ابو احمد قنديل
01-30-2011, 09:14 AM
:1:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
• الدُرَّة المنتقاة :
عَنْ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْفَجْرَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ لَهَا الأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا. قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْداً حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بَعْدِى اخْتِلاَفاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ».
أخرجه أحمد واللفظ له، وأصحاب السنن إلا النسائي، وصححه الترمذي والألباني.
• تأملات في الدُّرة:
هذه الدُّرة النبوية وصيةٌ أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته، قبل أن يودعها إلى جوار ربه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ" (صحيح الجامع:2346)، ومعلومٌ أن الوالد الرحيم يَدَّخِرُ لأولاده عند حضور أجله أغلى وصاياه وأعظمَها شأناً عنده، فَمَا ظَنُّكَ بِمَنْ قَالَ اللهُ فيهِ: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" (التوبة:128).
فما أجدرنا أن نكون بمنـزلة الأبناء البررة بوالدهم، الحريصين على امتثال ما عهد به إليهم، وما أحوجنا لأن نتلقى وصايا نبيِّنا صلى الله عليه وسلم بآذان صاغية، وقلوب واعية، وجوارح مُنْقَادَةٍ طَيِّعة.
فهَلُمَّ بنا نقف في هذا الحديث مع بعض الوصايا التي عهد بها إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم:
*الوصية الأولى: تقوى الله تعالى
هي وصية جامعة للدين كله، وحقيقتها: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، بأن تطيعه فيما أمرك به، وأن تنتهي عما نهاك عنه.
فَلْيَنْظُر كُلُّ واحِدٍ مِنا : أين هو من هذه الوصية؟
*الوصية الثانية: السمع والطاعة لولاة الأمر
هذه وصيةٌ بلزوم جماعة المسلمين، وطاعة إمامهم في غير معصية، لما في ذلك من حقنٍ للدماء، وحفظ للأموال والأعراض، وصيانة لمصالح البلاد والعباد.
*الوصية الثالثة: الأمر بلزوم السنة، والعض عليها
وذلك لما في لزوم السنة من الألفة والاجتماع، ولما في خلافها من الفرقة والنـزاع. والمراد بالسنة: طَرِيقَةُ النَّبي صلى الله عليه وسلم وَهدْيُهُ، ويدخل في ذلك قولُه وفعلُه وتقريرُه.
فأين أولئك المعرضين عن السنة من هذه الوصية؟
وأين أولئك الذين يستهينون بها تحقيرا، ويسمونها جزئيات وقشورا؟
*الوصية الرابعة: التحذير من المحدثات والبدع
وذلك لما فيها من الانحراف والضلال، ولأن حقيقتها تكذيب لرب العباد في قوله: "اليوم أكملت لكم دينكم"، أو اتهام لرسوله صلى الله عليه وسلم بالتقصير في البلاغ، وأحلاهما مر. فما أجرأ المبتدع على ربه! وما أسوأ أدبه مع نبيه صلى الله عليه وسلم!
وبالجملة فقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بعد تقوى الله تعالى بلزوم السنة والجماعة، ونهانا عما يقابلها من البدعة والفرقة. فهل من مُتَّعِظٍ يا أولي الألباب؟!
• وَمَضَاتُ الدُّرة :
في هذه الدرة النبوية من الفوائد:
- أن النبي صلى الله عليه وسلم –بأبي هو وأمي- كان حريصا على النصح لأمته حتى آخر لحظات حياته. فما المانع من أن نُقِرُّ عينه بما يسره ؟!
- أن على الواعظ أن يتَحَرّى بموعظته وقت اجتماع الناس، ليَعُمَّ النفع بموعظته.
- أن على الواعظ اختيار الأوقات التي تكون فيها القلوب مهيأة لقبول المواعظ (بعد الصلاة مثلا).
- أن على الواعظ أن يُقبل على الناس بوجهه، لأن ذلك أدعى لأن يُقْبِلُوا عليه بقلوبهم.
- أن مواعظ النبي صلى الله عليه وسلم كانت بليغة، فعلى من أراد التأسي به من الواعظين، أن ينتقي المواعظ التي تؤثر في السامعين وتنفعهم.
- أن قلوب الصحابة رضي الله عنهم كانت قلوبا حية، تتأثر بالموعظة وتخشع، فتذرِف عيونُهم لها وتدمع.
- أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا حريصين على ما ينفعهم، لا يُفَوِّتُونَ على أنفسهم فرصةَ طلب الوصية من نبيهم صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعمل بما أوصانا به نبينا صلى الله عليه وسلم قبل أن يفارقنا إلى جوار ربه، فلقد كان لنا صلى الله عليه وسلم نِعْمَ الوَالِد، فَلِمَ لاَ نَكُونُ لَهُ نِعْمَ الوَلَد؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسأل الله ان يرزقنا اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ويرزقنا الفردوس الاعلى
:2:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
• الدُرَّة المنتقاة :
عَنْ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْفَجْرَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ لَهَا الأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا. قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْداً حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بَعْدِى اخْتِلاَفاً كَثِيراً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ».
أخرجه أحمد واللفظ له، وأصحاب السنن إلا النسائي، وصححه الترمذي والألباني.
• تأملات في الدُّرة:
هذه الدُّرة النبوية وصيةٌ أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته، قبل أن يودعها إلى جوار ربه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ" (صحيح الجامع:2346)، ومعلومٌ أن الوالد الرحيم يَدَّخِرُ لأولاده عند حضور أجله أغلى وصاياه وأعظمَها شأناً عنده، فَمَا ظَنُّكَ بِمَنْ قَالَ اللهُ فيهِ: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" (التوبة:128).
فما أجدرنا أن نكون بمنـزلة الأبناء البررة بوالدهم، الحريصين على امتثال ما عهد به إليهم، وما أحوجنا لأن نتلقى وصايا نبيِّنا صلى الله عليه وسلم بآذان صاغية، وقلوب واعية، وجوارح مُنْقَادَةٍ طَيِّعة.
فهَلُمَّ بنا نقف في هذا الحديث مع بعض الوصايا التي عهد بها إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم:
*الوصية الأولى: تقوى الله تعالى
هي وصية جامعة للدين كله، وحقيقتها: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، بأن تطيعه فيما أمرك به، وأن تنتهي عما نهاك عنه.
فَلْيَنْظُر كُلُّ واحِدٍ مِنا : أين هو من هذه الوصية؟
*الوصية الثانية: السمع والطاعة لولاة الأمر
هذه وصيةٌ بلزوم جماعة المسلمين، وطاعة إمامهم في غير معصية، لما في ذلك من حقنٍ للدماء، وحفظ للأموال والأعراض، وصيانة لمصالح البلاد والعباد.
*الوصية الثالثة: الأمر بلزوم السنة، والعض عليها
وذلك لما في لزوم السنة من الألفة والاجتماع، ولما في خلافها من الفرقة والنـزاع. والمراد بالسنة: طَرِيقَةُ النَّبي صلى الله عليه وسلم وَهدْيُهُ، ويدخل في ذلك قولُه وفعلُه وتقريرُه.
فأين أولئك المعرضين عن السنة من هذه الوصية؟
وأين أولئك الذين يستهينون بها تحقيرا، ويسمونها جزئيات وقشورا؟
*الوصية الرابعة: التحذير من المحدثات والبدع
وذلك لما فيها من الانحراف والضلال، ولأن حقيقتها تكذيب لرب العباد في قوله: "اليوم أكملت لكم دينكم"، أو اتهام لرسوله صلى الله عليه وسلم بالتقصير في البلاغ، وأحلاهما مر. فما أجرأ المبتدع على ربه! وما أسوأ أدبه مع نبيه صلى الله عليه وسلم!
وبالجملة فقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بعد تقوى الله تعالى بلزوم السنة والجماعة، ونهانا عما يقابلها من البدعة والفرقة. فهل من مُتَّعِظٍ يا أولي الألباب؟!
• وَمَضَاتُ الدُّرة :
في هذه الدرة النبوية من الفوائد:
- أن النبي صلى الله عليه وسلم –بأبي هو وأمي- كان حريصا على النصح لأمته حتى آخر لحظات حياته. فما المانع من أن نُقِرُّ عينه بما يسره ؟!
- أن على الواعظ أن يتَحَرّى بموعظته وقت اجتماع الناس، ليَعُمَّ النفع بموعظته.
- أن على الواعظ اختيار الأوقات التي تكون فيها القلوب مهيأة لقبول المواعظ (بعد الصلاة مثلا).
- أن على الواعظ أن يُقبل على الناس بوجهه، لأن ذلك أدعى لأن يُقْبِلُوا عليه بقلوبهم.
- أن مواعظ النبي صلى الله عليه وسلم كانت بليغة، فعلى من أراد التأسي به من الواعظين، أن ينتقي المواعظ التي تؤثر في السامعين وتنفعهم.
- أن قلوب الصحابة رضي الله عنهم كانت قلوبا حية، تتأثر بالموعظة وتخشع، فتذرِف عيونُهم لها وتدمع.
- أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا حريصين على ما ينفعهم، لا يُفَوِّتُونَ على أنفسهم فرصةَ طلب الوصية من نبيهم صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعمل بما أوصانا به نبينا صلى الله عليه وسلم قبل أن يفارقنا إلى جوار ربه، فلقد كان لنا صلى الله عليه وسلم نِعْمَ الوَالِد، فَلِمَ لاَ نَكُونُ لَهُ نِعْمَ الوَلَد؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسأل الله ان يرزقنا اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ويرزقنا الفردوس الاعلى
:2: