حارس السنة
12-15-2010, 09:35 PM
قاعدة في قبول الحق
http://www.noor-alyaqeen.com/vb/imgcache/2898.imgcache.jpg
قال الإمام إبن القيم الجوزية :
وكم رد من الحق بتشنيعه بلباس من اللفظ قبيح !
وفي مثل هذا قال أئمَّةُ السُّنَّةِ - منهم الإمام أحمد وغيره - : لا نزيل عن الله صفة من صفاته لأجل شناعة شُنِّعت ، فهؤلاء الجهمية يسمون إثبات صفات الكمال لله - من حياته وعلمه وكلامه وسمعه وبصره ، وسائر ما وصف به نفسه - تشبيها وتجسيما ، ومن أثبت ذلك مشبها !
فلا ينفر من هذا المعنى الحق لأجل هذه التسمية الباطلة إلا العقول الصغيرة القاصرة خفافيش البصائر !!
وكل أهل نِحْلَة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن ما يقدرون عليه من الألفاظ ، ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ .
ومن رزقه الله بصيرة فهو يكشف به حقيقة ما تحت تلك الألفاظ من الحق والباطل ، ولا يغتر باللفظ ، كما قيل في هذا المعنى :
تقـــــــول هذا جنى النحل تمدحــــــه وإن نشأ قلت ذا قيء الزنابيرِ
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما والحق قد يعتريه سوء تعبيرِ
فإذا أردت الاطلاع على كُنْهِ المعنى : هل هو حقٌّ أو باطلٌ ؟ فجرده من لباس العبارة ، وجرد قلبك عن النفرة والميل ، ثم أعط النظر حقه ، ناظرا بعين الإنصاف ، ولا تكن ممن ينظر في مقالة أصحابه ومن يحسن ظنه نظرا تاما بكل قلبه ، ثم ينظر في مقالة خصومه وممن يسيء ظنه به كنظر الشزر والملاحظة ، فالناظر بعين العداوة يرى المحاسن مساوئ ، والناظر بعين المحبة عكسه .
وما سلم من هذا إلا من أراد الله كرامته وارتضاه لقبول الحق ،
وقد قيل :
وعين الرضا عن كل عيب كليلةٌ كما أن عين السخط تبدي المساويا
وقال آخر :
نظروا بعين عداوة لو أنها عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا
فإذا كان هذا في نظر العين الذي يدرك المحسوسات ، ولا يتمكن من المكابرة فيها ، فما الظن بنظر القلب الذي يدرك المعاني التي هي عرضة المكابرة ؟!
والله المستعان على معرفة الحق وقبوله ورد الباطل وعدم الاغترار به .
(( مفتاح دار السعادة )) المجلد الأول / الصحفة ( 444 ) / دار ان عفان .
http://www.noor-alyaqeen.com/vb/imgcache/2898.imgcache.jpg
قال الإمام إبن القيم الجوزية :
وكم رد من الحق بتشنيعه بلباس من اللفظ قبيح !
وفي مثل هذا قال أئمَّةُ السُّنَّةِ - منهم الإمام أحمد وغيره - : لا نزيل عن الله صفة من صفاته لأجل شناعة شُنِّعت ، فهؤلاء الجهمية يسمون إثبات صفات الكمال لله - من حياته وعلمه وكلامه وسمعه وبصره ، وسائر ما وصف به نفسه - تشبيها وتجسيما ، ومن أثبت ذلك مشبها !
فلا ينفر من هذا المعنى الحق لأجل هذه التسمية الباطلة إلا العقول الصغيرة القاصرة خفافيش البصائر !!
وكل أهل نِحْلَة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن ما يقدرون عليه من الألفاظ ، ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ .
ومن رزقه الله بصيرة فهو يكشف به حقيقة ما تحت تلك الألفاظ من الحق والباطل ، ولا يغتر باللفظ ، كما قيل في هذا المعنى :
تقـــــــول هذا جنى النحل تمدحــــــه وإن نشأ قلت ذا قيء الزنابيرِ
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما والحق قد يعتريه سوء تعبيرِ
فإذا أردت الاطلاع على كُنْهِ المعنى : هل هو حقٌّ أو باطلٌ ؟ فجرده من لباس العبارة ، وجرد قلبك عن النفرة والميل ، ثم أعط النظر حقه ، ناظرا بعين الإنصاف ، ولا تكن ممن ينظر في مقالة أصحابه ومن يحسن ظنه نظرا تاما بكل قلبه ، ثم ينظر في مقالة خصومه وممن يسيء ظنه به كنظر الشزر والملاحظة ، فالناظر بعين العداوة يرى المحاسن مساوئ ، والناظر بعين المحبة عكسه .
وما سلم من هذا إلا من أراد الله كرامته وارتضاه لقبول الحق ،
وقد قيل :
وعين الرضا عن كل عيب كليلةٌ كما أن عين السخط تبدي المساويا
وقال آخر :
نظروا بعين عداوة لو أنها عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا
فإذا كان هذا في نظر العين الذي يدرك المحسوسات ، ولا يتمكن من المكابرة فيها ، فما الظن بنظر القلب الذي يدرك المعاني التي هي عرضة المكابرة ؟!
والله المستعان على معرفة الحق وقبوله ورد الباطل وعدم الاغترار به .
(( مفتاح دار السعادة )) المجلد الأول / الصحفة ( 444 ) / دار ان عفان .