المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة في السيرة النبوية/ الشيخ أحمد شريف النعسان


امانى يسرى محمد
10-21-2025, 07:27 AM
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTgVN3XqGSXS62bIPocOGqbJl3uZtzOQ 1cpuA&s


هل صحيح بأن أكثر النساء بركة أقلهن مهراً؟

قد جاءَ في المستدرك للإمام الحاكم عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيسَرُهُنَّ صَدَاقَاً». يَعنِي: مَهراً
وروى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُهُنَّ أَيْسَرُهُنَّ صَدَاقاً».

وروى النسائي عَن أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: خَطَبَ أَبُو طَلحَةَ أُمَّ سُلَيمٍ، فَقَالَت: واللهِ مَا مِثلُكَ يَا أَبَا طَلحَةَ يُرَدُّ، وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ، وَأَنَا امرَأَةٌ مُسلِمَةٌ، ولا يَحِلُّ لِي أن أَتَزَوَّجَكَ، فَإِنْ تُسلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي، وَمَا أَسأَلُكَ غَيرَهُ.
فَأَسلَمَ، فَكَانَ ذَلكَ مَهْرَهَا.
قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا سَمِعتُ بامرَأَةٍ قَطُّ كَانَت أَكرَمَ مَهْرَاً من أُمِّ سُلَيمٍ، الإسلامُ، فَدَخَلَ بِهَا، فَوَلَدَت لَهُ.


وبناء على ذلك:
فَأَعظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيسَرُهُنَّ مَهْرَاً، كَمَا جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ. هذا، والله تعالى أعلم.

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSCRtnzumQVJXtUucQp3owJm3pJ_C5We HGnug&s


هل صحيح بأن المدينة المنورة ستترك في آخر الزمان وهي أحسن ما تكون؟

قد روى الإمام مالك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَتُتْرَكَنَّ الْمَدِينَةُ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَتْ، حَتَّى يَدْخُلَ الْكَلْبُ أَو الذِّئْبُ فَيُغَذِّي عَلَى بَعْضِ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، أَوْ عَلَى الْمِنْبَرِ».
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَلِمَنْ تَكُونُ الثِّمَارُ ذَلِكَ الزَّمَانَ؟
قَالَ: «لِلْعَوَافِي ـ الطَّالِبَةِ لما تَأْكُلُ ـ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ».
وروى الإمام مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، فَمَا مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا قَدْ سَأَلْتُهُ، إِلَّا أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِن الْمَدِينَةِ.
فَحَدِيثُ تَرْكِ المَدِينَةِ على أَحسَنِ مَا كَانَت يَكُونُ في آخِرِ الزَّمَانِ، وهذا من عَلامَاتِ قِيَامِ السَّاعَةِ، وسَيِّدُنَا حُذَيفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فَاتَهُ أن يَسأَلَ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عن سَبَبِ خُرُوجِ أَهلِ المَدِينَةِ من المَدِينَةِ وهيَ على أَحسَنِ مَا كَانَت عَلَيهِ.


وبناء على ذلك:
فَسَوفَ تُتْرَكُ المَدِينَةُ في آخِرِ الزَّمَانِ وهيَ على أَحسَنِ مَا كَانَتْ، ولَم يَذْكُرِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَبَبَ التَّرْكِ، وَسَيِّدًنَا حُذَيفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ لَم يَسأَل عن سَبَبِ التَّرْكِ.
والذي يُؤَيِّدُ بأَنَّ هذا التَّرْكَ سَيَكُونُ في آخِرِ الزَّمَانِ كَمَا قَالَ الإمَامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: ما رواه الشيخان عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ، لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِ ـ يُرِيدُ عَوَافِيَ السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ ـ وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ، يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا، فَيَجِدَانِهَا وَحْشاً، حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا». هذا، والله تعالى أعلم.


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSCRtnzumQVJXtUucQp3owJm3pJ_C5We HGnug&s

لماذا سمي يوم بدر بيوم الفرقان، ومن الذي سماه بذلك؟

يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى في كِتَابِهِ العَظِيمِ: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ باللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ واللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
فَيَومُ غَزوَةِ بَدرٍ هوَ يَومُ الفُرقَانِ بِنَصِّ القُرآنِ العَظِيمِ، وفِيهِ فَرَّقَ اللهُ تعالى بَينَ الحَقِّ والبَاطِلِ، فانتَصَرَ فِيهِ الإسلامُ والمُسلِمُونَ، واندَحَرَ فِيهِ الشِّرْكُ والمُشرِكُونَ، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.


وبناء على ذلك:
فاللهُ تعالى هوَ الذي سَمَّى يَومَ بَدرٍ بِيَومِ الفُرقَانِ، لأنَّ اللهَ تعالى فَرَّقَ فِيهِ بَينَ الحَقِّ والبَاطِلِ، وبَينَ القِيَمِ العُليَا ـ في التَّوحِيدِ والعِبَادَةِ والأَخلاقِ ـ وسَفَاسِفِ الأُمُورِ العَقَدِيَّةِ والعِبَادِيَّةِ والأَخلاقِيَّةِ. هذا، والله تعالى أعلم.


https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSCRtnzumQVJXtUucQp3owJm3pJ_C5We HGnug&s

هل أمنا السيدة عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مبشرة بالجنة؟

قَدْ رَوَى الترمذي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ بِصُورَتِهَا فِي خِرْقَةِ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ». وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وفي رِوَايَةِ الحَاكم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
قَالَتْ: فَتَكَلَّمْتُ أَنَا.
فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟».
قُلْتُ: بَلَى وَاللهِ.
قَالَ: «فَأَنْتِ زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
وروى الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّهُ لَيُهَوِّنُ عَلَيَّ أَنِّي رَأَيْتُ بَيَاضَ كَفِّ عَائِشَةَ فِي الْجَنَّةِ».


وبناء على ذلك:
فَمِنْ خِلَال هَذِهِ الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَةِ يُفْهَمُ بِأَنَّ السَّيِّدَةَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مُبَشَّرَةٌ بِالجَنَّةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان



https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT9UCjEI2UCZePByWo6YanKi_7RBgkCp 1q-LA&s