة
|
عد هذا كله لما بيّن الله عظمة التوحيد وأهميته وأقام الحجة عليه بدأ يذكر مستلزمات هذا التوحيد ومن أهمها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والولاء والبراء والجهاد في سبيل الله، إذا كنت موحدًا لله حقًا فإنك ستقوم لله عز وجلّ بأمره بأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتوالي وتعادي في الله وتجاهد في سبيل الله وهذا ما جاء بعد ذكر التوحيد فبعدما ذكر الله هذه القضايا قال للمؤمنين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٤﴾) ثم قال (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿١١٠﴾) ثم بعدما انتهى من هذا ذكر قضية الولاء والبراء في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا) لا تتخذوا أعدائي الذين يشركون بي بطانة تجعلونهم وزراء ومستشارين عندكم فإن هذا يتعارض مع أصل التوحيد، الولاء والبراء فرع عن التوحيد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ) يودون عنتكم والمشقة التي تنزل عليكم قال الله عز وجلّ (لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١١٨﴾ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١١٩﴾)
|
|
من مواضيعي في الملتقى
|
||
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تابع حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 10 | 01-07-2019 06:58 AM |
حصري القرآن الكريم المصحف كامل لعدة شيوخ ملتقى أحبة القرآن | خالددش | ملتقى الصوتيات والمرئيات والفلاشات الدعوية | 27 | 01-05-2019 01:07 PM |
مقاصد سورة البقرة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 2 | 12-23-2012 09:57 PM |
مقاصد سورة التوبة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-18-2012 08:39 PM |
مقاصد سورة الفاتحة | nejmstar | قسم تفسير القرآن الكريم | 1 | 12-11-2012 09:55 PM |
|