المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الإسلام يقر حرية العقيدة؟


almojahed
11-02-2010, 10:26 PM
:1:
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و من والاه و بعد،،
" الإسلام لا يقر حرية العقيدة . الإسلام يأمر بالعقيدة الصالحة ويلزم بها ويفرضها على الناس ، ولا يجعلها حرة يختار الإنسان ما شاء من الأديان ، فالقول بأن الإسلام يجيز حرية العقيدة هذا غلط .
الإسلام يوجب توحيد الله والإخلاص له سبحانه وتعالى ، والالتزام بدينه والدخول في الإسلام ، والبُعد عما حرم الله ، وأعظم الواجبات وأهمها : توحيد الله والإخلاص له ، وأعظم المعاصي وأعظم الذنوب : الشرك بالله عز وجل ، وفعل ما يكفر العبد من سائر أنواع الإلحاد ، فالله سبحانه يقول : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ) النساء/36 ، ويقول سبحانه : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) الإسراء/23 ، ويقول سبحانه : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) الفاتحة/5 ، ويقول عز وجل : ( فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ) الزمر/2 ، ويقول سبحانه : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) البينة/5 .
ويقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ) متفق على صحته .
فَبَيَّن عز وجل وبَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم وجوب العقيدة ووجوب الالتزام بشرع الله ، وأن لا حرية للإنسان في هذا ، فليس له أن يختار ديناً آخر ، وليس له أن يعتنق ما حرم الله ، وليس له أن يدع ما أوجب الله عليه ، بل يلزمه ويُفتَرض عليه أن يستقيم على دين الله وهو الإسلام ، وأن يوحد الله بالعبادة ، وألا يعبد معه سواه سبحانه وتعالى ، وأن يؤمن برسوله محمد عليه الصلاة والسلام ، وأن يستقيم على شريعته ، ويوالي على هذا ويعادي على هذا ، وأن يقيم الصلاة كما أمر الله ، وأن يؤدي الزكاة كما أمر الله ، وأن يصوم كما أمر الله ، ويحج كما أمر الله .
وفي الصحيحين عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : يا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : ( أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ ) قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : (أ َنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ ) قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : ( أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ ) ، فأنزل الله في هذا قوله سبحانه : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ ) الفرقان/68 – 70 .
فدل ذلك على أن توحيد الله والإخلاص له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتحريم القتل وتحريم الزنا ـ أمر مفترض لابد منه ، وليس لأحد أن يشرك بالله ، وليس له أن يزني ، وليس له أن يسرق ، وليس له أن يقتل نفساً بغير حق ، وليس له أن يشرب الخمر ، وليس له أن يدع الصلاة ، وليس له أن يدع الزكاة وعنده مال الزكاة ، وليس له أن يدع الصيام وهو قادر على صيام رمضان إلا في السفر والمرض ، وليس له أن يترك الحج وهو قادر على أن يحج مرة في العمر ، إلى غير ذلك .
فلا حرية في الإسلام في ذلك ، بل يجب أن يلتزم الإنسان العقيدة الصحيحة ويدع ما حرم الله ، نعم ، له حرية في الأمور المباحة التي أباحها الله له ، له حرية في الأمور المستحبة التي لا تجب ، فلو شاء تركها لا بأس ، والمباح إن شاء فعله الإنسان وإن شاء تركه ، أما ما أوجب الله عليه فيلزمه فعله ، وما حرمه الله عليه فيلزمه تركه ، وليس له أن يعتنق الشيوعية أو النصرانية أو اليهودية أو الوثنية أو المجوسية ، ليس له ذلك بل متى اعتنق اليهودية أو اليهودية أو النصرانية أو المجوسية أو الشيوعية صار كافراً حلال الدم والمال ، ويجب أن يستتاب ، يستتيبه ولي الأمر المسلم الذي هو في بلده ، فإن تاب ورجع إلى الحق وإلا قتله ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ) رواه البخاري في الصحيح .
فمن بدل دينه دين الإسلام بالكفر يجب أن يقتل إذا لم يتب ، فبهذا يعلم أنه ليس للمسلم حرية أن يترك الحق وأن يأخذ بالباطل أبداً ، بل يلزمه الاستقامة على الحق ويلزمه ترك الباطل ، وعليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وينصح لله ويدعو إلى الله عز وجل ، وأن يحذر ما حرم الله عليه ، وأن يدعو الناس إلى ترك ما حرم الله عليهم ، كل هذا أمر مفترض حسب الطاقة " انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (1/311- 313) .
:2:

ابو احمد قنديل
11-02-2010, 11:36 PM
مشكور لمجهوداتك

ابو عبد الرحمن
11-03-2010, 10:54 AM
وهل بعد الكفر ذنب
جزاك الله خيرا اخي المجاهد على مجهوداتك الطيبة

almojahed
11-04-2010, 01:29 AM
بارك الله فيكم و مشكورين على الكلمات الطيبة و المرور الكريم

almojahed
11-09-2010, 10:31 PM
الموضوع في منتهى الأهمية لكثرة تناوله في فضائيات التشكيك في الإسلام و تمييع الدين .. لذا انصح الجميع بقرائته و الله من وراء القصد

ابومهاجر الخرساني
12-07-2010, 11:00 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

almojahed
01-05-2011, 02:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لمرورك اخي ابو مهاجر

ابن الواحة
01-19-2011, 02:33 AM
:1:


بارك الله فيك اخي المجاهد على النقل ولكن استسمحك عذرا هناك من يرى بخلاف هذا الراي

هل صحيح أن الإسلام ضد حرية الاعتقاد ؟

الرد على الشبهة:
1 ـ لقد كفل الإسلام للإنسان حرية الاعتقاد. وجاء ذلك في وضوح تام فى القرآن الكريم: (لا إكراه فى الدين ) (1). فلا يجوز إرغام أحد على ترك دينه واعتناق دين آخر. فحرية الإنسان في اختيار دينه هى أساس الاعتقاد. ومن هنا كان تأكيد القرآن على ذلك تأكيدًا لا يقبل التأويل فى قوله: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) (2).

2 ـ وقد أقر النبى صلى الله عليه وسلم الحرية الدينية فى أول دستور للمدينة حينما اعترف لليهود بأنهم يشكلون مع المسلمين أمة واحدة.

ومن منطلق الحرية الدينية التى يضمنها الإسلام كان إعطاء الخليفة الثاني عمر بن الخطاب للنصارى من سكان القدس الأمان " على حياتهم وكنائسهم وصلبانهم ، لا يضار أحد منهم ولا يرغم بسبب دينه ".

3 ـ لقد كفل الإسلام أيضًا حرية المناقشات الدينية على أساس موضوعي بعيد عن المهاترات أو السخرية من الآخرين. وفى ذلك يقول القرآن: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن ) (3). وعلى أساس من هذه المبادئ السمحة ينبغى أن يكون الحوار بين المسلمين وغير المسلمين ، وقد وجه القرآن هذه الدعوة إلى الحوار إلى أهل الكتاب فقال: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله * فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون )

(4). ومعنى هذا أن الحوار إذا لم يصل إلى نتيجة فلكل دينه الذى يقتنع به. وهذا ما عبرت عنه أيضًا الآية الأخيرة من سورة (الكافرون) التى ختمت بقوله تعالى للمشركين على لسان محمد صلى الله عليه وسلم: (لكم دينكم ولى دين ) (5).

4 ـ الاقتناع هو أساس الاعتقاد: فالعقيدة الحقيقية هي التى تقوم على الإقناع واليقين ، وليس على مجرد التقليد أو الإرغام. وكل فرد حر في أن يعتقد ما يشاء وأن يتبنى لنفسه من الأفكار ما يريد ، حتى ولو كان ما يعتقده أفكارًا إلحادية.

فلا يستطيع أحد أن يمنعه من ذلك طالما أنه يحتفظ بهذه الأفكار لنفسه ولا يؤذى بها أحدًا من الناس.

أما إذا حاول نشر هذه الأفكار التي تتناقض مع معتقدات الناس ، وتتعارض مع قيمهم التى يدينون لها بالولاء ، فإنه بذلك يكون قد اعتدى على النظام العام للدولة بإثارة الفتنة والشكوك فى نفوس الناس. وأى إنسان يعتدي على النظام العام للدولة فى أى أمة من الأمم يتعرض للعقاب ، وقد يصل الأمر فى ذلك إلى حد تهمة الخيانة العظمى التى تعاقب عليها معظم الدول بالقتل. فقتل المرتد في الشريعة الإسلامية ليس لأنه ارتد فقط ولكن لإثارته الفتنة والبلبلة وتعكير النظام العام في الدولة الإسلامية.

أما إذا ارتد بينه وبين نفسه دون أن ينشر ذلك بين الناس ويثير الشكوك في نفوسهم فلا يستطيع أحد أن يتعرض له بسوء ، فالله وحده هو المطلع على ماتخفي الصدور.

وقد ذهب بعض العلماء المحدثين إلى أن عقاب المرتد ليس في الدنيا وإنما في الآخرة ، وأن ما حدث من قتل للمرتدين فى الإسلام بناء على بعض الأحاديث النبوية فإنه لم يكن بسبب الارتداد وحده ، وإنما بسبب محاربة هؤلاء المرتدين للإسلام والمسلمين (6).

--------------------------------------------------------------------------------

(1) البقرة: 256.
(2) الكهف: 29.
(3) النحل: 125.
(4) آل عمران: 64.
(5) الكافرون: 6.
(6) راجع: الحرية الدينية فى الإسلام للشيخ عبد المتعال الصعيدى ص 3،72، 73، 88 ـ دار الفكر العربى ـ الطبعة الثانية (دون تاريخ

:2:

almojahed
01-19-2011, 06:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و فيك بارك الله أخي الكريم
لا زلت أخي الكريم اعتقد ان الإسلام لا يقر حرية العقيدة و لكن يبدو أنه يلزم بعض التفصيل في هذا الموضوع
أولاً لم يقل العلماء أبداً أنه ينبغي إرغام الناس على الإعتقاد بدين الإسلام إذ ان الاعتقاد عمل قلبي متعلق بسرائر الناس و لا يعلمه إلا الله و لكنهم قالوا في باب جهاد الطلب كما و لابد انك تعلم أنه ينبغي محاربة كل من يحول بيننا كمسلمين و بين دعوة الناس إلى الإسلام و ذلك ضابطه كما تعلم القدرة و الاستطاعة و هو محنط الآن منذ سقوط الخلافة الإسلامية و ضعف المسلمين بل و قبل ذلك فيما اعلم .
ثانياً إن الكلام حول إقرار النبي باننا و اليهود أمة واحدة في المدينة و أن النبي هو من شرع الحرية الدينية كلام غير منضبط تماماً ، جل ما حدث أن النبي كان في بداية عهد تكوين الدولة الإسلامية و كان المسلمون محاطون بأعداء كثر يتربصون بهم الدوائر و منهم اليهود فعاهدهم و هادنهم النبي ليأمن شرهم و لكنهم خانوا و نقضوا العهود و المواثيق فكان جزائهم الطرد من المدينة بل و قتل رجالهم و سبي نسائهم و ذراريهم كما حدث مع بنو قريظة و لا أدري اخي الكريم كيف يفهم الكلام على النحو الذي أدرجته ؟؟!!
ثالثا الاستدلال بسورة الكافرون على هذا النحو باطل تماما و مخالف لمنهج المفسرين فما سبب نزول السورة و متى نزلت و كيف فهمها و طبقها الرسول صلى الله عليه و سلم ؟!
جاء في سبب نزول هذه السورة أن كفار قريش عرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يعبدوا الله سبحانه وتعالى ويقبلوا ما جاء به ، بشرط أن يشاركهم في عبادة آلهتهم الباطلة بعض الزمان ، فنزلت هذه السورة تقطع كل مفاوضات لا تفضي إلى تحقيق التوحيد الكامل لله رب العالمين .
فعن ابن عباس رضي الله عنهما :
(أن قريشا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزّوجوه ما أراد من النساء ، ويطئوا عقبه ، فقالوا له : هذا لك عندنا يا محمد ، وكفّ عن شتم آلهتنا ، فلا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ، فهي لك ولنا فيها صلاح . قال : ما هي ؟ قالوا : تعبد آلهتنا سنة : اللات والعزي ، ونعبد إلهك سنة ، قال : حتى أنْظُرَ ما يأْتي مِنْ عِنْدِ رَبّي . فجاء الوحي من اللوح المحفوظ : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) السورة، وأنزل الله : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ) ... إلى قوله : (فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) . رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (10/3471)، والطبري في " جامع البيان " (24/703)، والطبراني في " المعجم الصغير " (751)
لاحظ أخي الكريم أن السورة مكية !!
أما قولك أن كل فرد حر في اعتناق الدين الذي يريده فينبغي التوضيح أنك كمسلم تدعو الناس إلى دين الحق و ليس عليك هداهم بل الهدى هدى الله و لكن انتبه أخي الكريم ليس على من اعتقد بدين التوحيد أن يغير اعتقاده و إلا كان جزاؤه و عقوبته القتل كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم و كونك تأول الحديث و تصرفه عن معناه بغير صارف شرعي فتقول أن المقصود هو تغيير الإعتقاد مع الدعوة إلى الإعتقاد الشركي فهذا باطل و يلزمه دليل و إنما كما تعلم أن جمهور العلماء على أنه يستتاب فإن لم يتب يقتل ..
وقد ذهب بعض العلماء المحدثين إلى أن عقاب المرتد ليس في الدنيا وإنما في الآخرة
هذا الكلام يحتاج إلى توثيق و إثبات فمن هم المحدثون الذين ذهبوا إلى ذلك من السلف الصالح
و هناك كلام حول عمر بن الخطاب رضي الله عنه و تعامله مع النصارى أستدركه لاحقاً إن شاء الله لاقتراب صلاة الفجر و للحديث بقية و أرجو أن تسامحني فقد كتبت هذه الكلمات القليلة على عجالة و لكن لعل الله أن يبقينا أحياء لاستكمال ما بداناه مدعما بالدليل و اقوال العلماء و دمتم بكل خير
أخوكم المحب أبو جبريل

:2:

AL FAJR
01-19-2011, 03:29 PM
http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/027fawasel/fawasel/fawasel0002.gif
ما شاء الله حوار رائع بارك الله فيكم أخواني الكرام
المجاهد وابن الواحة

وفي الحقيقة أنا أرى أن كلا الرأيين سليم وصائب

ففي الرأي الأول الذي طرحه أخي المجاهد
هو رأي ملزم على المسلمين أنفسهم
ففي حال ما إذا كان الشخص يدين بدين الإسلام
فليس له حرية أن يأخذ من دينه ما يشاء ويترك ما يشاء
أو أن يسن في الدين ما ليس فيه أو يتخذ من دون الله أولياء
فالمسلم عليه السمع والطاعة بأن يأتمر بما أمره الله به وينتهي عما نهى عنه
ومن هذا المنطلق
صار منهج أهل السنة والجماعة هو المنهج السليم الذي يجب على كل مسلم أن يدين به لله
من غير زيادة أو نقصان أو تبديل أو تحريف
===================

وأما الرأي الذي طرحه أخي ابن الواحة
فهو ينطبق على باقي البشر من غير المسلمين
فالإسلام لا يجبر أحد على الدخول فيه ، حيث لا إكراه في الدين
وكيف تصح وتثبت عقيدة إنسان وقد دخلها مكرهاً

فالهداية والإيمان هي فضل من الله عز وجل يمن به على الأنسان
فإرادة الله سبحانه وتعالى هي التي تحرك جميع الموجودات والمخلوقات في هذا الكون
و لا يخرج عن هذه الإرادة أحد فكل شيء تحت أمره و إرادته و مشيئته سبحانه
و يشترك فيه المؤمن و الكافر ، و أولياء الله و أعداء الله ،
فهي إرادته سبحانه في التوفيق و الخذلان ، و العطاء و الحرمان ،
، و قد دلت عليها آيات قرآنية كثيرة :

كقوله تعالى{ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا }

والله عز و جل لا يحب لعباده الذنوب و المعاصي و لا الضلال و الكفر و إنما الهدياة و التوبة
{ يريد الله ليبين لكم و يهديكم سنن الذين من قبلكم و يتوب عليكم }،
و سبحانه لا يريد العسر و الضيق و الحرج لعباده { يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر }
و قوله { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج و لكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم } .

==================

نسأل الله أن يهدينا وإياكم لما يحبه ويرضاه
وأن يحينا مسلمين طائعين وأن يميتنا مسلمين تائبين
وأن يحشرنا في زمرة إمام النبين وسيد المرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

:2:

almojahed
01-19-2011, 03:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هانحن مرة أخرى أخي الكريم و هذه المرة مع الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه و العهدة العمرية
أولاً أورد لك هذا الخبر عن عمر و إجلائه لليهود و النصارى عن الحجاز:
"حدثني محمد بن رافع وإسحاق بن منصور واللفظ لابن رافع قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج حدثني موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر أن عمر بن الخطاب أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها وكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين فأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم بها على أن يكفوا عملها ولهم نصف الثمر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر إلى تيماء وأريحاء"
و الآن أخي الكريم و أيها المسلم الموقر إليك شروط عمر بن الخطاب على اليهود و النصارى كما أوردها شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله انقلها إليك بتصرف يسير خشية الإطالة .
يقول ابن تيمية فى باب "الشروط العمرية التي كانوا ملتزمين بها":
"والشروط العمرية (نسبة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لأنه شرطها على أهل الكتاب في الشام بمحضر من المهاجرين والأنصار، وعليها العمل عند أئمة المسلمين ، وقد ذكر هذه الشروط أئمة العلماء من أهل المذاهب المتبوعة في كتبهم واعتمدوها. هذه الشروط ما زال يجددها عليهم -أي على النصارى - من وفقه الله تعالى من ولاة أمور المسلمين. كما جدد عمر بن عبد العزيز، وبالغ في اتباع سنة جده عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وجددها هارون الرشيد، وجعفر المتوكل وغيرهم، وأمروا بهدم الكنائس التي ينبغي هدمها كالكنائس التي بالديار المصرية كلها. وهذه الشروط ليست ظلماً لهم، ولكن لإذلالهم وإعزاز الدين ورفعه.
وهذه الشروط هى:
1-أن لا يتخذوا من مدائن الإسلام ديراً ولا كنيسة ولا قلية (في بعض الروايات ولا قلاية لراهب. قال في اللسان: ابن الأثير في حديث عمر- رضي الله عنه - لما صالح نصارى أهل الشام كتبوا له كتاباً: إنا لا نحدث في مدينتنا كنيسة ولا قلية ولا نخرج سعانين ولا باعوثاً. القلية كالصومعة، قال كذا وردت، واسمها عند النصارى، القلاية وهي تعريب كلاذة وهي من بيوت عبادتهم. والسعانين عيد للنصارى قبل عيد الفصح بأسبوع يخرجون فيه وأمامهم الصليب، والباعوث هو صلاة الاستسقاء للنصارى) ولا صومعة لراهب, ولا يجددوا ما خرب منها.
2-ولا يمنعوا كنائسهم التي عاهدوا عليها أن ينزلها المسلمون ثلاثة أيام يطعموهم , ويؤووهم .
3 – ولا يظهروا شركاً ولا ريبة لأهل الإسلام .
4 – ولا يعلوا على المسلمين في البنيان .
5 – ولا يعلموا أولادهم القرآن.
6 – ولا يركبوا الخيل ولا البغال, بل يركبوا الحمير باللكف (بالأكف عرضاً من المصرية, والأكف إكاف أو أكاف بكسر الهمزة وضمها, وهي شبه الرحال والأقتاب توضع على الحمير والبغال – أعزكم الله – كما في اللسان والقاموس مادة أكف, وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة: فأهل الذمة ممنوعون من ركوبهم السروج, وإنما يركبون الأكف. وهي البراذع عرضاً, ويكون أرجلهم جميعاً إلى جانب واحد كما أمرهم أمير المؤمنين عمر. وهو ابن الخطاب – رضي الله عنه – لئلا يلتبس بعمر بن عبد العزيز, فقد حدد هذا الأمر والذي يظهر أن الأكف هي ما يوضع على الحمير شبه السرج على الخيول. فالنسخة المصرية أصح من الأصل) عرضاً من غير زينة لها ولا قيمة. ويركبوا وأفخاذهم مثنية.
7 – ولا يظهروا على عورات المسلمين.
8 – ويتجنبوا أوساط الطرق , توسعة للمسلمين.
9 – ولا ينقشوا خواتمهم بالعربية.
10 – وأن يجذوا مقادم رؤوسهم.
11 – وأن يلزموا زيهم حيث ما كانوا (والآن للأسف صار ضعاف الإيمان من المسلمين يقلدونهم في لباسهم وأكلهم وعاداتهم).
12 – ولا يستخدموا مسلماً في الحمام, ولا في أعمالهم الباقية.
13 – ولا يتسموا بأسماء المسلمين, ولا يتكنوا بكناهم, ولا يتلقبوا بألقابهم.
14 – ولا يركبون سفينة نوتيها مسلم.
15 – ولا يشترون رقيقاً مما سباه مسلم.
16 – ولا يشترون شيئاً مما خرجت عليه سهام المسلمين.
17 – ولا يبيعون الخمور.
18 – ومن زنى منهم بمسلمة قتل.
19 – ولا يلبسون عمامة صافية, بل يلبس النصراني العمامة الزرقاء عشرة أذرع, من غير زينة لها ولا قيمة.
20 – ولا يشتركون مع المسلمين في تجارة, ولا بيع, ولا شراء.
و ساكتفي بهذا القدر من كلام و نقل شيخ الإسلام رحمه الله حتى لا أطيل و لكني اسأل الآن هل تجد في هذه الشروط ما فهمته من حرية الإعتقاد أم ان المسألة مقيدة بضوابط و شروط و تفاصيل ؟! و لا ينبغي الخوض فيها بكلام الفضائيات التي ما فتئت تثير هذه القضايا و هذه الشبهات حتى أصبحنا نجد المسلم دائما في موقع المدافع و المدان .. الذميون لهم أحكام في المجتمع المسلم عليهم الإنقياد لها ، و ليست حرية مطلقة كما فهم البعض فذهب إلى الكنائس ليهنأ النصارى بكفرهم و في بعض الأحيان كما رأينا و شاهدنا على شاشة التلفاز يمسك إنجيلهم المحرف في يده و يخور معهم كما يخورون و الله المستعان ..
الحقيقة اخي أن الموضوع لم ينتهي عند هذا الحد و لكن للموضوع بقية متعلقة بأقوال علماء السلف في هذه المسألة و قد اسلفنا قول الشيخ بن باز رحمه الله و إن اسعفنا الوقت و البحث سأنقل إن شاء الله أقوال العلماء و أدلتهم ... و عذراً على الإطالة.. و الله ولي التوفيق

almojahed
01-19-2011, 07:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله ردك رائع أختنا الفجراسال الله أن يزيدك علما و تقىً
و التفصيل في هذه المباحث رغم الإطالة مهم إذ لا يجوز ترك الناس في عموميات في ظل فضائيات تروج للتقارب و وحدة الأديان و يستخدمون أساليب الأبالسة في التلبيس على الناس و يستخدمون أيضاً دعاة و مفكرين هم ألسنة ضلال و بهتان كما تعرفين فالله اسال ان يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعة و أن يرينا الباطل باطل و يرزقنا اجتنابه .. و الله الموفق و الهادي إلى سواء السبيل

ابن الواحة
01-19-2011, 07:35 PM
:1:

حتى يكون النقاش متسلسلا وبالتالي يكون مفيدا وبناء
اردت قبل ان اتطرق الى المضوع ان اشكر الاخت فجر على المداخلة والاضافة المفيدة التي اثرت النقاش
اولا:اخي ابو جبريل اتفقنا على انه لا اكراه في الدين حيث لم يقل احد من العلماء انه ينبغي ارغام الناس على الاعتقاد بدين الاسلام .اما الذين يحاربون الاسلا م ويحولون دون انتشاره باي طريقة كانت وينشرون دينا اخر اواي معتقد غير السلام او يبثون افكارا الحادية وتشكيكية في المجتمع الاسلامي افرادا كانوا اوجماعات او منضمات او حتى ولاة امور
فهؤلاء الذين يجب محاربتهم ومجابهتهم بكل الطرق الممكنة حتى يرتدعوا واذا لزم الامر يجب اجتثاثهم واستاصالهم بالكلية من جذورهم فهؤلاء كالورم الخبيث داخل الامة الاسلامية
اما ما ذكرت اخي الكريم في ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طرد اليهود من المدينة وقتل رجالهم وسبى نسائهم بعدما اعطاهم العهود والمواثيق فالسبب ذكرته انت في كلا مك وهو انهم خانوا العهود ونقضوا المواثيق فكان ذلك جزاء عادلا والا لما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الفعل بعد ما هادنهم واعطاهم العهود والمواثيق وحاشاه صلى الله عليه وسلم ان يفعل ذلك

اخي الكريم من المعلوم ان هداية الجميع من المحال وان أكثر الناس لا يؤمنون وان واجب المسلمون الدعوة والداب في دعوتهم وطلب اسباب هدايتهم. فإنما مهمتهم هي البلاغ فحسب والله يتولى حساب المعرضين في الآخرة، قال الله مخاطباً نبيه r: ] فإن تولوا فإنما عليك البلاغ[ (النحل: 82). وقال تعالى: ]فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصيرٌ بالعباد[ (آل عمران: 20).

قال القرطبي: " فإن تولوا أي أعرضوا عن النظر والاستدلال والإيمان؛ فإنما عليك البلاغ، أي ليس عليك إلا التبليغ، وأما الهداية فإلينا".[4]

قال الشوكاني في سياق شرحه لقول الله تعالى: ] فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب[ (الرعد: 40): " أي: فليس عليك إلا تبليغ أحكام الرسالة، ولا يلزمك حصول الإجابة منهم، لما بلّغته إليهم، ]وعلينا الحساب[ أي: محاسبتهم بأعمالهم ومجازاتهم عليها، وليس ذلك عليك".[5]

وقال تعالى: ]فذكر إنما أنت مذكر # لست عليهم بمسيطر[ (الغاشية: 21-22).

ولذلك فإن المسلم لا يشعر بحالة الصراع مع شخص ذلك الذي تنكب الهداية وأعرض عن أسبابها فإنما حسابه على الله في يوم القيامة فقد قال الله تعالى لنبيه r : ]ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء [ (البقرة: 272). وقال له وللأمة من بعده: ]فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير[ (الشورى: 15)

إن المرتد الداعية إلى الردة ليس مجرد كافر بالإسلام، بل هو حرب عليه وعلى أمته، فهو مندرج ضمن الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا، والمحاربة - كما قال ابن تيمية - نوعان: محاربة باليد، ومحاربة باللسان، والمحاربة باللسان في باب الدين، قد تكون أنكى من المحاربة باليد، ولذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقتل من كان يحاربه باللسان، مع استبقائه بعض من حاربه باليد. وكذلك الإفساد قد يكون باليد، وقد يكون باللسان، وما يفسده اللسان من الأديان أضعاف ما تفسده اليد.. فثبت أن محاربة الله ورسوله باللسان أشد، والسعي في الأرض بالفساد باللسان أوكد" ا هـ .(انظر: الصارم المسلول – لابن تيمية ص385).
اما قولك اخي الكريم اني اولت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرفته في غير معناه فمعاذ الله ان افعل هذا الفعل فما علمي ولا مؤهلاتي يخولان لي تاويل اوتفسير حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ولكني اردت نقل اراء بعض
العلماء في هذه المسالة
وليس بالضرورة ان يكون هذا رايي ولكني احببت ان اضفي علي الموضوع صبغة الحوار والنقاش
ذهب فضيلة الشيخ المرحوم محمد أبو زهرة، إلى استمرار الاستتابة ما دام هناك أمل في التوبة وإلاّ فيقام الحد فقال:" وإن ذلك الرأي هو الأقرب إلى منطق الإسلام في الهداية، وليس مؤداه الاستتابة الدائمة حتى يموت فيكون تعطيلاً للحد، بل مؤداه تكرار الاستتابة ما دام هناك أمل في التوبة، فإن لم يكن ذلك الأمل، كان القتل لا محالة

ويرى الشيخ عبد المتعال الصعيدي -أحد علماء الأزهر-(وهو الرأي الذي استندت له لجنة العقيدة والفلسفة بمجمع البحوث) أن المرتد يستتاب أبدًا ولا يقتل، وقد نقل الدكتور "أحمد فتحي بهنسي" في كتابه "المسئولية الجنائية في الفقه الإسلامي" هذا الرأي، حيث يقول :"والحقيقة أن المرتد فيه أقوال كثيرة غير القول المعروف، ومن هذه الأقوال: أنه يستتاب أبدًا ولا يقتل، وقد استدل من ذهب إلى هذا القول بما روي عن أنس بن مالك أن أبا موسى الأشعري قتل حجينة الكذاب وأصحابه. وقال أنس: فقدمت على عمر بن الخطاب فقال: ما فعل حجينة وأصحابه؟ قال فتغافلت عنه ثلاث مرات، فقلت: يا أمير المؤمنين، وهل كان سبيل إلا القتل؟ فقال عمر: لو أتيت بهم لعرضت عليهم الإسلام، فإن تابوا وإلا استودعتهم السجن. ([7]) ولنا أن نأخذ من هذا أنه لا يكره على التوبة أيضًا، وإنما ندعوه إليها بالحكمة والموعظة الحسنة. كما ندعو غير المسلم الذي لم يسبق له إسلام بهذا أيضًا. ولا شك بأن القول بأن المرتد يستتاب أبدًا ولا يقتل أنسب من غيره بما جاء به الإسلام من الحرية الدينية، وأنسب منه ما ذهبنا إليه من أن المرتد لا يكره على الإسلام بقتل ولا بسجن ولا بنحوهما من وسائل الإكراه
والراي الراجح هو
أجماع أهل العلم على وجوب قتل المرتد .
وروي ذلك عن أبي بكر ، وعمر وعثمان ، وعلي ، ومعاذ ، وأبي موسى ، وابن عباس ، وخالد ، وغيرهم ، ولم ينكر ذلك ، فكان إجماعا . ( 7083 ) مسألة : قال : ومن ارتد عن الإسلام من الرجال والنساء ، وكان بالغا عاقلا ، دعي إليه ثلاثة أيام ، وضيق عليه ، فإن رجع ، وإلا قتل
والله اعلم

جعلنا الله واياكم ممن يسمعون القول فيتبعون احسنه
:2:

almojahed
01-19-2011, 10:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن أخي الفاضل أننا بهذا نكون رجعنا مرة اخرى إلى قول الأخت الفاضلة الفجر و أود ان أشكرك فلطالما اثريت الحوار بعلمك و حسن إطلاعك و أسلوبك الجيد في الطرح و النقاش بارك الله فيك و اساله سبحانه ان ينفعنا بما علمنا و ان يعلمنا ما جهلنا و ان يجعل هذا العلم لنا لا علينا ..
روابط مفيدة :
قدسية حق الله و حرية العقيدة (http://www.alawda.info/modules.php?name=News&file=article&sid=324)

ابو عبد الرحمن
01-20-2011, 05:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا اخواني على هذا الطرح الذي ينم عن الرقي بالنقاش المثمر الهادئ فكل لديه دليله وحجته ,,,, فاسمحوا لي بهذه المشاركة مع علمي ان الحوار انتهى تقريبا ...

كما هو واضح من الحوار ليس هناك أي اختلاف من الناحية الشرعية والحمد لله

والسؤال هنا :

هل أباحت الشريعة الإسلامية فعلاً لغير المسلمين حرية الاعتقاد ؟

مع العلم أن غير المسلمين يشمل اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والشيوعيين ، وعبدة الأوثان ، وعبدة الأبقار ، وكل كافر أو مشرك .
فأين نجد تلك الإباحة في الكتاب والسنة ، والفهم الصحيح ، الذي أجمع عليه أهل العلم الثقات ؟
إن الشريعة لم تبح قط الكفر بالله أو الشرك به ولم تبح قط التعبد بالعبادات الباطلة المبتدعة ، ولم تبح قط فعل المنكرات والمعاصي ، و الشريعة لم تكرههم على الدخول في الإسلام { لا إكراه في الدين } أما الإباحة فلا ..

وفرق كبير بين الإباحة وبين عدم الإكراه .... فإن المباح هو الذي يستوي فيه الأمران : الفعل أو الترك .

والكفر والشرك أكبر الكبائر .. فكيف يقال : إن الشريعة أباحت ذلك ؟ !

فالكتاب والسنة يبينان أن السيف لا يرفع عمن يرفع عنه من الكفار إلا ببذل الجزية عن يد وهم صاغرون ، وذلك التزام بأحكام أهل الذمة .
وأما الفهم الصحيح الذي أجمع عليه أهل العلم الثقات أن دار الإسلام ، لا يقيم فيها كافر إقامة دائمة إلا إذا خضع لأحكام أهل الذمة ، وبمقتضى هذا الخضوع يأمن أهل الذمة على أنفسهم وأهليهم وأموالهم . لقوله : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ، ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } [التوبة : 29] .

وأما سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- ففيها الكثير نذكر منها حديث بريدة الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وفيه : (اغزوا باسم الله ، في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله .... . ثم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ... فإن هم أبوا فسلهم الجزية ، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم .. )

وقد سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: نسمع و نقرأ كلمة "حرية الفِكر", و هي دعوة إلى حرية الاعتقاد, فما تعليقكم على ذلك؟

فأجاب: "تعليقنا على ذلك أنَّ الذي يجيز أن يكون الإنسان حر الاعتقاد, يعتقد ما شاء من الأديان فإنه كافر, لأن كل مَن اعتقد أن أحداً يسوغ له أن يتدين بغير دين محمد صلى الله عليه وسلم, فإنه كافر بالله عز و جل يُستتاب, فإن تاب و إلا وجب قتله ".

اما من ارتد بعد اسلامه فكل مذهب من مذاهب العلماء ، وكل فقيه من الفقهاء ألف كتبا - في الغالب - عندما يذكر الحدود يذكر (باب حكم المرتد) : وهو الذي يكفر بعد الإسلام ، ويسمى هذا : مرتدا ، يعني : أنه رجع عن دين الله وارتد عنه ، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : من بدل دينه فاقتلوه (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN2366)اخرجه البخاري في الصحيح
وفي الصحيحين : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا موسى الأشعري إلى اليمن ثم أتبعه معاذ بن جبل رضي الله عنهما فلما قدم عليه قال أنزل وألقي له وسادة وإذا رجل عنده موثق قال ما هذا؟ قال هذا كان يهوديا فأسلم ثم راجع دينه - دين السوء - فتهود فقال معاذ لا أنزل حتى يقتل قضاء الله ورسوله فقال انزل قال لا أنزل حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات فأمر به أبو موسى رضي الله عنه فقتل (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN2367)
فدل ذلك على أن المرتد عن الإسلام يقتل ، إذا لم يتب ، يستتاب فإن تاب ورجع فالحمد لله ، وإن لم يرجع وأصر على كفره وضلاله يقتل ، ويعجل به إلى النار ، لقوله صلى الله عليه وسلم : من بدل دينه فاقتلوه (http://www.binbaz.org.sa/Takreej.asp?f=HadN2368)


وعذرا ان كنت أطلت عليكم فجزاكم الله خيرا

almojahed
01-20-2011, 06:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اي إطالة يا ابو عبد الرحمن و الله لقد تمنيت لو اطلت فبارك الله فيك على هذا النقل المبارك و الحق ان الموضوع بدون إضافتك الأخيرة ناقصا فأسأل الله ان يجزل لك و لأختنا الفجر المثوبة و الأجر في الدنيا و الآخرة على هذه الإضافات المهمة و المثرية فعلاً .. جزيتما خيرا

AL FAJR
01-20-2011, 11:34 PM
http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/027fawasel/fawasel/fawasel0002.gif

ماشاء الله حوار أكثر من رائع بارك الله فيكم إخواني الكرام
المجاهد - إبن الواحة - أبو عبد الرحمن

أسعدني كثيراً هذا الحوار المميز والمفيد ،، فهكذا يكون النقاش في المنتديات
أسعدكم الله في الدارين وهدانا وإياكم سواء السبيل
وجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين

http://www.albetaqa.com/cards/albums/cards/027fawasel/fawasel/fawasel0005.gif

ابونواف
12-06-2011, 09:15 PM
بسم الله
بارك الله فيك اخي ابو جبريل والله موعارف شو اقيم
رائع
مميز
مبدع
تحياتي

almojahed
12-07-2011, 11:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كفانا تواجدك معنا و مرورك على الموضوع أخي أبو نواف
جزاك الله خيرا

ابونواف
12-08-2011, 08:40 AM
جزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل موضوع مميز
تحياتي

ام هُمام
01-08-2019, 05:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا