حيــاتنــا بِــلا هُمـوم .

جلس علي بن أبي طالب رضي الله عنه متأملاً أشد مخلوقات الله

فقال : " أشدّ خلق ربك عشرة : الجبال ، والحديد ينحت الجبال

والنار تأكل الحديد ، والماء يطفئ النار

والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء

والريح تقل السحاب ، والإنسان يتقي الريح بيده ويذهب فيها لحاجته

والسكر يغلب الإنسان ، والنوم يغلب السكر

والهم يمنع النوم ، فأشد خلق ربك الهم "

/

لا تَخلو حياتنا من الهُموم كبيراً وصغيراً
نشترك جميعنا في بعضها ونختلف في أخرى
هم رِزق
هم دَين
هم عِلم
هم ابناء وأسرة
هم موت
هًموم لاحصر لها في هذه الدُنيا الزائله
/
فلمَ لا نسعى للعيش دون هُموم
قد يرى البعض أن هذا مُستحيلاً ولا يُمكن أن يحصل
إلا أن راحة البال والطُمأنينه ليس بالامر المُستحيل
بل لا يناله إلا من سَعى ليثاب هذه النعمة
ورغم كثر الهُموم التي وددت الخوض فيها
إلا إني انتقيت ..

هَم الآباء عَلى ابنائِهم

من مِنا لا يخشى على ابناءه وفي كَيفيه ضمان مستقبلهم وحياتهم
خاصة الصغار منهم
وهَم الابناء كبير على الوالدين
فهم يُسَخرون حياتهم لتربيتهم ونَشأتهم نشأة صالحه
ومن سيسندهم بعد رَحيلهم
لمَ لا نترك هذا الحمل
ونوكله للرؤوف الذي لا يَخلف ميعاد
الرَحيم بعبادهِ .. أرحم عليهم منا
ولكن علينا أن نعمل لنَضمن هذا
ولستُ أقصد هَهُنا الضمان المادي إنما ماهو أعظم من ذلك
وجلُّ ماعلينا فعله
نشتري لهم أسهُم ونستَثمر من مَالك الكون , أسهُم لا تهبط أبداً
( تَقوى الله )
نعم .. نَتقي الله ليحفظهم فـ صَلاح الابوين يَمتد اثره للأبناء
لـنعمل أعمالاً نحتسب بها ضَمان مُستقبل أبناءنا
سُبحانه تَعالى سَخر لنا سُبل الخير
/
.. { وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا
خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا } .. النساء

اتقِ الله = يَحفظ الله لك ابناءك
/
ولنستذكر قصه الغُلامين اليَتيمين الذين كان أبوهما صالحاً
فبعثَ الله نبيين ( الخضر وموسى ) ليقيما الجِدار !
..
.. ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا
وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا
وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ) .. الكهف

اتقِ الله = يَتكفل الله بابناءك

/

ماتَ عُمر بن عبد العزيز- رحمه الله- وخَلف أحدَ عشر ابنًا

وبلغت تَركته سبعة عشر دينارًا كُفن منها بخمسة دنانير

وثمن مَوضع قبره ديناران وتبقى مِنها عشره

وقُسِّم الباقي على بنيه

وأصابَ كل واحد من ولده تِسعة عَشر دِرهمًا ( الدرهم أقل من الدينار )

ورأوا من أولاد عمر بن عبد العزيز

قد حمل في يومٍ واحد على مائةِ فرس في سبيل الله عز وجل

رجل زهد في الدنيا واتقى الله

( فليسَ مُهم كِميه مانتركه من أموال بِقدر أهميه كِميه الخير الذي نزرعه )

اتقِ الله = يكرم ابناءك

/
سُبحانه وتعالى لا يُضيع أجر مَن أحسن عملاً

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
رزقكم ربي التقوى

نسأل الله العظيم ان يجعلنا واياكم من المتقين ويرزقنا ويبعد عنا الهموم
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الموضوع القيم
حقيقه فعلا من يفكر بمستقبل علمه عند الله يمت هما ونكدا
فلنترك الأمور للعلام الغيوب ونتقيه ليتكفل بنا