المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحداث تونس: دروس وعبر


almojahed
01-20-2011, 09:53 PM
الحمد لله وحده، والصلاة، والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:

فقد شهدت الساحة التونسية خلال الأسبوعين الماضيين عاصفة من الأحداث المتسارعة، ابتدأت بقيام أحد العاطلين من حملة الشهادات العليا بإحراق نفسه؛ احتجاجاً على سوء الأحوال المعيشية، والاجتماعية، التي يعاني منها الشعب التونسي ( يرجى مراجعة رابط الحكم الشرعي فيمن قتل نفسه) (http://www.alawda.info/quran/showthread.php?p=8801#post8801)، ومروراً بسلسلة من المظاهرات الجماهيرية، في عدد من المدن التونسية، جوبهت باستعمال مفرط للقوة من قبل الشرطة، أسفر عن وقوع عشرات الضحايا، ومئات المصابين، وانتهاءً بالمفاجأة المدوية المتمثلة بالهرب المهين للرئيس وأسرته، بعد محاولات مستميتة لإطفاء شعلة الانتفاضة الشعبية العفوية، تارة بالماء، وتارات بالبنزين!

لعل (تخمة) هذه الأحداث، لا تحول دون عملية (التمثيل الغذائي) الذي يمتص خلاصة التجربة، كما يمتص البدن عصارة الوجبة، ففي الجزء المنظور من القدر المقدور لهذا البلد العربي المسلم تبدو لنا دروس وعبر، منها:

أولاً: (الأمن قرين الإيمان): فحيثما استقر الإيمان في القلوب، استتب الأمن في الأوطان، لقد منيت تونس، بصفة أخص، من بين البلدان العربية، بسيل جارف من تيارات (التغريب) عموماً، و (الفرنسة) خصوصاً، وأحالها دعاة العلمنة، واللَّبرلة، إلى (ماخور) دعارة، و(حانة) خمارة، و(منتجعاً) لفساق العرب، وسياح الغرب، وحاولوا طمس هويتها الإسلامية، ولم يتحملوا سماع أصوات الإسلاميين، العصرانيين، فضلاً عن السلفيين، وظن كثيرون أن مرابعها الخضراء، وحدائقها الغناء، وشواطئها الحالمة، وفنادقها الهائمة، تلحقها بأوربا ذات الرفاهية الاقتصادية، والتيسيرات المدنية! وصوروها مثالاً يحتذى لوطن عربي متحضر، خالي من التدين، والإرهاب!

ولكن هيهات! فوراء الأكمة ما وراءها، ولا يجتنى من الشوك العنب، لقد كشفت الأحداث عن احتقان شعبي، وغليان وطني، لم تفلح مزاعم (الأيدي الخارجية) في تفسيرها، كما لم تفلح (أيدي البطش) في كبتها وتكبيلها، ذلك أن فساد الدين يفضي إلى فساد الدنيا، والعكس بالعكس، قال - تعالى -: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً)

ثانياً: (العدل أساس الملك): إن من سنن الله الاجتماعية أن يبقي الدولة العادلة، ويفني الدولة الظالمة، ذلك أن (الظلم) آفة تنخر في جسد الأمة، وسوسة تحل العقد الاجتماعي، فحين يقع الظلم، والأثرة، تجيش النفوس، وتوغر الصدور، وتفقد الألفة، ويسود سوء الظن، وينجم النفاق، ويروج سوق الانتهازيين، والمفسدين.

لقد تمتع شرذمة قليلون من مصاصي الدماء، بالناتج القومي لشعب تونس، واستفردوا بالقرار، وتقاسموا الغنيمة، وتركوا الأكثرية الساحقة تحت خط الفقر، تشقى بلقمة عيشها، وتبحث عن عمل تسترزق منه، فلا تجد، في حين يعيش هؤلاء الظلمة، والمنافقون، في القصور الشاهقة، ويستقلون المراكب الفارهة، ويحيون الليالي الحمراء، غير مبالين بمعاناة أسر، وشيوخ، وعجائز، وأطفال، ومرضى، وأرامل، فكان من سنة الله الجارية، أن يأتي الله بنيانهم من القواعد، وأن يخر عليهم السقف من فوقهم.

ولعل مما يفسر لنا استقرار كثير من الدول الكافرة، في أوربا، وأمريكا، وجود قدر من (العدل) الاجتماعي، الذي تحميه الأنظمة الديموقراطية، مما يتيح محاسبة المسؤول، بمقتضى النظام، وتساوي الفرص لعموم المواطنين، فحقق لهم قدراً من الاستقرار العام، وليس الاطمئنان التام، الذي يمنحه الإيمان، وفي مخزوننا التاريخي، في عهد النبوة، والخلافة الراشدة، أمثلة رائعة، لا تدانيها أرقى ممارسة بشرية.

ثالثاً: (إن الله يمهل ولا يهمل): بينا ابن آدم في عزه، وسلطانه، وظلمه، وطغيانه، غير آبهٍ بحق الله، وحق عباده، لا يُري قومه إلا ما يرى، يطرب لزقزقة المنافقين، ويستروح لمشورة الوصوليين، يخرج على قومه في زينته، وربما تسمى (زين العابدين)، إذا به تحل به المثلات، وتقرعه القوارع، ويدركه الغرق، فيقول: آمنت بما آمنت به بنو إسرائيل، وأنا من المسلمين، يضيق به بلد كان يسرح فيه، ويمرح، ويصول، ويجول، فيخرج يريد النجاء! فتأبى أرض الله الواسعة أن تؤيه، ويتنكر له قوم كانوا يؤلبونه على صالحي مواطنيه! فكلما همت طائرته أن تهبط في أرض قيل لها: أقلعي! حتى ضاقت به الأرض والسماء، لولا أن تداركه الله بلطف خفي، وكرم عربي.

إن في ذلك لعبرة! ما أحوج ذوي السلطان أن يتملوها، ويتفكروا فيها.

رابعاً: (ذهبت الظلمة، وجاءت الفكرة): لقد اجتاحت تونس، إثر رحيل الرئيس، فرحة غامرة، ونشوة عارمة، إثر أيام عصيبة بذلوا فيها المهج، والأرواح، ولكن ليست العبرة أن يرحل فلان، ويحل فلان، بل العبرة في تصحيح المسيرة، واجتماع الكلمة، إن أخشى ما يخشاه الناصح الشفيق، أن تتحول تونس الخضراء، إلى ساحة حمراء، يتقاتل فيها مختلف الفرقاء، كما جرى في أفغانستان، والصومال، والعراق، ولن يألو عدونا المتربص، في الجانب المقابل من البحر الأبيض المتوسط، جهداً، أن يوقع العداوة والبغضاء بين المسلمين، كما فعل في الجزائر، قبل بضع سنين. فحري بعقلاء القوم، أن يتنادوا إلى كلمة سواء، وأن يتساموا على الحظوظ الشخصية، والولاءات الخارجية، ويستفيدوا من تجارب غيرهم، ولا يسمحوا لدهاة الغرب بالتسلل بين ظهرانيهم.

لقد آن الأوان أن ترجع تونس إلى قيادة (عقبة بن نافع)، وتنبذ ولاء (ساركوزي)، وأن تتحصن بحاضرة (القيروان)، وتنأى عن (باريس)، و(طهران).

اللهم احفظ شعب تونس من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.واجعل عاقبة أمرهم إلى خير، واهدهم سبل الرشاد، وولِّ عليهم خيارهم، وقهم شر شرارهم.آمين
الكاتب أحمد بن عبد الرحمن القاضي
موقع المختار الإسلامي
كما اود الإعتذار لإخواني و اشقائي في تونس لورود بعض العبارات السيئة في بداية المقال و المقصود ليس الإساءة بقدر الإشارة إلى قدر البشاعة و الله المستعان و عليه التكلان

:2:

عبق الجنان
01-20-2011, 10:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الله اخى الكريم وسلمت يمينك على طرحك القيم

اخى الدنيا كل يوم فى حال دوارة واخرها باذن الله العدل فلا يعود للظلم والظالمين مكان بيننا بإذنه تبارك وتعالى


اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأعلى بفضلك كلمتى الحق والدين

ابو عبد الرحمن
01-20-2011, 11:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكي اخي ابو جبريل على هذا النقل المبارك

والله انه ليحزننا مايحصل في بلادنا الاسلامية وخاصة في تونس والسودان والجزائر والعراق و ....... الخ

والناظر في أحوال الأمة الأسلامية اليوم يعلم ان هذا مرجعه الى قول الله عز وجل " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "

ورد في التفاسير ( ظهر الفساد في العالم بالفتن والحروب والاضطرابات . . وذلك بسبب ما اقترفه الناس من الظلم ، وانتهاك الحرمات ، والتنكر للدين ، ونسيان يوم الحساب فانطلقت النفوس من عقالها ، وعاثت في الأرض فسادا بلا وازع ولا رقيب من ضمير أو وجدان أو حياء أو حساب لدين ، فأذاقهم الله جزاء بعض ما عملوا من المعاصي والآثام ، لعلهم يرجعون إلى الحق ، ويكفون عن الضلال والغواية ، ويتذكرون يوم الحساب .)

ورحم الله عبد الله ابن المبارك

رأيت الذنوب تميت القلوب ... وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب ... وخير لنفسك عصيانها
وهل أفسد الدين إلا الملوك ... وأحبار سوء و رهبانها

اللهم احفظ المسلمين وبلاد المسلمين ، وتونس وشعب تونس (http://www.alawda.info/quran/showthread.php?t=2125)من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.واجعل عاقبة أمرهم إلى خير، واهدهم سبل الرشاد، وولِّ عليهم خيارهم، وقهم شر شرارهم.آمين

almojahed
01-20-2011, 11:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت المكرمة عبق الجنان اشكر لك مرورك و تعقيبك و اساله سبحانه ان يفرج هم المة الإسلامية جمعاء

almojahed
01-20-2011, 11:40 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي ابو العبد شكر الله لك و احسن الله إليك .. نعم إذا عرف السبب بطل العجب
أسال الله أن يحفظ المسلمين و أن يردهم إلى دينهم ردا جميلا من غير ضراء مضرة و لا فتنة مضلة .. أللهم آمين

ابن الواحة
01-21-2011, 01:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي ابوجبريل وفي جهودك
ولا عليك اخي الكريم من ناحية العبارات فقد كانت تلك امانيهم يريدون ان يطمسوا الهوية الاسلامية لتونس الحبيبة
حاولوا اغراقها بسيل جارف من التغريب ولكن يابى الله الا ان تبقى تونس عربية تدين بالاسلام فلله الحمد والمنة

اخي ابو العبد ان ما يحدث اليوم في بعض الدول العربية هو نتيجة تململ الشعوب المضطهدة تحت رزح الظلم والاستعمار المباشر والغير مباشر
وما جرى مؤخرا في تونس بعث في الامة نفسا جديدا واملا بحياة كريمة
فان النار التي اضرمها محمد البعزيزي رحمه الله في جسمه امتدت لتحرق الخوف الذي عشش وفرخ في قلوب التونسيين فاخرص الالسنة وشل الحركة
تلك النار كانت كفيلة باعادة الحركة والنشاط في القلوب وبعث الامل في النفوس فاطلقت الالسن وانطلقت الحناجر تدعوا بسقوط الدكتاتورية وتنادي بعهد جديد عهد الحرية
تلك النار امتدت لتزلزل الارض تحت اقدام الطغاة وتحرق عرش الامبراطورية فاذا بالصنم يتهاوى ذلك الصنم الذي كان جاثما على صدور الشعوب المضطهدة كالكابوس المزعج
لقد فر كالفار المذعور انتهى عهد الطاغية ليبدا عهد جديد عهد الحرية وإن الزمن لن يتوقف بهذا المشهد بل يستمرفي دورانه دورات ودورات تحقيقاً لقول الله تعالى :
{ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } [آل عمران:140].
اللهم احفظ شعب تونس من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.واجعل عاقبة أمرهم إلى خير، واهدهم سبل الرشاد، وولِّ عليهم خيارهم، وقهم شر شرارهم.آمين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

almojahed
01-21-2011, 01:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الكريم و أسعدك الله و اسعد تونس المسلمة و شعب تونس المسلم .. اللهم ىمين
الملاحظة التي أعتقد انها غابت عنك عفواً و لكنها فرصة ايضاً للنهي عن المنكر و تعريف الناس بها : في ابيات الشعر التي أوردتها أخي الكريم هذه الكلمة التي لا تجوز في حق الله (( فلابد أن يستجيب القدر )) فأرجو التكرم بإزالتها جزيت خيرا
أو استبدالها بهذه .. (خلينا نعدل على ابو القاسم الشابي)

إذا الشعب يوما أراد الحياة ***** وتـغـيـيـر حـال إلى مـا يـسرّ.
فمُرهم بنهـج الإلـه الـعـلـي ***** على هدي أحمدَ خير البشر.
وآل كـرام وصـحـب عظامٍ ***** فــلا فضل إلا اتـبــاع الأثــر.

طبعا الأبيات ليست من نظمي و لكن منقولة و لا اعرف من نظمها

ابن الواحة
01-21-2011, 02:06 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله كلمات جميلة وابيات اجمل امن تاليفك هذه الابيات اخي ابو جبريل ?
اما ابيات ابو القاسم الشابي فقد تم حذفها ولكن في نفسي منها شيء حتى اسال اهل الذكر
بارك الله فيك على التنويه

الولاء لله
01-23-2011, 04:02 PM
ربي يصلح الحال
وعقبال مصر يااارب
جزيتم خيراا

خالددش
01-23-2011, 04:20 PM
اللهم اهدي ملوك ورؤساء السلمين لتطبيق شريعتك
اللهم انصرنا على من عادانا اللهم اهدي ولات امورنا
اللهم اهدى المسلمين اجمعين ونور طريقهم وارهم الحق حقا اللهم امين
جزيت خيرا على الموضوع

أبو خطاب
01-23-2011, 08:25 PM
بارك الله فيك وجزاك كل خير

almojahed
01-23-2011, 09:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكي اختنا الولاء لله و لا تدعي أختي على مصرنا الحبيبة بل الأولى أن ندعو لها و أن يكون دعائنا بالصلاح و الهداية و الله على كل شيء قدير
بارك الله فيك اخي ابو محمودوجزيت خيرا على مرورك الطيب
أما ابننا المبارك أبو خطاب فأقول له نورت المينا يا ونش