المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل حقا أن هناك كرامات ؟ هل هي خاصة بالرسل والأنبياء فقط ؟


ابو عبد الرحمن
01-31-2011, 11:50 AM
http://www.mezan.net/forum/salam/26.gif


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد ,,,,,

موضوع يخوض فيه كثير من بني آدم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم عالما كان أم جاهلا , مصدقا ، ومكذبا ، موقنا ومنكرا . وتجد كثيرا يبادرك بالسؤال هل حقا أن هناك كرامات ؟ هل هي خاصة بالرسل والأنبياء فقط ؟ هل تكون لأولياء الله الصالحين ؟ ام ان هذه الكرامات تحصل للصالحين والطالحيين ؟
أسئلة كثيرة تتبادر الى الأذهان خاصة ممن لم يتسلح بالعلم , العلم الشرعي , قالى تعالى ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ) وقال ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلأ اللَّهُ )

قوله تعالى ( إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ )
وأيات كثيرة تحث على العلم وطلبه وفضله وفضل اهله
وفي الحديث عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير فكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة أخرى منها إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله تعالى ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ) رواه البخاري ومسلم
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي ..
ولو بدأنا الكلام عن العلم وفضله لما انتهينا . ولكن الهدف من هذه الرسالة مابدأنا به ألا وهو الكرامات وحقيقيتها ..
فاعلم أخي وأخيتي أن الكرامات موجودة حقيقة لاخيال اذ هي خوارق للعادات يمن الله بها على من يشاء من عباده , ولكن شتان بين الكرامات والضلالات ، بين الحق والباطل . فالكرامات وطلب الأيات من الأولياء سنة ماضية لأنهم على قدم الأنبياء ـ عليهم السلام ـ ما يقال لهم إلا ما قيل للأنبياء قبلهم ، فلا تكاد تجد أحدًا يصدق بولي حتى تظهر عليه الكرامة ، وهو جهل كبير ؛ لأن الكرامة قد تظهر على من لم تكمل له استقامة ، وقد تكون استدراجًا ومكرًا. وأكمل الكرامات :
الاستقامة على التوحيد في الباطن ، وتحقيق العبودية في الظاهر. فما كان لله دام واتصل ، وما كان لغير الله انقطع وانفصل
وقرر الطحاوي الكرامة في بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة على مذهب أبي حنيفة وصاحبيه حيث قال: "ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم" هذا ولقد جاء ذكر الكرامات في القرآن من ذلك قوله تعالى: { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} "سورة آل عمران: الآية37". وكذا ذكر كرامات بعض الصالحين في السنة، من ذلك تكلم الطفل ببراءة جريج الراهب من الفاحشة ، وانفراج الصخرة على الثلاثة الذين في الغار بعد أن وقعت عليهم وسدت المنافذ
قال شيخ الإسلام: "ومن أصول أهل السنة التصديق بكرامات الأولياء وما يجريه الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف هذه الأمة في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة".

وباب الكرامات واسع ، وقبولها إذا صحَّت أسانيدها ، لمن كان معروفا بسلامة العقيدة لا غرابة فيه ، والأصل قبل الحديث عن مثل هذه المسألة أن ننظر في أسانيد الرِّواية وننظر طرقها وألفاظها ، فإن صحَّت وجهناها الوجهة الصَّحيحة ، وإن كانت ضعيفة أو مكذوبة كُفينا المؤنة . ولهذا يُذكر عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال :
" إذا رأيتم الرجل يطير في الهواء أو يمشي فوق الماء لا تصدقوه حتى تعرفوا كيف وقوفه عند حدود الله"
وقال أبو يزيد :" لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يتربع في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا : كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود ".
فقد ذكر ابن الجوزي رحمة الله عليه من تلبيس الشيطان على الدجاجلة،
" أن بعضهم يكون تارك صلاة ما يصلي، وبعد ذلك يقول لهم: أنا أخطو إلى مكة، وأصلي وأرجع وأنتم ما قد صليتم، وذكر أن بعضهم: أنه أصبح في مزبلة، يعبث به الشيطان" .

الخلاصة ان الكرامات:

أولاً: أننا لا ننكر ما يحصل للأولياء والصالحين من الكرامات؛ لأنه حق ثابت ورد في كتاب الله عز وجل وفي سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومما أجمع أئمة الإسلام عليه.فكل مؤمن هو ولي لله عز وجل بقدر إيمانه وتقواه، وقد يُظهر الله على يديه ما يظهر من خوارق العادات، وهي الكرامات.
ثانياً: لا بد للمسلم أن يتأكد من صحة الروايات التي تُروى عن كرامات الأولياء والصالحين، حتى لا ينسب إليهم أعمالاً لم يعملوها . ثالثاً: ليس بلازم أن كل ولي تقع له كرامة لابد أن تقع لغيره من الأولياء، وليس بحتم لازم أن كل من ظهرت له كرامة فهي الدلالة على أنه أفضل من غيره من الأولياء.
رابعاً: قد تُنسب بعض الكرامات زوراً إلى بعض الناس، لأننا لوفتشنا عن دلائل إيمان هذا الرجل والتزامه بالهدي النبوي، لوجدناه عاصياً مفرطاً في الطاعات، لا يحافظ على الصلوات المفروضة، فضلاً عن محافظته على السنن المؤكدة، بل قد نجده أيضاً يدعو غير الله، ويتوجه بالعبادات إلى الأموات، فكيف يمكن أن نطلق على مثل هذا أنه ولي متقٍ، يحبه الله ويتولاه؟!

ولنتذكر أن أعظم كرامة تقع للعبد المسلم هي هدايته إلى الحق، وثباته على الصراط المستقيم وفق ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفهمه ونشره أصحابه وآله رضي الله عنهم.


http://www.alawda.info/quran/nk/KHATEM.gif
http://www.jewelsuae.com/gallery/data/media/1/47.gif (http://www.egypalace.com/vb/showthread.php?t=19064)

ابو عبد الله
01-31-2011, 07:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالما سمعنا بمثل هذه الكرامات اخي الفاضل ابو عبد الرحمن وخصوصاً في الحرب الاخيرة على غزة هاشم وقبل وبعد ذلك
فالكثير يدعى انه ولى صالح وأنه صاحب كرامة ؟؟ الله اعلم
فأنت اليوم صراحة جزاك الله عنا كل خير اوضحت لنا بمشاركتك الطيبة كيفية التعرف على مثل هذه الكرامات
بارك الله فيك وجزاك الله جنة الفردوس اخي الفاضل ابو عبد الرحمن

ابن الواحة
01-31-2011, 08:23 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخي الفاضل ابو عبد الرحمن على ما تتحفنا به بين الفينة والاخرى من مواضيع رائعة ومفيدة

فقط اردت ان اضيف شيئا عن الفرق بين المعجزة والكرامة وهي

أن المعجزة تكون مقرونة بدعوى النبوة، بخلاف الكرامة فإن صاحبها لا يدعي النبوة، ولو ادعاها لسقطت ولايته، ولم يجر الله على يديه أي كرامة .
والولي إنما تحصل له الكرامة باتباعه للنبي والاستقامة على شرعه، فكل كرامة في حقه هي دليل على صدق النبي، ولولا اتباعه للنبي ما حصلت له كرامة .
والكرامة تظل في بعض الأحيان محكومة بعوامل الزمان والمكان، فما كان في زمن ما كرامة قد لا يكون كرامة في زمن آخر،
فإتيان مريم بثمر الصيف في الشتاء والعكس، لم يعد كرامة اليوم في كثير من البلاد، وكذلك وصول صوت عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -
لسارية وبينهما آلاف الأميال لم يعد كرامة في عصرنا بعد تقدم التكنولوجيا ووسائل الاتصال، بخلاف المعجزة فإنها تظل معجزة على مدى الأزمان.

اجدد لك شكري اخي الكريم وجزاك الله عنا خير الجزاء

ابو احمد قنديل
01-31-2011, 09:30 PM
موضوع جميل بارك الله فيك يا ابو عبد الرحمن

ابو عبد الرحمن
01-31-2011, 09:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ ابو عبد الله ....

الأخ ابن الواحة .....

الأخ ابو احمد......

جزاكم الله خيرا على المرور ومشاركتكم الطيبة

أسأل الله أن ينفعنا جميعا بما علمنا

بارك الله فيكم جميعا

almojahed
02-01-2011, 01:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ابا عبد الرحمن على هذه المواضيع المفيدة الرائعة و بارك الله في أخي ابن الواحة الذي أضاف فاحسن و عقب فافاد

ابو عبد الرحمن
02-07-2011, 12:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك اخي ابو جبريل على المرور والتعقيب

ام هُمام
10-06-2018, 03:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاكم الله خيرا